-
- إنضم
- 18 ديسمبر 2021
-
- المشاركات
- 16,524
-
- مستوى التفاعل
- 9,782
-
- الإقامة
- المملكة العربية السعودية
- مجموع اﻻوسمة
- 13
هل تتقبل النقد
من منا لم يوجه إليه في حياته نقد من قبل الآخرين بسبب اختلاف شخصيته وتفكيره عنهم، وكم من مرة ينشأ خلاف بيننا وبين الآخرين حول وجهات نظر قد يعتبرها الآخر انتقادا له أو انتقاصا لذاته.
إن كثيرا من الخلافات تتحول إلى قطيعة بسبب عدم تقبل وجهة النظر الأخرى، لأننا نعتبر أن أفعالنا وأفكارنا ليست محل نقد. والواثق منا بنفسه فقط هو من يستوي عنده المدح والنقد، وهو عادة ما يكون صاحب شخصية قوية لا يهمه المدح بل الحقيقة، ويحترم الرأي الآخر حتى ولو كان نقدا، لأنه يعتبره قيمة مضافة إليه تساعده في تقييم ذاته.
فكيف نحول النقد لمصلحتنا ونستفيد منه لاعادة حساباتنا؟ وكيف نغلف النقد بشكل جميل يتقبله الآخرون؟
في هذا التحقيق سنتعرف إلى آراء الناس في النقد، وهل يتقبلونه، وردود أفعالهم تجاهه.
يختلف الناس في تقبلهم لفكرة النقد لأن الطبيعة البشرية لا تتقبله بشكل عام، إلا أن البعض يتقبله لو كان مغلفا بالاحترام والحب. ومن هؤلاء لانا مسعد التي تتقبل النقد إذا كان نابعا من احترام وحب، تقول:
أقبل النقد إذا لم يكن يحمل هجوما شخصيا علي أو ينتقص من ذاتي، أو نابعا من حقد أو غيرة، أو من أشخاص أعرف نواياهم السيئة تجاهي. أما إذا كان النقد لمصلحتي ومن أشخاص أثق بحبهم واحترامهم لي، فأتقبله بصدر رحب، بل أحاول أن استفيد منه وأطور نفسي. وهؤلاء هم غالبا أهلي وزوجي وإخوتي لأني أعلم أن هدفهم مصلحتي، لكن ذلك لا يمنع أن هناك أشخاصا محل ثقة مثل بعض الصديقات والمعارف اللواتي يقدمن النقد من اجل المصلحة الخالصة.
إلا أن قبول النقد أو رفضه يتوقف بشكل عام على الطريقة التي يتبعها الناقد في توجيه نقده، ونجاحه في إقناعنا بصحة كلامه.
اختيار الألفاظ
طريقة إيصال المعلومة تلعب دورا أساسيا في مدى تقبل النقد من الآخرين.. عن هذه النقطة حدثنا جهاد مسعد الذي اعتبر أن اختيار الألفاظ 'سعد'، وكلما كانت ألفاظ الناقد وكلماته مؤدبة وموضوعية سهل تقبل النقد من دون انفعال وغضب.. وكلما ابتعد الشخص الناقد عن المساس بالكرامة أو الانتقاص منها تفاعلنا مع النقد بشكل ايجابي. ويضيف:
يمكننا أن نوجه النقد بشكل غير مباشر أو عن طريق المزاح، لنترك للآخر فرصة التفكير بها أو الوقوف عندها من دون أن نجرحه.. كذلك لا بد من اختيار الوقت المناسب الذي يمكن للشخص أن يتقبل فيه النقد على انه نصيحة، حيث أن حسن اختيار الوقت هو عامل مهم لتقبل النقد. على سبيل المثال الانسان الذي يمر بمشكلة تضغط على أعصابه يكون مزاجه حادا ولا يتقبل أي شيء حتى ان كان النقد لمساعدته، ويختلف الأمر تماما عندما يكون سعيدا، فانه حينها يكون قادرا على تقبل كل شيء، حتى ان كان سيئا وقدم إليه بشكل مباشر.
نقد فظ
ويعتبر وسيم العلاف أن الآخر يتقبل النقد اذا كان من ينقده من مستواه العلمي والثقافي، فلا يستطيع أن يتقبل النقد بسهولة من الأقل ثقافة منه حتى ان كان نقده في مكانه.
