ألحان
نجوم المنتدي
-
- إنضم
- 16 مايو 2021
-
- المشاركات
- 8,863
-
- مستوى التفاعل
- 6,666
شهامة ورقي الفنان مدحت صالح .. ما أعظم جبر الخواطر
كتب احدهم في تويتر :
هاحكى موقف عن شهامة و رقي الفنان الجميل (مدحت صالح )
اللى هتعرفوا من خلاله إن جبر الخواطر بيقدر يرفع للسما فعلياً و كسره بيكسرك كليا
خلينى أرجع بالذاكرة لعام ١٩٩٣ وقتها كنت طالب في أحد المدارس الحكومية في أحد أحياء القاهرة
،الطلاب أغلب أهاليهم من الطبقة الكادحة و يشغلهم البحث عن لقمة العيش
كان معانا وقتها طالب اسمه (شريف) كان طالب مهندم و يتعامل و كأنه شاب في ال٣٠ من عمره رغم أننا كلنا لم نتجاوز وقتها سن الرابعة عشر،
و كعادة المدرسين في هذا الوقت كانوا يهتموا بعمل حصة تعارف في بداية العام كل طالب يقف يقول اسمه و سنه و وظيفة والده أو والدته
و فى يوم زارنا مدرس اللغة العربية وقتها أ/(طُلبة) و جلس على مقعده بنوع من الانشكاح المبالغ فيه ،
و طلب منا إن كل طالب يقف يقول اسمه و وظيفة والده.. كل طالب اصابه الدور وقف و ذكر اسمه و وظيفة والده
و اللى كان والده متوفي كان بيقول الرد بنوع من الاسى و الخجل المفرط..
إلى أن أتى الدور على زميلنا "شريف" اللى وقف بثبات شديد و جاوب على سؤال المدرس فقال:
- اسمى شريف...و الدى شغال عازف ترومبيت في فرقة "مدحت صالح" الاستاذ طُلبة رمق صاحبنا شريف بنظرة تحمل اندهاش كبير..
و سرت همهمة في الفصل متبوعة بضحكات ساخرة من التلاميذ.. نظر المستر طلبة لشريف و سأله:
رومبيت!! ايه دى يعنى معلش؟ "شريف" حس أنه هيقع في فخ السخرية لأن لهجة المدرس لم تنبئ ابدا عن خير قادم..
وبنفس الثبات رد شريف على أ/طُلبة: ترومبيت يعنى "زمارة" كبيرة يا استاذ.
و هنا ضج الفصل كله بالضحك و شارك مستر ُ"طلبة" الفصل فى القهقهة الغربية و العجيبة و كأنه غزا عكا مثلا
لمحت عيون" شريف" و هى بتدمع..و لكنه ظل واقفاً بنفس ثباته، و كأن عمل والده كعازف ترومبيت هو مدعاة للسخرية ،
الأغرب من ذلك أن المُدرس يعاود ذبح شريف باسئلة سخيفة من عينة: و ابوك لما بيكون في البيت بيزمر لكم و لا بيسيبكم تزمروا انتوا! حسيت وقتها أن السخافة دى لازم تنتهي بأى شكل
مرت اللحظات ثقيلة بمعنى الكلمة ، و صديقنا مازال واقفاً بنفس ثباته إلى أن طلب منه المدرس أن يجلس..
أتذكر وقتها أن مدحت صالح كان بيغنى في تيڤولى هليوبوليس اللى فى الماظه بمصر الجديدة و كان فعلا منطلق بأقصى طاقة نحو الشهرة..انتهت الحصة بعد كدة
و خرجنا للفسحة..شريف كان فى حالة إنهيار صامت.. ماحدش اهتم يطيب خاطره أو يطبطب عليه بعد ما الكل سخر من وظيفة والده
،جلست بجواره أحاول أهون عليه و لكن كان صعب التئام الجرح وقتها
تانى يوم لاحظت أن شريف غاب.. تالت يوم شريف غاب.. عاشر يوم شريف كان غايب..
قلقنا عليه و لم يكن متوافر وقتها موبايل او واتس آب عشان نقدر نطمن عليه..
و وضعنا -بعض الزملاء و أنا- خطة لمحاولة الوصول لعنوانه و انتوينا زيارته قطعا ،
و لكن مع انتصاف النهار و قرب نهاية الحصة الخامسه طرق باب الفصل أحدهم..و لما فُتح الباب كان الطارق هو "مدحت صالح..و معه شريف و والده" المشهد كان درامياً
لم نكن مصدقين أن مدحت صالح بشخصه أتى لمدرستنا..و معه صديقنا الغالى و والده ..
ناظر المدرسة كان بيسير خلفهم
و لما افسحوا له المجال وقف بشموخ و قال"لن أسمح أبدا لأى مدرس أنه يهين اى طالب في مدرستى و زيارة الاستاذ مدحت صالح بنفسه بتقول لنا أنه موجود معانا عشان خاطر شريف
تبع ذلك تصفيق حاد من نفس الطلبة اللى كانت بتسخر من وظيفة والد شريف
و أما الفنان مدحت صالح فقال كلام بسيط مازلت أتذكره..
(لما نحب بعض مش هنتريق على بعض..كل مهنة لها احترامها طالما هى مهنة شريفة و مش بتضر الغير، لازم نراعى مشاعر غيرنا و نحب غيرنا زى ما هو..حبك لاخوك هو حبك لنفسك
شريف دخل الفصل و قعد فى مكانه و راح له الاستاذ مدحت صالح بنفسه لحد الديسك بتاعه و حضنه بقوة وطبطب عليه
و حضن والد شريف قدامنا و قدمه لنا و قال "ده الاستاذ (....) أفضل عازف في الفرقة..إنسان مجتهد و فنان و لو غاب عن الشغل في يوم فإحنا بنفقد أعظم و اهم جزء مننا..
شريف كان بيبكى و تأثر جدا بتكريم والده من فنان عظيم زى مدحت صالح و من وقتها تعلمنا أن السخرية مش وسيلة حتمية للتعبير عن الجهل و عدم الدراية
و إن غيرك ممكن يكون أفضل و احسن طالما إن عمله لم يكن سبب فى اى أذى لك..
و كانت زيارة و كلمات مدحت صالح لها طيب الأثر في إنها تعيد الثقة لشريف في نفسه
و فى والده الإنسان الخلوق المحترم
و تدور السنين بسرعه و يصادفنى " شريف" داخل أحد أروقة وزارة التعليم العالي و علمت أنه أحد خبراء التطوير في مجال الفيزياء الحيوية فرحت جدا انى شوفته مرة تانية و تذكرت كل شيء و كأنه الامس القريب تحية من القلب لمدحت صالح الإنسان الخلوق و بحق
اسم الموضوع : شهامة ورقي الفنان مدحت صالح .. ما أعظم جبر الخواطر
|
المصدر : المنتدي العام