تواصل معنا

في إحدى أحياء مدينة "ليفربول" الإنجليزية كان يقطن الدكتور "فريدريك توماسون". أو دكتور "توم" كما تعود أن ينادي . كان دكتور "توم" يعمل لدي شركة" فايتو سايت"...

عاشق الكلمات

نزاري الحرف
إنضم
9 مارس 2023
المشاركات
1,677
مستوى التفاعل
1,081
الإقامة
ُمصر
مجموع اﻻوسمة
3
الشاهد

في إحدى أحياء مدينة "ليفربول" الإنجليزية كان يقطن الدكتور "فريدريك توماسون". أو دكتور "توم" كما تعود أن ينادي . كان دكتور "توم" يعمل لدي شركة" فايتو سايت" لصناعة الأدوية بـ "لندن" حيث أنه كان حاصلا علي بكالوريوس الصيدلة من جامعة "فلوريدا" بالولايات المتحدة.

كل شئ كان يبدو طبيعيا جدا في هذا الحي فيما عدا منزل الدكتور "توم" الذي كان محاطا بعدد كبير من أفراد الأمن وكانت تقف أمام المنزل مباشرة سيارة سوداء أنيقة معلق عليها بادج"لجنة حماية الشهود".
لقد كان فعلا يوما مختلفا للغاية في حياة دكتور "توم"............

*********************

" توم انهض إنها السابعة صباحا " قالت "كارلا" وهي في طريقها لفتح نافذة الغرفة : "إنك لا تريد أن تتأخر علي عملك أليس كذ....ما هذا ؟!"

"ماذا يا "كارلا "؟" رد "توم" بصوت نعس قبل أن تفاجئه "كارلا" بجملتها" تعالي سريعا وألقي نظرة علي هذا".

انتفض" توم" من سريره واتجه بخطوات سريعة إلي النافذة ليفحص الأمر وما أن ألقي نظرة علي هذا المنظر حتى تنفس الصعداء ونظر إليها بابتسامة هادئة وهو يقول : "أهذا ما يزعجك,حبيبتي؟"

قطبت "كارلا"بين حاجبيها ونظرت إليه في دهشة بالغة قائلة : "ماذا ؟! إن الأمر يبدو طبيعيا جدا بالنسبة لك أليس كذلك؟ , "توم" بالله عليك أخبرني ماذا يحدث؟"

قال "توم" في هدوء :" كارلا" يا حبيبتي اهدئي قليلا وسوف أشرح لك كل شئ" .

أما الآن فاذهبي لكي توقظي "جولز" و"آمبر" كي نتناول الإفطار سويا. ثم غادر "توم" الغرفة تاركا وراءه "كارلا" التي لحقت به مسرعة وهي تصيح : " توم.....انتظر ....توووم......"



********************

في غرفة الطعام جلس كل من "توم" و"جولز" و"آمبر" في انتظار أن تفرغ "كارلا" من إعداد الطعام وما أن انتهت "كارلا" من وضع الطعام علي المائدة حتي نظرت إلي "توم" قائلة :" توم , هل ممكـ....."

قاطعها "توم" قائلا :" نعم يا عزيزتي سأشرح لك كل شئ الآن" ثم أمسك بجهاز التحكم والتفت إليها قائلا : "الآن سوف تشاهدين كل شئ....ها هي ذي قناة الأخبار "

"..............................و قد تم القبض علي كل من مدير و رئيس مجلس إدارة و صاحب شركة "فايتو سايت" بالإضافة إلي الدكتور "مارك بيوفرد" إثر بلاغ مقدم من الدكتور "فريدريك توماسون" والذي أكد فيه أن الشركة تقوم بإنتاج فيروس قاتل كما تنوي نشره بين المواطنين وذلك في محاولة رخيصة للربح عن طريق بيع أحد أدويتها الجديدة...... ومن أخبارنا أيضا ..........................................."

التفتت "كارلا" إلي "توم " قائلة : إذن سوف تكون شاهدا في هذه القضية بالتأكيد وبالتالي هؤلاء هنا لحمايتك أليس كذلك ؟

ردد "توم " :نعم لحمايتنا جميعا.

قالت "كارلا" متسائلة : ولكن ما السر في هذا الفيروس بالذات ؟! أليس هو مجرد فيروس عادي يمكن علاجه بواسطة أي مضاد حيوي مثلا؟

رد "توم" في اهتمام : لا يا عزيزتي ليس عادي أبدا فهذا الفيروس قد تم تخليقه في معامل الشركة ولا توجد أي فرصة للمصاب غير أن يشتري هذا الدواء و يتناوله في أقل من 20 ساعة وطبعا هذا الدواء لا يوجد إلا في شركة " فايتو سايت ".

قالت "كارلا" في دهشة : ولكن كيف علمت بكل هذه التفاصيل يا "توم" ؟

شرد "توم" عدة ثوان قبل أن يجيب "لأنه أنا من قمت باختراع هذا الفيروس"

تصلبت "كارلا" في مكانها وهي تحاول أن تستوعب ما سمعته للتو ثم رددت في قلق : إذن أنت لن تكون مجرد شاهد في هذه القضية بل....".

قاطعها "توم"بضحكة عالية قائلا : "حبيبتي أما تثقين بزوجك؟ إن الأمر كله حدث بالصدفة ".

رددت "كارلا" في غضب :" وكيف ذلك؟"

"حسنا , لقد كلفتني الشركة أنا وزميلي الدكتور "بيوفرد" بالعمل علي اكتشاف دواء جديد لإحدى الأمراض وفي طريقنا للبحث عن هذا الدواء قمنا باختراع فيروسا قاتلا وعندما علمت بذلك قمت بتدميره كلية حتي لا يحدث ما حدث"

قالت "كارلا" بشئ من السخرية : "عظيم , إذن من أين أتوا به مرة أخري؟"

أجاب "توم" :" من يستطع إجابتك علي هذا السؤال هو "بيوفرد" فبعد أن علمت الشركة بأمرنا أرسلت إلينا علي الفور ولأني كنت أعلم جيدا ما ينوونه فقد قمت بسرقة كل الأبحاث والأوراق واتجهت مباشرة إلي قسم الشرطة بينما وقع "بيوفرد" ضحية الإغراءات المادية التي عرضوها عليه وقام باختراع الفيروس والدواء مجددا بعد أن وعده صاحب الشركة بعدد كبير من الأسهم في حالة نجاحه في ذلك ".

قالت "كارلا" بعد أن خفت حدتها قليلا :" ومتي ستذهب للشهادة في هذه القضية ؟"

رد "توم" في بساطة :" بمجرد أن تتنهي من توضيب أغراضي يا عزيزتي"

صاحت "كارلا"في دهشة :" ماذا ؟هل ستذهب للمحاكمة اليوم ؟"

رد "توم" في هدوء: "لا المحاكمة بعد غد ولكني سأضطر للبقاء في لندن هذه الأيام لظروف أمنية حتي تنتهي المحاكمة ثم أعود بينما ستبقون أنتم هنا في حراسة دائمة حتي انتهاء القضية" ثم هدأ صوته أكثر وهو يحتضن "كارلا" بين ذراعيه قائلا " إنها أيام عصيبة يا حبيبتي وسوف تنتهي قريبا ونعود لحياتنا الهادئة مرة أخري"

تمتمت "كارلا" : أتمني ذلك يا حبيبي...



********************************

أخد دكتور "توم" حقائبه وانطلق إلي خارج المنزل متجها إلي السيارة السوداء التي كان سائقها بانتظاره وانطلقت السيارة ومن خلفها سيارة أخري والتي تضم طاقم الأمن في طريقهما إلي المطار حيث سيستقل الدكتور"توم" طائرته إلي "لندن".

نزل دكتور "توم" من السيارة وانطلق إلي داخل المطار ومن حوله خمسة من الرجال المكلفين بحمايته

وما أن دخل "توم" إلي ردهة المطار حتي راح يجوب المكان ببصره في توتر شديد مما أثار انتباه أحد أفراد الأمن والذي التفت إليه قائلا :" لا داع للقلق يا سيدي نحن هنا لحمايتك "

ردد "توم" في شرود : أكيد

ولم يتحرك "توم" بضع خطوات حتي لفت انتباهه سريعا رجل ممتلئ قليلا يتبعه باستمرار ويحمل في يده شنطة معدنية صغيرة .

بدأ"توم" يشعر بالقلق قليلا حيال ذلك الرجل و لكنه تجاهله ومضي في طريقه أو تظاهر بتجاهله لبعض الوقت إلي أن تأكد تماما أن هذا الرجل يتبعه بالتحديد . حينها بدأ "توم" يشعر بالرعب الشديد وبدأ فعلا يدرك مدي خطورة ما هو مقبل عليه

وصل التوتر بـ"توم" إلي ذروته من جراء مراقبة هذا الرجل المستمرة له فتوقف فجأة وراح يعمل عقله قليلا وغرق في تفكير عميق لعدة ثوان ثم التقط هاتفه فجأة وراح يضغط أزراره بعصبية .

