تروي قائلة
أعيش مع والدتي في قريةٍ صغيرةٍ على شاطئِ الحلم ، أحترف الغوصُ والتمعن في لؤلؤ البحر
والحديث المطول مع الأسماك . سعيدة جدا في حياتي الهادئة , أهل قريتي بسيطون ذو قلوب طيبة , يتميزون بحبهم للورد والطبيعة . في تعاملهم
يتفادون الحديث مع الغرباء في حال قدوم السائحين الى قريتنا . في موسم اللؤلؤ المحتضن للبحر .
ألم أخبركم .. في قريتنا في موسم الحب يطفو اللؤلؤ على وجه البحر معانقا فاه الشمس ضياء. فينبهر جميع من في القرية بتلك القلائد المزينة صدر البحر .
نعم يوجد لدينا موسم أسمه موسم الحب
فقط للمتحابين ذوو الأخلاق الحميدة والتعامل الطيب
يهدينا البحر لؤلؤ كل سنة في هذا الموسم حتى يضيء أرواح الليالي المعتمة فينا
حتى ان الصيادون والبحارة يكثر قدومهم لقريتنا محاولين أصطياد القدر الكافي من اللؤلؤ . متغافلين عن تلك اللافتة المكتوبة على الشاطى
السلآم على كل من حلّ آمنا في موج البحر
طيبا في كرم الحضور
ألا لعنة الله على الكاذبين ذو الروائح الروحية النتنه
( احذروا البحر عندما تغضبوه )
، ويأخذونَ مراكبَ خاصّة، ويبتعدونَ عن الشاطئِ مسافاتٍ طويلةً علهم يقتربون من المحار . ممتلئين بالطمع
لكن لاتقلقوا دوما يبؤون بالفشل
عائدين بأطناب من الخذلان على وجوههم الشاحبة , فالبحر غاضب غاضب
وياللهول من موج البحر حين الغضب
واللؤلؤ عميق لا يعانق الا عنقاء الأرواح النقية بالياسمين.
( كل روح نقآء هي لؤلؤ )
هكذا كانت تقول لي والدتي ..
وهذا الذي تجردوا من ادراكه أؤلئك البحارة وهم عائدون يتذمرون الخيبة .
خائفين الموج ووجه البحر الشائب .
جلسَ أحدهم على الشاطئِ يستردُّ أنفاسَه، ثم فتحَ يده يريد الأطمئنان على اللؤلؤة التي أصطادها عنوة متباهيا بضحكات عالية
أمام زملائه كونه الافضل في أحضاره لها .
مصدوما مما رأى
يا للهول
ما هذا ؟
ورب السماء كنت أطبق يدي عليها حتى ظننت أن يدي ممزوجة الأصابع بكفي
عجبا يا اله السماء
ما هذا الأسود في يدي ؟؟
حجر
لا لا
-عجباً، كيف يكونُ ذلك؟! شيء كبؤبؤ الاخطبوط
ماذا تهذي أيها الأحمق ؟؟
فجأة ..
قبس من نور يخرج من تلك الكرة العديمة المعالم ..,
لتظهر حورية بوريقات ياسمين مغطية جسدها السمكه
تهامسوا في ذهول خائفين مرتبكين متسائلين عن الذي يجري ..؟
فجأة
أبتسمت حورية الياسمين لهم قائلة
(لا ينطفئ بريق الرّوح! إلاّ إذا انطفأ نور النّقاء من قلوبكم .)
أنتم في ضياء قلوبكم
كما اللؤلؤ وقت السحر ..
ورحلت وأختبىء اللؤلؤ في أحضان البحر
.
.
أظن أن الحورية
كانت تقصد ( ان جمال الأنسان ليس بما يلمع على صدره أو بتلك اللامعه في خزائنه
جمال الانسان بتلك اللمعة في روحه الساكنه أوردة القلب حبا وسلام ليضيء كما يضيء اللؤلؤ
هكذا قالت لي الياسمين
على أجمل ياسمينا
نتابع بشوق وحب
لقلبك سعادة الكون يارب