يا لهذا الحرف الذي ينزف من عمق الفقد،
كأنه يقطر وجعاً على الورق،
وكأنك كتبت بقلبك لا بقلمك.
كل جملة في حكايتك تشهد أنك حملت حباً لا يشبه حبّ الناس،
حبّاً قاوم الجموع والأحكام،
وصبر على الفراق حتى أنهكته المسافات،
ثم نزل قدركما من السماء
كما يهبط المطر على أرض عطشى،
لتلتقيا أخيراً،
وكأن الكون قرر أن يعيد لكما حقكما في الحياة...
لكن الأقدار أبت إلا أن تجعل النهاية أشد قسوة،
فحوّلت فستانها الأبيض إلى كفن،
وحوّلت لحظة الزفاف إلى مأتم ينوح فيه القلب والعمر معاً.
كم يشبه وجعك وجع الأنبياء حين يفقدون
من يحبون في سبيل رسالة،
فأنت الذي تطبب جراح الآخرين،
تحمل ألمك بصمت،
تمسح دموع الغريب بينما قلبك يبكي بحرقة على حبيبة لم تلحق أن تمسح دمعتك الأخيرة.
إنه امتحان عظيم أن يكون حبك شاهداً على التضحية،
وأن يكون فراقك درساً في أن السعادة
قد تأتي على هيئة غصة،
وأن بعض القلوب تعيش عمرها وهي تزرع الفرح للآخرين
لكنها تُحرم أن تجني ثمرته لنفسها.
هي لم تمت غريبة دكتور
@أوديسيوس
بل ماتت وهي تحمل اسمك،
وخاتمك، وحلمكما المؤجل في قلبها،
ماتت وهي عروسك أمام الله والناس،
كأنها أرادت أن تكون آخر صورة لك عنها
هي أجمل صورها.
أما أنت،
فستبقى شاهداً على حبٍ لم يمت،
وعلى قصة كتبت في السماء قبل أن تُكتب على الأرض،
وستبقى كل عملية جراحية تخوضها،
وكل جرح تلمسه،
يذكرك أن قلبك أنت أيضاً ما زال يحتاج إلى مَن يضمد نزيفه.
فلترقد هي بسلام،
ولتكن حكايتكما نوراً يضيء درب كل عاشق عرف معنى الوفاء،
ولعل الله أن يجمع بينكما يوماً في دار لا فراق فيها ولا مسافات.
رحمها الله واسكنها الجنة والصبر
لقلبك ..
لله ما أعطى ولله ما أخذ
ربي يلهمك الصبر
هل يعني هذا أنها كانت زميلة لنا
هنا