تواصل معنا

شحاذ في الخرطوم - محمد المهدي المجذوب ‏روعة الشعر السوداني‏ شحاذ في الخرطوم - محمد المهدي المجذوب هذه القصيدة للشاعر محمد المهدي المجذوب وهي باسم "شحاذ...

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,350
مستوى التفاعل
10,147
مجموع اﻻوسمة
10
شحاذ في الخرطوم. للشاعر محمد المهدي المجذوب

شحاذ في الخرطوم - محمد المهدي المجذوب

‏روعة الشعر السوداني‏

شحاذ في الخرطوم - محمد المهدي المجذوب هذه القصيدة للشاعر محمد المهدي المجذوب وهي باسم "شحاذ في الخرطوم" وقد كتبها الشاعر في 23/9/1969م ونشرت في شكل كتيب صغير الحجم:
شحاذ فى الخرطوم
جلس الشحاذ في يديه صرخة وقرعة وطمع منكسر الأنفاس، دموعه العمياء لم يسجلوا غناءها الجميل،وأذناه تريان رحمة البنك وتنفضان قسوة الخطى نافرةً عنه، وتمسكان رحمة الخطى مقبلة عليه،أعصابه تضربها سيارة ينهر بوقها مستعلياً محذراً يسبّه ،إنسربت لئيمة تحثو التراب في وجوهنا – تحثو التراب في وجوهنا خفيفة الرأس كبيرة العيون - مغرورةٌ جميلةٌ أنيقةٌ صغيرةٌ كامرأة ناعمة بزوجها الثري مقفراً إلا من الذهب الله ربنا كريم! تصدقوا عليّ أهل الخير مما قسم الكريمُ يا كريم يا كريم يا كريم يا كريم صوت من القاع طفا شباكه ينشرها على غبار العابرين مسرعينْ يكرر السؤال فاقعاً ، ملوناً ، مرقعاً متكئاً عليه تارةً كأنه عصاه السؤال يتبع السؤال شجرٌ ينمو ، يستر شوكه بالورق الشاحب من أهدامه أحرقها السموم والعرق نداؤه يرفعه على يديه :
مظلة ممزقة يسأم لحظة يلعب بالسؤال وحده في خلوة العمى . . فينتهي إلى مواء ، يرفعه يخفضه يزاحم الخطى حفيفها مزقه يصبغها بجرحه مفتشاً عن غيره في نفسه المرقعة وينشط النداء تارة ملتفتاً كأنما يبصرهم أتوه بالغداء . . حلم ينسل في نهاره الكفيف ..دجاج محمّر ما هذه الأشياء المتحرشة الصارخة الرائحة ، وجدت ريقي . . كم الصّحن؟ الكتلة! ، ما ثدي أمه يلوح بينها ، وينعس النداء والظهر حرائق وحينما يفيق من أحلامه تراه يثّاءب . . يسّاقط .. سمكاً يرقص في الهواء الله وحده في فمك المزبد صرخة فقاعها انطفا على يديك يا صاحب القرعة هاك!واهتز صائد الأصداء طال رمقه للطُعم طافيا يرنو إليه سمك محاذر مداور ينقر طعمه جفول ويلقف القرش بمخلب وأستشفُّ نشوة في وجهه الذليل كيف سَرّه القليل . . . أم تعلّم الحكمة من خميرة العجين – ودحرام !وحينما وضعت قرشاً ثانياً في يده صحا منتفضاً مستغرباً من لعبي وأطرقا في حيرةٍ وعجبِ، هل تمطر السماء قروشا ، المليون ميل مربع قطعة نقدية صغيرةٌ تنتعش الملايين في ظهرك، الليل كله برشٌ وزحفٌ وصرير ، آدم وهابيل وقابيل والحية، كسرةٌ وملاح ، الحج لمن استطاع إليه سبيلا ، العُرجُ والعميانُ والمجذومون يستطيعون ، الهبوب جبل ينهدُّ فوقنا ، الطوفان حقٌ مشروع ، دعِ الذباب رزقه مقدّر ، طائرات الأعيان ذبابٌ مهيبْ وهاك قرشاً ثالثاً ولحس القرش وشمه لعله مزوّرٌ والتفتا إليّ ما نقلت خطوتي من ظله يسقطُ من عيونه الضريرة – ظِلُّ قدمي ظِلُّ قدميه ، قاعدتان وتمثالان القرش بيننا علاقة واشتبكت نفسي بنفسه ، وبدأ الحوار واتَّكا – واخجلتا عليَّ – رحمتي جدار ، ويده ممدودة إلى الطريق تسمع الزحام والخطى ومدَّها وجزرها والرزق عند الله يأتيه لأنه يصبر ، و الصبر فضيلة العجز وجنة الفقير ، وفي السماء رزقكم – السماء تمطر ذهباً وفضة – وقفتي إليه تشغله عن الجباية؟ يجحدني لأنني في علمه مسخّرٌ أو مذنبٌ أرجو شفاعة القرش من السعير كأنما قرشي ليس تعباً وعملاً ورحماً بيني وبين سائل فقير _ أرحمه لأنني أعرف أنني ظلمته والآخرون ظلموه حينما تصدقوا عليه – فجرّدِ السيف أو انتحر به مجردا –

يا صاحبي ضعفك هل يخدع ذاك الوغدَ حينما رمى الفلس بقرعتكْ ، كان يقيس حوله وطوله بذلتكْ - يفرح أنه نجا من محنتك – أنت شريكه في ماله كيف شكرته وكان أولى لو لعنته ، حسابه في البنك لو علمته! وأنت لا تعد إلا خمسةً وخمسةً على يديك ، وينتهي حسابك العظيم في مصارف القناعة – أسهمه ورأس ماله الضراعة ، أما عرفت آخرين انتحروا ترفعاً عن السؤال – وأكلوا القِدّ وطوّبوا بيوتهم سنة 6 هجرية – وأمرع الجراد والهبوب جبل ينهد فوقنا ، وكرري جزيرة نزرعها دماً حصاده مؤجل وحقنا مخلّد في الأرض والسحاب . . فقرك هذا لو علمت قدره !

تلك لفّةٌ مكومةٌ أمام البنكْ ، إنسان! ساعِدُه جذعُ ، من أكل راحته ، من أكل أنفه ، من أكل أصابعه ، من أكل قدميه ، عيناه نافورتا دمْ ، رشاشها على ثيابي ، حاذر من المجذوم ، وصحة الخرطوم!

هل أنت أعمى أيها الضرير؟
ممثل أنت على مسرحنا وكلٌ دوره مصير؟
وكيف وزعوا الأدوار في الرواية؟
تريد أن تعرف كاتب الحكاية؟
أم أنت محتال فهاك أذني ، وأكتم السر فخبّرني وبيننا قد تثمر المشاورة ، صدور الرجال صناديق ، وقد أداويك ... وفائض القيمة والإنتاج والتوزيع والمصادرة ، وشرعة العلاقة الجديدة ، وسطوة الإضراب والنقابة – أعرف أسراراً كثيرةً وجاء في أمثالنا يدٌ فوق يدٍ رميتها بعيدة. أراك معرضاً أراك معرضاً محاذراً أم أنت جاسوس أتى من بلد مجاورة؟
كيف احتملت قِحَةَ الشمس وضيف صدرها وتعب المثابرة ، أم أنت ورلٌ عجيب – مستر دارون يقرئك السلام – ألا تراه ، في لحية وافرةٍ يؤلف الأنساب والأصولْ ، جلدك هذا صبغةٌ أم هو جلدك الذي صرخت في ميلاده أُحبُّ أن تسمعني ولا أرى نحوك قادماً ، وكيف تذكر الله وأنت جزمة بين منافقين كفرة ، الله أنزل الكتاب زيفوا آياته نقودا – ومن تصدقا تدعو له؟
يحسب أنه نجا ، ما ذا يقول لو سبقته إلى الحوض بقرعتك !أم أنت جذعٌ يابسٌ والريح أنطقته والأضواء والظلال حرّكته شبحاً وهاك قرشاً رابعاً حتى تكفّ عن شرود أذنيك فاستمع لخطبتي يا أيها البليغ إنني أجوّد الكلام شاعرٌ أصابني الكسادُ قيل كيف أكسر العمود والأمير جالسٌ ينتظر المديحْ ، والحلاق لامني وأنشدا وفمه ممتلء عظاماً نخراتٍ ، علّقَ العظات في دكانه المرايا تكرر ، ببغاواتٌ .. في أقفاص المدى وتبصق اللوحات في وجهي واللوحات حلوة الخط تصيح في وجهي : من لم يصطبر بال على ثيابه – ولامني الحلاق حين أمرته بحلق شاربي ولحيتي ، لم أصطبر في وطنٍ مزيفٍ مقنّعٍ حقير – خلعت جبتي

