” حرب البسوس ”
أسباب حرب البسوس
إن الأيام التي عاشها العرب في العصر الجاهلي كثيرة إلى درجة لا يمكن إحصاؤها، ومن أهم تلك الأيام كانت الأيام التي وقعت بها الواقعة الشهيرةوالتي تُعرف باسم (حرب البسوس) فهي من أشد الحروب التي دارت بين العرب، إذ كانت بين قبيلتي بكر بن وائل وتغلب بن وائل، والبسوس هي
خالة جساس وكان لها ناقة، وعندما رأى كليب بن ربيعة الناقة تكسر بيض حمام يوجد في حماه، قام ورمى سهم أصاب ضرعها، فثار الجساس على
كليب وقام بقتله، مما جعل الحرب تنشب نتيجة هذا، ويتساءل الكثيرون كم سنة استمرت حرب البسوس والإجابة أن الحرب بين القبيلتين قد ظلت لمدة أربعين سنة.
وسُميت الحرب على اسم “البسوس” وهي المرأة التي قامت بتحريض ابن أختها على أن يقوم بالحرب في مقابل ابن عمه ليأخذ بثأر ناقتها التي
قُتلت على يد الأخير في إحدى اللحظات العارضة وهو غاضب.
وفي العديد من الروايات تم الخلط بين القصص الحقيقية مثل حرب الزير سالم مع ابن عباد الحقيقيه، ولكن حرب البسوس كانت نتيجة مقتل كليب
وهو (وائل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب)، ولكن يُسمى بكُليب لأنَّه عندما كان يسير كان يأخذ معه كلبًا،
وعندما كان يمر في روضة أو مكان يُعجبه يضربه ثم يلقيه بهذا المكان فيصيح ويعوي، وحينما يسمع عواه الناس يقوموا بتجنب المكان ولا يقربوه، وكان يقال له كذلك كليب وائل.
وفي قصة الزير سالم الحقيقية تم ذكر الطريقة التي ماتت بها ناقة البسوس وهي أن كليب بن ربيعة الذي كان الملك للعرب وقتها كان يتميز بأنه شخصية ليست عادلة ويمتلك قوة شديدة، وفي يوم من ذات الأيام خرج إلى الحمى وبدأ ينظر إلى الإبل، فشاهد كليب ناقة البسوس وسدد سهمًا تجاها أصاب ضرعها إلى أن بركت في الفناء، وعندما سمعت صاحبتها صراخ أحد جيرانها ذهبت إليه، فصاحت البسوس: “وا ذُلَّاه”، وكان الجساس يرى ذلك فقال لها: “اسكتى ولا تُرَاعي، وسكن الجرمي وقال لهما: إنِّي سأقتل جملًا أعظم من هذه الناقة، سأقتل غلالًا (فحل إبل كليب الذي لم يُرَى في زمانه قط)، ثم قام الجساس بتتبع كليب وقتله، وكانت هذه أولى شرارات الحرب. [3]
ثم قام جساس بأمر أحد الرجال ممن كانوا معه واسمه (عمرو بن الحارث بن ذهل) حتى يضع عليه أحجارًا لئلا تقوم الذئاب بأكله، وكما كان من شعر اليمامة بن كليب فإن مهلهل بن ربيعة أو الزير سالم أخو كليب يقول في هذا:
- قتيل ما قتيل المرء عمرو وجساس بن مرة ذي صريم
- أصاب فؤاده بأصم لدن فلم يعطف هناك على حميم
- فإن غدا وبعد غد لرهن لأمر ما يقام له عظيم
- جسيمًا ما بكيت به كليبا إذا ذكر الفعال من الجسيم
- سأشرب كأسها صرفًا وأسقي بكأس غير منطقة مليم.
فقال جساسُ لوالده: “طعنتُ طعنةً يجتمع بنو وائلٍ غدًا لها رقصًا”.
قال والده: “ومن طعنت؟ لأمك الثكل”.
قال جساس: “قتلتُ كُلَيْبًا”.
اسم الموضوع : ” حرب البسوس ”
|
المصدر : قسم الحروب و المعارك