"آلو فرانك , كيف حالك ؟ لا أنا ما زلت في المطار ولكني أريد أن أخبرك شيئا مهما فلتسمعني جيدا ....................................



*****************************

استقل "توم" الطائرة وجلس بالمقعد المجاور للنافذة وكان يحاول عبثا أن يخفي ذلك التوتر الذي يقتله بالنظر عبر النافذة. لم يكن يعلم إلام ينظر بالتحديد ولكنه كان يحاول فقط عدم التفكير في الموضوع .....المرعب جدا بالنسبة له .

وما أن التفت "توم" للجهة المقابلة حتي توقف الدم في عروقه فلقد وجده أمامه مباشرة.

نعم ذلك الرجل الذي أثار توتره منذ أن وطئت قدمه أرض المطار. كان الرجل يستعد للجلوس بجوار دكتور "توم" الذي ود لحظتها أن يقفز من الطائرة من كثرة رعبه.

"السيدات والسادة ...رجاء وضع الأحزمة لأننا سنقوم بالإقلاع في غضون دقيقتين..."

كان هذا الصوت هو أول صوت هادئ ومألوف يسمعه "توم" منذ أن ودع زوجته "كارلا" هذا الصباح.فبدأ "توم" يهدأ قليلا وحاول أن ينسي ولو للحظة كل هذه الأمور الغريبة .

وسكن "توم" قليلا ولم يقطع هذا السكون إلا صراخ الرجل الجالس بجواره"آآه ...النجدة ..لا أستطيع التنفس... أنزلوني من الطائرة فورا.."

انتفض "توم" من مقعده وهو يتمتم في حنق : " يا إلهي ما هذا اليوم ؟"

جاءت أحد المضيفات مسرعة إلي ذلك الرجل وهي تقول "ماذا بك يا سيدي ؟ هل أصابك مكروه ؟"

قال بعصبية : "نعم إنها أزمتي القلبية اللعينة . إنها تلاحقني باستمرار. أرجوك أنزليني من الطائرة الآن

"حاضر حاضر "قالت بتوتر وهي تحاول أن تفك حزامه ثم أسندته و زميلتها إلي خارج الطائرة حيث استقل سيارة الإسعاف و غادر المكان .

وما أن غادر الرجل الطائرة حتي سكنت روعة دكتور"توم" وتمتم قائلا : "يا له من رجل , لقد أراحني الله منه "

وما أن بدأت الطائرة في الإقلاع حتي راح دكتور "توم" يهدئ من نفسه شيئا فشيئا حتي أصبحت الطائرة في الجو .

ثم بدأ دكتور "توم" يسرح قليلا مع أفكاره وراح يحدث نفسه قليلا " يا إلهي ما هذا الذي ورطت نفسي فيه ,لست أدري إن كنت قد فعلت الصواب أم جلبت لنفسي الكثير بل الكثير جدا من المتاعب فلقد مررت اليوم بأشياء لم أمر بها في حياتي قط , والعجيب أن معركتي الحقيقية لم تبدأ بعد , لطالما سئمت هذه الحياة الروتينية المملة ولكن لو كنت أعرف أن هذا سيكون هو التغيير لما تمنيت قط أن أحظي بشئ من التغيير , أعتقد أن هذه التجربة سوف تعلمني أن أعشق الروتين والملل اللذان أحيا بهما دوما , لقد كدت أنهار بملاحقة ذلك الرجل لي هذا الصباح "ثم اعتدل في جلسته وهو يقول: "حقا لقد أراحني الله منه هو وتلك الشنطة السخيـفـ........"

وفي هذه اللحظة توقفت الكلمات في حلقه واتسعت عيناه عن آخرهما وتجمد الدم في عروقه وهو يتمتم في رعب : " يا إلهي... لقد تركها ...نعم لقد ترك تلك الشنطة ......تركها فوق رأسي مباشرة .....إذا لم يكن هذا الرجل مريضا... بل نزل عمدا من الطائرة بعد أن ترك هذه الشنطة فوق رأسي من المؤكد أنها .......يا إلهي.."



************************************



نظر جميع الركاب في دهشة بالغة إلي أسفل كرسي دكتور"توم" حيث سقط مغشيا عليه من أثر الصدمة.

هرع كل أفراد الأمن إلي دكتور"توم" بسرعة قبل أن يوقظه أحدهم ويجلسه علي مقعده . ويسأله في قلق : " ماذا بك يا سيدي ؟! أخبرني أرجوك ....ماذا حدث ؟

أشار "توم" إلي الشنطة فالتقطها هذا الرجل بسرعة وهو يتساءل : "ما بها ؟! "

قال له "توم" في حسرة "إنها.........إنها قنبلة "



*********************

هوت هذه الكلمة علي أذن رجل الأمن كالصاعقة الذي أصبح بدوره أشد توترا من دكتور"توم" في أسوأ حالاته ولكنه استعاد اتزانه بسرعة غريبة وذهب مباشرة إلي غرفة الطيار ومن خلفه باقي الرجال بخطوات سريعة .

" سيدي , إني آمرك بالتوقف في أقرب وقت و في أقرب مطار"قال أحد الرجال في حزم قبل أن يقاطعه الطيار في غضب شديد صائحا " ما هذا , ماذا تظن أنك فاعل يا هذا ؟أهذه عملية اختطاف ؟سوف أبلغ الأمن حالـ........"

قاطعه أحدهم في صرامة " سيدي الأمر ليس بهذه الصورة , نحن في مهمة رسمية لحماية أحد الشهود وهو مطلوب في قضية فساد كبري بعد غد وهو يجلس في الطائرة الآن وبجواره قنبلة لا نعلم متى ستنفجر "

قال الطيار وقد أصابه شئ من التوتر " لابد أن أتحقق من هذا بنفسي أولا "

قاطعه أحد الرجال قائلا " ليس لدينا وقت لهذا يا سيدي "

قال الطيار في توتر بعد أن أحس بجدية الأمر :" إن أقرب مطار من هنا يبعد حوالي 90 دقيقة"

رد أحدهم بسرعة "ولكن لا يمكن أن ننتظر كل هذا الوقت يا سيدي فلابد أن من صمم تلك القنبلة يعلم ذلك جيدا ومن المؤكد أنها ستنفجر قبل ذلك بكثير . عليك إيجاد حلا بديلا الآن يا كابتن"

قال الطيار متسائلا : "هل حاولتم إبطال مفعول تلك القنبلة ؟ "

رد أحدهم في يأس "لا يمكننا أن نجازف بذلك فبعض القنابل مصممة بحيث تنفجر تلقائيا عند أي محاولة لفتحها"

"إذن ليس هناك حل " قال الطيار في حسرة

وسادت لحظة طويلة من الصمت , كل يحاول أن يجد الحل لكن بلا فائدة .............



****************************

بعد دقائق قليلة خرج الرجال ومن خلفهم الطيار متجهين مباشرة إلي دكتور"توم"حيث بدأ الطيار في التحدث إلي الدكتور"توم"قائلا : "سيدي , هناك مطار يبعد حوالي 10 دقائق من هنا من الممكن أن نصل إليه قبل انفجار القنبلة..لكن......." لم يكد الطيار ينطق هذه الجملة حتي ساد الهلع والرعب بين ركاب الطائرة حيث لم ينتبه الطيار من كثرة توتره أن صوته كان عال نسبيا حيث سمعه كل من حوله تقريبا , ولكن المثير للدهشة أنه كان هناك راكبا واحدا لم تبد عليه أي من علامات الفزع بل ارتسمت علي شفتيه ابتسامة هادئة وهو يراقب ما يحدث في صمت .

التفت "توم" إلي ذلك الرجل ونظر إليه نظرة تكاد تخلو من أية تعبيرات , كان "توم" يعلم جيدا لم لم يزعج هذا الرجل فظل يحدق فيه لفترة قبل أن يتجه ببصره إلي الطيار ويقول " ولكن ماذا يا كابتن........؟"

رد الطيار في حسرة :ولكن يا سيدي هذا المطار ليس قيد الخدمة الآن , كل ما هناك هو ممر متهالك لست أدري إن كان جيدا بما فيه الكفاية أم لا ؟

رد "توم" بسرعة : ولكنه أملنا الوحيد أليس كذلك ؟ هيا يا كابتن خذنا إلي هناك بسرعة ؟

بخطوات سريعة أقرب إلي الجري اتجه الطيار إلي قمرة القيادة وبدأ بمحاولة الهبوط الاضطراري , في حين لم يعلم أحد علي الإطلاق أيهما سيحدث أولا , الهبوط , أم الانفجار ....

.

