-
- إنضم
- 6 يناير 2022
-
- المشاركات
- 17,346
-
- مستوى التفاعل
- 10,138
- مجموع اﻻوسمة
- 10
الوليد بن المغيرة
لعنه الله كيف قدر:
ــــــــــــــــــــــــــــ
( إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) [المدثر : 25]
وهذا المذكور في هذا السياق هو الوليد بن المغيرة المخزومي ، أحد رؤساء قريش - لعنه الله - وكان من خبره في هذا ما رواه العوفي ، عن ابن عباس ، قال :
دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة ، فسأله عن القرآن ، فلما أخبره خرج على قريش فقال :
يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا بسحر ، ولا بهذي من الجنون ، وإن قوله لمن كلام الله.
فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا ، فقالوا :
والله لئن صبا الوليد لتصبون قريش.
فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال :
أنا والله أكفيكم شأنه.
فانطلق حتى دخل عليه بيته ، فقال للوليد :
ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة ؟
فقال : ألست أكثرهم مالا وولدا.
فقال له أبو جهل : يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه.
فقال الوليد : أقد تحدث به عشيرتي؟ فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ، ولا عمر ، ولا ابن أبي كبشة ، وما قوله إلا سحر يؤثر.
فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم :
( ذرني ومن خلقت وحيدا ) إلى قوله : ( لا تبقي ولا تذر )
وقال قتادة :
زعموا أنه قال : والله لقد نظرت فيما قال الرجل فإذا هو ليس بشعر ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه ليعلو وما يعلى ، وما أشك أنه سحر ، فأنزل الله :
( فقتل كيف قدر ) الآية . ( ثم عبس وبسر ) قبض ما بين عينيه وكلح .
وقال ابن جرير :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، أخبرنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن عباد بن منصور ، عن عكرمة :
أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل بن هشام ، فأتاه فقال :
أي عم ، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا .
قال : لم ؟
قال : يعطونكه ، فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله .
قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالا .
قال : فقل فيه قولا يعلم قومك أنك منكر لما قال ، وأنك كاره له .
قال : فماذا أقول فيه ؟ فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من ذلك . والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإنه ليحطم ما تحته ، وإنه ليعلو وما يعلى .
وقال : والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه .
قال : فدعني حتى أفكر فيه.
فلما فكر قال : إن هذا سحر يأثره عن غيره ، فنزلت : ( ذرني ومن خلقت وحيدا ) [ قال قتادة : خرج من بطن أمه وحيدا ] حتى بلغ : ( تسعة عشر )
وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد نحوا من هذا .
وقد زعم السدي أنهم لما اجتمعوا في دار الندوة ليجمعوا رأيهم على قول يقولونه فيه ، قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحج ليصدوهم عنه ، فقال قائلون : شاعر .
وقال آخرون : ساحر .
وقال آخرون : كاهن .
وقال آخرون : مجنون . كما قال تعالى :
( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) [ الإسراء : 48 ].
كل هذا والوليد يفكر فيما يقوله فيه ، ففكر وقدر ، ونظر وعبس وبسر ، فقال :
( إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر ).
ــــــــــــــــــــــــــــ
( إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) [المدثر : 25]
وهذا المذكور في هذا السياق هو الوليد بن المغيرة المخزومي ، أحد رؤساء قريش - لعنه الله - وكان من خبره في هذا ما رواه العوفي ، عن ابن عباس ، قال :
دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة ، فسأله عن القرآن ، فلما أخبره خرج على قريش فقال :
يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا بسحر ، ولا بهذي من الجنون ، وإن قوله لمن كلام الله.
فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا ، فقالوا :
والله لئن صبا الوليد لتصبون قريش.
فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال :
أنا والله أكفيكم شأنه.
فانطلق حتى دخل عليه بيته ، فقال للوليد :
ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة ؟
فقال : ألست أكثرهم مالا وولدا.
فقال له أبو جهل : يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه.
فقال الوليد : أقد تحدث به عشيرتي؟ فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ، ولا عمر ، ولا ابن أبي كبشة ، وما قوله إلا سحر يؤثر.
فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم :
( ذرني ومن خلقت وحيدا ) إلى قوله : ( لا تبقي ولا تذر )
وقال قتادة :
زعموا أنه قال : والله لقد نظرت فيما قال الرجل فإذا هو ليس بشعر ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه ليعلو وما يعلى ، وما أشك أنه سحر ، فأنزل الله :
( فقتل كيف قدر ) الآية . ( ثم عبس وبسر ) قبض ما بين عينيه وكلح .
وقال ابن جرير :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، أخبرنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن عباد بن منصور ، عن عكرمة :
أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل بن هشام ، فأتاه فقال :
أي عم ، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا .
قال : لم ؟
قال : يعطونكه ، فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله .
قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالا .
قال : فقل فيه قولا يعلم قومك أنك منكر لما قال ، وأنك كاره له .
قال : فماذا أقول فيه ؟ فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من ذلك . والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإنه ليحطم ما تحته ، وإنه ليعلو وما يعلى .
وقال : والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه .
قال : فدعني حتى أفكر فيه.
فلما فكر قال : إن هذا سحر يأثره عن غيره ، فنزلت : ( ذرني ومن خلقت وحيدا ) [ قال قتادة : خرج من بطن أمه وحيدا ] حتى بلغ : ( تسعة عشر )
وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد نحوا من هذا .
وقد زعم السدي أنهم لما اجتمعوا في دار الندوة ليجمعوا رأيهم على قول يقولونه فيه ، قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحج ليصدوهم عنه ، فقال قائلون : شاعر .
وقال آخرون : ساحر .
وقال آخرون : كاهن .
وقال آخرون : مجنون . كما قال تعالى :
( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) [ الإسراء : 48 ].
كل هذا والوليد يفكر فيما يقوله فيه ، ففكر وقدر ، ونظر وعبس وبسر ، فقال :
( إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر ).
اسم الموضوع : الوليد بن المغيرة
|
المصدر : السيرة النبوية العطرة و الاحاديث الشريفة