-
- إنضم
- 10 نوفمبر 2024
-
- المشاركات
- 873
-
- مستوى التفاعل
- 152
- مجموع اﻻوسمة
- 2
اختراع جديد,, قصة من ترجمتي للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
الكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
Reşat Nuri Güntekin
(أسطنبول, 1889 - لندن, 1956)روائي ومسرحي، يعد رائد الواقعية النقدية في الرواية التركية المعاصرة. اشتهر بروايته «عصفور الصعو» çalikuşu التي وصلت إلى جمهور واسع من القراء وما زالت تطبع إلى اليوم.
تخرّج في كلية الآداب جامعة اسطنبول ، ثم عمل مدرسًا للأدب والفلسفة، ومفتشًا في وزارة التـربية.
اختراع جديد
للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
ترجمة عبير الياسمين
كان لدي عمل مريح وغرفة دافئة.لكن كانت هناك مشكلة ,, كانت الاريكة في مكتبي لا تفرغ ابدا من الضيوف.لم يكن الزائر يكتفي بالجلوس والاستراحة والتدفيء , وانما كان كل زائر يشرب قهوة على حسابي ويدخن سيكارة من علبتي,
ولو كان الامر يقتصر على ذلك لما كنت اشتكيت لكن كل زائر كان ياتي, كان يثرثر ويشغلني بالكلام , وزاد الطين بلة ان الكل كان يعرف طبيعتي , ويعرف اني انسان لطيف و من النوع الذي لايرفض طلب لاحد ,واحب التحدث ايضا . فلم اكن استطيع ان افتعل الاستياء او اعبس في وجه الزائر,,فكان كل قادم يلهيني معه بالكلام , وسبب ذلك عدم استطاعتي اداء عملي بالوجه المطلوب فتعطلت اعمالي.
وفي يوم كنت اشكي الى احد اصدقائي وانا في حيرة من امري:
- اذا اخرجت المدفأة من الغرفة ستكون الغرفة باردة , وحتما سامرض في ضرف يومين لاني انسان ضعيف البنية,,اذا طلبت نقلي من عملي هذا وجعلي مفتش متنقل,, فاني سامضي طول النهار وانا امشي في الشوارع على اقدامي وهذا ما ليس لي طاقة عليه,,لا اعرف ماذا عساي ان افعل وكيف اجد حل؟؟
نصحني صديقي قائلا : انا اذكر اني رأيت قصة مشابهة لوضعك في احدى الجرائد الساخرة ,, وكان الرجل موظف و قد زهق من هذا النوع من الزوار الثقيلي الدم والقليلي الاحترام ,, واخترع ساعة, يمكنك ان تنصبها لتعمل ثلاثة ايام ,, وستقوم هذه الساعة باظهار لوحات مكتوب عليها جمل بشكل متتالي تتغير فيها اللوحة كل دقيقتين:
1- الوقت ثمين وكالنقد المادي .
2- ليس من الصحيح ان تشغل شخص اثناء عمله.
3- لقد طال حديثك.
4-لا تسيء استعمال لطف وحسن اخلاق الانسان المقابل.
5- الا تفهم الكلام ياهذا؟؟؟
طبعا هذه اللوحات تزداد في التلميح للزيارة الطويلة والثقيلة الدم وتصل الى حد اخر جملة وهي:
(لقد سئمت منك,,اما انك انسان قليل الاحترام صحيح,, اخرج من هنا في الحال)..
وفي كل الاحوال فانا اعتقد ان الزائر اكيد سيحس على نفسه ويترك المكان بعد ظهور اللوحة الثانية او الثالثة ولا اتصور انه هناك انسان متبلد الحس سوف يستمر بالجلوس,, وان كان هناك هذا النوع من الناس فاكيد انه يستحق كل كلمة مهانة ستظهر على هذه اللوحات .واستمر صديقي في الحديث وقال انا اعرف بائع ساعات واعتقد انه بامكانه عمل ساعة لك من هذه النوع بسهولة وبسعر معقول.
كلمات صديقي دفعتني للتفكير الطويل ولكن في النتيجة, اليس هناك الكثير من الموظفين المهمين الذين يعلقون لوحات مكتوب عليها ارجو عدم اشغال وقتنا اثناء العمل ,, واكثر الناس ترى هذه اللوحات ولا تعطيها اي اهمية ,, ففكرت ان هذه الساعة ستكون طرز اخر من هذه اللوحات التي يعلقها االموظفين الكبار وبدأت بالعمل.
اسمعوا الان النتيجة:
في اليوم الذي نصبت فيه الالة جائني احد الزوار المعتادين واستقر على الاريكة وطلب قهوته واشعل سيكارته التي اخذها من علبتي وبعد دقيقتين بالضبط ظهرت اول لوحة,
1- الوقت ثمين وكالنقد المادي
- سأل الرجل ماهذا ؟؟؟؟؟
_ اجبته ها ,, هذه الة هكذا,
بعد دقيقتين ظهرت اللوحة ,,
2- ليس من الصحيح ان تشغل شخص اثناء عمله
ظهر على الزائر وكأنه فهم بعض الشيء ,ما المقصود وبعد دقيقتين ظهرت اللوحة الثالثة,,
3- لقد طال حديثك.
