-
- إنضم
- 5 يونيو 2022
-
- المشاركات
- 52,517
-
- مستوى التفاعل
- 11,695
- مجموع اﻻوسمة
- 11
زاوية مكوك
من أهمل بدر الزرع فأنى له أن يهنأ بيوم الحصاد..
لنتعلم ...
نصقل زجاجة مصباحنا لترق وتصفو وتشف وتضيء فنرى ما نحتاج لأن نراه مما لن يراه لنا غيرنا,
لن يصفه لنا غيرنا, ولن يزرع الإيمان به في أعماقنا حتى تلمسه ذاتنا بعين فؤادنا
ففي العلم
سكينة قلبك وطمأنينة نفسك وانشراح صدرك, وقد ضاق بتكاليف الحياة وظلمتها وجهلها وفجورها وغيها وشرورها,
فلا انشراح له إلا بعلم نافع يمنحه يقين الحقيقة ورسوخها وقوتها وانبلاجها في ظلمات الجهالة والفساد والاضطراب والتشتت
الذي يسود هذا العالم المسكين الحسير المتخبط وكأنه يقتل نفسه بالمباهج المزيفة قبل المهلكات المنهكة...
تفيق من توهان فكرك وصخب خواطرك وتهويمات خيالك,
تنقشع سحابة الحيرة عن عقلك وقلبك فيجلو فهمك وتعرف الأجوبة المسكتة على كل وسوسات نفسك...
لتعرف من أنت ولم أنت وفيم أنت ومن أوجدك وفيم ولم وإلى أين المسير...
تهدأ نفسك من شجو الشجون وتبرأ من حزنها المزعوم وهمها المشحون في غير خير منشود حتى سلبها غمها الرضا والسكون...
في النفس فراغ لا يملؤه إلا العلم النافع
الذي يأخذ بيد الروح إلى مولاها, ويعالج اضطرابها ويبرد أوار نارها, ويدلها على معراجها في سماء النور..
تتحقق إنسانيتك, بإضاءاته في سريرتك وسلوكك, ومسلكك في الحياة ومنهاجك,
وفهمك لها ولغاياتها الأولى ومستقرها الأخير, وقيمتها ومعناها,
ومعنى وقيمة كل ألم وفرح وكل جرح وترح فيها... كل عزِّ وذلة وكل ضعة ورفعة
وكل غنى ومسغبة وكل سلم وحرب وكل صراع ووفاق وكل نضرة في زهرتها وكل صفرة في هشيمها الحصيد...
يتحقق إيمانك المتين بربك وتتحقق عبوديتك لله العلي الكبير سبحانه,
فإذا ءامنت على بصيرة, فقد دخلت في حمى الملك العزيز, وإذا دخلت في حمى الملك فقد أمنت...
لتعمل...ليحسن خلقك فيحسن عملك وطابعك وطبعك, لتصلح قلبك وتقوم خطوك وتنجو بنفسك من سنيِّ التيه...
أن الإنسان.. إذا لم يقرأ.. ولم يتعلم...
يسيطر عليه الجهل
بكل بساطة
عدم القراءة
هو الموبقة الخفية
الموبقة التي تُبقي الإنسان جاهلاً
التي تحجر عقل الإنسان وفكره
التي تدخل الإنسان في ظلمات من الغي والضلال
التي تدخل الإنسان في ظلمات من الكبر والتعالي
التي تدخل الإنسان في ظلمات من التعصب....
آن للنفس
أن تؤوب وتبكي وتخشع وتهدأ وتجلس بين يدي محاسبة الذات ساعة
وتتوقف عن الهرولة واللهاث في طريق لم تعد تذكر أو تتبين من الذي خطه لها وأين,
ولا كيف ارتضته واتخذته خطة حياة وتقرير مصير, لا تحيد عنه ولا تستبصر فيه بدليل منير ...
