-
- إنضم
- 5 يونيو 2022
-
- المشاركات
- 42,960
-
- مستوى التفاعل
- 10,172
- مجموع اﻻوسمة
- 8
غواية ابليس
غواية إبليس !!
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال إبليس: وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني»، وعن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن تَسُرَّه صحيفته، فليُكثر فيها من الاستغفار».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا أخطأ خطيئةً نُكتت في قلبه نكتة، فإن هو نزع واستغَفر صَقُلت، فإن عاد زيدَ فيها حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14] ».
وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن للقلوب صدأً كصدأ النحاس، وجلاؤها الاستغفار».
ورُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة فقال: «استغفروا الله» فاستغفرنا، فقال: «أتِمُّوها سبعين مرة»، فأتْمَمناها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبدٍ ولا أَمَةٍ يستغفر الله في يوم سبعين مرة، إلا غفر الله له سبعمائة ذنبٍ، وقد خاب عبد أو أمةٌ عمِل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم»؛ رواه مسلم.
وفي حديث سلمان: «فاستكثِروا فيه من خصلتين ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار، وأما التي لا غنى بكم عنهما، فتسألونه الجنة، وتعوذون به من النار».
فهذه الخصال الأربع المذكورة في الحديث، كلٌّ منها سبب للمغفرة والعتق من النار، فأما كلمة الإخلاص، فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محوًا، ولا تبقي ذنبًا، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار، ومن أتى بها حين يصبح وحين يمسي، أعتقه الله من النار، ومن قالها خالصًا من قلبه، حرَّمه الله على النار».
وأما كلمة الاستغفار، فمن أعظم أسباب المغفرة، فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم إذا اجتمعت له الشروط، وانتفت الموانع مستجاب حال صيامه وعند فطره، وفي حديث أبي هريرة: «ويغفر الله إلا لمن أبى، قالوا: يا أبا هريرة ومن يأبى؟ قال: يأبى أن يستغفر الله».
وقال لقمان لابنه: يا بُني، عوِّد لسانك الاستغفار، فإن لله ساعات لا يرد فيه سائلًا، وقد جمع الله بين التوحيد والاستغفار في قوله: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19]، وفي بعض الآثار: أن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار، ولا إله إلا الله.
والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها، فيختم به الصلاة، والحج، والقيام في الليل، ويختم به المجالس، فإن كانت ذكرًا كان كالطابع عليها وإن كانت لغوًا، كان كفارة لها، فكذلك ينبغي أن يختتم صيام رمضان بالاستغفار يرفع ما تَخرَّق من الصيام باللغو والرفث، (ويجتهد في الإكثار من الأعمال والتقلل من شواغل الدنيا، والإقبال على الآخرة ما دام في قيد الحياة).
ومن عظة الحسن البصري لعمر بن عبد العزيز: أما بعد، فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة، لها في كل حين قتيل تذل مَن أعزَّها، وتُفقر مَن جَمعها، هي كالسُّم يأكله من لا يعرفه وفيه حَتفُه، فكن فيها كالمداوي جراحه، يحتمي قليلًا مَخافةَ ما يكره طويلًا، ويصبر على شدة الدواء مخافة طول الداء، فاحذَر هذه الدنيا الخداعة الغدارة الختَّالة التي قد تزيَّنت بخُدَعها، وقتلت بغرورها، وتحلَّت بآمالها وسوَّفت بخطابها، فأصبحت كالعروس المجلية، العيون إليها ناظرة والقلوب عليها والهة، وهي لأزواجها كلهم قالية، فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا الآخر بالأول مزدجِر، فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته، فاغترَّ وطغى، ونَسِيَ المعاد، فشغل فيها لبَّه حتى زلت به قدمُه، فعظُمت ندامته وكثُرت حسرتُه، واجتمعت عليه سكرات الموت وتألُّمه، وحسرات الفوت بغُصته، وراغب فيها لم يدرك منها ما طلب، ولم يُرح نفسه من التعب، فخرج بغير زاد وقدِم على غير مهاد؛ فاحذرها يا أمير المؤمنين، وكن أسرَّ ما تكون فيها أحذرَ لها، فإن صاحب الدنيا كلما اطمأنَّ فيها إلى سرور أشخصتْه إلى مكروهٍ وضارٍّ، وقد وصل الرخاء منها بالبلاء، وجعل البقاء إلى فناء، فسرورُها مشوبٌ بالأحزان، أمانيها كاذبة وآمالها باطلة، وصفوها كدرٌ وعيشها نكدٌ، وابن آدم فيها على خطر؛ ا. هـ.
