"تل العمارنة" بمصر.. "أسرار دينية فرعونية" بين النيل والجبال
بمحاذاة نهر النيل في محافظة المنيا (وسط مصر)، تنتصب جبال في قلبها مدينة نُحتت في صخورها "أسرار دينية" قبل 3 آلاف عام، حين كانت عاصمة تحتضن إيمانا جديدا لقدماء المصريين.
"مرحبا بكم في تل العمارنة، مدينة أخناتون (الملك أمنحوتب الرابع)".. مع هذه العبارة تسارع العيون بانبهار لكشف هذه الأسرار عبر مقابر ونقوش وتماثيل نُحت أغلبها في صخور بهذه الجبال.
تلك الأسرار نُحتت عام 1370 قبل الميلاد، بقرار من أخناتون الذي بحث، حسب مصادر تاريخية، في هذه المدينة عن إيمان توحيدي جديد، بعيدا عن طقوس الإله الفرعوني "آمون" وكهنته المسيطرين.
وأطلق علماء المصريات على "تل العمارنة" لقب "مدينة الأسرار الدينية"، وهي قبل أخناتون لم يطأها كهنة ولم تشهد طقوسا لأي إله.
وبقرار أخناتون، الذي حكم بين 1352 و1336 ق.م، أصبحت المدينة عاصمة جديدة لهذا الإيمان ومقرا لعبادة "آتون" إله الشمس الفرعوني، بديلا عما يُعبد حينئذ في العاصمتين منف شمالا وطيبة جنوبا، وأُطلق عليها اسم "آخت-آتون" (أي أفق أتون-قرص الشمس).
احتضنت مدينة أخناتون نقوشا وتماثيل تمثل "ثورة دينية" قديمة (الأناضول)
والمعبود في هذه المدينة لم يكن أخناتون ابن الإله، كالمعتاد في سرديات القدماء المصريين، بل الإله "آتون" الذي رُمز له بقرص الشمس، وكان يخرج أشعة تنتهي بأيدٍ بشرية لتهب الحياة للكون.
بجولة داخل المدينة، تجد قصرا لأخناتون ونقوش مناجاته، ومعابد "آتون"، بجانب المقبرة الملكية، و25 مقبرة صخرية.
وأبرز هذه المقابر مقبرة "مري رع الأول"، الكاهن الأعظم لـ"آتون"، وهي مملوءة بإبداع النقوش والمشاهد الملكية، وفي إحدى غرفها عمودان على شكل حزمة ورق بردي.
وزاد بهاء المدينة أن الملكة الحسناء نفرتيتي كانت مناصرة لزوجها أخناتون وداعمة لإيمانه الجديد، وبقي اسماهما معا يدلان على هذه المدينة الفريدة، وفق مصادر تاريخية.
ولا يزال رأس نفرتيتي الأثري شاهدا على عبقرية هذه الحقبة التي عاشتها "مدينة الأسرار الدينية".
نقوش فرعونية من تل العمارنة بمحافظة المنيا (الأناضول)
وهذا الرأس عثرت عليه بعثة ألمانية في "تل العمارنة"، وهُرّب إلى الخارج في 1923، وظهر في متحف برلين.
وتبقى المدينة المُحاطة بجبال من جهاتها الشمالية والشرقية والجنوبية ونهر النيل بطول جانبها الغربي حاضنة "لثورة دينية"، وفق توصيف وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتقول الوزارة إن هذه المدينة "عاصمة أخناتون، أول من نادى بالتوحيد، حيث قام بما يوصف غالبا بأنها ثورة دينية استهدفت بشكل أساسي المعبود (آمون) الذي كان مركز عبادته الرئيس في طيبة (الأقصر حاليا)".
وبعد وفاة أخناتون، حسب الوزارة، "هُجرت المدينة"، غير أن معالمها لا تزال حتى اليوم مصدر إبهار لأفواج من السياح والزوار لا تنتهي على مدار العام.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، شرعت السلطات المحلية في المنيا، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، في إعداد ملف خاص بإدراج منطقة آثار "تل العمارنة" على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
"مرحبا بكم في تل العمارنة، مدينة أخناتون (الملك أمنحوتب الرابع)".. مع هذه العبارة تسارع العيون بانبهار لكشف هذه الأسرار عبر مقابر ونقوش وتماثيل نُحت أغلبها في صخور بهذه الجبال.
تلك الأسرار نُحتت عام 1370 قبل الميلاد، بقرار من أخناتون الذي بحث، حسب مصادر تاريخية، في هذه المدينة عن إيمان توحيدي جديد، بعيدا عن طقوس الإله الفرعوني "آمون" وكهنته المسيطرين.
مدينة الأسرار الدينية
وأطلق علماء المصريات على "تل العمارنة" لقب "مدينة الأسرار الدينية"، وهي قبل أخناتون لم يطأها كهنة ولم تشهد طقوسا لأي إله.
وبقرار أخناتون، الذي حكم بين 1352 و1336 ق.م، أصبحت المدينة عاصمة جديدة لهذا الإيمان ومقرا لعبادة "آتون" إله الشمس الفرعوني، بديلا عما يُعبد حينئذ في العاصمتين منف شمالا وطيبة جنوبا، وأُطلق عليها اسم "آخت-آتون" (أي أفق أتون-قرص الشمس).
![20220216_2_52187644_73714008.jpg](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2022/02/20220216_2_52187644_73714008.jpg?w=770&resize=770%2C434)
احتضنت مدينة أخناتون نقوشا وتماثيل تمثل "ثورة دينية" قديمة (الأناضول)
والمعبود في هذه المدينة لم يكن أخناتون ابن الإله، كالمعتاد في سرديات القدماء المصريين، بل الإله "آتون" الذي رُمز له بقرص الشمس، وكان يخرج أشعة تنتهي بأيدٍ بشرية لتهب الحياة للكون.
بجولة داخل المدينة، تجد قصرا لأخناتون ونقوش مناجاته، ومعابد "آتون"، بجانب المقبرة الملكية، و25 مقبرة صخرية.
وأبرز هذه المقابر مقبرة "مري رع الأول"، الكاهن الأعظم لـ"آتون"، وهي مملوءة بإبداع النقوش والمشاهد الملكية، وفي إحدى غرفها عمودان على شكل حزمة ورق بردي.
وزاد بهاء المدينة أن الملكة الحسناء نفرتيتي كانت مناصرة لزوجها أخناتون وداعمة لإيمانه الجديد، وبقي اسماهما معا يدلان على هذه المدينة الفريدة، وفق مصادر تاريخية.
ولا يزال رأس نفرتيتي الأثري شاهدا على عبقرية هذه الحقبة التي عاشتها "مدينة الأسرار الدينية".
![20220216_2_52187644_73713989.jpg](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2022/02/20220216_2_52187644_73713989.jpg?w=770&resize=770%2C434)
نقوش فرعونية من تل العمارنة بمحافظة المنيا (الأناضول)
وهذا الرأس عثرت عليه بعثة ألمانية في "تل العمارنة"، وهُرّب إلى الخارج في 1923، وظهر في متحف برلين.
وتبقى المدينة المُحاطة بجبال من جهاتها الشمالية والشرقية والجنوبية ونهر النيل بطول جانبها الغربي حاضنة "لثورة دينية"، وفق توصيف وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتقول الوزارة إن هذه المدينة "عاصمة أخناتون، أول من نادى بالتوحيد، حيث قام بما يوصف غالبا بأنها ثورة دينية استهدفت بشكل أساسي المعبود (آمون) الذي كان مركز عبادته الرئيس في طيبة (الأقصر حاليا)".
وبعد وفاة أخناتون، حسب الوزارة، "هُجرت المدينة"، غير أن معالمها لا تزال حتى اليوم مصدر إبهار لأفواج من السياح والزوار لا تنتهي على مدار العام.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، شرعت السلطات المحلية في المنيا، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، في إعداد ملف خاص بإدراج منطقة آثار "تل العمارنة" على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
اسم الموضوع : "تل العمارنة" بمصر.. "أسرار دينية فرعونية" بين النيل والجبال
|
المصدر : الحضارة المصرية القديمة