هذه المرّة نظر الرجل الي وكانه يلومني ,,
- هل هذا الانذار لي ؟؟؟؟
اضطررت للقول :
- استغفر الله , وهل هذا ممكن..
كلامي هذا جعله يطمئن بعض الشيء..الى ان ظهرت اللوحة التالية,,
4-لا تسيء استعمال لطف وحسن اخلاق الانسان المقابل.
عندها بدأ الرجل بالضحك:
- فكرة ممتازة والله ,, هي صحيح ثقيلة شوية ,, لكن هناك بعض الناس القليلي الاحترام ,لايعطون اهمية لمثل هذه الامور.
ظهرت اللوحة التالية :
5- الا تفهم الكلام يا هذا؟؟؟
ضحك الزائر مرة اخرى:
- انا وانت اصدقاء حميميين , ورغم اني اعرف هذا الكلام لايشملني الا اني توترت لدى قراءته,,
بدت اللوحات تدور وتلف الواحدة تلو الاخرى واخيرا ظهرت اخر واحدة ,,
(لقد سئمت منك,,اما انك انسان قليل الاحترام صحيح, اخرج من هنا في الحال)..
وبعد قليل ,عادت اللوحات الى نقطة البداية وظهرت اللوحة الاولى من جديد
1- الوقت ثمين وكالنقد المادي
هذه هي النتيجة التي اخذتها من احد زواري اللاابالي لنرجع الان الى ماحدث بعد ذلك,,
كان هناك رجل يقوم بتعقيب المعاملات ولم اكن اعرف حتى اسمه . في ذلك اليوم طلب الرجل على غير عادته ان يستريح قليلا على الاريكة , قلت له تفضل بالجلوس جلس تقريبا ربع ساعة وعندما قام ليذهب قال لي :
- ارجو المعذرة سيدي , اعرف اني شغلتك عن عملك لكن جذب نظري الالة التي اخترعتها لتهريب الزوار الثقيلين من الغرفة ولم استطيع ترك الغرفة قبل قرآة كل اللوحات, اختراع جدا جميل, وخرج قائلا في امان الله,,
بعد ذلك اليوم توافد الكثير من الزوار ,, ناس اعرفهم وناس لم اعرفهم الكل كان ياتي ليرى الاختراع الجديد ,, في العصر اسرعت برفع الالة من مكانها واخفيتها في الدولاب ولا اعتقد انكم بحاجة لان تعرفوا لماذا فعلت ذلك,
وعرفت انه ليس من الضروري ان ينجح كل اختراع جديد
في كل بلد.
Reşat Nuri Güntekin
(أسطنبول, 1889 - لندن, 1956)روائي ومسرحي، يعد رائد الواقعية النقدية في الرواية التركية المعاصرة. اشتهر بروايته «عصفور الصعو» çalikuşu التي وصلت إلى جمهور واسع من القراء وما زالت تطبع إلى اليوم.
تخرّج في كلية الآداب جامعة اسطنبول ، ثم عمل مدرسًا للأدب والفلسفة، ومفتشًا في وزارة التـربية.
اختراع جديد
للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
ترجمة عبير الياسمين
كان لدي عمل مريح وغرفة دافئة.لكن كانت هناك مشكلة ,, كانت الاريكة في مكتبي لا تفرغ ابدا من الضيوف.لم يكن الزائر يكتفي بالجلوس والاستراحة والتدفيء , وانما كان كل زائر يشرب قهوة على حسابي ويدخن سيكارة من علبتي,
ولو كان الامر يقتصر على ذلك لما كنت اشتكيت لكن كل زائر كان ياتي, كان يثرثر ويشغلني بالكلام , وزاد الطين بلة ان الكل كان يعرف طبيعتي , ويعرف اني انسان لطيف و من النوع الذي لايرفض طلب لاحد ,واحب التحدث ايضا . فلم اكن استطيع ان افتعل الاستياء او اعبس في وجه الزائر,,فكان كل قادم يلهيني معه بالكلام , وسبب ذلك عدم استطاعتي اداء عملي بالوجه المطلوب فتعطلت اعمالي.
وفي يوم كنت اشكي الى احد اصدقائي وانا في حيرة من امري:
- اذا اخرجت المدفأة من الغرفة ستكون الغرفة باردة , وحتما سامرض في ضرف يومين لاني انسان ضعيف البنية,,اذا طلبت نقلي من عملي هذا وجعلي مفتش متنقل,, فاني سامضي طول النهار وانا امشي في الشوارع على اقدامي وهذا ما ليس لي طاقة عليه,,لا اعرف ماذا عساي ان افعل وكيف اجد حل؟؟
نصحني صديقي قائلا : انا اذكر اني رأيت قصة مشابهة لوضعك في احدى الجرائد الساخرة ,, وكان الرجل موظف و قد زهق من هذا النوع من الزوار الثقيلي الدم والقليلي الاحترام ,, واخترع ساعة, يمكنك ان تنصبها لتعمل ثلاثة ايام ,, وستقوم هذه الساعة باظهار لوحات مكتوب عليها جمل بشكل متتالي تتغير فيها اللوحة كل دقيقتين:
1- الوقت ثمين وكالنقد المادي .
2- ليس من الصحيح ان تشغل شخص اثناء عمله.
3- لقد طال حديثك.
4-لا تسيء استعمال لطف وحسن اخلاق الانسان المقابل.
5- الا تفهم الكلام ياهذا؟؟؟
طبعا هذه اللوحات تزداد في التلميح للزيارة الطويلة والثقيلة الدم وتصل الى حد اخر جملة وهي:
(لقد سئمت منك,,اما انك انسان قليل الاحترام صحيح,, اخرج من هنا في الحال)..
وفي كل الاحوال فانا اعتقد ان الزائر اكيد سيحس على نفسه ويترك المكان بعد ظهور اللوحة الثانية او الثالثة ولا اتصور انه هناك انسان متبلد الحس سوف يستمر بالجلوس,, وان كان هناك هذا النوع من الناس فاكيد انه يستحق كل كلمة مهانة ستظهر على هذه اللوحات .واستمر صديقي في الحديث وقال انا اعرف بائع ساعات واعتقد انه بامكانه عمل ساعة لك من هذه النوع بسهولة وبسعر معقول.
كلمات صديقي دفعتني للتفكير الطويل ولكن في النتيجة, اليس هناك الكثير من الموظفين المهمين الذين يعلقون لوحات مكتوب عليها ارجو عدم اشغال وقتنا اثناء العمل ,, واكثر الناس ترى هذه اللوحات ولا تعطيها اي اهمية ,, ففكرت ان هذه الساعة ستكون طرز اخر من هذه اللوحات التي يعلقها االموظفين الكبار وبدأت بالعمل.
اسمعوا الان النتيجة:
في اليوم الذي نصبت فيه الالة جائني احد الزوار المعتادين واستقر على الاريكة وطلب قهوته واشعل سيكارته التي اخذها من علبتي وبعد دقيقتين بالضبط ظهرت اول لوحة,
1- الوقت ثمين وكالنقد المادي
- سأل الرجل ماهذا ؟؟؟؟؟
_ اجبته ها ,, هذه الة هكذا,
بعد دقيقتين ظهرت اللوحة ,,
2- ليس من الصحيح ان تشغل شخص اثناء عمله
ظهر على الزائر وكأنه فهم بعض الشيء ,ما المقصود وبعد دقيقتين ظهرت اللوحة الثالثة,,
3- لقد طال حديثك.
هذه المرّة نظر الرجل الي وكانه يلومني ,,
- هل هذا الانذار لي ؟؟؟؟
اضطررت للقول :
- استغفر الله , وهل هذا ممكن..
كلامي هذا جعله يطمئن بعض الشيء..الى ان ظهرت اللوحة التالية,,
4-لا تسيء استعمال لطف وحسن اخلاق الانسان المقابل.
عندها بدأ الرجل بالضحك:
- فكرة ممتازة والله ,, هي صحيح ثقيلة شوية ,, لكن هناك بعض الناس القليلي الاحترام ,لايعطون اهمية لمثل هذه الامور.
ظهرت اللوحة التالية :
5- الا تفهم الكلام يا هذا؟؟؟
ضحك الزائر مرة اخرى:
- انا وانت اصدقاء حميميين , ورغم اني اعرف هذا الكلام لايشملني الا اني توترت لدى قراءته,,
بدت اللوحات تدور وتلف الواحدة تلو الاخرى واخيرا ظهرت اخر واحدة ,,
(لقد سئمت منك,,اما انك انسان قليل الاحترام صحيح, اخرج من هنا في الحال)..
وبعد قليل ,عادت اللوحات الى نقطة البداية وظهرت اللوحة الاولى من جديد
1- الوقت ثمين وكالنقد المادي
هذه هي النتيجة التي اخذتها من احد زواري اللاابالي لنرجع الان الى ماحدث بعد ذلك,,
كان هناك رجل يقوم بتعقيب المعاملات ولم اكن اعرف حتى اسمه . في ذلك اليوم طلب الرجل على غير عادته ان يستريح قليلا على الاريكة , قلت له تفضل بالجلوس جلس تقريبا ربع ساعة وعندما قام ليذهب قال لي :
- ارجو المعذرة سيدي , اعرف اني شغلتك عن عملك لكن جذب نظري الالة التي اخترعتها لتهريب الزوار الثقيلين من الغرفة ولم استطيع ترك الغرفة قبل قرآة كل اللوحات, اختراع جدا جميل, وخرج قائلا في امان الله,,
بعد ذلك اليوم توافد الكثير من الزوار ,, ناس اعرفهم وناس لم اعرفهم الكل كان ياتي ليرى الاختراع الجديد ,, في العصر اسرعت برفع الالة من مكانها واخفيتها في الدولاب ولا اعتقد انكم بحاجة لان تعرفوا لماذا فعلت ذلك,
وعرفت انه ليس من الضروري ان ينجح كل اختراع جديد
في كل بلد.
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : اختراع جديد,, قصة من ترجمتي للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء