أحاديث آذارية ....

[الجوري]

قبل وداعك آذار كم من الكلمات ستنطق
والكثير من العبارات ستقال
دعني أودعك لأستقبل أختك
يومان وتغادر لن تعود للسنة القادمة
لن تعود الا بعام جديد لا نعلم أنكون بهذا العالم حينها ام سنكون من المهاجرين الى السماء

مساحة حرة لأحاديث آذار انثروا ما تودون من حروف قبل أن ينتهي آذارنا لهذا العام

 

[الجوري]

آذار، آه من آذار، يجيء متكئًا على عكازه المطريّ، يهمس في الأزقة ويقرع النوافذ كعاشق مترنّح، يعبر الحقول وقدماه تغوصان في وحل الأيام الأخيرة للشتاء، ينهض النهار منهكًا، نصفه شمس، نصفه ظلّ، والريح تجدل قصائدها بين الأغصان العارية.

السماء، تلك السماء، تفتح عينيها نصف مفتوحتين، تتثاءب غيومها، تمطّ جسدها المبلل، تتذكر نوبات غضبها وتضحك ضحكة مبهمة، لا تدري أتبكي أم تفرح، تترك الريح تعبث بشَعرها، تمسح الدمع عن خدها بنورها الخجول، ثمّ تعود لتلعب لعبة المطر من جديد.

في الحارات، الأطفال يركضون، يقفزون فوق برك الماء، تنعكس وجوههم فيها كمرايا صغيرة، يضحكون، يصرخون، تبتلّ أحذيتهم لكن لا أحد يبالي، فالريح تهبّ، وتأخذ الضحك معها، تذرّيه في الأزقة، تنثره في السماء حيث تحلّق الطيور التي لم تقرر بعد هل ستبقى أم سترحل.

آذار، أيها المجنون، أيها الغاوي، أيها الشاعر الذي يكتب بالريح ويمحو بالمطر، ماذا تخبّئ في جعبتك بعد؟

 

[الجوري]

آذارُ شارف على الرحيل هاهو يخطو على أطرافِ الغيمِ، يبعثُ في الأرضِ أنفاسَهُ الخُضرَ، ويهزُّ النوافذَ بصوتِ المطرْ.
الريحُ تلهثُ بينَ الأزقّةِ، تُنشدُ للشارعِ المتعبِ الانتظارْ،
والضوءُ، ذاكَ الذي يتثاءبُ في قلقِ الفجرِ، يبحثُ عن وجههِ في غبارِ الدروبْ.

آذارُ، يا همسَ قلبِ السماءِ إذا ما استبدّ الحنينْ،
ويا نغمةً تتهدَّجُ بينَ المساءِ الحزينْ،
أما زلتَ طفلًا يُراقصُ أزهارَ لوزِ الحقولْ؟
أما زلتَ تحلُمُ بالشمسِ تنفضُ عن كتفيها الذهولْ؟

تعالَ، فوجهُ الربيعِ اكتسى بالندى،
وهذي الطيورُ التي طالَ فيها النشيدْ،
تلمُّ بقايا الدجى في الجناحِ،
وتُطلقُ للفجرِ حلمًا جديدْ.

 

[ندى الورد]

مااجملها من احاديث
سوف اكون هنا دوما جميلة المساحة