حياة جديدة ١
في يوم من الأيام، كان هناك رجل يُدعى "آدم"، يعيش حياة هادئة في مدينة عصرية. كان آدم في السبعينات من عمره، محاطًا بأحبائه، وقد عاش حياة مليئة بالتجارب والأحداث. اعتاد على روتين يومي، يستيقظ صباحًا ويجلس على شرفة منزله يحتسي كوب القهوة، يتأمل في ذكرياته ويشعر بالرضا عن مسار حياته.
لكن في أحد الأيام، وبينما كان يتناول غداءه مع عائلته، شعر بضغط غريب في صدره. أدرك أنه قد يكون هذا آخر يوم له في الحياة. كان مستعدًا لهذه اللحظة، فقد عاش ما يكفي، لكنه شعر بحزن خفيف. أغمض عينيه، وسرعان ما ساد الظلام.
عندما استيقظ، لم يجد نفسه في مكانه المعتاد. لم يكن في المنزل ولا في المستشفى. كان في مختبر غريب، محاطًا بشاشات متوهجة وأجهزة عالية التقنية. نظر إلى نفسه، فوجئ بشيء لا يصدق: لم يكن عجوزًا بعد الآن. كانت بشرته شابة، جسده قوياً كما كان في العشرينات من عمره.
صدمته هذه الحقيقة وبدأ يصرخ، "ما الذي يحدث؟ أين أنا؟". ظهرت أمامه شخصية غامضة، رجلاً يرتدي معطفًا أبيض، بابتسامة هادئة.
قال الرجل: "أهلًا بك، آدم. يبدو أن هناك الكثير لتستوعبه. اسمح لي أن أوضح لك الحقيقة. كل ما كنت تعتقد أنه حياتك الحقيقية لم يكن سوى محاكاة رقمية."
ارتجف آدم وأجاب: "ماذا؟ هل كانت حياتي... مزيفة؟!"
"ليست مزيفة، بل كانت جزءًا من تجربة علمية. قبل عشرات السنين، تم تخزين وعيك في نظام متقدم يسمى الحياة الافتراضية. تم برمجتك لتعيش حياة كاملة داخل هذا العالم الرقمي، ولم يكن لديك أي فكرة أنك في مختبر."
تفجرت أسئلة لا نهاية لها في رأس آدم. "ولماذا؟ لماذا أنا؟"
أجابه العالم: "لقد كنت جزءًا من دراسة طويلة الأمد، هدفها فهم الوعي البشري وتطوره في بيئات رقمية. اخترنا عددًا من الأشخاص ليعيشوا حياة كاملة في عالم افتراضي دون أن يدركوا أنهم في محاكاة. الآن، بعد أن وصلنا إلى نهاية التجربة، نحن هنا لإيقاظك."
شعر آدم بمزيج من الغضب والذهول، وقال: "ولكن حياتي كانت حقيقية! أحبائي، أصدقائي، كل شيء شعرت به!"
"كل شيء كان حقيقيًا بالنسبة لعقلك. العواطف، الذكريات، الألم والسعادة. كانت التجربة مبنية بحيث لا تشعر بأي فرق بين الحياة الافتراضية والحياة الواقعية. لكن الآن، أنت في العالم الحقيقي. وعمرك الفعلي هنا هو 25 عامًا فقط."
نظر آدم إلى نفسه مجددًا، لكنه لم يستطع التخلص من شعور الفقدان. حياته بأكملها كانت، بطريقة ما، تجربة. سأل: "ما الذي سيحدث لي الآن؟"
أجابه العالم بابتسامة مطمئنة: "القرار لك. يمكنك اختيار العودة إلى حياتك الافتراضية، أو البدء من جديد هنا في العالم الحقيقي. الأمر كله بين يديك."
وقف آدم في حيرة، أمامه حياة كاملة لإعادة اكتشافها أو العودة إلى عالم يعرفه جيدًا. الخيارات لا متناهية، والحرية جديدة تمامًا.
هكذا بدأت رحلة آدم في إعادة تعريف نفسه، وهو يتساءل: أيهما أكثر واقعية؟ العالم الذي عاش فيه لسنوات طويلة أم العالم الجديد الذي استيقظ فيه للتو؟