إلى وعد، التي لم تكن وعدًا فقط، بل كانت شجرة.
ها أنتِ تصعدين لا إلى سلطة، بل إلى ظلٍّ أعلى.
ها أنتِ لا ترفعين اسمك فوق لوحةٍ ميتة، بل تنفضين الغبار عن الحروف، وتعيدين للغابة نداءها الأوّل: أن تكون أصواتًا لا تعبر بل تسكن.
مشرفة؟
بل راعية للضوء حين يتسكّع بين الأغصان، سامعة للرياح وهي تخاطب المشاركات الهامسة.
الغابة ليست بحاجة إلى من يُنظمها، بل إلى من يفهمها، وأنتِ تفعلين.
يا وعد،
كأنكِ حين كتبتِ أوّل مشاركة، كنتِ تزرعين بذرة لا يعلم أحد متى تنبت… فها هي اليوم تُزهر مسؤولية لا تُشبه الكراسي، بل تشبه القلوب التي لا تجلس أبدًا.
نفرح لكِ… لا لأنك أصبحتِ مشرفة،
بل لأن الغابة أصبحت تراكِ كما نراك.
يا من خطّتْ أناملُكِ على صفحةِ روحي أجمل الألحان،
كأنها نسمةُ فجرٍ تُداعبُ خيوطَ الندى، فتُحيي فيّ زهرةَ الأملِ النائمة،
وتُنصتُ لغصونِ قلبي التي تنشدُ لحنَ اللقاءِ والصفاءِ.
رأيتِ فيّ ما خفي عن عيوني، فتجلّتِ لي صورةَ الحلمِ المُرتقب،
وصغتِ من كلماتكِ قصيدةً لا تُنسى، تُزهرُ في مدائنِ القلبِ أبدًا،
وتركتِ في أفقِ روحي نجمةً لا تنطفئ، تُضيءُ لي دروبَ الانتظارِ والوفاء.
وعدُ ليست مجردُ اسمٍ يخطّهُ القدر، بل شجرةٌ باسقةٌ في غابةِ الصدقِ والعطاء،
تُزهرُ ثمارها بأمانةِ القلبِ وعذوبةِ الحلم،
وتمضي بخطى الحنانِ ثابتةً، تُسقي الأرضَ بفيضِ الحبِ الصادق.
فلتبقِ كلماتكِ لي نبعًا من سحرِ الحياة،
وشعلةً تُضيءُ لي عتماتِ الزمن،
وشذىً يُداعبُ روحي حين يُثقلني
سكونُ الغياب.
لكِ مني كلّ الشكرِ والوفاءِ، يا من حملتِ
عبقَ الربيعِ في قلبي،
وأشعلتِ في لياليّ الشتاءِ شمعةَ
الحُبّ والصفاءِ ~

ـــ وعد