تواصل معنا

. "وجهت قلبي إلى المعرفة، وبنيت لنفسي آمالاً، وغرست أوهاماً وأحلاماً من كل نوع، وكان نصيبي من كل ما بقي.. قبض الريح".. هكذا تكلم عن نفسه، إنه أحد...

وحداني

ونعم ال نغم
نجوم المنتدي
إنضم
27 سبتمبر 2021
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
5,291
الإقامة
Alexandria
مجموع اﻻوسمة
3
ابراهيم عبد القادر المازني - " الفريق الأحمر "


.





"وجهت قلبي إلى المعرفة، وبنيت لنفسي آمالاً، وغرست أوهاماً وأحلاماً من كل نوع، وكان نصيبي من كل ما بقي.. قبض الريح"..
هكذا تكلم عن نفسه، إنه أحد مؤسسي مدرسة الديوان، وأحد رواد النهضة الأدبية العربية، هو الأديب والشاعر إبراهيم عبدالقادر المازني.

قال عنه أنيس منصور في كتابه "هؤلاء العظماء ولدوا معاً":" الفرق بين الأربعة عباس العقاد، طه حسين، وتوفيق الحكيم وإبراهيم المازني..العقاد: يحاضرك، طه حسين: يحدثك، توفيق الحكيم: يداعبك، إبراهيم المازني: يسخر منك ومن نفسه.. فكان المازنى أسوأهم حظاً وأقلهم اهتماماً من النقاد والمؤرخين.. مع أن المازني كان أرقهم وأعمقهم واسبق زمانه.. فإذا كان في أدبنا الحديث كله واحد يمكن أن يوصف بأنه الأديب الوجودي دون أن ينازعه أحد في ذلك".

ولد المازني في ١٩أغسطس ١٨٩٠م بالقاهرة لأسرة تنتمي أصولها إلى قرية كوم مازن بالمنوفية، توفي والده "محمد عبد القادر المازني المحامي" وهو صغير وتولت والدته رعايته، واتفق كل من كتب عنه إنه كان ضئيل الجسم قصير القامة به عرج في مشيته، فأثر شكله على شخصيته فكان خجولاً يغلب عليه الصمت والحزن والتبرم والسخط، يخاف من الزحام ويخشى الكلام.

حمل المسئولية صغيراً، فيذكر في كتابه "قصة حياة" عامة ١٩٤٣م بعض تفاصيل من حياته وأكد ذلك في أولى صفحاته قائلاً:"هذه ليست حياتي، وإن كان فيها كثير من حوادثها. والأولى أن تعد قصة حياة".

ويصف في مقدمة الكتاب ما حُرم منه طفلاً:"فتحت عينى أول ما فتحتها فى حداثتى على دنيا تنتزع الكرة من يد الطفل وتقول له: "أتظن نفسك طفلا، له أن يلهو، ومن حقه أن يرتع ويلعب؟ لشد ما ركبك الوهم يا صاحبى! لا كرة ولا لعب، وعليك أن تثبت الآن وثبًا من هذه الطفولة التى كان ظنك أن ترتع فى ظلها إلى الكهولة دفعة واحدة! حتى الشباب يجب أن تتخطاه وثبًا أيضًا، وانكفى إلى أمى أسألها عن الكرة لماذا حُرمتها دون غيرى من لذاتى فلا تقول إنها آسفة ولا إنها ترثى لى، أو أن قلبها يعصره الألم من أجلى، بل تضع راحتها الرخصة على كتفى وتقول لى بصوت متزن: "اسمع يا ابنى إنك لم تعد طفلا، وإنما أنت رجلنا الآن، وسيد البيت ورأس الأسرة وكبيرها! أى نعم. فقد ترك لنا أبوك مالا كان فوق الكفاية ولكن المال ذهب. ولم يبق لنا شيء".

التحق بالمدرسة الناصرية الابتدائية بعد أن أمضى فترة قصية بالكتاب يحفظ القرآن، ثم المدرسة التوفيقية الخديوية الثانوية، ثم التحق بكلية الطب إلا إنه لم يستطع الاستمرار في دراسته بعد أن أغمي عليه في محاضرة تشريح، فنُقل إلى كلية الحقوق وتركها لارتفاع مصاريفها ليدرس بمدرسة المعلمين العليا وتخرج منها في ١٩٠٩م، عمل مدرساً للترجمة بالمدرسة السعيدية، وناله من التلاميذ بعض السخرية فلجأ إلى استخدام القسوة والشدة، واستقال بعد خمس سنوات في ١٩١٤م من وزارة المعارف، عمل في التدريس بالمدارس الحرة كالمدرسة الإعدادية، ومدرسة وادي النيل، والمدرسة المصرية الثانوية التي أفلست في ١٩١٧م، وتوسط له صديقه عباس محمود العقاد للعمل مترجماً في جريدة وادي النيل ١٩١٨م.