********************

بدأت الطائرة فعلا في الهبوط نسبيا في حين كان الممر المقصود علي مرمي البصر ولكنه كان سيئا للغاية و لكن الطيار البارع بدأ في الهبوط الآمن في حين كان "توم" يراقب الأحوال من النافذة وبينما هو ينظر من النافذة رأي شيئا لفت انتباهه بشدة , شيئا سيغير كل ما كان يخطط له , بل سيفسد كل شئ

"اللعنة" قالها "توم" بكل ما أوتي من قوة وبنبرة غضب عارمة صاح " لا لا يمكن أن يحدث ذلك أبدا"

أثارت كلمته انتباه ورعب كل الموجودين في الطائرة في حين قال له أحدهم مهدئا " لا تقلق يا سيدي , كل شئ علي ما يرام , فسوف تتوقف الطائرة في أقل من دقيقة "

لم يعر "توم" هذا الشخص اهتماما في حين أمسك بالشنطة المعدنية ثم قام "توم" وسط ذهول كل من حوله برفع الشنطة عاليا وقام برطمها في الأرض رطمة قوية محاولا فتحها "وهو يقول "اللعنة , كيف أكون بهذا الغباء كيف ؟! "

لم يفهم أحد قط ما كان يجول بخاطر"توم" هذه اللحظة بل ظن الجميع أنه قد فقد عقله نتيجة القلق والتوتر , ولكن لم يكن "توم" مهتما لهم حيث كان ممسكا بالشنطة في عصبية بالغة محاولا فتحها وسط مقاومة كل الحاضرين حتي تمكن منها و فتحها..

وبمجرد أن فتحها انطلق مهرولا إلي قمرة القيادة وهو يصيح " لا لا تهبط بالطائرة أقلع بها الآن هيا .."

رد الطيار في حيرة :" ولكن كيف يا سيدي لقد هبطت بها للتو بأعجوبة علي ذلك الممر ولن أجازف بالإقلاع مرة أخري , نحن هبطنا بسلام الآن ويمكنك مغادرة الطائرة الآن يا دكتور "

تمتم "توم"وهو يتجه إلي خارج القمرة في شرود : إنك لم تفهم بعد...............



*****************************************

نظر الكل في دهشة بالغة إلي الشنطة الملقاة علي الأرض وفي صمت رهيب ظل الكل يحدق في محتوياتها التي لم تكن سوي مجموعة من القصاصات الورقية التي تبعثرت علي أرضية الطائرة .

ظل الجميع علي ذلك الحال لفترة ثم اتجه "توم" مسرعا إلي سلم الطوارئ وقفز من الطائرة وخلفه كل الركاب.

وما أن وطئت قدمه أرض الممر حتي راح ينظر من حوله يمينا ويسارا حتي تسمر في مكانه حين وقعت عيناه عليه وقبل أن ينطق بكلمة أو يأتي بأي ردة فعل كانت الرصاصة قد انطلقت متجهة إلي جسد دكتور "توم" في مكان القلب مباشرة وألقته علي وجهه بعيدا وفر ذلك القناص هاربا........



**********منزل دكتور "توم" بعد مرور ثلاثة أيام ************



"..........وقد كان لشهادة دكتور"فريدريك توماسون" والمستندات التي قدمها للمحكمة كل الفضل في الإطاحة بالمتهمين إلي عقوبة السجن مدي الحياة ..كما............."

"أبي هل من الممكن أن تغلق ذلك التلفاز قليلا . لقد سئمت تلك الأخبار "

رد "توم" في هدوء : وأنا أيضا يا "آمبر" حقا لقد سئمت كل شئ بعد هذه التجربة .



flash back****

وصل التوتر بـ"توم" إلي ذروته من جراء مراقبة هذا الرجل المستمرة له فتوقف فجأة وراح يعمل عقله قليلا وغرق في تفكير عميق لعدة ثوان ثم التقط هاتفه فجأة وراح يضغط أزراره بعصبية :

"آلو فرانك , كيف حالك ؟ لا أنا ما زلت في المطار ولكني أريد أن أخبرك شيئا مهما فلتسمعني جيدا , اركب سيارتك الآن وانطلق بأقصى سرعة إلي المطار المهجور الـ........"

"جيد أنك تعلمه , وافيني هناك في غضون الساعة "

"لم يحدث شئ , افعل ما أقوله فحسب و سأخبرك كل شئ لاحقا "

"طبعا وهل هذا باليوم الذي أنسي فيه ارتداء سترتي الواقية "

"شكرا فرانك , مع السلامة "



*******************************

- "لكن يا أبي أود أن أسألك عن عدة أشياء "

- "هاتي ما عندك يا آمبر "

- "كيف عرفت أن ما بالشنطة لم تكن قنبلة ؟"

- "لأن ذلك الرجل عندما رأيته في المطار ظللت أراقبه جيدا وهو يمر من كل الأبواب بدون أي مشاكل فلو كانت تلك قنبلة حقيقية لما سمح له بالمرور هكذا ولكان في المعتقل الآن "

- "إذا وقد عرفت ذلك , فلماذا لم تدع الأمر يمر بسهولة وتصل لندن بسلام ؟"

- "لأن هؤلاء الأشخاص يا حبيبتي لم يكونوا يسمحوا لي بالوصول إلي المحكمة بأي طريقة كانت , فبالتأكيد كانت لديهم خطط أخري ينوون تنفيذها إذا ما فشلت تلك الخطة , فوددت أن أنهي اللعبة مبكرا "

- "ولم إذن تظاهرت بالرعب في الطائرة طالما أنك تعلم ذلك؟ "

- "لأن الرجل الذي كان يحمل الشنطة والذي تظاهر بالمرض كي ينزل من الطائرة رأيته وهو ينزل يكلم أحد الأشخاص كما لو كان يتفق معه علي شئ ثم نزل وترك ذلك الرجل فوددت أن أوحي إلي هذا الرجل أن خطتهم
تمشي بسلام حتي لا يشك في شئ , كما أن وجود ذلك الرجل أكد لي أكثر أن الشنطة لم تكن تحتوي علي قنبلة حقيقية وإلا ما بقي ذلك الشخص في الطائرة "

- "وكيف لم يشك حتي بعد أن رآك حيا بعد الهبوط ؟"

- "لأنه بعد سماع صوت الرصاصة ورؤيتي وأنا أسقط علي الأرض فر كل الموجودين هاربين فيما عدا أفراد الأمن الذين تظاهروا بحملي إلي الخارج بعد أن أخبرتهم بأمري حيثُ استقليت سيارة" فرانك" مع أحدهم

وانطلقنا إلي الفندق الذي اختفيت فيه حتي موعد المحاكمة "

- "سؤال أخير يا أبي........ ماذا لو أطلق هذا القناص علي رأسك؟ "

- "يكون هو القدر إذن يا صغيرتي "
 
اسم الموضوع : الشاهد | المصدر : قصص من ابداع الاعضاء

عاشق الكلمات

نزاري الحرف
إنضم
9 مارس 2023
المشاركات
1,677
مستوى التفاعل
1,081
الإقامة
ُمصر
مجموع اﻻوسمة
3
الشاهد
2 Comments
الزهراء المعطاوي
الزهراء المعطاوي commented
تم ختم القصة و تثبيتها لمدة أسبوع يا مبدع... زادك الله من فضله 🌸
 
عاشق الكلمات
عاشق الكلمات commented

إنما أتعلم من رفقة المبدعين و كتاب الروائع مثلك و باقي مبدعي البيت الجميل
شكري و تقديري و باقات ورودي لك سيدتي علي جميل كلماتك 🌺🌷🌹
 

الزهراء المعطاوي

🌹
نجوم المنتدي
إنضم
11 مارس 2023
المشاركات
722
مستوى التفاعل
261
الإقامة
بلاد الأطلس و أسوده، والسحر بجماله و رِقّته
مجموع اﻻوسمة
1
الشاهد
في إحدى أحياء مدينة "ليفربول" الإنجليزية كان يقطن الدكتور "فريدريك توماسون". أو دكتور "توم" كما تعود أن ينادي . كان دكتور "توم" يعمل لدي شركة" فايتو سايت" لصناعة الأدوية بـ "لندن" حيث أنه كان حاصلا علي بكالوريوس الصيدلة من جامعة "فلوريدا" بالولايات المتحدة.

كل شئ كان يبدو طبيعيا جدا في هذا الحي فيما عدا منزل الدكتور "توم" الذي كان محاطا بعدد كبير من أفراد الأمن وكانت تقف أمام المنزل مباشرة سيارة سوداء أنيقة معلق عليها بادج"لجنة حماية الشهود".
لقد كان فعلا يوما مختلفا للغاية في حياة دكتور "توم"............

*********************

" توم انهض إنها السابعة صباحا " قالت "كارلا" وهي في طريقها لفتح نافذة الغرفة : "إنك لا تريد أن تتأخر علي عملك أليس كذ....ما هذا ؟!"

"ماذا يا "كارلا "؟" رد "توم" بصوت نعس قبل أن تفاجئه "كارلا" بجملتها" تعالي سريعا وألقي نظرة علي هذا".

انتفض" توم" من سريره واتجه بخطوات سريعة إلي النافذة ليفحص الأمر وما أن ألقي نظرة علي هذا المنظر حتى تنفس الصعداء ونظر إليها بابتسامة هادئة وهو يقول : "أهذا ما يزعجك,حبيبتي؟"

قطبت "كارلا"بين حاجبيها ونظرت إليه في دهشة بالغة قائلة : "ماذا ؟! إن الأمر يبدو طبيعيا جدا بالنسبة لك أليس كذلك؟ , "توم" بالله عليك أخبرني ماذا يحدث؟"

قال "توم" في هدوء :" كارلا" يا حبيبتي اهدئي قليلا وسوف أشرح لك كل شئ" .

