•
من الأمور التي يتم بها صلاح القلب:
التوجُّه الخالص لله تعالى؛ بحيث لا يكون قلبه متعلقًا إلا بربِّه ومعبودِه وخالِقِه جل جلاله:
- فمتى تعلَّق القلب بالمخلوق، عُذِّب به أيَّا كان؛ سواءٌ أكان حجرًا، أم رجلًا، أم امرأة، أم مركَبًا، أم عقارًا، أم مالًا، أم غير ذلك.
- فالله -عز وجل- خلق هذا القلب، وركَّبه تركيبًا؛ بحيث لا يصلح بحال من الأحوال إلا إذا تعلَّق بربِّه ومَلِيكه، فإذا تعلَّق بغير الله، تعذَّب بهذا التعلُّق...
- فمن كان يؤاخي أحدًا من الناس في الله ولله، فإن ذلك يشرح صدره، ويقوي قلبه، وأمَّا إذا كان لمعنى آخر -وقد لا يشعر به هو أو لا يدركه- فإنه يجد ألمًا وحسرة لهذه الصحبة تؤثر فيه دائمًا، وربما تُكدِّرُ عليه عَيْشَه، وتنغِّصُ عليه حاله.
- فتعلُّق القلب بالله -عز وجل- هو الذي يُصلِحُه، وتعلُّقُه بغيره من المخلوقات يُفسِدُه.
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ((كلما ازداد القلب حبًا لله، ازداد له عبوديةً، وكلما ازداد له عبوديةً، ازداد له حبًا وفضَّله عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين:
*من جهة العبادة؛ وهي العلَّة الغائيَّة.
*ومن جهة الاستعانة والتوكل؛ وهي العلَّة الفاعليَّة.
فالقلب لا يصلُحُ ولا يُفلِح، ولا يلتذُّ ولا يُسرّ، ولا يَطيب ولا يسكُن، ولا يطمئن، إلا بعبادة ربِّه وحبِّه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذُّ به من المخلوقات، لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقرٌ ذاتيٌّ إلى ربِّه؛ من حيث هو معبودُهُ ومحبوبُهُ ومطلوبه؛ وبذلك يحصل له الفرح والسرور، واللذة والنعمة، والسكون والطمأنينة)).
- ولهذا كان ابن القيم -رحمه الله- يقول: ((ففي القلب شَعَثٌ لا يلُمُّهُ إلا الإقبال على الله، وفيه وحشةٌ لا يُزيلها إلا الأُنس به في خَلْوَته، وفيه حُزنٌ لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلقٌ لا يُسكِنُه إلا الاجتماع عليه، والفرارُ منه إليه، وفيه نيران حسَراتٍ لا يُطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقةُ الصبر على ذلك إلى وقت لقائِه، وفيه طلبٌ شديدٌ لا يقفُ دون أن يكون هو وحدَه مطلوبَه، وفيه فاقةٌ لا يسُدُّها إلا محبَّتُه والإنابة إليه ودوام ذِكره، وصِدْقُ الإخلاص له)).
أعمال القلوب | ش. خالد السبت - بتصرف يسير
اللهم آمين