غنيتُ شعر البرعيِّ جيدا ، هل أنت شاعر تكسِّر الوزن وتُغضب الخليل والنحاة ، شعرك هذا بالغ الجدة والحداثة ، تقول أعمى وتجهل الكتابة ، إن العمى من النجابة ، فاز به الألى تجنبوا مشاعل المظاهرة ، لكنني أكتب لم تنسف كتابتي الأميرْ – لا تخَفْ ، لا تلتفت فنحن وحدنا ، أم تبصر الشرطي في عماك قادماً ، كتابتي لم تنسف الأمير – لا تخف بصمته كالآية الشريفةْ.أراك لا تصغي فأنت جاحد كالآخرين شربوا دمي وأكلوا سلامتي ، وهل ألومهم ، ورحمتهم لضعفهم لأنني ضعيف ، حسبتني مغفلاً أم مخبراً ، صوتك هذا كم رأيته تملَّقا .. وكم رأيته تسلقا ، وينفضونه عنهم خيوط عنكب تمرُّ في الهوءْ

قلّبتَ أذنيك قلّبتَ راحتيكَ هل قلبت لحما تشتهيه في ندائك الزيتي ساخناً ، فاهنأ بما قليت من لحمك تشويه على الظهيرة قلّبتَ خطوَ كلِّ عابر تلقي به في زحمة القمامة هذا المساء جاء هل جمعت ثمن العشاء؟
قطعة خبزٍ يابسٍ؟
يا أيها الكذاب أين ما جمعت من فلوس !
عفوك ما شحذت منك .. لا تخف ولست مخبولاً كما تظن إنني مثلك من زعانف المدينة – مثلك أشتهي ، والفرق بيننا أن يدي ممدودة أكتمها في جيبي الفارغِ كم أمدها إلى صديق – لكنني صاحبُ كبرياء – فقد مددت بالأمس يدي إلى حبيبتي فهربت حبيبتي فقطعتْ يدي – حبيبتي شاعرة موهوبة جميلة مخبولةٌ لا تسأم الرحلة في التجريد ، وقطعتْ يدي .. وكنت في المعرض صورةً من حولها تحير العرب – لكل شيء سبب ونجهل السبب.

أراك تستمع بالحديث فادفع ثمن المتعة يا خبيث يا لئيم – لا تنزعج ألستَ تعرف المزاح ! خليك عملي ، إضحك على نفسك وعليْ ، خليك عملي، خليك واقعي ، خليك ملحلحْ ، خليك فنجري ، لأيِّ تيمٍ تنتمي ، من فنانك المفضل ، أراك مذهولاً ، الله يخربك !أريد أن أعرف من أنت فهل أنت ممثل أم أنت صورةٌ ساقطة بلا إطارْ !
تؤمن بالقسمة والقضاء؟
لست فاشلاً؟
وتحمد الله على الصحة أنت رجل عجيب ، أم أنت شيء ناطق مصوِّرٌ غريبْ ، أتعدلُ الشمس بضوئها على الصباح والمساء ، والغيث واحدٌ وشهوة النماء ، كيف إذاً عميتَ وافتقرت أيها المجادل الأريب إن كان ما تقول عسلٌ وبصلٌ فإنت إنتهازيٌ متسلقٌ وتحمد الله على الصحة أن رجل غريب ...أفحمتني وغظتني –

