أزواج بنات الرسول
عثمان بن عفان ذي النورين
زواج عثمان من رقيّة اشتدّ فرح المسلمون حين دخل عثمان بن عفان في الإسلام، وتوثّقت أواصر المحبة والأخوة بينه وبينهم،
وقد أكرمه الله -تعالى- بالزواج من ابنة رسول الله رقيّة، فقد تزوجّت سابقاً عتبة بن أبي لهب،
أما أختها أم كلثوم فتزوّجت عتيبة بن أبي لهب،
فلما نزل قوله -تعالى-: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)،
أمر أبو لهب وزوجته أمّ جميل ابنيهما بمفارقة بنات الرسول، ففعلا قبل أن يدخلا بهما، وهذه من كرامة الله لهما،
فلما سمع عثمان بن عفان بطلاق رقيّة فرح فرحاً شديداً، وأسرع إلى رسول الله يطلب يدها من أبيها، فجهّزتها أمها خديجة،
وظهرت بأبهى حُلّة، وكذلك كان عثمان، وقد كان أشبه الناس خلُقاً برسول الله.
وكان عثمان بن عفان أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله وزوجته رقية، فلما وصل بأهله إلى الحبشة، انتشر خبر إسلام أهل مكة،
فعاد المهاجرون من أهل مكة إلى ديارهم، وكان عثمان ممن عاد كذلك، فلما وصلوا مكة علموا بكذب الخبر، وبقي في مكة حتى أذن الله -تعالى- لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة،
وقد كان عثمان بن عفان ملازماً لرسول الله دائماً، فلم يفارقه إلا حين هاجر، وكان ذلك بعد إذنه، أو حين يبعثه رسول الله بمهمةٍ لا يمكن أن تقوم إلا به،
وهذا هو أمر الخلفاء الراشدين جميعاً، تمهيداً لهم من أجل تأسيس دولة الإسلام.
وذات يوم أُصيبت رقية -رضي الله عنها- بالحصبة، وفي ذات الوقت كان رسول الله قد نادى بالناس للجهاد والخروج لغزوة بدر،
فانطلق عثمان ملبّياً نداء رسول الله، فلما رآه الرسول أمره بالبقاء إلى جانب رقية لكي يمرّضها، فاشتدّ بها المرض وبدأت تنازع روحها،
وهي تتلهّف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر، ورؤية أختها زينب في مكة المكرمة، ثم أذن الله بخروج روحها،
وتوفّاها الله وهي تشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله
وغُسّلت رقيّة -رضي الله عنها- وحُملت وسار الناس بجنازتها، وسار معهم زوجها حزيناً، حتى إذا وصلوا إلى البقيع دفنوها هناك،
وبينما هم عائدون جاء زيد بن ثابت على ناقة رسول الله يبشّر المسلمين بانتصارهم، فتلقّى المسلمون الخبر بالفرح والسرور،
إلا أنّ عثمان لم يستطع أن يخفي حزنه لموت زوجته، فلما وصل رسول الله علم بوفاة ابنته، فتوجّه إلى قبرها، ودعا لها،
ولم يكن بقاء عثمان في المدينة وعدم خروجه تخلّفاً منه عن الغزوة؛ وإنّما طاعةً لرسول الله حين أمره بالعودة حتى يمرّض رقية،
كما أنّ رسول الله قسّم له من الغنائم التي خرجت من الغزوة، وبشّره بمثل أجر من حضرها، قال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
(وقدْ ضرب لِي رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بِسَهْمٍ، ومنْ ضرب له رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بسهمٍ فقد شهد).
وقد أنجبت رقيّة من عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- ابنه عبد الله، وتوفّي صغيراً لّما بلغ من العمر ستّ سنين، وكان ذلك في السنة الرابعة من الهجرة.
