في غابةٍ واسعةٍ ، مترامية الأطراف .. كان ينام، يجلس، يأكل، يتحرك، يتمتم بشفتيه أحيانا، يقلب صفحات بالية في يده..، ينظر إلى السماء..
ظل واحيدًا ردحًا طويلاً من الزمـن.
كان كأنه ألف الغربة والوحدة، تأقلم على الروح التي تسكنه
في ليلة باردة، جاوزت قدرته على التّحمل
لم يعد ينعم بالدف.
لم يعد قادرا على التأقلم على البرد وحده..
راودته نفسه أن يذهب يمنة ويسرة
لعله يجد قبسا من نور، أو جذوة من نار
في طريقة
ظل طيلة يومه ساعيا من هنا إلى هناك
وقبل أن يصاب باليأس..
وجد كهفًا ..
أمامه أريكة، كانت تجلس عليه فتاة ، بيضاء، تحمل وردًا في يديها..
فستان بني- ربما- هو لا يُحسن وصف الألوان
لكنه كان ملفتًا، وقصيرًا، حتى بدت كأنها في الرّبيع..!
سؤال يقفز إليه..
هذه الفتاة حقيقة؟
لماذا لا تشعر بالبرد الذي يشعر به..
لماذا هي هكذا لطيفة، ورقيقة، وجميلة، ومعجونة بالأنوثة..
يستفزه الموقف..
ولا يستطيع أن يسيطر على أقدامه...
إإنها يتجه إليها في هدوء، وخوف، وأمل،
عينه تلمع..
وقلبه ينبض بشدة..!
هو لا يفهم نفسه..
ما الذي سيحدث؟!