تواصل معنا

فقالت إيراخت: إنه كان بيني وبين الملك بعض العتاب فلست بداخلة عليه بهذه الحال. فقال لها إيلاذ: لا تحملي عليه الحقد في مثل هذا. ولا يخطرنّ ذلك على بالك...

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
15,650
مستوى التفاعل
9,542
مجموع اﻻوسمة
9
قصة إيلاذ و بلاذ و ايراخت 3

فقالت إيراخت: إنه كان بيني وبين الملك بعض العتاب فلست بداخلة عليه بهذه الحال.
فقال لها إيلاذ: لا تحملي عليه الحقد في مثل هذا. ولا يخطرنّ ذلك على بالك فليس يقدر على الدخول عليه أحد سواك.
وقد سمعته كثيراً يقول:
ما أشتد غمّي ودخلت عليّ إيراخت إلا سرِّى عني، فقومي إليه واصفحي عنه. وكلميه بما تعلمين أنه تطيب به نفسه ويذهب الذي يجده. وأعلميني بما يكون جوابه، فإنه لنا ولأهل المملكة أعظم الراحة. فانطلقت إيراخت فدخلت على الملك فجلست عند رأسه.
فقالت: ما الذي بك أيها الملك المحمود؟
وما الذي سمعت من البراهمة؟
فإني أراك محزوناً. فأعلمني ما بك، فقد ينبغي لنا أن نحزن معك ونواسيك بأنفسنا.
فقال الملك: أيتها السيدة لا تسأليني عن أمري فتزيديني غمّاً وحزناً، فإنه أمر لا ينبغي أن تسأليني عنه.
قالت: أو قد نزلت عندك منزلة من يستحق هذا؟
إنما أحمد الناس عقلاً من إذا نزلت به النازلة كان لنفسه أشد ضبطاً، وأكثرهم استماعاً من أهل النصح حتى ينجو من تلك النازلة بالحيلة والعقل والبحث والمشاورة.
فعظيم الذنب لا يقنط من الرحمة. ولا تدخلّن عليك شيئاً من الهم والحزن. فإنهما لا يردان شيئاً مقضياً. إلا أنهما ينحلان الجسم ويشفيان العدو.
قال لها الملك: لا يسأليني عن شيء فقد شققت عليّ. والذي تسألينني عنه لا خير فيه، لأن عاقبته هلاكي وهلاكك وهلاك كثير من أهل مملكتي ومن هو عديل نفسي.
وذاك أن البراهمة زعموا أنه لا بد من قتلك وقتل كثير من أهل مودتي. ولا خير في العيش بعدكم. وهل أحد يسمع بهذا إلا اعتراه الحزن؟.
فلما سمعت ذلك إيراخت جزعت. ومنعها عقلها أن تظهر للملك جزعاً.
فقالت: أيها الملك لا تجزع فنحن لك الفداء. ولك في سواي ومثلي من الجواري ما تقر به عينك. ولكني أطلب منك، أيها الملك، حاجة يحملني على طلبها حبي لك وإيثاري إياك. وهي نصيحتي لك.
قال الملك: وما هي؟ قالت: أطلب منك أن لا تثق بعدها بأحد من البراهمة. ولا تشاورهم في أمر حتى تتثبت في أمرك. ثم تشاور فيه ثقاتك مراراً، فإن القتل أمر عظيم، ولست تقدر على أن تحيي من قتلت.
وقد قيل في الحديث:
إذا لقيت جوهراً لا خير فيه فلا تلقيه من يدك حتى تريه من يعرفه.
وأنت أيها الملك لا تعرف أعداءك. واعلم أن البراهمة لا يحبونك.
وقد قتلت منهم بالأمس اثني عشر ألفاً. ولا تظن أن هؤلاء ليسو من أولئك. ولعمري ما كنت جديراً أن تخبرهم برؤياك، ولا أن تطلعهم عليها. وإنما قالوا لك ما قالوا لأجل الحقد الذي بينك وبينهم، لعلهم يهلكونك ويهلكون أحباءك ووزيرك، فيبلغوا قصدهم منك. فأظنك لو قبلت منهم فقتلت من أشاروا بقتله ظفروا بك وغلبوك على ملكك، فيعود الملك إليهم كما كان. فانطلق إلى كباريون الحكيم، فهو عالم فطن فاخبره عمّا رأيت في رؤياك واسأله عن وجهها وتأويلها.
فلما سمع الملك ذلك سرّى عنه وما كان يجده من الغم. فأمر بفرسه فأسرج فركبه ثم انطلق إلى كباريون الحكيم.
فلما انتهى إليه نزل عن فرسه وسجد له، وقام مطأطئاً الرأس بين يديه. فقال له الحكيم: ما بالك أيها الملك؟
وما لي أراك متغير اللون؟
فقال له الملك إني رأيت في المنام ثمانية أحلام فقصصتها على البراهمة. وأنا خائف أن يصيبني من ذلك عظيم أمر مما سمعت من تعبيرهم لرؤياي. وأخشى أن يغصب مني ملكي أو أن أغلب عليه. فقال له الحكيم: إن شئت فاقصص رؤياك عليّ.



 

رحال

الصبر طيب
نجوم المنتدي
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
35,904
مستوى التفاعل
9,025
مجموع اﻻوسمة
6
قصة إيلاذ و بلاذ و ايراخت 3
لاخلا ولاعدم
دمتم بهءا التآلق
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
15,650
مستوى التفاعل
9,542
مجموع اﻻوسمة
9
قصة إيلاذ و بلاذ و ايراخت 3
Comment
أعلى