أما الآن فاذهبي لكي توقظي "جولز" و"آمبر" كي نتناول الإفطار سويا. ثم غادر "توم" الغرفة تاركا وراءه "كارلا" التي لحقت به مسرعة وهي تصيح : " توم.....انتظر ....توووم......"



********************

في غرفة الطعام جلس كل من "توم" و"جولز" و"آمبر" في انتظار أن تفرغ "كارلا" من إعداد الطعام وما أن انتهت "كارلا" من وضع الطعام علي المائدة حتي نظرت إلي "توم" قائلة :" توم , هل ممكـ....."

قاطعها "توم" قائلا :" نعم يا عزيزتي سأشرح لك كل شئ الآن" ثم أمسك بجهاز التحكم والتفت إليها قائلا : "الآن سوف تشاهدين كل شئ....ها هي ذي قناة الأخبار "

"..............................و قد تم القبض علي كل من مدير و رئيس مجلس إدارة و صاحب شركة "فايتو سايت" بالإضافة إلي الدكتور "مارك بيوفرد" إثر بلاغ مقدم من الدكتور "فريدريك توماسون" والذي أكد فيه أن الشركة تقوم بإنتاج فيروس قاتل كما تنوي نشره بين المواطنين وذلك في محاولة رخيصة للربح عن طريق بيع أحد أدويتها الجديدة...... ومن أخبارنا أيضا ..........................................."

التفتت "كارلا" إلي "توم " قائلة : إذن سوف تكون شاهدا في هذه القضية بالتأكيد وبالتالي هؤلاء هنا لحمايتك أليس كذلك ؟

ردد "توم " :نعم لحمايتنا جميعا.

قالت "كارلا" متسائلة : ولكن ما السر في هذا الفيروس بالذات ؟! أليس هو مجرد فيروس عادي يمكن علاجه بواسطة أي مضاد حيوي مثلا؟

رد "توم" في اهتمام : لا يا عزيزتي ليس عادي أبدا فهذا الفيروس قد تم تخليقه في معامل الشركة ولا توجد أي فرصة للمصاب غير أن يشتري هذا الدواء و يتناوله في أقل من 20 ساعة وطبعا هذا الدواء لا يوجد إلا في شركة " فايتو سايت ".

قالت "كارلا" في دهشة : ولكن كيف علمت بكل هذه التفاصيل يا "توم" ؟

شرد "توم" عدة ثوان قبل أن يجيب "لأنه أنا من قمت باختراع هذا الفيروس"

تصلبت "كارلا" في مكانها وهي تحاول أن تستوعب ما سمعته للتو ثم رددت في قلق : إذن أنت لن تكون مجرد شاهد في هذه القضية بل....".

قاطعها "توم"بضحكة عالية قائلا : "حبيبتي أما تثقين بزوجك؟ إن الأمر كله حدث بالصدفة ".

رددت "كارلا" في غضب :" وكيف ذلك؟"

"حسنا , لقد كلفتني الشركة أنا وزميلي الدكتور "بيوفرد" بالعمل علي اكتشاف دواء جديد لإحدى الأمراض وفي طريقنا للبحث عن هذا الدواء قمنا باختراع فيروسا قاتلا وعندما علمت بذلك قمت بتدميره كلية حتي لا يحدث ما حدث"

قالت "كارلا" بشئ من السخرية : "عظيم , إذن من أين أتوا به مرة أخري؟"

أجاب "توم" :" من يستطع إجابتك علي هذا السؤال هو "بيوفرد" فبعد أن علمت الشركة بأمرنا أرسلت إلينا علي الفور ولأني كنت أعلم جيدا ما ينوونه فقد قمت بسرقة كل الأبحاث والأوراق واتجهت مباشرة إلي قسم الشرطة بينما وقع "بيوفرد" ضحية الإغراءات المادية التي عرضوها عليه وقام باختراع الفيروس والدواء مجددا بعد أن وعده صاحب الشركة بعدد كبير من الأسهم في حالة نجاحه في ذلك ".

قالت "كارلا" بعد أن خفت حدتها قليلا :" ومتي ستذهب للشهادة في هذه القضية ؟"

رد "توم" في بساطة :" بمجرد أن تتنهي من توضيب أغراضي يا عزيزتي"

صاحت "كارلا"في دهشة :" ماذا ؟هل ستذهب للمحاكمة اليوم ؟"

رد "توم" في هدوء: "لا المحاكمة بعد غد ولكني سأضطر للبقاء في لندن هذه الأيام لظروف أمنية حتي تنتهي المحاكمة ثم أعود بينما ستبقون أنتم هنا في حراسة دائمة حتي انتهاء القضية" ثم هدأ صوته أكثر وهو يحتضن "كارلا" بين ذراعيه قائلا " إنها أيام عصيبة يا حبيبتي وسوف تنتهي قريبا ونعود لحياتنا الهادئة مرة أخري"

تمتمت "كارلا" : أتمني ذلك يا حبيبي...



********************************

أخد دكتور "توم" حقائبه وانطلق إلي خارج المنزل متجها إلي السيارة السوداء التي كان سائقها بانتظاره وانطلقت السيارة ومن خلفها سيارة أخري والتي تضم طاقم الأمن في طريقهما إلي المطار حيث سيستقل الدكتور"توم" طائرته إلي "لندن".

نزل دكتور "توم" من السيارة وانطلق إلي داخل المطار ومن حوله خمسة من الرجال المكلفين بحمايته

وما أن دخل "توم" إلي ردهة المطار حتي راح يجوب المكان ببصره في توتر شديد مما أثار انتباه أحد أفراد الأمن والذي التفت إليه قائلا :" لا داع للقلق يا سيدي نحن هنا لحمايتك "

ردد "توم" في شرود : أكيد

ولم يتحرك "توم" بضع خطوات حتي لفت انتباهه سريعا رجل ممتلئ قليلا يتبعه باستمرار ويحمل في يده شنطة معدنية صغيرة .

بدأ"توم" يشعر بالقلق قليلا حيال ذلك الرجل و لكنه تجاهله ومضي في طريقه أو تظاهر بتجاهله لبعض الوقت إلي أن تأكد تماما أن هذا الرجل يتبعه بالتحديد . حينها بدأ "توم" يشعر بالرعب الشديد وبدأ فعلا يدرك مدي خطورة ما هو مقبل عليه

وصل التوتر بـ"توم" إلي ذروته من جراء مراقبة هذا الرجل المستمرة له فتوقف فجأة وراح يعمل عقله قليلا وغرق في تفكير عميق لعدة ثوان ثم التقط هاتفه فجأة وراح يضغط أزراره بعصبية .

"آلو فرانك , كيف حالك ؟ لا أنا ما زلت في المطار ولكني أريد أن أخبرك شيئا مهما فلتسمعني جيدا ....................................



*****************************

استقل "توم" الطائرة وجلس بالمقعد المجاور للنافذة وكان يحاول عبثا أن يخفي ذلك التوتر الذي يقتله بالنظر عبر النافذة. لم يكن يعلم إلام ينظر بالتحديد ولكنه كان يحاول فقط عدم التفكير في الموضوع .....المرعب جدا بالنسبة له .

وما أن التفت "توم" للجهة المقابلة حتي توقف الدم في عروقه فلقد وجده أمامه مباشرة.

نعم ذلك الرجل الذي أثار توتره منذ أن وطئت قدمه أرض المطار. كان الرجل يستعد للجلوس بجوار دكتور "توم" الذي ود لحظتها أن يقفز من الطائرة من كثرة رعبه.

"السيدات والسادة ...رجاء وضع الأحزمة لأننا سنقوم بالإقلاع في غضون دقيقتين..."

كان هذا الصوت هو أول صوت هادئ ومألوف يسمعه "توم" منذ أن ودع زوجته "كارلا" هذا الصباح.فبدأ "توم" يهدأ قليلا وحاول أن ينسي ولو للحظة كل هذه الأمور الغريبة .

وسكن "توم" قليلا ولم يقطع هذا السكون إلا صراخ الرجل الجالس بجواره"آآه ...النجدة ..لا أستطيع التنفس... أنزلوني من الطائرة فورا.."

انتفض "توم" من مقعده وهو يتمتم في حنق : " يا إلهي ما هذا اليوم ؟"

جاءت أحد المضيفات مسرعة إلي ذلك الرجل وهي تقول "ماذا بك يا سيدي ؟ هل أصابك مكروه ؟"

قال بعصبية : "نعم إنها أزمتي القلبية اللعينة . إنها تلاحقني باستمرار. أرجوك أنزليني من الطائرة الآن

"حاضر حاضر "قالت بتوتر وهي تحاول أن تفك حزامه ثم أسندته و زميلتها إلي خارج الطائرة حيث استقل سيارة الإسعاف و غادر المكان .

