أسباب زوال النعم

[رااشد]

السبب الرئيس لزوال النعم هو كفرانها وعدم شكرها والاستغراق في المعاصي ونسيان المنعم سبحانه، واسترجاعها ودوامها يكون بشكر هذه النعم ظاهراً وباطناً.
وقد قرر الله ذلك جلياً في كتابه العزيز في عدة مواضع منها:

• في قصة سبأ التي ورت في السورة المسماة باسمهم فبعد أن أخبر الله عما حباهم به من النعم من طعام وثمار ومياه وخضب وجنان أخبر تعالى عن كفرهم وإعراضهم عن أمره وأن ذلك كان سبباً في زوال النعمة كما قال تعالى (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17))
• وفي قصة القرية التي ضربها الله مثلاً وعبرة في سورة النحل قال تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)فكفرهم بنعم الله وعدم شكرها كان سبباً في نزول البلاء وزوال النعمة.

ومن مظاهر كفران النعم:- عدم نسبة النعمة إلى المنعم بل نسبتها إلى أسباب كونية مادية بحتة أو إلى بشر جلعهم الله أسباباً في الحقيقة فقط.

• عدم أداء حق الله في النعم بأداء الزكاة وغيرها من الحقوق التي قد تجب على العبد.
• استخدام هذه النعم في معصية الله.
• البطر والكبر والغرور والاستكبار في الأرض.

وفي المقابل أخبرنا الله تعالى أنه بالشكر تدوم النعم كما جاء في سورة إبراهيم عليه السلام على لسام موسى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)).
وشكر النعمة يكون أولاً باطناً: بإقرار العبد في داخله وشعوره أن ما به من نعمة فهي محض فضل الله وتكرمه عليه وأنه لولا ستر الله وفضله لما استحق هذا الفضل.
وهذه الشكر الباطني يثمر شكراً ظاهرياً بنطق العبد بالحمد والشكر لله ونسبة النعمة لله وحده والثناء على الله، وتواضعه وعدم اغتراره بالنعم، وأداء حق الله في النعمة واستخدامها فيما يرضي الله تعالى.
والله أعلم

 

[ماهر الكردي]

جزاك الله خيراً

 

[رااشد]

جزاك الله خيراً

وانت كذلك
ماهر شاكر مرورك
المميز