مرة حدا سألني إذا بتمنى أرجع أتعرف
على نفس الناس من جديد؟
ابتسمت وقلت يمكن لأ،
بس يمكن كمان آه…
لأنو في ناس ما بيعلمونا بس محبة،
بيعلمونا وعي.

كنت مفكرة إن القرب دايمًا بيعني دفء،
بس اكتشفت
إنو أحيانًا القرب هو اللي بيكشف البرد.
من بعيد كل شي بيبين حلو،
بس لما تقترب،
بيصير كل تفصيل يحكي الحقيقة
اللي كنت متغاضية عنها.

يمكن خاب ظني،
بس ما ندمت.
هيك التجارب بتعرّفنا ع حدودنا،
وبتورجينا مين نحنا فعلاً،
ومين لازم يكمّل معنا الطريق
ومين لازم نودّعه بصمت.

.
.

لا تحتاج إلى أجنحة
امرأة قلبها يحلم بالسّلام ..

..

..




//

أحبّ البحر،
ليس لأنهُ يمتد أمامي بلا نهاية،
بل لأنه يُشبه قلبي حين يفيض بالحنين.
كلّ موجة فيه تحمل سرّاً صغيراً
من أرواح العابرين
وكلّ نسمة مالحة تهمس
باسمٍ مرّ يوماً من هناك.

أتخيّله في ليالي الشتاء،
يلتفّ حول نفسه كمحبٍّ
لا يجد ذراعاً تحضنه
هل يشعر البحر بالبرد؟
هل ترتجف أمواجه مثلنا
حين يطول الغياب؟

ربما هو أيضاً عاشقٌ قديم،
يخفي وجعه في الزرقة ..
ويخبّئ تحت سطحه الدافئ كلّ ما لم يُقل،
وكلّ ما فاض عن الحنين.

أنا وهو، نلتقي في فكرةٍ واحدة:
أن نحبّ بصمت،
وأن نحفظ ما نحبّ في مكانٍ لا يضيع…
كالبحر،
حين يحتفظ بالدفء في قلبٍ من ماء.

.
.



//