تواصل معنا

ماضي ( 1 ) كان يعلم مدى صعوبة ما يمر به قبل أن يقرر الدخول فيه ، لكن بالنسبة له لم يكن هناك مفر ، فهذا هو مصيره المحتوم . بعد أن عاد من الخارج إلى بيته مع...

مؤيد

نجوم المنتدي
إنضم
22 يونيو 2022
المشاركات
817
مستوى التفاعل
203
العمر
20
الإقامة
عالم الخيال
ماضي

ماضي ( 1 )

كان يعلم مدى صعوبة ما يمر به قبل أن يقرر الدخول فيه ، لكن بالنسبة له لم يكن هناك مفر ، فهذا هو مصيره المحتوم .

بعد أن عاد من الخارج إلى بيته مع صديقه أيمن ، جلس على السرير وأخذ وضع النوم بعد أن غطى قدمه بالغطاء ، أمسك بهاتفه ثم نادى على أيمن بأن يأتي له بكوب من الماء ، أخذ يقلب في رسائل الواتس على هاتفه محدثا نفسه :

– معقول هي لحد دلوقتي بتحبني ، أعمل إيه ثاني ، ليه مش قادرة تفهم اننا مينفعش نكمل سوا ، انا مش عاوز اجرحها ، بس لازم عشان تاخد قرار زي ده انها تسيبني اني اجرحها ، و الله عشانها مش علشاني .

رن الهاتف قاطعا حديثه ، وكانت هي المتصلة ، وتابع حديثه مع نفسه :

– اهون عليا بشوفها تكرهني ولا اني اشوف حبها ليا بيتحول لعطف .

يغير من ملامح وجهه ويقوم من نومه ساندا ظهره إلى الخلف ، ويرد عليها :

– آلو .

– ايوة يا حبيبي ، انت كويس ؟

– آها كويس .

– انت فين من امبارح طيب ، معقول كل ده مسمعتش او مشفتش رناتي ؟

– لا ما أخذتش بالي !

– إزاي يعني ؟

– هو ايه اللي إزاي يعني ؟



ماضي ( 2 )

– ايوة كنت بتعمل ايه شاغلك كدة ؟

– كنت برة .

– مع مين ؟

– هو ايه اللي مع مين ؟ هو تحقيق ولا ايه ؟

– ولا تحقيق ولا حاجة ، هو انا غلطانة عشان عاوزة اطمن عليك .

– لا أصل حاجة تخنق .

– أنا بقيت خنقة يا ماضي .

– ايوة بصراحة ، كل دقيقة رسالة ، وكنت فين ومع مين ؟

– على فكرة انت اللي كنت مبسوط قبل كدة اني بعمل كدة ، انت بقيت متغير معايا ليه ، مابقتش قادرة افهمك .

– آها الأسطوانة اشتغلت بقى ، وايه كمان .

– انت عارف آخر مرة شفنا بعض فيها كانت امته ، او حتى اتكلمنا مع بعض زي الناس .

– عادي يعني .

– ماضي ، احنا نعرف بعض بقالنا كام سنة ؟

– هيفرق في حاجة معاكي يعني ، مبقتش اعد .

– بقالنا 3 سنين ، والمفروض إنك كنت قايلي ان خلاص الدنيا بدأت تتحسن معاك وربنا رزقك بقرشين كويسين وكان المفروض تيجي تقابل أخويا من أربع شهور .

– لا مش هينفع الموضوع ده دلوقتي ، الفلوس اللي كانت معايا ايمن اخدها عشان امه حتعمل عملية .

– يعني ايمن وأمه اهم مني .

– مفيش مقارنة أصلا .

– انا خلاص مبقتش عارفة اعمل ايه مع اهلي وانت مسبتليش فرصة حتى اني اقف معاك ، وانت دلوقتي بتقول كلام مش قادرة افهمه .

– عادي اللي انتي شايفاه اعمليه .

– ده اللي ربنا قدرك عليه ، انا مستهلش كل ده منك على فكرة .

– هنرجع للأسطوانة دي ثاني ، اه يا ستي ده اللي ربنا قدرني عليه ، وبلاش تظلمي نفسك مع واحد زيي ، وربنا يرزقك باللي احسن مني ، سلام .



ماضي ( 3 )

يغلق الهاتف والدموع تملأ عينيه ، يلقي الهاتف بجانبه ، ويفاجأ بأيمن يفتح الباب بهدوء ، يشعر ماضي بالقيء فيلقي نفسه ناحية طرف السرير ، ويخرج ما بجوفه في جردل ، يساعده أيمن على الاعتدال والجلوس في مكانه ، وينظر إليه بنظرة عتاب ، لكن ماضي يرد عليه قبل أن يتحدث :

– ده اللي كان لازم يحصل من زمان يا ايمن .

– لا مكنش لازم يحصل على فكرة ، البنت بتحبك وانت عارف ده كويس ، يا اخي على الاقل كنت تكلمها بأسلوب أحسن من كدة .

– لو أسلوب أحسن من كدة مش هتبعد ، مش حتكرهني .

– انت غلطان يا صاحبي ، انت الحمد لله بتتحسن ، كان ممكن تقولها الحقيقة ، وهي جدعة مكنتش هتسيبك .

– عشان جدعة ومش هتسيبني مش لازم اقولها اللي فيا ، اهون علي تكرهني لكن مشفش حبها ليا بيتحول لعطف وشفقة .

– انت ليه شايف كدة بس ؟

– اقولك ليه ، عشان دي .

يكشف الغطاء عن قدمه ، يحملها بيده ويضعها على الأرض ، يحاول الوقوف لكنه يسقط على الأرض ، يسرع إليه أيمن فيسنده واضعا قدمه خلف ظهره ، وينظر إليه ماضي متحدثا :

– العلاج مش بيجيب نتيجة يا ايمن ، السرطان بياكل في عضمي ، وفي أي وقت ممكن أموت ، ليه أخليها تعيش معايا في الوضع ده ، ملهاش ذنب .

– وملهاش ذنب برده انها حبتك يا ماضي .

– بس حيبقى علي انا ذنب اني أخليها تعيش حياتها وتضيع شبابها مع واحد عاجز .

– لو هي مكانك كنت هتسيبها ؟

– لا ! أنا راجل اقدر اصرف عليها واستحمل ، واشيلها في المحنة دي ، هي هتجيب فلوس منين عشان تصرف عليا وفنفس الوقت ترعاني ، ده ظلم ليها ، وانا ممكن ارضى باي حاجة ولا اني اشوفها تعبانة .



ماضي ( 4 )

يمسك ماضي يد أيمن ويحاول الجلوس على السرير مرة أخرى ويكمل كلامه :

– صدقني يا ايمن كدة احسن ليها ، وهي مع الوقت هتنساني وربنا هيبعتلها اللي يعوضها ويسعدها ويعيشها عيشة كويسة .

ينام ، ويضع أيمن الغطاء مرة أخرى على قدمه .

بعد مرور عام :

يركب ماضي السيارة مع صديقه ايمن ، امامه يوجد جواب مفتوح ، يمسك ماضي الورقة التي كانت بداخله ، يقرأها والجمود على وجهه ، مكتوب فيها :

” انا دلوقتي في لبنان ، مع جوزي ، ايوه جوزي يا ماضي ، ممكن مكنش بحبه دلوقتي ، لكن على الأقل هو بيحبني ومستعد يعمل اي حاجة عشاني ، بحاول اني أنساك ، لكن مش هخبي عليك مش قادرة ، جلساتي مع الدكتور النفسي اللي انت كنت السبب اني اعملها ، كانت من نتايجها ان الهروب مش هيفيد في حاجة .

وعشان اتعالج منك لازم اواجهك ، وانا عاوزة اتعالج منك ، ومش عاوزة اخون جوزي بمجرد التفكير فيك ، عشان كده بعتلك الجواب ده ، اتمنالك حياة سعيدة بجد زي اللي انت ادتهاني دلوقتي يا ماضي ” .

أمسك ماضي بالورقة ، كومها في يده ، وأشار إلى أيمن أن يقف بالسيارة .

نزل ماضي من السيارة ، يقف على قدميه ، وبيده اليمنى عكاز يستند عليه ، وبيده الأخرى الجواب ، أشار إلى صديقه بأن ينتظر في السيارة يريد أن يكون منفردا مع نفسه ، مشى قليلا وهو يتحدث مع نفسه :

” كنت مستني ايه ، تستناك ، تستحملك ، انت غبي ، لا ، انا مش غبي ، اي حد في مكاني كان يعمل كدة ، بس ممكن واحد من اللي في مكاني دول يبقى باصص ان في امل ، انا اهو مموتش وواقف على رجلي ( يرمي بالعكاز في الهواء ) اخذت ايه يعني ، اخذت ايه ” .

يرفع وجهه للسماء ، ويطلق صرخات عالية يصاحبها بكاء شديد ، ويسقط على الأرض وهو ينظر إلى الجواب في يده .
 
اسم الموضوع : ماضي | المصدر : قصص من ابداع الاعضاء

رحال

الصبر طيب
نجوم المنتدي
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
35,904
مستوى التفاعل
9,025
مجموع اﻻوسمة
6
ماضي
مؤيد
يسلمو على النقل
دمت بسعا ده
 
Comment
أعلى