٢٠٢٦: بدايةٌ بعد صمت الأعوام

مع بدايةِ ٢٠٢٦…
لا نفتح باب عامٍ جديد،
بل نغلق أبوابًا كثيرة في داخلنا…
كانت تُترك مواربة… خوفًا من المواجهة.
نقف الآن…
لا منتصرين…
ولا منكسرين…
بل ناجين…
والنجاةُ وحدها…
قصةٌ كاملة لا تُروى بسهولة.
ما مضى…
لم يكن مجرد زمنٍ عبر…
كان ثِقلًا تشكّل في الصدر…
وأفكارًا تغيّرت…
وأحلامًا صمتت…
لا لأنها ماتت…
بل لأنها تعلّمت الانتظار.
في الأعوام السابقة…
تعلّمنا أن القسوة…
ليست في ما حدث…
بل في محاولتنا فهمه وحدنا…
وأن بعض الأسئلة…
لا تُجاب…
بل تُحمل…
حتى نكبر بما يكفي.
كم مرةٍ ظننا أن النهاية اقتربت؟
وكم مرةٍ اكتشفنا…
أن ما حسبناه نهاية…
كان إعادة تشكيل بطيئة… لنا…
الماضي لم يرحم…
لكنه لم يكن عدوًا…
كان معلّمًا صامتًا…
يجرّدنا شيئًا فشيئًا من أوهامنا…
حتى لم يبقَ…
إلا ما يشبهنا حقًا.
واليوم…
تأتي ٢٠٢٦…
لا لتمنحنا حياة جديدة…
بل لتمنحنا نظرة جديدة…
للحياة ذاتها.
هي سنة…
نُدرك فيها أن السلام…
ليس غياب الألم…
بل القدرة على العيش…
دونه أن يحكمنا.
نُدرك أن القوة…
ليست في الصلابة الدائمة…
بل في المرونة…
التي أبقتنا واقفين…
حين كنا قاب قوسين من الانهيار.
في بداية ٢٠٢٦…
لا نَعِد أنفسنا بالكثير…
بل نَعِدها بالصدق…
أن لا نعود إلى ما أذانا بدافع الحنين…
ولا نستصغر ما نجونا منه بدافع النسيان.
هي بداية…
نضع فيها أرواحنا…
في المرتبة الأولى…
دون شعور بالذنب…
ونفهم أخيرًا…
أن الحفاظ على الذات…
ليس أنانية…
بل وعي.
ومع أول أيام هذا العام…
نترك الماضي حيث يجب أن يكون…
في الذاكرة… لا في القرار…
في الدرس… لا في الجرح.
ونمضي…
لا لأن الطريق واضح…
بل لأننا أصبحنا…
أوضح لأنفسنا.

اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : ٢٠٢٦: بدايةٌ بعد صمت الأعوام
|
المصدر : المنتدي العام