زواج عثمان من أم كلثوم
رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عثمان في حالة حزنٍ شديدة بعد وفاة رقية -رضي الله عنها-، فعَرَض عليه أن يزوّجه من ابنته حفصة،
فطلب عثمان منه أن يُمهله، ثم لقيه فاعتذر له، وقد أكرمه الله -تعالى- بعد ذلك بالزواج من ابنة رسول الله أم كلثوم في السنة الثالثة من الهجرة،
أمّا حفصة فقد تزوّجها رسول الله وأصبحت من أمّهات المؤمنين، وقد أكرم الله -تعالى- عثمان بالزواج من اثنتين من بنات رسول الله،
ولم يكن ذلك لأحدٍ غير عثمان، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما زوَّجتُ عثمانَ أمَّ كُلثومٍ إلَّا بوحْيٍ من السَّماءِ)،[٧][٦]
ولم تُنجب أم كلثوم لعثمان بن عفان الأبناء، ولما بلغت من العمر اثنين وعشرين عاماً توفّاها الله، وكان ذلك في العام التاسع من الهجرة
لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- في السنة الثانية من الهجرة بعد غزوة بدر، وهي بنت خديجة -رضي الله عنها-، أنجبتها أمّها قبل بعثة رسول الله عندما كان عمره خمسةً وثلاثين عاماً، وقد كانت تُكنّى بأمّ أبيها، وذات يومٍ ذهب علي بن أبي طالب ليطلب يدها من أبيها، وعندما وصل إلى بيت رسول الله ليحدّثه في الأمر، لم يستطع أن يتحدث بشيءٍ، فسأله رسول الله عمّا جاء به، فسكت علي، فعرف رسول الله، وسأله إن كان يملك مهراً، فأجابه أنّه لا يملك شيئاً، فسأله عن درعه، فقال له إنّه موجودٌ عنده، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنّه قد قبله زوجاً لابنته فاطمة -رضي الله عنها-، وكانت قيمة الدرع أربعمئة درهم، وطلب منه رسول الله أن يحضر الدرع حتى تكون له فاطمة حلالاً، أمّا أبيها فقد جهّزها بقطيفة، وقربة، ووسادة من الجلد محشوّة بنبات الإذخر.[٩]
وذهب رسول الله في اليوم التالي من زواج ابنته فاطمة إلى أسماء بنت عميس، وطلب منها أن تُنادي له علياً، فجاء عليّ وسكب عليه النبي من الماء ودعا له، ثم طلب من أسماء أن تُنادي فاطمة، فجاءت على استحياء، فسكب عليها رسول الله ماءً ودعا لها أيضاً، وقال لها إنه قد أنكحها أحبّ أهل البيت له، وأحضر كبشاً وآصعاً من ذرة من أجل وليمة العرس، وأخبر علياً أن لا يدخل على فاطمة قبل أن يحضر إليه، فجاء علياً فتوضّأ رسول الله وسكب عليه الماء، وقال: (اللَّهمَّ بارِكْ فيهما وبارِكْ عليهما وبارِكْ لهما في نسلِهما)،[١٠][٩]
وقد أنجبت فاطمة -رضي الله عنها- الحسن والحسين، وقيل أيضا محسن، ومن البنات أم كلثوم وزينب.[١١]
زواج عثمان من رقيّة اشتدّ فرح المسلمون حين دخل عثمان بن عفان في الإسلام، وتوثّقت أواصر المحبة والأخوة بينه وبينهم،
وقد أكرمه الله -تعالى- بالزواج من ابنة رسول الله رقيّة، فقد تزوجّت سابقاً عتبة بن أبي لهب،
أما أختها أم كلثوم فتزوّجت عتيبة بن أبي لهب،
فلما نزل قوله -تعالى-: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)،
أمر أبو لهب وزوجته أمّ جميل ابنيهما بمفارقة بنات الرسول، ففعلا قبل أن يدخلا بهما، وهذه من كرامة الله لهما،
فلما سمع عثمان بن عفان بطلاق رقيّة فرح فرحاً شديداً، وأسرع إلى رسول الله يطلب يدها من أبيها، فجهّزتها أمها خديجة،
وظهرت بأبهى حُلّة، وكذلك كان عثمان، وقد كان أشبه الناس خلُقاً برسول الله.
وكان عثمان بن عفان أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله وزوجته رقية، فلما وصل بأهله إلى الحبشة، انتشر خبر إسلام أهل مكة،
فعاد المهاجرون من أهل مكة إلى ديارهم، وكان عثمان ممن عاد كذلك، فلما وصلوا مكة علموا بكذب الخبر، وبقي في مكة حتى أذن الله -تعالى- لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة،
وقد كان عثمان بن عفان ملازماً لرسول الله دائماً، فلم يفارقه إلا حين هاجر، وكان ذلك بعد إذنه، أو حين يبعثه رسول الله بمهمةٍ لا يمكن أن تقوم إلا به،
وهذا هو أمر الخلفاء الراشدين جميعاً، تمهيداً لهم من أجل تأسيس دولة الإسلام.
وذات يوم أُصيبت رقية -رضي الله عنها- بالحصبة، وفي ذات الوقت كان رسول الله قد نادى بالناس للجهاد والخروج لغزوة بدر،
فانطلق عثمان ملبّياً نداء رسول الله، فلما رآه الرسول أمره بالبقاء إلى جانب رقية لكي يمرّضها، فاشتدّ بها المرض وبدأت تنازع روحها،
وهي تتلهّف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر، ورؤية أختها زينب في مكة المكرمة، ثم أذن الله بخروج روحها،
وتوفّاها الله وهي تشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله
وغُسّلت رقيّة -رضي الله عنها- وحُملت وسار الناس بجنازتها، وسار معهم زوجها حزيناً، حتى إذا وصلوا إلى البقيع دفنوها هناك،
وبينما هم عائدون جاء زيد بن ثابت على ناقة رسول الله يبشّر المسلمين بانتصارهم، فتلقّى المسلمون الخبر بالفرح والسرور،
إلا أنّ عثمان لم يستطع أن يخفي حزنه لموت زوجته، فلما وصل رسول الله علم بوفاة ابنته، فتوجّه إلى قبرها، ودعا لها،
ولم يكن بقاء عثمان في المدينة وعدم خروجه تخلّفاً منه عن الغزوة؛ وإنّما طاعةً لرسول الله حين أمره بالعودة حتى يمرّض رقية،
كما أنّ رسول الله قسّم له من الغنائم التي خرجت من الغزوة، وبشّره بمثل أجر من حضرها، قال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:
(وقدْ ضرب لِي رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بِسَهْمٍ، ومنْ ضرب له رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بسهمٍ فقد شهد).
وقد أنجبت رقيّة من عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- ابنه عبد الله، وتوفّي صغيراً لّما بلغ من العمر ستّ سنين، وكان ذلك في السنة الرابعة من الهجرة.
زواج عثمان من أم كلثوم
رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عثمان في حالة حزنٍ شديدة بعد وفاة رقية -رضي الله عنها-، فعَرَض عليه أن يزوّجه من ابنته حفصة،
فطلب عثمان منه أن يُمهله، ثم لقيه فاعتذر له، وقد أكرمه الله -تعالى- بعد ذلك بالزواج من ابنة رسول الله أم كلثوم في السنة الثالثة من الهجرة،
أمّا حفصة فقد تزوّجها رسول الله وأصبحت من أمّهات المؤمنين، وقد أكرم الله -تعالى- عثمان بالزواج من اثنتين من بنات رسول الله،
ولم يكن ذلك لأحدٍ غير عثمان، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما زوَّجتُ عثمانَ أمَّ كُلثومٍ إلَّا بوحْيٍ من السَّماءِ)،[٧][٦]
ولم تُنجب أم كلثوم لعثمان بن عفان الأبناء، ولما بلغت من العمر اثنين وعشرين عاماً توفّاها الله، وكان ذلك في العام التاسع من الهجرة
علي بن أبي طالب زوّج رسول الله ابنته فاطمةلعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- في السنة الثانية من الهجرة بعد غزوة بدر، وهي بنت خديجة -رضي الله عنها-، أنجبتها أمّها قبل بعثة رسول الله عندما كان عمره خمسةً وثلاثين عاماً، وقد كانت تُكنّى بأمّ أبيها، وذات يومٍ ذهب علي بن أبي طالب ليطلب يدها من أبيها، وعندما وصل إلى بيت رسول الله ليحدّثه في الأمر، لم يستطع أن يتحدث بشيءٍ، فسأله رسول الله عمّا جاء به، فسكت علي، فعرف رسول الله، وسأله إن كان يملك مهراً، فأجابه أنّه لا يملك شيئاً، فسأله عن درعه، فقال له إنّه موجودٌ عنده، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنّه قد قبله زوجاً لابنته فاطمة -رضي الله عنها-، وكانت قيمة الدرع أربعمئة درهم، وطلب منه رسول الله أن يحضر الدرع حتى تكون له فاطمة حلالاً، أمّا أبيها فقد جهّزها بقطيفة، وقربة، ووسادة من الجلد محشوّة بنبات الإذخر.[٩]
وذهب رسول الله في اليوم التالي من زواج ابنته فاطمة إلى أسماء بنت عميس، وطلب منها أن تُنادي له علياً، فجاء عليّ وسكب عليه النبي من الماء ودعا له، ثم طلب من أسماء أن تُنادي فاطمة، فجاءت على استحياء، فسكب عليها رسول الله ماءً ودعا لها أيضاً، وقال لها إنه قد أنكحها أحبّ أهل البيت له، وأحضر كبشاً وآصعاً من ذرة من أجل وليمة العرس، وأخبر علياً أن لا يدخل على فاطمة قبل أن يحضر إليه، فجاء علياً فتوضّأ رسول الله وسكب عليه الماء، وقال: (اللَّهمَّ بارِكْ فيهما وبارِكْ عليهما وبارِكْ لهما في نسلِهما)،[١٠][٩]
وقد أنجبت فاطمة -رضي الله عنها- الحسن والحسين، وقيل أيضا محسن، ومن البنات أم كلثوم وزينب.[١١]
اسم الموضوع : أزواج بنات الرسول
|
المصدر : السيرة النبوية العطرة و الاحاديث الشريفة