كذلك لابد أن يكون النقد صادقا وحقيقيا حتى يتقبله الآخرون، وان يصل إلى قلب الموجه اليه وعقله، وأن يكون خاليا من عبارات الاحتقار والاهانة، أي أن يختار بعناية الألفاظ التي يستخدمها في التعبير عن النقد، فلا يكون فظا وغليظا حتى لا يأتي رد الفعل عليه غليظا وفظا أيضا.
ويعتبر العلاف أن الإنسان في جميع الحالات عليه أن يتقبل النقد ليعيد تقييم ذاته لإصلاحها والارتقاء بها.
عاشق المدح يرفض المذمة
ويعتبر صالح الشمري أن الإنسان بطبعه يكره النقد ولو كان حقيقيا، لان الحقيقة دائما مرة وتذكر الإنسان بضعفه وسلبياته، ويضيف:
المدح غالبا ما يرضي غرور الإنسان حتى ان كان نفاقا وكذبا. ولأن كثيرا من الناس يعشقون المدح ويرفضون النقد ولو كان حقيقيا، فان هؤلاء تكون ردود أفعالهم تجاه النقد سلبية إلى ابعد الحدود، وقد تصل إلى حد المشاكل والخلافات والقطيعة أحيانا.
وعشاق المدح يعتبرون ان من ينتقدهم يحقد عليهم أو يكره نجاحهم أو يحسدهم، فلا يتعاطون مع النقد على انه فرصة لاعادة تقييم الذات، وعلى انه رأي آخر وقيمة قد تضيف إلى ذاتنا للارتقاء بها.
أشكال المذمة
مدرسة علم الفلسفة منى ياسر ترى أن للنقد أشكالا مفيدة للإنسان لو نظر إليها بتجرد. فقد يكون النقد صادقا ويستفيد منه الإنسان في إعادة تقييم ذاته. وقد ينبع النقد عن فهم خاطئ من الآخر تجاهنا، وعلينا هنا أن نحاول تعديل الصورة وإصلاح نظرته الينا، وإعطاء الفرصة للآخرين لفهمنا بشكل صحيح. وقد يكون النقد أيضا مرضا من أمراض القلوب مثل الحسد والحقد أو الغيرة.
وفي جميع الحالات يضيف لنا النقد معلومة لان الرأي المخالف لرأينا يجعلنا نتوقف للبحث في داخلنا عن أسباب هذا النقد ومدى صدقه. والإنسان بطبعه لا يتقبل النقد، والقوي منا فقط من يقبله ويتعامل معه على أنه قد يكون قيمة مضافة لشخصيته فيعيد تقييم ذاته وحساباته.
كظم الغيظ
أما مدرسة علم النفس ليلى العطار فترى أن المدح بشكل عام لا يعطي للإنسان فرصة ل 'كظم الغيظ' ومحاسبة النفس ويحرمه من فرصة الاتصال بالناس بشكل أفضل. فالنقد وحده يتيح للإنسان معرفة كيفية كظم الغيظ والوصول بالحوار إلى أرقى درجاته، كما انه يمكن أن يؤدي إلى نتائج ايجابية في الوصول إلى الحقيقة.
وعلينا أن لا نعتبر النقد على أنه انتقاص لذاته أو للشخص الذي يوجهه.
وكل منا يختلف في توجيه النقد حسب شخصيته وطباعه، فهناك من يستخدم أسلوبا هجوميا وعدائيا يجعل الطرف الآخر ينفر منه، ويتهمه بالحقد والحسد. فيما هناك أشخاص يوجهونه بأسلوب ذكي وبطريقة غير مباشرة تجعل من أمامهم لا يدري إن كان الذام يقصدهم أو لا مما يتيح لهم فرصة التفكير، وأيضا هناك من يلمح ولا يصرح. وتضيف العطار:
وهناك أيضا من يستفز المشاعر محولا النقد إلى تهديد، فلو افترضنا مثلا أن زوجا ما يريد أن ينتقد زوجته لأنها مهملة في حق بيتها وحقه، سنجد أن طريقة كل زوج في توجيه هذا النقد ستكون مختلفة. فالبعض سيحاورها ويقنعها بأهمية تحمل مسؤوليتها تجاهه وتجاه البيت والأولاد، والبعض الآخر سيهددها بالطلاق أو بالزواج بأخرى بسبب إهمالها، فيستفز مشاعرها بطريقة خاطئة لا تحقق الهدف المطلوب.
وتختم حديثها قائلة:
علينا في جميع الحالات أن نناقش كيفية إيصال المعلومة بطريقة صحيحة بحيث يتقبلها الطرف الآخر من دون غضب، ويعمل على الاستفادة منها.
لا للنقد
المهندس جهاد الزيقي يرى انه ليس من حق احد أن ينتقد الآخر أو يذمه إذا لم يسمح له بذلك، ويقول:
أنا أحترم حرية الآخرين ولا أنتقدهم، ولا أسمح لأحد كذلك بالتعدي علي وانتقادي 'اش علي أنا من الناس وش على الناس مني'.
أما ندى العميري فتروي لنا ردة فعل إحدى زميلاتها في العمل عندما تقدم منها شخص وطلب منها ان يكلمها فقال لها 'يا أختي بالله اللبس اللي لابستيه مو لايج عليك والحشمة حلوة'، فقامت الدنيا ولم تقعد، وردت عليه بأسلوب سيئ وملأت القاعة صراخا وطلبت طرده من مكان العمل أمام الناس جميعا. وتضيف:
المثل القائل '100 عين تبكي ولا عيني تبكي' حقيقي، والناس اليوم بشكل عام 'خلقهم ضيق'، وكثيرون لا يتقبلون النقد ولا يعتبرون أنه قد يكون في مصلحتهم، بل هناك من يعتقد انه حقد وحسد أو تدخل في شؤون الآخرين، ولا يأخذ الأمر بحسن نية.
أي علم الاجتماع
لا بد أولا أن نفهم الطرف الآخر
كيف يمكن تغليف النقد بشكل جميل يتقبله الآخر؟
تقول الباحثة الاجتماعية هدى رشدي:
لا بد أولا من فهم شخصية الطرف الآخر أولا ومحاولة إقناعه من خلال منهجية خاصة في الحوار بأهمية النقد وتقبله. ولا بد أن نعرف كيف نستخدم الكلمات التي نعلم أن الطرف الآخر يتقبلها. ويفضل أن تحمل هذه الكلمات بعض الود والحب والاحترام مثل 'أنا معجب بك.. وانت من اقدر الناس على إتقان ما تريد فما رأيك لو...' أو 'أنت مهم عندي وأنا احترمك وكم أحب أن أراك كذا وكذا'... 'كم أنت رائع لكن لو...' وغيرها من الكلمات الطيبة التي تفتح مجالا واسعا للحوار، بل تجعل الطرف الآخر مستعدا للاستماع لك.
أما عن كيفية الاستفادة من النقد فتقول:
النقد فرصة للانسان ليعيد حساباته، ولا بد أن يجري التعامل معه على أنه رأي مفيد إذا كان صحيحا. أما إذا كان غير صحيح، فأتجاهله ولا اجعل صاحبه محل سخطي وكرهي.
إن كثيرا من الخلافات تتحول إلى قطيعة بسبب عدم تقبل وجهة النظر الأخرى، لأننا نعتبر أن أفعالنا وأفكارنا ليست محل نقد. والواثق منا بنفسه فقط هو من يستوي عنده المدح والنقد، وهو عادة ما يكون صاحب شخصية قوية لا يهمه المدح بل الحقيقة، ويحترم الرأي الآخر حتى ولو كان نقدا، لأنه يعتبره قيمة مضافة إليه تساعده في تقييم ذاته.
فكيف نحول النقد لمصلحتنا ونستفيد منه لاعادة حساباتنا؟ وكيف نغلف النقد بشكل جميل يتقبله الآخرون؟
في هذا التحقيق سنتعرف إلى آراء الناس في النقد، وهل يتقبلونه، وردود أفعالهم تجاهه.
يختلف الناس في تقبلهم لفكرة النقد لأن الطبيعة البشرية لا تتقبله بشكل عام، إلا أن البعض يتقبله لو كان مغلفا بالاحترام والحب. ومن هؤلاء لانا مسعد التي تتقبل النقد إذا كان نابعا من احترام وحب، تقول:
أقبل النقد إذا لم يكن يحمل هجوما شخصيا علي أو ينتقص من ذاتي، أو نابعا من حقد أو غيرة، أو من أشخاص أعرف نواياهم السيئة تجاهي. أما إذا كان النقد لمصلحتي ومن أشخاص أثق بحبهم واحترامهم لي، فأتقبله بصدر رحب، بل أحاول أن استفيد منه وأطور نفسي. وهؤلاء هم غالبا أهلي وزوجي وإخوتي لأني أعلم أن هدفهم مصلحتي، لكن ذلك لا يمنع أن هناك أشخاصا محل ثقة مثل بعض الصديقات والمعارف اللواتي يقدمن النقد من اجل المصلحة الخالصة.
إلا أن قبول النقد أو رفضه يتوقف بشكل عام على الطريقة التي يتبعها الناقد في توجيه نقده، ونجاحه في إقناعنا بصحة كلامه.