وما أن غادر الرجل الطائرة حتي سكنت روعة دكتور"توم" وتمتم قائلا : "يا له من رجل , لقد أراحني الله منه "

وما أن بدأت الطائرة في الإقلاع حتي راح دكتور "توم" يهدئ من نفسه شيئا فشيئا حتي أصبحت الطائرة في الجو .

ثم بدأ دكتور "توم" يسرح قليلا مع أفكاره وراح يحدث نفسه قليلا " يا إلهي ما هذا الذي ورطت نفسي فيه ,لست أدري إن كنت قد فعلت الصواب أم جلبت لنفسي الكثير بل الكثير جدا من المتاعب فلقد مررت اليوم بأشياء لم أمر بها في حياتي قط , والعجيب أن معركتي الحقيقية لم تبدأ بعد , لطالما سئمت هذه الحياة الروتينية المملة ولكن لو كنت أعرف أن هذا سيكون هو التغيير لما تمنيت قط أن أحظي بشئ من التغيير , أعتقد أن هذه التجربة سوف تعلمني أن أعشق الروتين والملل اللذان أحيا بهما دوما , لقد كدت أنهار بملاحقة ذلك الرجل لي هذا الصباح "ثم اعتدل في جلسته وهو يقول: "حقا لقد أراحني الله منه هو وتلك الشنطة السخيـفـ........"

وفي هذه اللحظة توقفت الكلمات في حلقه واتسعت عيناه عن آخرهما وتجمد الدم في عروقه وهو يتمتم في رعب : " يا إلهي... لقد تركها ...نعم لقد ترك تلك الشنطة ......تركها فوق رأسي مباشرة .....إذا لم يكن هذا الرجل مريضا... بل نزل عمدا من الطائرة بعد أن ترك هذه الشنطة فوق رأسي من المؤكد أنها .......يا إلهي.."



************************************



نظر جميع الركاب في دهشة بالغة إلي أسفل كرسي دكتور"توم" حيث سقط مغشيا عليه من أثر الصدمة.

هرع كل أفراد الأمن إلي دكتور"توم" بسرعة قبل أن يوقظه أحدهم ويجلسه علي مقعده . ويسأله في قلق : " ماذا بك يا سيدي ؟! أخبرني أرجوك ....ماذا حدث ؟

أشار "توم" إلي الشنطة فالتقطها هذا الرجل بسرعة وهو يتساءل : "ما بها ؟! "

قال له "توم" في حسرة "إنها.........إنها قنبلة "



*********************

هوت هذه الكلمة علي أذن رجل الأمن كالصاعقة الذي أصبح بدوره أشد توترا من دكتور"توم" في أسوأ حالاته ولكنه استعاد اتزانه بسرعة غريبة وذهب مباشرة إلي غرفة الطيار ومن خلفه باقي الرجال بخطوات سريعة .

" سيدي , إني آمرك بالتوقف في أقرب وقت و في أقرب مطار"قال أحد الرجال في حزم قبل أن يقاطعه الطيار في غضب شديد صائحا " ما هذا , ماذا تظن أنك فاعل يا هذا ؟أهذه عملية اختطاف ؟سوف أبلغ الأمن حالـ........"

قاطعه أحدهم في صرامة " سيدي الأمر ليس بهذه الصورة , نحن في مهمة رسمية لحماية أحد الشهود وهو مطلوب في قضية فساد كبري بعد غد وهو يجلس في الطائرة الآن وبجواره قنبلة لا نعلم متى ستنفجر "

قال الطيار وقد أصابه شئ من التوتر " لابد أن أتحقق من هذا بنفسي أولا "

قاطعه أحد الرجال قائلا " ليس لدينا وقت لهذا يا سيدي "

قال الطيار في توتر بعد أن أحس بجدية الأمر :" إن أقرب مطار من هنا يبعد حوالي 90 دقيقة"

رد أحدهم بسرعة "ولكن لا يمكن أن ننتظر كل هذا الوقت يا سيدي فلابد أن من صمم تلك القنبلة يعلم ذلك جيدا ومن المؤكد أنها ستنفجر قبل ذلك بكثير . عليك إيجاد حلا بديلا الآن يا كابتن"

قال الطيار متسائلا : "هل حاولتم إبطال مفعول تلك القنبلة ؟ "

رد أحدهم في يأس "لا يمكننا أن نجازف بذلك فبعض القنابل مصممة بحيث تنفجر تلقائيا عند أي محاولة لفتحها"

"إذن ليس هناك حل " قال الطيار في حسرة

وسادت لحظة طويلة من الصمت , كل يحاول أن يجد الحل لكن بلا فائدة .............



****************************

بعد دقائق قليلة خرج الرجال ومن خلفهم الطيار متجهين مباشرة إلي دكتور"توم"حيث بدأ الطيار في التحدث إلي الدكتور"توم"قائلا : "سيدي , هناك مطار يبعد حوالي 10 دقائق من هنا من الممكن أن نصل إليه قبل انفجار القنبلة..لكن......." لم يكد الطيار ينطق هذه الجملة حتي ساد الهلع والرعب بين ركاب الطائرة حيث لم ينتبه الطيار من كثرة توتره أن صوته كان عال نسبيا حيث سمعه كل من حوله تقريبا , ولكن المثير للدهشة أنه كان هناك راكبا واحدا لم تبد عليه أي من علامات الفزع بل ارتسمت علي شفتيه ابتسامة هادئة وهو يراقب ما يحدث في صمت .

التفت "توم" إلي ذلك الرجل ونظر إليه نظرة تكاد تخلو من أية تعبيرات , كان "توم" يعلم جيدا لم لم يزعج هذا الرجل فظل يحدق فيه لفترة قبل أن يتجه ببصره إلي الطيار ويقول " ولكن ماذا يا كابتن........؟"

رد الطيار في حسرة :ولكن يا سيدي هذا المطار ليس قيد الخدمة الآن , كل ما هناك هو ممر متهالك لست أدري إن كان جيدا بما فيه الكفاية أم لا ؟

رد "توم" بسرعة : ولكنه أملنا الوحيد أليس كذلك ؟ هيا يا كابتن خذنا إلي هناك بسرعة ؟

بخطوات سريعة أقرب إلي الجري اتجه الطيار إلي قمرة القيادة وبدأ بمحاولة الهبوط الاضطراري , في حين لم يعلم أحد علي الإطلاق أيهما سيحدث أولا , الهبوط , أم الانفجار ....

.

********************

بدأت الطائرة فعلا في الهبوط نسبيا في حين كان الممر المقصود علي مرمي البصر ولكنه كان سيئا للغاية و لكن الطيار البارع بدأ في الهبوط الآمن في حين كان "توم" يراقب الأحوال من النافذة وبينما هو ينظر من النافذة رأي شيئا لفت انتباهه بشدة , شيئا سيغير كل ما كان يخطط له , بل سيفسد كل شئ

"اللعنة" قالها "توم" بكل ما أوتي من قوة وبنبرة غضب عارمة صاح " لا لا يمكن أن يحدث ذلك أبدا"

أثارت كلمته انتباه ورعب كل الموجودين في الطائرة في حين قال له أحدهم مهدئا " لا تقلق يا سيدي , كل شئ علي ما يرام , فسوف تتوقف الطائرة في أقل من دقيقة "

لم يعر "توم" هذا الشخص اهتماما في حين أمسك بالشنطة المعدنية ثم قام "توم" وسط ذهول كل من حوله برفع الشنطة عاليا وقام برطمها في الأرض رطمة قوية محاولا فتحها "وهو يقول "اللعنة , كيف أكون بهذا الغباء كيف ؟! "

لم يفهم أحد قط ما كان يجول بخاطر"توم" هذه اللحظة بل ظن الجميع أنه قد فقد عقله نتيجة القلق والتوتر , ولكن لم يكن "توم" مهتما لهم حيث كان ممسكا بالشنطة في عصبية بالغة محاولا فتحها وسط مقاومة كل الحاضرين حتي تمكن منها و فتحها..

وبمجرد أن فتحها انطلق مهرولا إلي قمرة القيادة وهو يصيح " لا لا تهبط بالطائرة أقلع بها الآن هيا .."

رد الطيار في حيرة :" ولكن كيف يا سيدي لقد هبطت بها للتو بأعجوبة علي ذلك الممر ولن أجازف بالإقلاع مرة أخري , نحن هبطنا بسلام الآن ويمكنك مغادرة الطائرة الآن يا دكتور "

تمتم "توم"وهو يتجه إلي خارج القمرة في شرود : إنك لم تفهم بعد...............



*****************************************

نظر الكل في دهشة بالغة إلي الشنطة الملقاة علي الأرض وفي صمت رهيب ظل الكل يحدق في محتوياتها التي لم تكن سوي مجموعة من القصاصات الورقية التي تبعثرت علي أرضية الطائرة .

ظل الجميع علي ذلك الحال لفترة ثم اتجه "توم" مسرعا إلي سلم الطوارئ وقفز من الطائرة وخلفه كل الركاب.

