تواصل معنا

ماذا لو أتيح لك أن تركب آلة الزمان وتعود إلى العصور السحيقة، أي الشخصيات التاربخية ستحبها وتعشقها؟، بالنسبة للبعض قد يعتبر هذا الجنون بعينه، لكن بالنسبة...

الاستاذ

عضو
نجوم المنتدي
إنضم
11 أغسطس 2021
المشاركات
3,245
مستوى التفاعل
2,652
الإقامة
مصر
مجموع اﻻوسمة
2
"العشق الممنوع".. حكاية الحسناء البريطانية التي أفنت حياتها في حب الفرعون «سيتي الأول» بأبيدوس

ماذا لو أتيح لك أن تركب آلة الزمان وتعود إلى العصور السحيقة، أي الشخصيات التاربخية ستحبها وتعشقها؟، بالنسبة للبعض قد يعتبر هذا الجنون بعينه، لكن بالنسبة لعالمة الآثار البريطانية فقد حسمت قرارها وهامت حبًا في الملك سيتي الأول، مؤسس الأسرة التاسعة عشر ووالد الملك العظيم رمسيس الثاني، وأن اعتبر البعض هذا العشق نوع من "العشق الممنوع".

1633411028169.png

تعتبر العالمة والأثرية البريطانية "دورثي لويز إدي" والتي تُلقب بـ"أم سيتي" من أغرب الظواهر الإنسانية في عصرنا الحديث، ليس بسبب هويتها كعالمة أثرية قدمت للعلم الأثري الكثير، وإنما كظاهرة آمنت بأن روح حبيبة الملك الفرعوني سيتي قد حلت فيها، وأن الملك قد ارتبط معها بقصة عشق لكنها لم تكتمل؛ لذا قررت أن تمضي حياتها في أبيدوس، التي كانت تصفها بأنها موطنها الأصلي الذي قدمت منه في العصور الماضية، وتلبستها روح حبيبة سيتي فى مسقط رأسها ببريطانيا.

العم عبد المنعم أحمد محمود الذي تجول معها صغيرًا في معبد أبيدوس بسوهاج، وعاش معها لمدة 17 سنة قبل رحيلها، والذي كان ينظر لها بأنها مثل والدته، يؤكد لــ"بوابة الأهرام " أن هناك حكايات مجهولة لا يعرفها الكثيرون عن المرأة التي شغلت وما زالت تشغل العالم دوروثي لويز إدي، والمعروفة في أنحاء العالم بـ"أم سيتي".

يقول عبد المنعم لــ"بوابة الأهرام" إن "أم سيتي" عاشت في هذا المنزل، حيث استقبلها جدي من عائلة التوابية بسوهاج، والذي كان يعمل خفيرًا في مصلحة الآثار، وقد عاشت بيننا، وكتبت مؤلفاتها التي نُشرت باللغة الإنجليزية عن الملك سيتي والآثار المصرية القديمة هنا، مؤكدا أن "أم سيتي" لُقبت بهذا اللقب نسبة إلى ابنها الراحل سيتي الذي أنجبته بعد زواجها من إمام عبد المجيد، والذي سهّل لها العيش في مصر التي تعشقها، حين ارتبط بها كزوجة في لندن.

ولكن ما هي السيرة الذاتية وقصة أم سيتي التي عاشت وماتت بالقرب من حبيبها الملك سيتي؟.

يؤكد الدكتور عاطف مكاوي في تصريحات صحفية لــ"بوابة الأهرام " أن أم سيتي هي دورثي لويز إدي، وُلدت لأبوين من أصل أيرلندي، وبينما كانت تلهو في منزل العائلة في ضاحية بلاك هارت سقطت في عمر الثالثة من أعلى السلم إلى الطابق السفلى لترتطم رأسها بالأرض وتدخل في غيبوبة.

وقد قال طبيب الأسرة إن دورثي فارقت الحياة، وطلب تكفين الفتاة وتجهيزها للدفن، ووسط صدمة الأبوين، فاقت دورثي من غيبوبتها بشكل عادي وفي حالة جيدة، وبدأت الصغيرة تردد أريد العودة إلى بيتي"ليخبرها والداها أنها بالمنزل، لكنها تصرّ في عصبية إن بيتها ليس هنا وتبدأ في إعطاء أوصاف لبيتها المزعوم، ومن هنا بدأت حكاية المرأة والعالمة الأثرية التي ارتبطت بأبيدوس".
وأوضح مكاوي أن السيرة الذاتية تقول إن الصغيرة استيقظت في إحدى الليالي من نومها فزعة لتخبر والدتها عن معبد أبيدوس وعن الملك سيتي، وتحكى قصصا غريبة كانت ترويها الطفلة، لكن الأغرب أنها كانت تشرح تفاصيل دقيقة، كأنها ذهبت هناك، وكانت الأم تعتقد أن ابنتها ما زالت تحت تأثير الحادث.