شعرًا:
فيا أيها الناسي ليوم رحيله
أراك عن الموت المفرِّق لاهيَا
ألا تَعتبر بالراحلين إلى البِلى
وتركهم الدنيا جميعًا كما هيَا
ولم يُخرجوا إلا بقطنٍ وخِرقةٍ
وما عمَروا مِن منزلٍ ظلَّ خاليَا
وأنت غدًا أو بعده في جوارهم
وحيدًا فريدًا في المقابر ثاويَا
اللهم يا مَن لا تُضره المعصية ولا تنفعه الطاعة، أيقِظنا من نوم الغفلة، ونبِّهنا لاغتنام أوقات المهلة، ووفِّقنا لمصالحنا، واعصِمنا من قبائحنا وذنوبنا، ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا، وأكنَّته سرائرنا من أنواع القبائح والمعايب التي تعلمها منا، وامنُن علينا يا مولانا بتوبة تَمحو بها عنا كلَّ ذنبٍ.
اللهم انظِمنا في سلك الفائزين برضوانك، واجعلنا من المتقين الذين أعددتَ لهم فسيح جنانك، وأدخلنا برحمتك في دار أمانك، وعافنا يا مولانا في الدنيا والآخرة من جميع البلايا.
وأجْزِل لنا من مواهب فضلك وهباتك، ومتِّعنا بالنظر إلى وجهك الكريم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
م ن
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال إبليس: وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني»، وعن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن تَسُرَّه صحيفته، فليُكثر فيها من الاستغفار».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا أخطأ خطيئةً نُكتت في قلبه نكتة، فإن هو نزع واستغَفر صَقُلت، فإن عاد زيدَ فيها حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14] ».
وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن للقلوب صدأً كصدأ النحاس، وجلاؤها الاستغفار».
ورُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة فقال: «استغفروا الله» فاستغفرنا، فقال: «أتِمُّوها سبعين مرة»، فأتْمَمناها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبدٍ ولا أَمَةٍ يستغفر الله في يوم سبعين مرة، إلا غفر الله له سبعمائة ذنبٍ، وقد خاب عبد أو أمةٌ عمِل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم»؛ رواه مسلم.
وفي حديث سلمان: «فاستكثِروا فيه من خصلتين ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار، وأما التي لا غنى بكم عنهما، فتسألونه الجنة، وتعوذون به من النار».
فهذه الخصال الأربع المذكورة في الحديث، كلٌّ منها سبب للمغفرة والعتق من النار، فأما كلمة الإخلاص، فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محوًا، ولا تبقي ذنبًا، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار، ومن أتى بها حين يصبح وحين يمسي، أعتقه الله من النار، ومن قالها خالصًا من قلبه، حرَّمه الله على النار».
وأما كلمة الاستغفار، فمن أعظم أسباب المغفرة، فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم إذا اجتمعت له الشروط، وانتفت الموانع مستجاب حال صيامه وعند فطره، وفي حديث أبي هريرة: «ويغفر الله إلا لمن أبى، قالوا: يا أبا هريرة ومن يأبى؟ قال: يأبى أن يستغفر الله».