آن لها أن تمتلأ خشية ورهبة, وتتوقف لتتدبر في سياق العمر لحظة
وتراجع وتبصر بعين اليقين مصائر من مرَّ قبلها بين يديها بسبيل مقيم...
آن لها أن تعتزل كل صخب الحياة وخداعها ساعة,
وتتلمس في قاع حيرتها الأسئلة وتنصت لآي الكتاب لترى ما لم تره,
ما لم يتح لها في وهم الانشغال والزحام الزائف أن تراه...
كأني بالنفس في سباق كبير شامل للسير, كالماراثون, وكأني بها تلهث وتهرول,
وتهرول وتلهث في قطع المراحل, كل دقيقة تضيع تفوّت فرصة في اللحاق بخط النهاية المرصود في الظن...
وفي هذا اللهاث المحموم ربما تسقط أشياء صغيرة لا يلقي لها العابر المشغول باله ولا يدري أن في تفويتها وباله...
لا تركض في الاتجاه الخاطئ...
ومهما كنت في انشغال محموم فلا تنخدع به, إنما هو وهم النفس لك أن لا وقت لديك للمذاكرة, لا تلهث على ذات المحور المفقود...
أيها السابح في بحر الكرى *** وهو من راحته في تعبِ
الطُّرُقُ شَتَّى وَطُرُقُ الحَقِّ مُفْرَدَةٌ ... وَالسَّالِكُونَ طَرِيقَ الحَقِّ أَفرَادُ
لا يُعرَفُونَ وَلا تُدْرَى مَقَاصِدُهُم ... فَهُم عَلَى مَهلٍ يَمشُونَ قُصَّادُ
وَالنَّاسُ فِي غَفلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِم ... فَجُلُّهُم عَن سَبِيلِ الحَقِّ رُقَّادُ
لتبحث النفس في سبل العلم عن طريق الرشاد...
لتجوع في هذه المخمصة لقوت الروح..
لندعها تتلقف الحكمة كما تتلقف ضالتها المنشودة التي لا تألو في البحث عنها جهدا
حتى إذا التقتها تلقفتها ووعتها وعضت عليها وحفظتها وصانتها واعتنقتها...
" الحكمة ضالة المؤمن "...
القلوب المؤمنة هي التي تعرف للحكمة قدرها
هي التي تقتات عليها لتحيي فيها نبض التقوى حيناً من بعد حين,,
في أحد سباقات الماراثون كان المتسابق الفائز هو الشخص الوحيد الذي وصل إلى خط النهاية,
لم يصل أي من بقية المشاركين الألف لنقطة النهاية,
ولم يكن الفائز الوحيد الذي أكمل السباق أوفرهم قوةً ولا نضالاً ولا صموداً ولا دأباً في السعي,
فكلهم كان يجِدُّ في المحاولة, لكنه كان الشخص الوحيد الذي سلك الطريق الصحيح بينما ظل الباقين يركضون في الاتجاه الخاطئ...
إن الخطأ الذي تتهاون به في مراحل الطريق
يشبه انحراف المكوك عن مسار انطلاقه بزاوية ضئيلة جدا أقل من جزء من المائة من الدرجة الواحدة..
لكن هذه الانحراف الطفيف الذي يوشك ألا يلحظ
سينتهي به مع اتساع محور الانطلاق في الجو لأن يهبط منتكسا في أعماق المحيط ولما يقطع في رحلته الموسومة شيئاً قط...
تظمأ, النفس للهدى,
تقرأ القرءان قراءة التائه الصادي في عرض الصحراء لمعالم الأرض ونجوم السماء
تفتّش فيها عن دليل الغوث وخارطة النجاة...
وأبشر برحمة الله ومغفرته وستجد من الله التوبة والغفران
(" وهو الذي يقبل التوبة عن عباده") ("وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ")
فسبحانه يغفر الكثير من الزلل ويقبل اليسير من العمل ,
وسبحانه , ما أرحمه بعباده , وما أحلمه على من عصاه وما أقربه ممن دعاه..
م ن
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : زاوية مكوك
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي