-
- إنضم
- 6 يناير 2022
-
- المشاركات
- 17,133
-
- مستوى التفاعل
- 9,998
- مجموع اﻻوسمة
- 10
أبو العتاهية
ابو العتاهية
§§§§§§§§§§§
أبو العتاهية: شاعر عربي، يُعدُّ واحدًا من أهم شعراء العصر العباسي في بغداد، ولُقب بأَشعَرِ الإنس والجن لقدرته العالية على نظم الشعر في أي وقت وبشكلٍ ارتجالي.
هو «إسماعيل بن القاسم بن سويد»، وكنيته الأصلية «أبو إسحاق» ولكن الكُنية الأشهر له هي «أبو العتاهية»، وُلد في «عين التمر» وهي قرية بالمدينة المنورة في الحجاز عام ٧٤٨م
برع في نظم الشعر في تلك الحقبة من حياته واشتهر به لدى جمهور شباب المحبين للشعر حتى وصل إلى قصور بغداد، وبالأخص قصر الخليفة المهدي الذي أعجب بشعره ،
وكان «أبو العتاهية» عظيم الموهبة غزير الانتاج الشعري، حتى أنه كان ينظم في اليوم مئة وخمسين بيتًا من الشعر، كما عُرف بأسلوبه السهل الممتنع الذي جعل أشعاره تنتقل عبر الأجيال دون صعوبة في فهم مفرداتها ومعانيها. واستمر «أبو العتاهية» في ملازمة الخلفاء المولعين بشعره فلزم الخليفة «هارون الرشيد»، وحاول في عهده أن ينقطع عن الشعر ولكن الرشيد أمره بالعودة إليه وحبسه حتى عاد، ولزم من بعده ابنه «الأمين» ثم «المأمون» إلى أن توفي عام ٨٢٥م في بغداد
سبب تسميته :
أبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون ، وقيل أطلقها عليه الخليفة المهدي بقوله:
«أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً» .
وقيل لحبه المجون والخلاعة في أوائل حياته، ثم كف عن ذلك ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء.
قصيدة المرء يطلب
==============
المَرْءُ يَطلُبُ، والمَنيّةُ تَطلُبُهْ
ويَدُ الزّمانِ تُديرُهُ وتُقَلّبُهْ
ليسَ الحَريصُ بزائدٍ في رِزْقِهِ
اللهُ يَقْسِمهُ لَهُ ويُسَبّبُهُ
لا تَعْتِبَنّ على الزّمانِ، فإنّ مَن
يُرْضي الزّمانَ أقلُّ ممّن يُغضِبُهْ
أيّ امرىءٍ إلاّ عَلَيهِ منَ البِلَى
في كلّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرْقُبُهْ
المَوْتُ حَوْضٌ، لا محَالَةَ دونَه
مُرٌّ مَذاقَتُهُ، كَريهٌ مَشرَبُهْ
وترَى الفتى سَلِسَ الحديثِ بذكرِه
وَسْطَ النّديّ، كأنّهُ لا يَرْهَبُهْ
وأسَرُّ ما يَلقَى الفتى في نَفسِهِ
يَبتَزّهُ نابُ الزّمانِ ومِخلَبُهْ
ولَرُبّ مُلهِيَةٍ لصاحِبِ لَذّةٍ
ألفَيتُها تَبكي عليَهِ، وتَندُبُهْ
مَن كانَتِ الدّنْياءُ أكبرَ هَمّهِ
نَصَبَتْ له من حبّها ما يُتعِبُهْ
فاصْبرْ على الدّنيا، وزَجِّ هُمومَها
ما كلّ مَن فيها يرى ما يُعجِبُهْ
ما زالَتِ الأيّامُ تَلعَبُ بالفَتى
طَوْراً تُخَوّلهُ، وطَوْراً تَسلُبُهْ
مَن لم يَزَلْ مُتَعَجّباً مِن حادثٍ
تأتي بهِ الأيّامُ، طالَ تَعَجّبُهْ
قصيدة لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
===============
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ
كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما
يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارة ٍ
ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة
فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً
وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَة
وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة
ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ
وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ
يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة
وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى
فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل بهاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍ
وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة
ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ
ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌ بنمائِهَا
وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ
حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَة ٍ
يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ
وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ
§§§§§§§§§§§
أبو العتاهية: شاعر عربي، يُعدُّ واحدًا من أهم شعراء العصر العباسي في بغداد، ولُقب بأَشعَرِ الإنس والجن لقدرته العالية على نظم الشعر في أي وقت وبشكلٍ ارتجالي.
هو «إسماعيل بن القاسم بن سويد»، وكنيته الأصلية «أبو إسحاق» ولكن الكُنية الأشهر له هي «أبو العتاهية»، وُلد في «عين التمر» وهي قرية بالمدينة المنورة في الحجاز عام ٧٤٨م
برع في نظم الشعر في تلك الحقبة من حياته واشتهر به لدى جمهور شباب المحبين للشعر حتى وصل إلى قصور بغداد، وبالأخص قصر الخليفة المهدي الذي أعجب بشعره ،
وكان «أبو العتاهية» عظيم الموهبة غزير الانتاج الشعري، حتى أنه كان ينظم في اليوم مئة وخمسين بيتًا من الشعر، كما عُرف بأسلوبه السهل الممتنع الذي جعل أشعاره تنتقل عبر الأجيال دون صعوبة في فهم مفرداتها ومعانيها. واستمر «أبو العتاهية» في ملازمة الخلفاء المولعين بشعره فلزم الخليفة «هارون الرشيد»، وحاول في عهده أن ينقطع عن الشعر ولكن الرشيد أمره بالعودة إليه وحبسه حتى عاد، ولزم من بعده ابنه «الأمين» ثم «المأمون» إلى أن توفي عام ٨٢٥م في بغداد
سبب تسميته :
أبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون ، وقيل أطلقها عليه الخليفة المهدي بقوله:
«أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً» .
وقيل لحبه المجون والخلاعة في أوائل حياته، ثم كف عن ذلك ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء.
قصيدة المرء يطلب
==============
المَرْءُ يَطلُبُ، والمَنيّةُ تَطلُبُهْ
ويَدُ الزّمانِ تُديرُهُ وتُقَلّبُهْ
ليسَ الحَريصُ بزائدٍ في رِزْقِهِ
اللهُ يَقْسِمهُ لَهُ ويُسَبّبُهُ
لا تَعْتِبَنّ على الزّمانِ، فإنّ مَن
يُرْضي الزّمانَ أقلُّ ممّن يُغضِبُهْ
أيّ امرىءٍ إلاّ عَلَيهِ منَ البِلَى
في كلّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرْقُبُهْ
المَوْتُ حَوْضٌ، لا محَالَةَ دونَه
مُرٌّ مَذاقَتُهُ، كَريهٌ مَشرَبُهْ
وترَى الفتى سَلِسَ الحديثِ بذكرِه
وَسْطَ النّديّ، كأنّهُ لا يَرْهَبُهْ
وأسَرُّ ما يَلقَى الفتى في نَفسِهِ
يَبتَزّهُ نابُ الزّمانِ ومِخلَبُهْ
ولَرُبّ مُلهِيَةٍ لصاحِبِ لَذّةٍ
ألفَيتُها تَبكي عليَهِ، وتَندُبُهْ
مَن كانَتِ الدّنْياءُ أكبرَ هَمّهِ
نَصَبَتْ له من حبّها ما يُتعِبُهْ
فاصْبرْ على الدّنيا، وزَجِّ هُمومَها
ما كلّ مَن فيها يرى ما يُعجِبُهْ
ما زالَتِ الأيّامُ تَلعَبُ بالفَتى
طَوْراً تُخَوّلهُ، وطَوْراً تَسلُبُهْ
مَن لم يَزَلْ مُتَعَجّباً مِن حادثٍ
تأتي بهِ الأيّامُ، طالَ تَعَجّبُهْ
قصيدة لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
===============
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ
كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما
يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارة ٍ
ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة
فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً
وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَة
وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة
ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ
وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ
يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة
وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى
فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل بهاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍ
وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة
ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ
ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌ بنمائِهَا
وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ
حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَة ٍ
يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ
وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ
اسم الموضوع : أبو العتاهية
|
المصدر : ادباء وشعراء