وما أن وطئت قدمه أرض الممر حتي راح ينظر من حوله يمينا ويسارا حتي تسمر في مكانه حين وقعت عيناه عليه وقبل أن ينطق بكلمة أو يأتي بأي ردة فعل كانت الرصاصة قد انطلقت متجهة إلي جسد دكتور "توم" في مكان القلب مباشرة وألقته علي وجهه بعيدا وفر ذلك القناص هاربا........



**********منزل دكتور "توم" بعد مرور ثلاثة أيام ************



"..........وقد كان لشهادة دكتور"فريدريك توماسون" والمستندات التي قدمها للمحكمة كل الفضل في الإطاحة بالمتهمين إلي عقوبة السجن مدي الحياة ..كما............."

"أبي هل من الممكن أن تغلق ذلك التلفاز قليلا . لقد سئمت تلك الأخبار "

رد "توم" في هدوء : وأنا أيضا يا "آمبر" حقا لقد سئمت كل شئ بعد هذه التجربة .



flash back****

وصل التوتر بـ"توم" إلي ذروته من جراء مراقبة هذا الرجل المستمرة له فتوقف فجأة وراح يعمل عقله قليلا وغرق في تفكير عميق لعدة ثوان ثم التقط هاتفه فجأة وراح يضغط أزراره بعصبية :

"آلو فرانك , كيف حالك ؟ لا أنا ما زلت في المطار ولكني أريد أن أخبرك شيئا مهما فلتسمعني جيدا , اركب سيارتك الآن وانطلق بأقصى سرعة إلي المطار المهجور الـ........"

"جيد أنك تعلمه , وافيني هناك في غضون الساعة "

"لم يحدث شئ , افعل ما أقوله فحسب و سأخبرك كل شئ لاحقا "

"طبعا وهل هذا باليوم الذي أنسي فيه ارتداء سترتي الواقية "

"شكرا فرانك , مع السلامة "



*******************************

- "لكن يا أبي أود أن أسألك عن عدة أشياء "

- "هاتي ما عندك يا آمبر "

- "كيف عرفت أن ما بالشنطة لم تكن قنبلة ؟"

- "لأن ذلك الرجل عندما رأيته في المطار ظللت أراقبه جيدا وهو يمر من كل الأبواب بدون أي مشاكل فلو كانت تلك قنبلة حقيقية لما سمح له بالمرور هكذا ولكان في المعتقل الآن "

- "إذا وقد عرفت ذلك , فلماذا لم تدع الأمر يمر بسهولة وتصل لندن بسلام ؟"

- "لأن هؤلاء الأشخاص يا حبيبتي لم يكونوا يسمحوا لي بالوصول إلي المحكمة بأي طريقة كانت , فبالتأكيد كانت لديهم خطط أخري ينوون تنفيذها إذا ما فشلت تلك الخطة , فوددت أن أنهي اللعبة مبكرا "

- "ولم إذن تظاهرت بالرعب في الطائرة طالما أنك تعلم ذلك؟ "

- "لأن الرجل الذي كان يحمل الشنطة والذي تظاهر بالمرض كي ينزل من الطائرة رأيته وهو ينزل يكلم أحد الأشخاص كما لو كان يتفق معه علي شئ ثم نزل وترك ذلك الرجل فوددت أن أوحي إلي هذا الرجل أن خطتهم
تمشي بسلام حتي لا يشك في شئ , كما أن وجود ذلك الرجل أكد لي أكثر أن الشنطة لم تكن تحتوي علي قنبلة حقيقية وإلا ما بقي ذلك الشخص في الطائرة "

- "وكيف لم يشك حتي بعد أن رآك حيا بعد الهبوط ؟"

- "لأنه بعد سماع صوت الرصاصة ورؤيتي وأنا أسقط علي الأرض فر كل الموجودين هاربين فيما عدا أفراد الأمن الذين تظاهروا بحملي إلي الخارج بعد أن أخبرتهم بأمري حيثُ استقليت سيارة" فرانك" مع أحدهم

وانطلقنا إلي الفندق الذي اختفيت فيه حتي موعد المحاكمة "

- "سؤال أخير يا أبي........ ماذا لو أطلق هذا القناص علي رأسك؟ "

- "يكون هو القدر إذن يا صغيرتي "
ياااااا.... يا رجل... أنت غير معقول...
قصة خاطفة للأنفاس، مليئة بالحماس و التشويق... عيوني تقرأ وملامحي هكذا 😲 (اختصارا للوصف ههه).
ماشاء الله تبارك الرحمان، القصة جميلة جدا جدا جدا، والله انت غير معقول، من يسمعك تقول انك لست كاتب قصص أو روايات سيتخيل عملا ركيكا... وليس حبكة متناسقة بها البداية و العقدة والحل ...
أحييك سيدي على هذا الإبداع، تناسق مبهر وتسلسل مطعم بحماس جرى في عروقي و زلزل سكوني..
لا أجد الكلمات الكافية للتعبير ،غير اني أحببت القصة جدا 🌸.
أتمنى لك المزيد من التألق و الإبداع، و المزيد من القصص لاني أحببت قلمك و خيالك و انتهى الأمر..
التفاصيل في القصة تجعلها حقيقية، و مزامنة الأحداث تلعب بالقلب بين أمل و صدمة... قصة موفقة جدا جدا ❤️.

كل الود اخي 🌸🌸
فكر في قصة اخرى مجددا 😂😂😂

فاطم 🌸
 
Comment

عاشق الكلمات

نزاري الحرف
إنضم
9 مارس 2023
المشاركات
1,677
مستوى التفاعل
1,081
الإقامة
ُمصر
مجموع اﻻوسمة
3
الشاهد
ياااااا.... يا رجل... أنت غير معقول...
قصة خاطفة للأنفاس، مليئة بالحماس و التشويق... عيوني تقرأ وملامحي هكذا 😲 (اختصارا للوصف ههه).
الحمد لله أن أعجبتك قصتي فقد كنت متخوفا من آراء المحترفين 😀

ماشاء الله تبارك الرحمان، القصة جميلة جدا جدا جدا، والله انت غير معقول، من يسمعك تقول انك لست كاتب قصص أو روايات سيتخيل عملا ركيكا... وليس حبكة متناسقة بها البداية و العقدة والحل ...
أحييك سيدي على هذا الإبداع، تناسق مبهر وتسلسل مطعم بحماس جرى في عروقي و زلزل سكوني..
لا أجد الكلمات الكافية للتعبير ،غير اني أحببت القصة جدا 🌸.
حقيقة أسعدني فوق الوصف إعجابك الجميل و لم أتوقع أن تلاقي قصتي الصغيرة كل هذه الكلمات العذبة و المدح الجميل منك سيدتي .. فأنا كما أخبرتك في القصة السابقة أصور بعض المشاهد سريعا دون التعمق في الشخصيات و التفاصيل لتبدو كفيلم سينمائي قصير و بأسلوب بسيط أشبه بروايات الجيب التي أدمنتها في الطفولة
دعمك الجميل و كلماتك التي لم أري قط في رقتها هي وسام فوق صدري و أعتز بها جدا جدا و أتمني أن أكون عند حسن ظنك بي دائما

أتمنى لك المزيد من التألق و الإبداع، و المزيد من القصص لاني أحببت قلمك و خيالك و انتهى الأمر..
التفاصيل في القصة تجعلها حقيقية، و مزامنة الأحداث تلعب بالقلب بين أمل و صدمة... قصة موفقة جدا جدا ❤️.

كل الود اخي 🌸🌸
فكر في قصة اخرى مجددا 😂😂😂

فاطم 🌸
شرف كبير لي أن تروق قصتي لروائية عظيمة مثلك كتاباتها قمة الروعة و الإبداع و رأيك هذا أعتز به كثيرا جدا و أتمني أن أكون علي قدره
أما القصة الأخري فعليك الانتظار كثيييرا حتي يأتيتي الإلهام بفكرة جديدة 🤣
فقد استنفذت كل ما لدي من قدرات كتابية في هاتين القصتين 🤣
حضورك أسعدني جدا جدا و تعليقك سأحتفظ به لأقرأه كلما قل مؤشر السعادة لدي
دمتي بألف خير 🌺🌺
 
التعديل الأخير:
Comment

الزهراء المعطاوي

🌹
نجوم المنتدي
إنضم
11 مارس 2023
المشاركات
722
مستوى التفاعل
261
الإقامة
بلاد الأطلس و أسوده، والسحر بجماله و رِقّته
مجموع اﻻوسمة
1
الشاهد
الحمد لله أن أعجبتك قصتي فقد كنت متخوفا من آراء المحترفين 😀

حقيقة أسعدني فوق الوصف إعجابك الجميل و لم أتوقع أن تلاقي قصتي الصغيرة كل هذه الكلمات العذبة و المدح الجميل منك سيدتي .. فأنا كما أخبرتك في القصة السابقة أصور بعض المشاهد سريعا دون التعمق في الشخصيات و التفاصيل لتبدو كفيلم سينمائي قصير و بأسلوب بسيط أشبه بروايات الجيب التي أدمنتها في الطفولة
دعمك الجميل و كلماتك التي لم أري قط في رقتها هي وسام فوق صدري و أعتز بها جدا جدا و أتمني أن أكون عند حسن ظنك بي دائما

شرف كبير لي أن تروق قصتي لروائية عظيمة مثلك كتاباتها قمة الروعة و الإبداع و رأيك هذا أعتز به كثيرا جدا و أتمني أن أكون علي قدره
أما القصة الأخري فعليك الانتظار كثيييرا حتي يأيتي الإلهام بفكرة جديدة 🤣
فقد استنفذت كل ما لدي من قدرات كتابية في هاتين القصتين 🤣
حضورك أسعدني جدا جدا و تعليقك سأحتفظ به لأقرأه كلما قل مؤشر السعادة لدي
دمتي بألف خير 🌺🌺
سأكون"هبلة" إذا لم ترقني قصتك المبهرة، وحقا لا اجاملك، أن تكتب قصة لها حبكة و تسلسل زمني، واختيار الألفاظ بعناية و احترام قواعد النحو و اللغة، وضآلة التكرار و الأخطاء الإملائية واللغوية.... هذا إنجاز عظيم جدا..
تلقائيا عندما اقرأ أركز على كل هذه الجوانب، وحينما يكون العمل متكاملا لا أجد غير الإنبهار تفاعلا... وقصتك "الشاهد" محبوكة بشكل ممتاز جدا، ماشاء الله، القصة، التسلسل الزمني للأحداث و الشخصيات، العقدة و الحل، والحماس المتقد على طولها... 😁،

لهذا قلت أنني انتظر المزيد، قد انتظر قليلا، ولكن لن أكف عن طلبها في كل مرة تسمح لي الفرصة حتى تستسلم هههههه
أو سأورطك صدقني 😏..
بارك الله فيك أخي ودام إبداعك.
كل الود
فاطم 🌸
 
Comment

عاشق الكلمات

نزاري الحرف
إنضم
9 مارس 2023
المشاركات
1,677
مستوى التفاعل
1,081
الإقامة
ُمصر
مجموع اﻻوسمة
3
الشاهد
سأكون"هبلة" إذا لم ترقني قصتك المبهرة، وحقا لا اجاملك، أن تكتب قصة لها حبكة و تسلسل زمني، واختيار الألفاظ بعناية و احترام قواعد النحو و اللغة، وضآلة التكرار و الأخطاء الإملائية واللغوية.... هذا إنجاز عظيم جدا..
أنا من عشاق اللغة العربية كثيرا و أحاول قدر الإمكان أن أحترم كل قواعدها أثناء الكتابة و من أكثر الأشياء التي تؤرقني الأخطاء الإملائية و اللغوية لأني أري أنها تقلل كثيرا من متعة القراءة .. و هذا ما أحبه كثيرا في كل كتاباتك .. احترامك للغة كبير جدا و كلماتك غاية في السلاسة و الدقة و الإتقان
تلقائيا عندما اقرأ أركز على كل هذه الجوانب، وحينما يكون العمل متكاملا لا أجد غير الإنبهار تفاعلا... وقصتك "الشاهد" محبوكة بشكل ممتاز جدا، ماشاء الله، القصة، التسلسل الزمني للأحداث و الشخصيات، العقدة و الحل، والحماس المتقد على طولها... 😁،
رأيك هذه أعتز به جدا لأنك بدون مجاملة من أروع الكتاب بالمنتدي و عندما يروق لك ما أكتب فهذا يعني لي الكثير جدا جدا .. أما عن الفكرة و التشويق فقد يكون هذا نتيجة عشقي لقصص ملف المستقبل و رجل المستحيل منذ الطفولة و تأثرت بهم جدا في نواحي كثيرة

لهذا قلت أنني انتظر المزيد، قد انتظر قليلا، ولكن لن أكف عن طلبها في كل مرة تسمح لي الفرصة حتى تستسلم هههههه
أو سأورطك صدقني 😏..
بارك الله فيك أخي ودام إبداعك.
كل الود
فاطم 🌸
بإذن الله سيكون هناك المزيد و سأحاول أن أستحضر قدراتي السابقة 🤣
بس بلاش توريط أرجوكي .. كفاية بقية الإخوة مش مقصرين ما شاء الله 🤣🤣

دمتي بألف خير و صباحك سكر و ورود و ياسمين
 
1 Comment
الزهراء المعطاوي
الزهراء المعطاوي commented
بارك الله فيك، شهادتك مفخرة.
ههههه خلص مش هقول حاجة، بس هنتظر 😎.
سلمت من كل شر 🌿🌹
 

أحلام النجوم

شامخة الأحلام
نجوم المنتدي
إنضم
7 أبريل 2023
المشاركات
256
مستوى التفاعل
144
الإقامة
السعوديه
الشاهد
سيد الكلمات وعاشقها اضف لقبا جديدا لك
سيد الغموض... ماشاء الله حبكه تشويق جميلة جداااا
افكار منظمه رائعه بسلاسة
حسيت نفسي حاضره فليم جميس بوند
يعيطك الف عافيه
ويعطني العافية يوم طلبت هالطلب منك
تستاهل احلى تقييم ... جميل خيالك جميل جدا
انا اقول اتحفنا بقصص تشويق مثلها
لا توقف كتابه قصص .. انت بارع فيها

يسلموووو اخوي 🌟🌟🌟🌟🌟
خمس نجوم كتقييم
في انتظار جديدك بقسم القصص القصيرة البوليسية
 
Comment

نورهان الشاعر

عضوة
نجوم المنتدي
إنضم
10 مارس 2023
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
718
مجموع اﻻوسمة
2
الشاهد
مساء الخيرات و المسرات....

لازلت تائهة بين تفاصيل القصة التي حيكت بمهارة فريدة.. بكل مشاهدها و تفاصيلها الصغيرة.. دون أن تفوتك جزئية لبناء القصة.. فقد خرجت كاملة و بأبهى صورة.. مبنية على أصغر التفاصيل التي قد يغفل عنها القارئ في خضم إنبهلره بالأحداث الصاخبة و المثيرة...

و قد أجدت اللعب بمهارة بعنصري الإيثارة و التشويق... فلا تنتهي من سطر إلا و انت تتوق لمعرفة الأخر... كما نزلت كل معلومة في موضعها الصحيح و وقتها الصحيح....

و قد كانت لغتك و أسلوبك السلس خلفية جميلة للقصة أكملت بناءها الجميل.. و يسرت للخيال رسمها في ثناياه.. فدوما تمكنت من إستخراج الجمال من أبسط الكلمات و التعابير.. فكان الحرف معك مرتاحا في أوج نظارته....

لولا ذكاء الدكتور لراح ضحية الطامعين.. رغم وجود الأمن معه... فهو قد كان حامي نفسه و حامي الأبرياء.. لفطنته و تركيزه على أدق التفاصيل...

فدائما إختبأت الحقيقة خلف الجزئية البسيطة التي قد لا تجذب العين.. و البهرجة كانت دوما من شيم الزيف و الخداع...

حين يأخذ كل شيء مكانه الصحيح.. يسود العدل و الرخاء.. و تختفي كل مظاهر الظلم و الفساد...
الدكتور توم كان بحجم منصبه و مسؤوليته.. فلم يسخر العلم الذي ناله من أجل إنقاد الناس لتدميرهم... و لا غرته الأموال لبيع نفسه... بل عرض حياته للخطر من أجل المصلحة العامة...

من لم يقم ضميره رقيبا له.. كان فريسة سهلة لشرور النفس و أطماعها.. فباع الحق بالباطل.. و إشترى الشر بالخير فقط من أجل رغد الحياة الفاني...

لكن القيم التي تسمو عن في الروح عن كل متطلبات المادة بمعدنها الأرضي الدنيء.. هي خلاص كل مرء إبتغى سمو نفسه...

طريق الشر منحدر يسهل الإنزلاق فيه.. بينما الخير هضبة وعرة يصعب تسلقها و التشبت بها...
لكن ليس السقوط كالصعود حتما..!.. و النفس على ما عودتها تسير...

و بعيدا عن العبرة المستخلصة من بين السطور.. قإنك حتما أبدعت فوق الإبداع.. و فجأتني!.. حقا ظللت مبهورة طوال القصة إلى نهايتها..لم أتمكن بالتكهن بما يحدث و إكتفيت بالإستمتاع بجميل ما خططت و كم إستمتعت حقا.!.. كانت قصة كاملة الأوصاف... فهنيئا لك بها... و على هذا أنت مجبر أن تشرفنا بقصصك الجميلة بين الحين و الأخر و لا تحرمنا من بهاء قلمك... أكاد أتصور انني شاهدت فيلما بوليسيا لا قصة...
سلمت يداك حقا لن تفي الكلمات..
 
Comment

عاشق الكلمات

نزاري الحرف
إنضم
9 مارس 2023
المشاركات
1,677
مستوى التفاعل
1,081
الإقامة
ُمصر
مجموع اﻻوسمة
3
الشاهد
سيد الكلمات وعاشقها اضف لقبا جديدا لك
سيد الغموض... ماشاء الله حبكه تشويق جميلة جداااا
افكار منظمه رائعه بسلاسة
حسيت نفسي حاضره فليم جميس بوند
يعيطك الف عافيه
ويعطني العافية يوم طلبت هالطلب منك
تستاهل احلى تقييم ... جميل خيالك جميل جدا
انا اقول اتحفنا بقصص تشويق مثلها
لا توقف كتابه قصص .. انت بارع فيها

يسلموووو اخوي 🌟🌟🌟🌟🌟
خمس نجوم كتقييم
في انتظار جديدك بقسم القصص القصيرة البوليسية
أختي العزيزة أحلام
حقا قد أخجلتني كلماتك الرقيقة بحقي و ياااااارب أكون مستحقا لكل ما قلته عني
سعدت جدا أن راقت لك القصة و لم تكن مملة فقد حاولت قدر الإمكان جعلها خفيفة و سريعة المشاهد منعا للملل
إعجابك الجميل بها زادها رونقا و روعة و جمالا
تقييمك الغالي وسام علي صدري أعتز به جدا جدا جدا
بإذن الله سأحاول أن أكتب قصصا أخري مستقبلا و يارب تكون علي قدر إبداعات كاتبينا الرائعين
أشكرك من كل قلبي سيدتي علي إسعاد يومي بهذه الكلمات
دمتي بكل خير و سعادة الدنيا 🌹🌹🌹
 
Comment

عاشق الكلمات

نزاري الحرف
إنضم
9 مارس 2023
المشاركات
1,677
مستوى التفاعل
1,081
الإقامة
ُمصر
مجموع اﻻوسمة
3
الشاهد
مساء الخيرات و المسرات....

لازلت تائهة بين تفاصيل القصة التي حيكت بمهارة فريدة.. بكل مشاهدها و تفاصيلها الصغيرة.. دون أن تفوتك جزئية لبناء القصة.. فقد خرجت كاملة و بأبهى صورة.. مبنية على أصغر التفاصيل التي قد يغفل عنها القارئ في خضم إنبهلره بالأحداث الصاخبة و المثيرة...

و قد أجدت اللعب بمهارة بعنصري الإيثارة و التشويق... فلا تنتهي من سطر إلا و انت تتوق لمعرفة الأخر... كما نزلت كل معلومة في موضعها الصحيح و وقتها الصحيح....

و قد كانت لغتك و أسلوبك السلس خلفية جميلة للقصة أكملت بناءها الجميل.. و يسرت للخيال رسمها في ثناياه.. فدوما تمكنت من إستخراج الجمال من أبسط الكلمات و التعابير.. فكان الحرف معك مرتاحا في أوج نظارته....

لولا ذكاء الدكتور لراح ضحية الطامعين.. رغم وجود الأمن معه... فهو قد كان حامي نفسه و حامي الأبرياء.. لفطنته و تركيزه على أدق التفاصيل...

فدائما إختبأت الحقيقة خلف الجزئية البسيطة التي قد لا تجذب العين.. و البهرجة كانت دوما من شيم الزيف و الخداع...

حين يأخذ كل شيء مكانه الصحيح.. يسود العدل و الرخاء.. و تختفي كل مظاهر الظلم و الفساد...
الدكتور توم كان بحجم منصبه و مسؤوليته.. فلم يسخر العلم الذي ناله من أجل إنقاد الناس لتدميرهم... و لا غرته الأموال لبيع نفسه... بل عرض حياته للخطر من أجل المصلحة العامة...

من لم يقم ضميره رقيبا له.. كان فريسة سهلة لشرور النفس و أطماعها.. فباع الحق بالباطل.. و إشترى الشر بالخير فقط من أجل رغد الحياة الفاني...

لكن القيم التي تسمو عن في الروح عن كل متطلبات المادة بمعدنها الأرضي الدنيء.. هي خلاص كل مرء إبتغى سمو نفسه...

طريق الشر منحدر يسهل الإنزلاق فيه.. بينما الخير هضبة وعرة يصعب تسلقها و التشبت بها...
لكن ليس السقوط كالصعود حتما..!.. و النفس على ما عودتها تسير...

و بعيدا عن العبرة المستخلصة من بين السطور.. قإنك حتما أبدعت فوق الإبداع.. و فجأتني!.. حقا ظللت مبهورة طوال القصة إلى نهايتها..لم أتمكن بالتكهن بما يحدث و إكتفيت بالإستمتاع بجميل ما خططت و كم إستمتعت حقا.!.. كانت قصة كاملة الأوصاف... فهنيئا لك بها... و على هذا أنت مجبر أن تشرفنا بقصصك الجميلة بين الحين و الأخر و لا تحرمنا من بهاء قلمك... أكاد أتصور انني شاهدت فيلما بوليسيا لا قصة...
سلمت يداك حقا لن تفي الكلمات..
صباح معطر برحيق الورود
مرحبا بملكة التوليب و كاتبة الروائع الفريدة نورهان
إن أعجبتك قصتي فذاك يكفيني .. فسحرك في الكتابة يفوق كل ما سواه ..
و حين تتلاقي كتابتي و ذائقتك الفريدة فتلك أسعد لحظات حياتي
خطوت بحذر شديد لمملكة القصص محاولا أن أقتبس بعضا من إبداعكم لأثري به ما كتبت
فإن يكن أي جمال بعملي فهذا بفضل مجاورة المبدعين أمثالك سيدتي
كم أسعدني رأيك و تحليلاتك الرائعة و تسليط الضوء علي أماكن الجمال كعادتك دوما ترين الجمال في كل الأشياء
مدحك و اطرائك تاج فوق رأسي و كلماتك أفضل داعم لي في كل الأوقات
لا حرمني الله حضورك الجميل و آرائك الفريدة و دعمك الرائع الذي أعتز به لأبعد الحدود
دمتي بألف خير و سعادة 🌷
صباحك سكر 🌷
 
Comment

الجوري

سندريلا (مسؤولة الأقسام الأدبية)
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
39,697
مستوى التفاعل
21,784
مجموع اﻻوسمة
23
الشاهد
رائعة جدااا
اعجبتني جدا ايضا تشبه باسلوبك كاتب روايات الجيب المصري الرجل المستحيل للمبهر الدكتور نبيل فاروق اعدتني سنوات الى الخلف بأسلوبك بالكتابه والتشويق
دام حرفك وقلمك متلألئا
 
Comment

عاشق الكلمات

نزاري الحرف
إنضم
9 مارس 2023
المشاركات
1,677
مستوى التفاعل
1,081
الإقامة
ُمصر
مجموع اﻻوسمة
3
الشاهد
رائعة جدااا
اعجبتني جدا ايضا تشبه باسلوبك كاتب روايات الجيب المصري الرجل المستحيل للمبهر الدكتور نبيل فاروق اعدتني سنوات الى الخلف بأسلوبك بالكتابه والتشويق
دام حرفك وقلمك متلألئا
سندريلا المنتدي جوريتنا الرقيقة
ليس أروع من بداية يومي بكلماتك الجميلة .. خاصة و أنت كاتبة الروائع و ملكة الروايات
يعود هذا التشابه في الكتابة لعشقي منذ الطفولة لكل قصص د.نبيل فاروق و هي ما ألهمتني لكتابة القصص فلذلك كنت أحاول تقليد أسلوبه في الكتابة المحبب جدا بالنسبة لي
أسعدني رأيك الجميل جدا جدا و حضورك الذي ملأ يومي فرحا و سعادة
دمتي في أفضل الأحوال 🌹🌹🌹
 
Comment

الجوري

سندريلا (مسؤولة الأقسام الأدبية)
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
39,697
مستوى التفاعل
21,784
مجموع اﻻوسمة
23
الشاهد
سندريلا المنتدي جوريتنا الرقيقة
ليس أروع من بداية يومي بكلماتك الجميلة .. خاصة و أنت كاتبة الروائع و ملكة الروايات
يعود هذا التشابه في الكتابة لعشقي منذ الطفولة لكل قصص د.نبيل فاروق و هي ما ألهمتني لكتابة القصص فلذلك كنت أحاول تقليد أسلوبه في الكتابة المحبب جدا بالنسبة لي
أسعدني رأيك الجميل جدا جدا و حضورك الذي ملأ يومي فرحا و سعادة
دمتي في أفضل الأحوال 🌹🌹🌹
بالفعل هو كاتب رائع احسنت ودام مداد قلمك عاشق
 
1 Comment
عاشق الكلمات
عاشق الكلمات commented
أدامك الله رقيقة الكلمات و راقية الحضور جورية المنتتدي الجميلة 🌹🌹
 

امل مفقود

نجوم المنتدي
إنضم
5 مايو 2021
المشاركات
12,572
مستوى التفاعل
4,284
مجموع اﻻوسمة
2
الشاهد

شكرآ لـ جمال و تميز طرحك
لاحرمنا هطولك
دمت لنا ودآم روعة عطآئك
104338780.gif
 
Comment
أعلى