وقال لقمان لابنه: يا بُني، عوِّد لسانك الاستغفار، فإن لله ساعات لا يرد فيه سائلًا، وقد جمع الله بين التوحيد والاستغفار في قوله: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19]، وفي بعض الآثار: أن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار، ولا إله إلا الله.
والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها، فيختم به الصلاة، والحج، والقيام في الليل، ويختم به المجالس، فإن كانت ذكرًا كان كالطابع عليها وإن كانت لغوًا، كان كفارة لها، فكذلك ينبغي أن يختتم صيام رمضان بالاستغفار يرفع ما تَخرَّق من الصيام باللغو والرفث، (ويجتهد في الإكثار من الأعمال والتقلل من شواغل الدنيا، والإقبال على الآخرة ما دام في قيد الحياة).
ومن عظة الحسن البصري لعمر بن عبد العزيز: أما بعد، فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة، لها في كل حين قتيل تذل مَن أعزَّها، وتُفقر مَن جَمعها، هي كالسُّم يأكله من لا يعرفه وفيه حَتفُه، فكن فيها كالمداوي جراحه، يحتمي قليلًا مَخافةَ ما يكره طويلًا، ويصبر على شدة الدواء مخافة طول الداء، فاحذَر هذه الدنيا الخداعة الغدارة الختَّالة التي قد تزيَّنت بخُدَعها، وقتلت بغرورها، وتحلَّت بآمالها وسوَّفت بخطابها، فأصبحت كالعروس المجلية، العيون إليها ناظرة والقلوب عليها والهة، وهي لأزواجها كلهم قالية، فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا الآخر بالأول مزدجِر، فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته، فاغترَّ وطغى، ونَسِيَ المعاد، فشغل فيها لبَّه حتى زلت به قدمُه، فعظُمت ندامته وكثُرت حسرتُه، واجتمعت عليه سكرات الموت وتألُّمه، وحسرات الفوت بغُصته، وراغب فيها لم يدرك منها ما طلب، ولم يُرح نفسه من التعب، فخرج بغير زاد وقدِم على غير مهاد؛ فاحذرها يا أمير المؤمنين، وكن أسرَّ ما تكون فيها أحذرَ لها، فإن صاحب الدنيا كلما اطمأنَّ فيها إلى سرور أشخصتْه إلى مكروهٍ وضارٍّ، وقد وصل الرخاء منها بالبلاء، وجعل البقاء إلى فناء، فسرورُها مشوبٌ بالأحزان، أمانيها كاذبة وآمالها باطلة، وصفوها كدرٌ وعيشها نكدٌ، وابن آدم فيها على خطر؛ ا. هـ.
شعرًا:
فيا أيها الناسي ليوم رحيله
أراك عن الموت المفرِّق لاهيَا
ألا تَعتبر بالراحلين إلى البِلى
وتركهم الدنيا جميعًا كما هيَا
ولم يُخرجوا إلا بقطنٍ وخِرقةٍ
وما عمَروا مِن منزلٍ ظلَّ خاليَا
وأنت غدًا أو بعده في جوارهم
وحيدًا فريدًا في المقابر ثاويَا
اللهم يا مَن لا تُضره المعصية ولا تنفعه الطاعة، أيقِظنا من نوم الغفلة، ونبِّهنا لاغتنام أوقات المهلة، ووفِّقنا لمصالحنا، واعصِمنا من قبائحنا وذنوبنا، ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا، وأكنَّته سرائرنا من أنواع القبائح والمعايب التي تعلمها منا، وامنُن علينا يا مولانا بتوبة تَمحو بها عنا كلَّ ذنبٍ.
اللهم انظِمنا في سلك الفائزين برضوانك، واجعلنا من المتقين الذين أعددتَ لهم فسيح جنانك، وأدخلنا برحمتك في دار أمانك، وعافنا يا مولانا في الدنيا والآخرة من جميع البلايا.
وأجْزِل لنا من مواهب فضلك وهباتك، ومتِّعنا بالنظر إلى وجهك الكريم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
م ن
اسم الموضوع : غواية ابليس
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي