عَهْدُ القَمَرِ الأَحْمَرِ
«عَهْدُ القَمَرِ الأَحْمَرِ»
أَنَا العُنْقَاءُ… وَالآفَاقُ تَشْهَدُ مَوْقِفِي
إِذْ جِئْتُ أَحْمِلُ فِي الجَنَاحِ رِسَالَتِي
قَمَرٌ تَجَلَّى فِي الدُّجَى مُتَوَهِّجًا
فَسَقَى الدِّيَاجِي مِنْ دِمَائِي لَهْفَتِي
وَقَفَا أَمَامَ الضَّوْءِ… وَاللَّيْلُ اشْتَهَى
أَنْ يَحْتَوِي سِرَّ اللِّقَاءِ وَدَفْئَتِي
يَدٌ تُنَادِي يَدْيَهَا فِي صَمْتِهَا
فَتُجِيبُهَا الأَرْوَاحُ قَبْلَ اللَّفْظَةِ
يَا مَنْ رَأَيْتُ بِعَيْنِهِ قَدَرِي
وَقَرَأْتُ فِي نَبْضِ الخُطَى هُوِيَّتِي
مَا كُنْتُ أَنْحَنِي لِلْهَوَى خَضِعًا
وَلَكِنِّي وَجَدْتُكَ قِبْلَتِي
هَذَا القَمَرْ… شَاهِدْ
أَنَّ الْوُدَّ إِنْ صَدَقَ انْتَصَرْ
وَأَنَّنِي فِي الْحُبِّ نَارٌ
لَا تُطْفِئُهَا رِيَاحُ الْبَشَرْ
أَجْرَيْتُ فِي عُرُوقِ اللَّيَالِي شِعْرَنَا
فَتَفَتَّحَتْ أَزْهَارُهَا الْقِرْمِزِيَّهْ
وَكَتَبْتُ اسْمَكَ فِي السَّمَاءِ تَعَهُّدًا
أَنْ لَا أُجِيدَ سِوَى الْوَفَا وَالْأُبْدِيَّهْ
إِنِّي أُحِبُّكَ لَا كَضَعْفِ مُوَلَّهٍ
بَلْ كَامْرَأَةٍ عَرَفَتْ سُلُوكَ السَّيِّدَاتْ
أُعْطِي… وَلَكِنْ لَا أُسَلِّمُ رَأْسِي
إِلَّا لِمَنْ يَرْقَى لِعَهْدِ الْمُعْجِزَاتْ
يَا مَنْ أَخَذْتَ مِنَ القَمَرْ وَقَارَهُ
وَحَمَلْتَ فِي الصَّمْتِ الْعَمِيقِ حِكَايَتِي
إِنْ كَانَ لِلْعُشَّاقِ فِي الدُّنْيَا مَدًى
فَأَنَا وَأَنْتَ نِهَايَةُ الْبِدَايَتِ
أَنَا العُنْقَاءُ…
إِذَا أَحْبَبْتُ صِرْتُ قَدَرًا
وَإِذَا وَعَدْتُ صَنَعْتُ مِنْ وَعْدِي خُلُودْ
فَامْشِ مَعِي…
تَحْتَ القَمَرِ الأَحْمَرِ
حَيْثُ الْحُبُّ نَارٌ…
وَالنَّارُ فِيهِ لَا تَفْنَى وَلَا تَبِيدْ
بقلم: أمل العماوي
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : عَهْدُ القَمَرِ الأَحْمَرِ
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء

