تواصل معنا

فتى الزهور : الجزء الأول أراد عملا قصيرا ونضيفا بناء على توصيات أمه وله دخل مقبول ليشارك به في نفقات دراسته الجامعية المتعثرة بسبب انقطاعه عنها ليعمل في...

مؤيد

نجوم المنتدي
إنضم
22 يونيو 2022
المشاركات
817
مستوى التفاعل
203
العمر
20
الإقامة
عالم الخيال
فتاة الزهور



فتى الزهور : الجزء الأول

أراد عملا قصيرا ونضيفا بناء على توصيات أمه وله دخل مقبول ليشارك به في نفقات دراسته الجامعية المتعثرة بسبب انقطاعه عنها ليعمل في أعمال تكسبه شيئا من المال الذي يحتاجه لدفع الأقساط الدراسية ، فتوسط له العم موسى ليعمل في محل الزهور الذي يقع ضمن المجمع التجاري داخل الفندق الفخم الذي يعمل حارسا ليليا فيه ، وقُبل في العمل نظرا لطلته الجميلة ، وهندامه المرتب النظيف .

ومن يومها بات فتى الزهور ، الذي يوصل الزهور إلى من يطلبها بالهاتف ، أو لمن ترسل إليهم في مناسباتهم وأعيادهم ، يقرع جرس البيت أو الشركة ، يقدم الزهور ، فتتناولها الأيدي بين نظرات الدهشة والسعادة ، تُقرأ البطاقات ، ثم تدس في جيبه إكرامية ما ، يشكر مقدمها أو مقدمتها مبتسما ، ثم يغادر على عجل ، لينطلق في مهمة إرسال زهور أخرى .

يعترف بأنه لا يحب الزهور ، ونظرا لفقره وارتفاع ثمنها ، فإنه مجبر على أن يظل غير محب لها ، ولكنه يجد نفسه على حين غرة معجبا بالزهور ، متقنا للغتها ، فاكا لأبجدية لغتها ، يعرف اسم كل زهرة ، ويدرك معنى كل لون ، يستطيع أن ينسق الألوان والأشكال وفق المناسبة وبناء على طبيعة العلاقة ، ثم يحملها ، وينطلق بها .

يشعر بلذة كبيرة لا يعرفها إلا من أتقن قراءة الوجوه ، وفك معاني النظرات والخلجات ، عندما يراقب ردود أفعال الناس تجاه الزهور المهداة إليهم ، يداعب الغرور قلبه ، عندما ترتسم ابتسامة على ثغر المتلقي أو المتلقية ، وتداعب الأنامل الزهور مداعبة استقبال وإكرام ، يشعر عندها بأنه ملك الزهور التي يحسن اختيارها ، كما يحسن تلقينها الكلمات التي عليها أن تقولها .


فتى الزهور : الجزء الثاني

لكن زهور الحب بالذات تهز قلبه الذي يخفق بشدة عندما يطالع الوجوه وهي تحمر مشحونة بمشاعر الاضطراب والحب عند تلقي الزهور العاشقة ، الأنامل التي تداعب الزهور تعزف على أوتار قلبه الدامي ، يتنهد عميقا ، ويتمنى لو أن قلبا ما يهديه زهرة حب ، يأخذ الإكرامية ، وينطلق بعيدا .

انتظر طويلا أن تأتيه زهرة ، زهرة واحدة عاشقة ، ولكن ذلك لم يحدث ، وأوشك هزيع الصبف على الانتهاء ، وكاد موسم الزهور ينقضي ، والفصل الدراسي الجديد كان على الأبواب ، دس صاحب متجر الزهور في جيبه مظروفا فيه أجرة الشهر الأخير الذي عمل به ، وأخبره برغبته في أن يعود للعمل عنده في العطلة الصيفية القادمة ، هز الفتى رأسه شاكرا ، وابتعد ويده في جيبه تقبض بحذر واهتمام على الظرف الذي فيه أجرة الشهر .

في الطريق توقف أكثر من مرة أمام أكثر من محل زهور ، كان يقاوم رغبة جارفة ألحت عليه طوال الصيف .

في المساء كان جالسا في بيته في وسط غابة من طاقات الزهور التي حملها العشرات من فتيان الزهور الذين جاؤوا من أنحاء متعددة يحملون له باقات زهور ، ليس عليها بطاقات تعريفية ، كان يبتسم بقوة وبدهشة غريبة كلما استلم باقة جديدة ، هو حقيقة في انتظارها ، وإن كان يبذل جهدا لتمثيل دور المتفاجئ بطاقة الزهور التي من المفترض أنها جاءت على حين غرة ، ثم يدس إكرامية سخية في جيب فتى الزهور الذي يغادر المكان مبتهجا فرحا .

كان يشعر بسعادة غامرة ، وإن عكرها صوت بكاء أمه التي عرفت أن ابنها قد اشترى براتبه كله زهورا حمراء ، بدل أن يدفع قسط دراسته الجامعية .
 
اسم الموضوع : فتاة الزهور | المصدر : قصص من ابداع الاعضاء

رحال

الصبر طيب
نجوم المنتدي
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
35,904
مستوى التفاعل
9,025
مجموع اﻻوسمة
6
فتاة الزهور
مؤيد
يسلمو على النقل
دمت بسعا
 
Comment
أعلى