وقد قام والدها بأصحابها في رحلة إلى المتحف البريطاني، وما أن رأت التماثيل الفرعونية حتى تبدل حال الطفلة الصغيرة، وبدأت تدور حول التماثيل وتقبل أقدامها وتصرخ "وطني" وسط دهشة الأب وزائري المتحف، الأمر الذي دعى والدها لإبعادها عن المتحف حتى لا تثير قلق الزوار، وبينما كان والدها يشدها بعيدًا عن المتحف كانت هي تصرخ وتبكي قائلة: "اتركني بين أهلي وفي وطني".

وفي إحدى المرات وقعت عينيها على صورة لمعبد أبيدوس، لتحمل الصورة وتخبر والديها أن هذا هو منزلها، وأنها حين كانت تحت تأثير الغيبوبة كانت هناك وبصحبة سيتي.
 

الاستاذ

عضو
نجوم المنتدي
إنضم
11 أغسطس 2021
المشاركات
3,245
مستوى التفاعل
2,652
الإقامة
مصر
مجموع اﻻوسمة
2
"العشق الممنوع".. حكاية الحسناء البريطانية التي أفنت حياتها في حب الفرعون «سيتي الأول» بأبيدوس
لفتت الصغيرة نظر عالم الآثار الإنجليزي الشهير السير بادج، الذي لاحظ شغفها الشديد بالآثار المصرية، حيث تطوع بتعليمها اللغة الهيروغليفية، فأدهشه سرعة تعلمها، وحين سألها عن ذلك قالت إنها تتذكر فقط ما تعلمته من قبل، فقد كانت ما زالت تصر على أنها آتية من ذلك الزمن البعيد، وأنها في حياتها السابقة كانت جزء من بلاط الملك الفرعوني سيتي الأول، وقصت عليه الحلم الذي رأته حين حضر إليها سيتي الأول في نومها وطلب منها العودة إلى الوطن.

في تلك الأثناء تعددت زيارات سيتي الأول لها في نومها، وكانت كل ليلة تصحو وهي تصرخ باسم سيتي وتنادي عليه وتهذي بكلمات وأسماء غير مفهومة، لترسل بعد ذلك إلى مصحة عقلية عدة مرات، من أجل التأكد من سلامة قواها العقلية.

كانت تتدعي أنها فتاة مصرية اسمها "بنترشيت" لأب يعمل في سلك الجندية، ولأم تعمل بائعة خضراوات في عهد الملك سيتي الأول (1290-1279 ق.م)، وأنه ارتبط معها بقصة عشق في الحياة الماضية، بعد وفاة أمها لم يستطع الأب تحمل مشقة تربيتها فوهبها لمعبد أبيدوس، لتعمل كاهنة في خدمة الإله، وتكبر الفتاة وتصبح كاهنة من كاهنات المعبد وأثناء زيارة أجراها الملك سيتي الأول للمعبد تقع عينيه عليها ويفتن بجمالها، لتصبح إحدى عشيقاته، لتحمل منه ولشدة حبها للملك وخوفها على مستقبله السياسي من فضيحة علاقته غير الشرعية بإحدى كاهنات المعبد تنتحر.
ويضيف مكاوي أنه بحلول عام 1927 تنتقل الأسرة للعيش في لندن، الأمر الذي شجع دورثي على إشباع نهمها وحبها لدراسة المصريات، فالتحقت بمدرسة للفن وتخصصت في الفن القديم، وفي تلك الفترة اقتنت مجموعة من التحف المصرية الغالية جمعتها من مزادات لندن، ثم التحقت للعمل في مجلة مصرية تصدر من لندن، وكتبت فيها عددًا من المقالات ناصرت فيها مطالب المصريين في الانفصال عن التاج البريطاني أثناء ذلك تتعرف على شاب مصري حضر للدراسة يُدعى إمام عبد المجيد، وتتوطد العلاقة بينهما، وبعد ثلاثة أعوام تتزوج وتنجب طفلها الوحيد، الذي قررت أن تسميه سيتي .

وفي عام 1933م تزور مصر لأول مرة برفقة زوجها، وبمجرد نزولها إلى ميناء بور سعيد تنحني مقبلة الأرض ومبللة رصيف الميناء بدموعها، يتلقى زوجها عرضًا للعمل في العراق، لكنها ترفض ترك وطنها مصر، ليقع الطلاق في عام 1935م، وعلى ما يبدو أن الزوج أخذ الطفل سيتي معه.

ويؤكد العم عبد المنعم أحمد أن الطفل سيتي، والذي عمل بالتربية والتعليم في دولة الكويت كان دائم الزيارة لوالدته في منزلنا بأبيدوس وكذلك لأولاده، وقد انقطعت الصلة بعد وفاته، أما والده الذي كان يعمل ملحقا بالسفارة المصرية فقد تزوج وأنجب وترك "أم سيتي" لعالمها الذي عشقته.
بعد الطلاق تنتقل دورثي للعيش في منطقة نزلة السمان، بالقرب من أهرامات الجيزة، ترسم وتسجل وتكتب، وكانت تقوم بطقوس تشبه الصلوات أمام الأهرامات.

سُمع عنها في تلك الفترة الأثري المعروف الدكتور سليم حسن (الذي كان يقوم بحفريات في منطقة الجيزة) فاستضافها في منطقة أثار الجيزة ووظفها كرسامة في فريقه الأثري، لتكون أول سيدة تعمل في حقل الآثار.

ويوضح عبد المنعم أحمد أن "أم سيتي" كأثرية محنكة كانت تتلق الاحترام والإعجاب من الأثريين الكبار أمثال لبيب حبشي وغيرهم، مضيفا أنها قدمت لأبيدوس عام 1956م، وعاشت بها حتى وفاتها في بداية ثمانينيات القرن الماضي.

ويؤكد عبد المنعم أن "أم سيتي" كانت لها ظواهر وحالات غريبة، مؤكدا أنه بصدد تدوين كافة مذكراته عن "أم سيتي" في أبيدوس ونشرها في كتاب عنها، مؤكدا أن أغلب الكتب والمراجع لم تذكر حياة "أم سيتي" في أبيدوس، وأن ما يُقال عن حياتها في أبيدوس محض خيالات ويحتاج لتدقيق، موضحا أن "أم سيتى" لها العديد من المؤلفات عن الآثار من خلال آلة كاتبة في هذا المنزل، حيث أهدت كتاب سيتي هل مستبد أم ديمقراطي؟ لوالدي الذي كانت تعتبره ابنا لها، وقد عاشت أم سيتي 25 عامًا في أبيدوس واشتهرت باهتمامها بتأصيل العادات التراثية والشعبية للأهالي، وربطها بالتاريخ المصري القديم.
 
Comment

الاستاذ

عضو
نجوم المنتدي
إنضم
11 أغسطس 2021
المشاركات
3,245
مستوى التفاعل
2,652
الإقامة
مصر
مجموع اﻻوسمة
2
"العشق الممنوع".. حكاية الحسناء البريطانية التي أفنت حياتها في حب الفرعون «سيتي الأول» بأبيدوس
ويحوي دولاب "أم سيتي" مجموعة من الكتب كانت تقرأها، وهذا كل مقتنياتها الباقية في المنزل، ويؤكد عبد المنعم أن البيت في حياتها كان يشهد زيارات عديدة من أصدقائها وصديقاتها من جميع أنحاء العالم، أما كتبها فقد كانت ترسلها لدور النشر الأمريكية ليقوم بنشرها ماعدا كتاب وحيد وهو كتاب "السحر الفرعوني"، وقد نشرت مجلة "أكتوبر" في ثمانينات القرن الماضي خبرا عن كتاب السحر الفرعوني الذي ألفته "أم سيتي".

ويوضح عبد المنعم أن الكتاب تم الدفع به لدار النشر التي كانت تتعامل معها "أم سيتي" في أمريكا، ولكنه لم يخرج للنور، موضحا أن من أغرب حكايات "أم سيتي" فى أبيدوس في المنزل أنه أصيبت بالتهابات في قدمها عبارة عن خراج، وقد قالت لوالدي أن روح سيتي تطلب منى الشفاء بالعقرب لكن والدي رفض، مما كان على أن أجلب لها عقرب، حيث قدمت أصابها الملتهبة للعقرب وشُفيت، مؤكدا أنها عاشت حياتها تدين بالديانة المصرية إلا أنها كانت مثلنا تصوم شهر رمضان كاملا.
ويوضح الدكتور الأثري عاطف مكاوي أنه تم دفن "أم سيتي" في جبانة المسيحيين في قبر جنوب شونة الزبيب، وتم عمل إعادة بناء للشاهد الآن، ووُضع عليه بطاقة "أتت هدية من بريطانيا" عليها اسم أم سيتي وتاريخ وفاتها، مؤكدا أن "أم سيتي" ألفت مرجعا عن معبد سيتي الأول باللغة الانجليزية، كما قامت بعمل أنصاف أعمدة خراسانية في حجرة الدفن بالأوزوريون، يُقال إنها من عمل السيدة أم سيتي، كما كان لها دور في إرشاد حقيقي للمكتشفات التي تمت بعد وفاتها في آثار أبيدوس بسوهاج.
1633411256081.png

المنزل التى أقامت به دوروثي إيدي​

 
Comment

امل مفقود

نجوم المنتدي
إنضم
5 مايو 2021
المشاركات
12,576
مستوى التفاعل
4,279
مجموع اﻻوسمة
2
"العشق الممنوع".. حكاية الحسناء البريطانية التي أفنت حياتها في حب الفرعون «سيتي الأول» بأبيدوس
الله يعطيك العافيةة
على الطرح الراقي والجميل
بانتظار جديدك القادمhttp://nkhufuq.com/xn/images/smilies/0%20(77).gif
 
Comment
أعلى