ثورة 23 يوليو 1952 المصرية
فاروق.. حكاية آخر ملوك مصر أطاح به الضباط الأحرار بعد 16 سنة حكم
100 عام بالتمام والكمال تمر على ميلاد الملك فاروق، آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، إذ ولد في 11 فبراير 1920 وتوفي في 18 مارس 1965 عن عمر ناهز 45 عاما.استمر حكمه مدة ستة عشر سنة إلى أن أطاح به تنظيم الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو وأجبره على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور والذي ما لبث أن عزل في 18 يونيو 1953 بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية.
بعد تنازله عن العرش أقام في منفاه بروما، وكان يزور منها سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفي بروما في 18 مارس 1965 ودفن أولا في مقابر إبراهيم باشا في
منطقة الإمام الشافعي ثم نقلت رفاته في عهد الرئيس محمد أنور السادات إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة تنفيذاً لوصية الملك فاروق.
بوفاة الملك فؤاد انطوت صفحة مهمة في تاريخ مصر الحديث لتبدأ بعدها صفحة جديدة من صفحات تاريخ أسرة محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية، وعاد الأمير فاروق إلى
مصر في 6 مايو سنة 1936 وهو التاريخ الذي اتخذ فيما بعد التاريخ الرسمي لجلوسه على العرش، ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الأول، وذلك وفقا لنظام توارث
عرش المملكة المصرية فى بيت محمد علي الذي وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الإنجليز.
كانت المادة الثامنة في نظام وراثة العرش تنص على أنه "يبلغ الملك سن الرشد إذا اكتمل له من العمر ثماني عشرة سنة هلالية"، كما نصت المادة التاسعة على
أنه يكون للملك القاصر هيئة وصاية للعرش لتولي سلطة الملك حتى يبلغ سن الرشد.
استمر حكم فاروق مدة ستة عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر
وفي تمام الساعة السادسة والعشرين دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة وهو نفس اليخت الذي
غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم.
وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية 21 طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه، وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار
والذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها، طالب بأن يحافظ على كرامته
في وثيقة التنازل عن العرش، فطمأنه علي ماهر باشا وذكر له أنها ستكون على مثال الوثيقة التي تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه، واتصل علي ماهر باشا
بالدكتور عبد الرازق السنهوري طالبًا منه تحرير وثيقة التنازل.
أعدت الوثيقة وعرضت على محمد نجيب فوافق عليها، واقترح جمال سالم إضافة عبارة "ونزولًا على إرادة الشعب" على صيغة الوثيقة وتم تكليف سليمان
حافظ بحمل الوثيقة وتوقيعها من الملك، فاستقبله وقرأها أكثر من مرة، واطمأن للشكل القانوني لها وأراد إضافة كلمة "وإرادتنا" عقب عبارة ونزولًا على
إرادة الشعب، لكنه أفهمه أن صياغة الوثيقة في صورة أمر ملكي تنطوي على هذا المعنى، وإنها تمت بصعوبة كبيرة ولا تسمح بإدخال أي تعديل، وكان وقتها في حالة عصبية سيئة.
على الرغم مما نسب لفاروق من سلبيات سواء في فترة حكمه أو على المستوى الشخصي إلا أنه نسب إليه أيضا عدد من الإنجازات تمت في عهده
ومنها انضمام مصر إلى عصبة الأمم، وتمصير قيادة الجيش وإنشاء الكلية الجوية "مدرسة الطيران العالي بألماظة 1937 والتي تحولت إلى كلية الطيران
الملكية عام 1948"، وفي عام 1938 أهدى مسلمي الصين مئات من الكتب من المكتبة الملكية، وطلب أن توفد الصين 20 طالبا إلى مصر ليتعلموا
على نفقته الخاصة، وتوقيع اتفاقية مونتريه لإلغاء الامتيازات الأجنبية.
كما نسب إليه عقد أول مؤتمر برلماني للبلاد العربية والإسلامية من أجل فلسطين، وإنشاء جامعة فاروق الأول بالإسكندرية والتي بدأت ببعض
كليات تابعة لجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، في عام 1938، ثم أصبحت جامعة مستقلة في أغسطس 1942، وافتتاح متحف فؤاد الأول الزراعي، ، فضلا عن إنشاء خزان جبل الأولياء في السودان.
اسم الموضوع : ثورة 23 يوليو 1952 المصرية
|
المصدر : الحضارة المصرية القديمة