تواصل معنا

🕯️ حين يقف القلبُ وحده بين يدي الله هناك لحظاتٌ تتجاوز الوصف… لحظاتٌ لا يشبهها زمن ولا يُقارن بها شعور، لحظاتٌ تشعر فيها أن الكلمات تضيق، وأن النفس تُساق...

ملاذ أمن

أنتمي للخيال، لم تكن الأرضِ يوماً موطني
نجوم المنتدي
إنضم
2 يونيو 2024
المشاركات
3,933
مستوى التفاعل
2,309
العمر
41
الإقامة
في عالم موازي
مجموع اﻻوسمة
10
سلسلة « لك أن تتخيل»

🕯️ حين يقف القلبُ وحده بين يدي الله

هناك لحظاتٌ تتجاوز الوصف… لحظاتٌ لا يشبهها زمن ولا يُقارن بها شعور،
لحظاتٌ تشعر فيها أن الكلمات تضيق، وأن النفس تُساق إلى الحقيقة سوقًا.
وأعظم هذه اللحظات: لحظة الوقوف بين يدي الله؛
اللحظة التي ينكشف فيها كل ما حاولت أن تخفيه…
وتظهر فيها حقيقتك كما هي، بلا تبرير، بلا تهذيب، بلا ظلّ يحميك.

🩶 تخيّل المشهد ببطءٍ يخلخل روحك:
أرضٌ واسعة كأنها صفحةٌ بيضاء،
سماءٌ ساكنة لا يحملها سحابٌ ولا ريح،
وجموعٌ لا آخر لها… لكن لا أحد يرى الآخر،
لأن كل إنسان مشغول بقلبه:
كيف سيقابل ربّ العالمين؟

الجسدُ يتحرّك في صمت،
والأنفاس ثقيلة،
والقلب ينبض كأنه يعتذر عن عمرٍ ضيّعه.

ثم يُقال:
«وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ»
كلمة واحدة… لكنها تفصل بين حياتين:
حياةٍ عبرت كما يعبر الغبار،
وحياةٍ تُكشف الآن لحظة بلحظة.

🌑 هنا تظهر التفاصيل الصغيرة التي ظننت أنها لا تُرى:
– تلك النظرة التي جرحت بها قلبًا ثم نسيتها.
– تلك النية التي خبّأتها عن الناس ولم تستطع إخفاءها عن الله.
– تلك الكلمة التي قلتها في غضبٍ فكسرت روحًا ضعيفة.
– تلك اللحظة التي تباهيت فيها بعملٍ كان ينبغي أن يكون خالصًا.

وتظهر أيضًا الأعمال التي حسبتها عابرة… فإذا بها أعظم ما في صحيفتك:
– توبة قلتها وأنت تترنح من العجز.
– استغفار خرج منك كسهمٍ يكسر جدار الذنب.
– دمعة نزلت في سجدة لم ينتبه لها أحد… لكنها لم تغب عن الله.
– صدقة يسيرة دفعتها، لكنك دفعتها من قلبٍ يثق بالله أكثر مما يثق بجيبه.
– كلمة ثبّتّ بها قلبًا يائسًا، فكتبها الله لك في ميزان لا يضيع فيه شيء.

🕯️ وفي هذا الموقف تتجلى الحقيقة الكبرى:
الله لا يسأل عن مقدار الخطوات…
بل عن الوجهة.
ولا يزن كثرة الأعمال…
بل صدق القلب حين فعلها.
ولا ينظر إلى ما رأه الناس…
بل إلى ما حاولت إخفاءه عنهم.

🔥 وأشدّ ما يؤلم العبد في ذلك اليوم:
ليس عذابه… بل ندمه.
الندم على دقيقة كان يستطيع أن يجعلها نورًا فلم يفعل،
وعلى سجدة كان يمكن أن تُغيّر مصيره فتركها،
وعلى لحظة صدقٍ كان يمكن أن يقترب بها… فانشغل بما لا يساوي شيئًا.

✨ لكن أعظم الرحمة…
أن الله يُنادي عبدًا بعملٍ ظنّ أنه لا قيمة له:
“أتذكر تلك اللحظة؟
حين قلت: يا رب، إني لا أملك شيئًا إلا قلبي؟
أنا لم أنسها.”

وفي هذه اللحظة…
لا يبكي الإنسان خوفًا،
بل يبكي لأنه أدرك أن الله كان قريبًا منه في أشدّ لحظات ضعفه،
وأنه حفظ له ما توهّم أنه ضاع.

🩵 فاستعد لهذه اللحظة من الآن…
ليس بكثرة ما تعمل،
بل بصدق ما تعمل.
بلحظة تقول فيها لله وحده:
“يا رب… اجعل عملي خالصًا، واجعل قلبي طاهرًا، واجعل خاتمتي نورًا.”

اجمع لنفسك من الآن ما يقف معك حين تقف وحدك،
واجعل في عمرك لحظاتٍ لا تُنسى في السماء…
ولو نسيها الناس على الأرض.

🕊️ فكل شيء يذهب…
ويبقى ما كان لله.
وهناك، بين يديه، ستعرف أن لحظة صدقٍ واحدة…
كانت أغلى من الدنيا كلها.
 

ملاذ أمن

أنتمي للخيال، لم تكن الأرضِ يوماً موطني
نجوم المنتدي
إنضم
2 يونيو 2024
المشاركات
3,933
مستوى التفاعل
2,309
العمر
41
الإقامة
في عالم موازي
مجموع اﻻوسمة
10
سلسلة « لك أن تتخيل»
🕯️ حين تقف بين يدي الله… لن يشبه الموقف أي شيء عرفته في الدنيا.

⏳ هناك يومٌ لن يُمهلك،
يوم لا تستطيع فيه أن تقول: “لحظة بس”،
ولا أن تعتذر بانشغال،
ولا أن تُكمِل ما بدأت.
يوم تُغلَق فيه كل الأبواب… إلا باب الحساب.

🌑 تخيّل نفسك تقف وحدك…
لا صديق، لا قريب، لا متابع، لا أحد.
تنسحب الدنيا من تحت قدميك كما ينسحب الماء من يدٍ مفتوحة،
وتبقى أنت… وقلبك… والعمل الذي لم تهتم به يومًا.

⚠️ الندم هناك ليس دمعة… بل زلزال.
ليس شعورًا خفيفًا بالأسف… بل وجعًا يقطع الروح من أطرافها.
وجع تعرف فيه—لأول مرّة—أنك ضيّعت شيئًا لا يعود.
وجع يدقّ داخلك كالمطرقة:
“ليش ما بدأت بدري؟
ليش كنت أؤجل؟
ليش ضيّعت وقتي على كلام الناس؟
ليش سمحت للغفلة تأكل قلبي؟”

🔥 هناك، تتمنى ثانية واحدة فقط.
ثانية تسجد فيها،
تستغفر،
تُصلح نية،
تكسر كِبرًا،
تغلق ذنبًا.
لكن الثانية التي تطلبها… ماتت.
ولن تعود.

🩶 أشد لحظة في ذلك اليوم:
حين يُعرَض عليك عملك،
وتنظر إلى صفحةٍ فارغة…
لم تكن تتوقع أنها فارغة.
صفحة ضاعت بين تأجيل، وتسويف، وسهر على اللاشيء…
فتعرف—بوضوح كالسكين—أن عمرك انتهى،
وأنك كنت تظن أن لديك “وقتًا كثيرًا”…
ولم يكن لديك شيء.

🕯️ الوقوف بين يدي الله ليس موقف خوف فقط… بل موقف كشف:
تكشف لك الحقيقة التي تجاهلتها،
تكشف لك مَن أنت فعلاً،
تكشف لك ما كان في قلبك، لا في لسانك.
تكشف لك أن الله لم ينسَ شيئًا…
ولا ضيّع شيئًا…
ولا غفل عن لحظةٍ قلت فيها: “يا رب… أعني.”

🚨 التحذير الحقيقي ليس من الحساب…
بل من الدهشة حين تكتشف أنك كنت قادرًا على النجاة،
وقادرًا على السجدة،
وقادرًا على التوبة،
وقادرًا على الصدقة،
وقادرًا على إصلاح قلبك…
وتركت كل ذلك يمرّ،
كأنك كنت في رحلة لا نهاية لها.

⚖️ فاسأل نفسك الآن… قبل أن تُسأل هناك:
هل عندي اليوم شيءٌ لو وقفت به بين يدي الله… أستحي أن أُعرض بدونه؟

هل عندي سجدة أفتخر بها؟
هل عندي عمل خالص لا يعرفه أحد؟
هل عندي لحظة صدق أتمسّك بها يوم لا ينفع التمسّك؟
هل عندي شيء… شيء واحد فقط… يشفع لي عند ربّي؟

🍂 فإن لم تجد… ابدأ الآن.
قبل أن يأتي اليوم الذي تُرفع فيه صحيفتك،
وتكتشف أن صفحتك كانت تنتظر نورًا…
ولم يأتِ قط.

🕊️ استعدّ لذلك الوقوف…
ليس بالخوف،
بل بالعمل،
وبالصدق،
وبلحظة تقول فيها لله:
“يا رب… لا أريد أن أقف بين يديك فارغًا.”
 
Comment

جيفارا

مشرف قسم الرياضة والصور
الاشراف
إنضم
10 أكتوبر 2021
المشاركات
29,064
مستوى التفاعل
7,339
مجموع اﻻوسمة
8
سلسلة « لك أن تتخيل»
اشكرك على الادراج المميز
 
Comment

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
مستشار الادارة
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
111,322
مستوى التفاعل
17,597
مجموع اﻻوسمة
16
سلسلة « لك أن تتخيل»
طرح جميل
سلمت الايادي
لاخلا ولاعدم
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

اسرار
أعلى