اختيار الألفاظ
طريقة إيصال المعلومة تلعب دورا أساسيا في مدى تقبل النقد من الآخرين.. عن هذه النقطة حدثنا جهاد مسعد الذي اعتبر أن اختيار الألفاظ 'سعد'، وكلما كانت ألفاظ الناقد وكلماته مؤدبة وموضوعية سهل تقبل النقد من دون انفعال وغضب.. وكلما ابتعد الشخص الناقد عن المساس بالكرامة أو الانتقاص منها تفاعلنا مع النقد بشكل ايجابي. ويضيف:
يمكننا أن نوجه النقد بشكل غير مباشر أو عن طريق المزاح، لنترك للآخر فرصة التفكير بها أو الوقوف عندها من دون أن نجرحه.. كذلك لا بد من اختيار الوقت المناسب الذي يمكن للشخص أن يتقبل فيه النقد على انه نصيحة، حيث أن حسن اختيار الوقت هو عامل مهم لتقبل النقد. على سبيل المثال الانسان الذي يمر بمشكلة تضغط على أعصابه يكون مزاجه حادا ولا يتقبل أي شيء حتى ان كان النقد لمساعدته، ويختلف الأمر تماما عندما يكون سعيدا، فانه حينها يكون قادرا على تقبل كل شيء، حتى ان كان سيئا وقدم إليه بشكل مباشر.
نقد فظ
ويعتبر وسيم العلاف أن الآخر يتقبل النقد اذا كان من ينقده من مستواه العلمي والثقافي، فلا يستطيع أن يتقبل النقد بسهولة من الأقل ثقافة منه حتى ان كان نقده في مكانه.
كذلك لابد أن يكون النقد صادقا وحقيقيا حتى يتقبله الآخرون، وان يصل إلى قلب الموجه اليه وعقله، وأن يكون خاليا من عبارات الاحتقار والاهانة، أي أن يختار بعناية الألفاظ التي يستخدمها في التعبير عن النقد، فلا يكون فظا وغليظا حتى لا يأتي رد الفعل عليه غليظا وفظا أيضا.
ويعتبر العلاف أن الإنسان في جميع الحالات عليه أن يتقبل النقد ليعيد تقييم ذاته لإصلاحها والارتقاء بها.
عاشق المدح يرفض المذمة
ويعتبر صالح الشمري أن الإنسان بطبعه يكره النقد ولو كان حقيقيا، لان الحقيقة دائما مرة وتذكر الإنسان بضعفه وسلبياته، ويضيف:
المدح غالبا ما يرضي غرور الإنسان حتى ان كان نفاقا وكذبا. ولأن كثيرا من الناس يعشقون المدح ويرفضون النقد ولو كان حقيقيا، فان هؤلاء تكون ردود أفعالهم تجاه النقد سلبية إلى ابعد الحدود، وقد تصل إلى حد المشاكل والخلافات والقطيعة أحيانا.
وعشاق المدح يعتبرون ان من ينتقدهم يحقد عليهم أو يكره نجاحهم أو يحسدهم، فلا يتعاطون مع النقد على انه فرصة لاعادة تقييم الذات، وعلى انه رأي آخر وقيمة قد تضيف إلى ذاتنا للارتقاء بها.
أشكال المذمة
مدرسة علم الفلسفة منى ياسر ترى أن للنقد أشكالا مفيدة للإنسان لو نظر إليها بتجرد. فقد يكون النقد صادقا ويستفيد منه الإنسان في إعادة تقييم ذاته. وقد ينبع النقد عن فهم خاطئ من الآخر تجاهنا، وعلينا هنا أن نحاول تعديل الصورة وإصلاح نظرته الينا، وإعطاء الفرصة للآخرين لفهمنا بشكل صحيح. وقد يكون النقد أيضا مرضا من أمراض القلوب مثل الحسد والحقد أو الغيرة.
وفي جميع الحالات يضيف لنا النقد معلومة لان الرأي المخالف لرأينا يجعلنا نتوقف للبحث في داخلنا عن أسباب هذا النقد ومدى صدقه. والإنسان بطبعه لا يتقبل النقد، والقوي منا فقط من يقبله ويتعامل معه على أنه قد يكون قيمة مضافة لشخصيته فيعيد تقييم ذاته وحساباته.
