كيف اتحكم بغضبي

[Queen rose]

همسة لك يا سريع الغضب ..





كيف أتحكم في غضبي..





العلماء قديما كانوا يعتقدون أن العقل هو السيد لكنهم اكتشفوا مؤخرا أن هذا السيد له سيد يقوده هو الانفعال..


الدليل أنك قد تجد بالحياة ناس كبرت منهم العقول و ضاقت منهم النفوس و صغرت..


يتضاربون لأجل مصالح مالية أو منصب أو انتخاب أو مشروع..


تجد الانفعال عندهم يغلب رغم كبر عقولهم..


لهذا أصبح العلم الآن يتحرى إخراج أناس ضابطة لانفعالها..


لهذا أضحوا يسعون جاهدين إلى تشغيل الذكاء الانفعالي عند الإنسان





و الذكاء الانفعالي ببساطة شديدة هو الذي يجعلني أذكر قدر نفسي عندما أستتار..


هناك من الناس من تنطبق عليه نظرية نيوتن بالفيزياء لكل فعل ردة فعل


بحيث تجده يرد السيئة بالسيئة..





لكن أنا لا، أنا عندي اختيارات..


كالأحنف عندما قال له رجل مغضبا ..


(و الله يا أحنف لو قلت كلمة لتسمعن مني عشرة قال الأحنف ألا و الله لو قلت عشرة فلن تسمع مني كلمة)


قمة الحلم و ضبط الانفعال..





و لله در الشاعر حين قال





يخاطبني السفيه بكل قبح


فأكره أن أكون له مجيبا


يزداد سفاهة فأزداد حلما


كعود زاده الإحراق طيبا





هناك من الناس من سيقول لا أقدر ..


لا بل تقدر لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها..


بمعنى لا يكلفك إلا بالشيء الذي يكون بوسعك فعله..


و مادام قال لك( لا تغضب و لك الجنة)


فلأنه يعلم يقينا أنه بإمكانك ألا تغضب إن أردت ذلك طبعا..


فالعلم الآن يؤكد على أن هناك فاصل بين الفعل و ردة الفعل، هذا الفاصل الذي هو أقل من جزء من الثانية تستطيع أن تقرر فيه ما الذي ستفعله..


الدليل لا أحد منكم يقدر يجعلني أغضب لأن هذا قراري مو قراركم..


البعض يقول صرخت لأنهم استفزوني..


هذا خطأ، الصواب صرخت لأنني قررت أن أصرخ كان بإمكاني أن أقرر بألا أصرخ ..





زين العابدين بن علي رضي الله عنه لما جاءت الجارية لتصب عليه الماء فسقط منها الإناء و أصابه في رأسه ..


فلما رأت الدم قالت بسرعة (و الكاظمين الغيظ ) قال كظمت غيظي


قالت (و العافين عن الناس ) قال عفوت عنك


قالت (و الله يحب المحسنين ) قال اذهبي فأنت حرة .


لماذا..؟ لأنه كان واعيا لذاته، يعرف من هو ..


عنده ارتقاء بالذات يجعل العقل ساعة الغضب يتحكم و يصبح مثل صراف العملة يحول الألم إلى سعادة..


قد يقول قائل و هل هناك منطق يحول الألم إلى سعادة..؟


و الجواب طبعا نعم و اسألوا النساء لحظة الميلاد، ما أن يصرخ المولود حتى تؤجل الألم و تقدم السعادة..





مثال آخر لحظة فوز فريقك في الدقيقة القاتلة التي سيعلن فيها الحكم على نهاية المقابلة..


في تلك اللحظة بالذات يحرز فريقك الهدف، و في نفس اللحظة واحد من جمهور الخصم يرميك بزجاجة عصير تصيبك فتدميك..


أنت وقتها لا تشعر بالألم بل تؤجله و تفرح بفوز فريقك..


فنحن إذا عندنا القدرة على أن نميز و نختار..


العاقل يفعلها في أي موقف، لهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك لا تغضب و لك الجنة..


بمعنى في قمة الألم الذي يسبب لك من أغضبك يذكرك عليه الصلاة و السلام بنعيم الجنة لمن صبر و كظم غيضه








حتى تؤجل الألم و تفكر بالسعادة








المصدر :


أ د.ابراهيم الخليفي المتخصص في سيكولوجية النمو و تطبيقات التربوية

 

[جنون عآبثهة]

-




صح نقلك موضوع مفيد ومهم
تسسلم يمناك حبيبتي
دمتِ

 

[Queen rose]

-




صح نقلك موضوع مفيد ومهم
تسسلم يمناك حبيبتي
دمتِ

صح بدنك اسعدني مرورك ياحبيبة القلب