حارسة الحسناء
عزيزتي الغالية
أتذكرين أول لقاء جمعنا
في ذاك الوقت كنا في السابعة من عمرنا
أتيت مع أبي مجبرة لأقابل جدنا
الذي تخلى عن أبي لأنه لم يتزوج من قبيلتنا
عندها كنت أرفض الدخول لمجلس العائلة
كنت أريد العودة لبيتنا
لكني رأيت إنعكاس الشمس أسمراً
على فتاة مختلفة كأنها من عالم الأميرات
عانقتك عيناي وأبت أن تنظر لما حولك
أتذكر أني توقفت عن الكلام
وماتت الكلمات بفمي كأنني
عطشانة من أيام
أتذكر أنك كنت خجولة بعكسي الجريئة
أتذكر أني لم أسمع أسمك
من أبيك
فقد أصبت بالصمم
والعمى إلا منكِ
أتذكر أني نطقت الحروف مشتتة
بأسم أسميته أنا لكِ
ميساء القلب...
أنا تلك العنيدة التي أخذت صفات جدنا
وأنتي السموحة التي أخذتي صفة جدتنا
تفوقتي علي عندما
أعلنت منك سيدتي
.
.
.
أتذكرين يومنا سوياً
في المدرسة عندما كنت أرافقكِ على الدوام
حتى أسميت بحارسة الحسناء
والهمسات والكلمات التي تتردد من حولنا
أنظروا إلي تلك الغجرية البيضاء
حارسة الفاتنة السمراء
كنتي كل أصدقائي وأشيائي
وحتى عائلتي
وأنا تلك المتمردة
التي أعترف بها جدها قبل أبيها
كنتي سبباً لتقبل عائلتي
كنتي كنزي
كنتي جنيتي وملهمتي
أتذكر غيرت الفتيات منك
ومن جمالك وخُلقكِ
أتذكر التنمر الذي كنتي تتعرضين له
وكنت أنا من جلت بقاع الأرض مع أبيها
وتعلمت الدفاع القتال بدافع الفضول
كنت أساعدكِ وأضرب وأفصل لأسابيع
من المدرسة وكنتي تبكي عند مديرتنا
لأجلي
اليوم ماذا حدث
اليوم أين أنتي
المدرسة فارغة منكِ
الشوارع
وحتى البيت الكبير الذي
يضمنا
في المناسبات
أنسلختي منهم
كلهم
ولم تعودي سوى إطلالة
لا يذكروك إلا في الساعات
العسيرة....
وأنا التي لا تغيبين عنها في كل الأوقات
السعيدة وحتى التعيسة
ميساء قلبي
هلومي إلي وعودي
أني على عتبة باب منزلنا
أنتظركِ
أنا وشوقي إليك وتلك الشمس التي تحبك
والليل الذي يذكركِ
يأمن أثرتي الرحيل
وتركتني للرياح القدر العسير.....
بكاء قلمي مع قلبي وروحي
في إحدى ليالي الدراسة
كاسيوبيا
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : حارسة الحسناء
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء