ذهب
نجوم المنتدي
-
- إنضم
- 4 يونيو 2021
-
- المشاركات
- 1,870
-
- مستوى التفاعل
- 713
- مجموع اﻻوسمة
- 3
معا للأبد ..!!
أوجد الله تعالى الحياة المتوازنة للإنسان على صعيدي العقل والعاطفة
هذا التوازن هو الذي يؤَّمن له الانطلاق في دروب الحياة بروح وثابة وعقل متفتح
فإن العقل والعاطفة هما الضدان المتكاملان وكمال الإنسان في أن يعرف كيف يوازن بينهما في الوقت والمكان المناسب
فلا يزيد من دور العاطفة وينقص دور العقل ولا يزيد دور العقل على حساب العاطفة
فالعقل يتسم بالصلابة والقوة والتحليل المنطقي
إذ يعتمد دائمًا على أساس المنطق والاستدلال ويحكم في مختلف القضايا وفق معايير وحسابات صحيحة
وتتسم العاطفة بالرقة والليونة والأحاسيس النبيلة
ويكون هدفها بلوغ النتيجة المرجوة سواء أتت مطابقة للمنطق والمصلحة أم منافية لها
وكلا العقل والعاطفة لا غنى للإنسان وبنائه الروحى عنهما
فصلابة العقل تلطفها رقة العاطفة
وطيش العاطفة يهذبها تدبير العقل
وهما عاملان مؤثران في إدارة شؤون الإنسان الحياتية وقدرتان مهمتان في تأمين سعادته
عندما يبتعد العقل عن العاطفة يصاب بحالة من الاضطراب وإذا استمر في الابتعاد فإنه يتصلّب ويُصاب بغلظة القلب
فقال تعالى:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران159]
تَّوَازُنِ العقل والقلب
التعامل بشيء من الرفق والرحمة والعاطفة بجانب العدل وأحكام العقل
كلاهما لا ينفصلان حتى يتكامل الإنسان بشقيه العقلي والعاطفي
فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ} [النحل90]
فالعدل من أحكام العقل والإحسان من فيض العاطفة
أن العقل والعاطفة ضدان ولا تكون حياة الإنسان إلا بهما
و الأضداد في كل شيء في الحر والبرد وفي الغنى والفقر وفي الصحة والمرض وفي الدنيا والآخرة
فإنهما يظهران في حياة الإنسان ونفسه ولهذا وصف الله تبارك وتعالى المؤمنين بقوله :
{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح29] وقوله: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة54]
وهذه من صفات الأضداد أن يكون أحدهم
شديدًا عنيفًا على الكفار رحيمًا برًا بالأخيار
غضوبًا عبوسًا في وجه الكافر ضحوكًا بشوشًا في وجه أخيه المؤمن
والأولى من العقل والثانية من العاطفة
من أجل العاطفة خلق الله حواء لآدم لترطب بعاطفتها صلابته
فكلٌ من الرجل والمرأة يمتلك عقلًا وعاطفة
والعقل لدى الرجل يكون في أقصى درجات قوته وكماله
والعاطفة لدى المرأة تكون في أقصى درجات قوتها وكمالها
فإذا اجتمعا اكتملا
الرجل إذا ما انفرد وابتعد عن المرأة يبقى عقله متعطشًا للعاطفة
وكذا المرأة إذا ابتعدت عن الرجل تبقى عاطفتها متعطشة لنور العقل
ومن ثمَّ تكثر حالات الاضطراب الذي يرافق العزوبة
حرص ديننا أن يجعل هذه العاطفة من الدين
فقال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [البقرة83] وقال صلى الله عليه وسلم أمك ثم أمك ثم أمك (أي؛ برها) ثم أبوك
قال الإمام أحمد:
الطاعة للأب والبر للأم والطاعة من قبيل العقل والبر من جهة العاطفة
فالإسلام يعلمنا أن نكون
متوازنين
في أفكارنا ومشاعرنا وحركاتنا وسكناتنا
هناك تداخلاً كبيراً في أعمال القلب والعقل
وإن كانت الفروق كبيرة بينهما
فكلّ منهما
يكمّل الآخر
فالعقل يختار ويدرك الموقف ثمّ يقدم الدليل فيستفتي القلب
فيقوم القلب بالنظر إليه من زاويته الخاصّة
ثمّ بعد ذلك تصدر الأحكام
فلا تطغى العاطفة على العقل ولا العقل على العاطفة
القلب والعقل هما الترمومتر يحفظان للانسان توازنة حتى لا ينقاد للعاطفة فيغرق
ولا تقوم حياته على حسابات مادية فيصاب بالجمود
فالقلب يرقق المشاعر والعقل يضبطها
فهما
معا للأبد ..!!
اسم الموضوع : معا للأبد ..!!
|
المصدر : المنتدي العام