كظم الغيظ
أما مدرسة علم النفس ليلى العطار فترى أن المدح بشكل عام لا يعطي للإنسان فرصة ل 'كظم الغيظ' ومحاسبة النفس ويحرمه من فرصة الاتصال بالناس بشكل أفضل. فالنقد وحده يتيح للإنسان معرفة كيفية كظم الغيظ والوصول بالحوار إلى أرقى درجاته، كما انه يمكن أن يؤدي إلى نتائج ايجابية في الوصول إلى الحقيقة.
وعلينا أن لا نعتبر النقد على أنه انتقاص لذاته أو للشخص الذي يوجهه.
وكل منا يختلف في توجيه النقد حسب شخصيته وطباعه، فهناك من يستخدم أسلوبا هجوميا وعدائيا يجعل الطرف الآخر ينفر منه، ويتهمه بالحقد والحسد. فيما هناك أشخاص يوجهونه بأسلوب ذكي وبطريقة غير مباشرة تجعل من أمامهم لا يدري إن كان الذام يقصدهم أو لا مما يتيح لهم فرصة التفكير، وأيضا هناك من يلمح ولا يصرح. وتضيف العطار:
وهناك أيضا من يستفز المشاعر محولا النقد إلى تهديد، فلو افترضنا مثلا أن زوجا ما يريد أن ينتقد زوجته لأنها مهملة في حق بيتها وحقه، سنجد أن طريقة كل زوج في توجيه هذا النقد ستكون مختلفة. فالبعض سيحاورها ويقنعها بأهمية تحمل مسؤوليتها تجاهه وتجاه البيت والأولاد، والبعض الآخر سيهددها بالطلاق أو بالزواج بأخرى بسبب إهمالها، فيستفز مشاعرها بطريقة خاطئة لا تحقق الهدف المطلوب.
وتختم حديثها قائلة:
علينا في جميع الحالات أن نناقش كيفية إيصال المعلومة بطريقة صحيحة بحيث يتقبلها الطرف الآخر من دون غضب، ويعمل على الاستفادة منها.
لا للنقد
المهندس جهاد الزيقي يرى انه ليس من حق احد أن ينتقد الآخر أو يذمه إذا لم يسمح له بذلك، ويقول:
أنا أحترم حرية الآخرين ولا أنتقدهم، ولا أسمح لأحد كذلك بالتعدي علي وانتقادي 'اش علي أنا من الناس وش على الناس مني'.
أما ندى العميري فتروي لنا ردة فعل إحدى زميلاتها في العمل عندما تقدم منها شخص وطلب منها ان يكلمها فقال لها 'يا أختي بالله اللبس اللي لابستيه مو لايج عليك والحشمة حلوة'، فقامت الدنيا ولم تقعد، وردت عليه بأسلوب سيئ وملأت القاعة صراخا وطلبت طرده من مكان العمل أمام الناس جميعا. وتضيف:
المثل القائل '100 عين تبكي ولا عيني تبكي' حقيقي، والناس اليوم بشكل عام 'خلقهم ضيق'، وكثيرون لا يتقبلون النقد ولا يعتبرون أنه قد يكون في مصلحتهم، بل هناك من يعتقد انه حقد وحسد أو تدخل في شؤون الآخرين، ولا يأخذ الأمر بحسن نية.
أي علم الاجتماع
لا بد أولا أن نفهم الطرف الآخر
كيف يمكن تغليف النقد بشكل جميل يتقبله الآخر؟
تقول الباحثة الاجتماعية هدى رشدي:
لا بد أولا من فهم شخصية الطرف الآخر أولا ومحاولة إقناعه من خلال منهجية خاصة في الحوار بأهمية النقد وتقبله. ولا بد أن نعرف كيف نستخدم الكلمات التي نعلم أن الطرف الآخر يتقبلها. ويفضل أن تحمل هذه الكلمات بعض الود والحب والاحترام مثل 'أنا معجب بك.. وانت من اقدر الناس على إتقان ما تريد فما رأيك لو...' أو 'أنت مهم عندي وأنا احترمك وكم أحب أن أراك كذا وكذا'... 'كم أنت رائع لكن لو...' وغيرها من الكلمات الطيبة التي تفتح مجالا واسعا للحوار، بل تجعل الطرف الآخر مستعدا للاستماع لك.
أما عن كيفية الاستفادة من النقد فتقول:
النقد فرصة للانسان ليعيد حساباته، ولا بد أن يجري التعامل معه على أنه رأي مفيد إذا كان صحيحا. أما إذا كان غير صحيح، فأتجاهله ولا اجعل صاحبه محل سخطي وكرهي.
اسم الموضوع : هل تتقبل النقد
|
المصدر : المنتدي العام
حبيبتي على الموضوع الرائع