والسبب الحقيقي استقالته كان لنقده حافظ إبراهيم صديق وزير المعارف، حيث بدأ المازني الكتابة في الصحف منذ ١٩٠٧م، وهو طالب حيث نشر بعض المقالات في صحيفة الدستور، وسخر من حافظ ابراهيم، المنفلوطي، وأحمد شوقي، طه حسين، وعبد الرحمن شكري.

كما اشترك مع أمين الرافعي في تحرير صحيفة البيان، تولى رئاسة تحرير صحيفة الاتحاد، ونشر في عدة صحف منها صحيفة السياسة الأسبوعية، البلاغ، الأخبار، ونشر القصص في الرواية، الهلال، واشتهرت مقالاته بالسخرية اللاذعة، وجمعها في عدد من الكتب وهي حصاد الهشيم ١٩٢٤م، قبض الريح ١٩٢٧م، صندوق الدنيا ١٩٢٩م، خيوط العنكبوت ١٩٣٥م بخلاف ما لم يجمعه منها.

اشترك مع العقاد في عملهما الشهير "الديوان" والذي صدر في جزئين عام ١٩٢١م، لتولد به مدرسة تجديد متأثرة بالثقافة الإنجليزية عُرفت باسم "مدرسة الديوان"، وشنا من خلالها حملات نقد قاسية الكتاب منهم شوقي والمنفلوطي.

وقام بترجمة العديد من الأشعار والروايات والقصص من الإنجليزية وعُرف عنه براعته في هذا المجال منها الآباء والأبناء لترجنيف، رباعيات الخيام، سانين" لأر زيبا شف، كما تميز في النقد وكان له الريادة فيه، وانتقد أحمد شوقي، المنفلوطي، طه حسين، كما انتقد نفسه، وكان أول كتبه في نقد الشعر غاية ووسائط، شعر حافظ ١٩١٥م وغيرهما، قاربت مؤلفاته الأربعين من أشهرها رواية إبراهيم الكاتب ١٩٣١م، ثم نشر في ١٩٤٣م أربعة هي إبراهيم الثاني ، ميدو وشركاه، ثلاثة رجال وامرأة، عودّ على بدء، ومن مجموعاته القصصية في الطريق ١٩٣٧م ومسرحية واحدة غريزة المرأة أو حكم الطاعة، وفي أدب الرحلات الكتاب الأبيض الإنجليزي، إلى جانب ديوانه الشعري.

تزوج مرتين توفيت الأولى قبل أن ينجب منها، ورزق من الثانية بولدين وبنت وتوفيت ابنته صغيرة وكذلك زوجته، وانتخب وكيلا لنقابة الصحفيين عام ١٩٤١م، وعضو بالمراسلة بالمجتمع العلمي العربي في دمشق، واختير عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة ١٩٤٧م، أصدرت هيئة البريد طابع بصورته في مئوية مولده، كما أطلق اسمه على أحد شوارع مدينة ٦ أكتوبر، وتوفي في ١٠أغسطس ١٩٤٩مبعد انتشار الباولينا في الدم.

وقد رثاه محمود العزب موسي بمقال بعنوان " المازني الكاتب" بجريدة الأهرام يوم 11 أغسطس 1949، وقال فيه:"انتقل الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني إلى الرفيق الأعلى، بعد حياة حافلة بألوان الصراع الهادئ بينه وبين نفسه حيناً، وبينه وبين غيره من الناس أحيانا. وقد عاش طوال حياته دايما لا يعرف الثورة ولا الغضب، بفرض على الناس من فضيلة التواضع والأدب ما أدناه من القلوب..وقد عرفت المازني أستاذي في المدرسة، وعرفته زميلاً في المهنة، وعرفته صديقاً في الحياة. فإذا المازني هادئ ساكن، ينطوي على شخصية واحدة ذات فلسفة واقعية رائعة. كان في المدرسة الأستاذ المتحين لكل فرصة، يربط بين الماضي والحاضر، ويعقد المقارنة، ويلهب العاطفة، ويذكي الشعور ويرهف الوجدان، وكان على ضآلة جسمه، ونحول بدنه، قوة مسيطرة تحكم هذه المملكة السعيدة، مملكة المدرسة ذات الشعوب المتباينة، فتمتع بالهيبة والاحترام".

.




🌹
 

جيفارا

عضو
نجوم المنتدي
إنضم
10 أكتوبر 2021
المشاركات
12,088
مستوى التفاعل
4,713
مجموع اﻻوسمة
3
ابراهيم عبد القادر المازني - " الفريق الأحمر "
شكرا على الطرح المميز
يسلمو
جهود روعه
 
Comment
أعلى