السيدُ المعبودُ صاحب المليونِ طافَ مثلما تطوف ، يشح باسم الله والرسول ، مثلما تشحذ أيها الكفيف، وأنت مثله لا فرق إلا أنه مفكرٌ حريفْ ، ذو نسبٍ ألّفَه شريف ، يجعل من غفلتنا زراعةً ولبناً وعسلاً كما يشاء ، يلبسُنا في الصيف والشتاء ، ولا يرى الصدفة والقسمة مثلما ترى، ولا يخاف الله أبداً ولا الورى ، وأنت هل تخاف الله حينما خفت من السيد صانعِ الضمائر ، وزعها على المغفلين ، من الذي في قبلة المسجد يصنع القذارة؟
من الذي ...؟
أراك تستحي ... وما استحى السيد من سمعت زيطه في نشرة الأخبار يا ...
أم كيف تستحي؟
صبراً على الحقِّ فإن السيد الكبيرَ – أيها الشاهد – سبب الفساد والأشياءِ والـ .. لا غفر الله له كما تقول .. جاء مع التتار قتلوا أحرارنا وخرّبوا الديارْ – وأنت شاهد فكيف تكتم الشهادةْ وتحِسبُ الخوف من العبادة – أم ذاك شرطٌ في كتاب مكرك العريقِ أيها العالم بالأنفس والطريق.
إني إذا مخبّل أجهل ما أقوله – أنت عميل الفقر بالمجان والإذاعة المخرِّبة – يا عجبا! .. من أين جئتَ بابتسامك الغريبْ ، أعطني من ذلك الممنوع في أعماق صرّتكْ – حشيشك الخفيَّ لا الفلوس – لا تخف – وليس عجباً شحك من يدري فقد تُثري وتشتري حمارةً من فوقها تعمل بالتجارة ...... ثم تصير بعد سنةٍ عمارة .. ثم تعين الوزير والحاجب والخفيرْ ، وتسحق الملثمين في الزرقاءْ ، وتحمل الأعور كي يطوفْ تستغفر الله أأنت في جنته؟
وتحمد الله على الصحة والستر؟
أخ ! إنك مسعور .. وإنني أعجبُ كيف أطلقوا الرشَّ على كلابنا مسعورةً وأنت واقفٌ هنا ممتلئٌ بأفظع السُّعار – أنت مغامر في عالم عجيب – حيّرتني والله حينما وثبت من قاعك ظافراً إلى ذؤابة الجبل – فما العمل ؟
هذا هو الخبلْ ...

شككتني في واقعي وضجري وعملي وحكمتي – أتحلبُ الناسَ حجارةً وتشرب اللبن!
إنك ممسوخٌ وإنني أوشك أن أُجنْ – تأمرني بالصبر والتفويضْ !
هذي قمة الشطارة – ذكرتني صاحبة البصارة يا أم حمدٍ تفكّري ودبّري فثورنا قد أدخلا في برمة العجين رأسهُ ، فخبِّرينا كيف سألوها كيف نخرج الراس من البرمةِ
قالت: اقطعوا الرأس فقطعوا الرأس ، وسألوها :
كيف نخرج الرأس من البرمةِ؟
قالت: حطّموا البرمة واذهبوا بالرأس وانظروا في حكمتي وقبضت أجرتها وذهبت تجيب عن أسئلة أخرى ومشكلات – تأمرني بالصبر والتفويضْ؟
رأيت أن تخدعني بملقٍ من ضعفك الذكيِّ بالضّرورةْ تريد قرشاً خامساً فهاك سادساً واذهب بنا إلى الخمارة القريبة، حتى نرى وراء سكرنا ما نشتهي – لا تشربُ الخمر لأنها حرام!
والفقر ماذا عن خموره المدمرةْ – أم أنت لا تشعر أننا في مجزرةْ – وأنت في عالمك الرابع تعرف الحيادْ؟!

واسمك ماذا؟ رمضان ! هذا هو البيان – أبوك أبلغُ الناسْ – أنت صائم الدهرْ ... ! الجوع مجدك العظيمْ – التسوُّل جميعه في اسمك – لا يشبع قط ، والجوع في الدنيا موائدٌ في عالمك الثاني ... الخلد في انتظار حضرتك وتعشق الحور وتشتهي أن تشهد الخلاق جهرةً فأنت شارب وما سقيتني ، إسمع نصيحتي! فلو عقلت لاتخذت سبحةً ومبخراً ومظهراً وطرحةً تستر وجهك المجدور أيها الفصيح والعمى مؤهلات ، تسحر النسوان تعقِّد الزوج تطلّقُ الزوجة بالعمل ، ترأس وفداً ، تثأر للبراقْ ، واحفظ كتاب الديربيِّ كاسباً من الحقائق المزوّرة – السيد المحتال أنت مثلهُ ، أم أنت معطيهِ الذي جمعته زيارةً تدنيك من آمالك الكبار...والناس يؤمنون بالوعود طمعاً فابذل لهم ما يشتهون ، أعطِ كلَّ من لقيتَ سكراً من طرف اللسان واقتدر ولا تخف وانظر إلى الحرباءِ كيف اعتذرت واقتدرت ألوانُها في كل حالةٍ وانتصرت على ملام كلِّ ناقدٍ بصيرْ.

ولا تقف في عتباتِ البنك ينفرون من لؤمك من حرصك من قبحك واحتجبْ يأتك أصحابُ البنوك، يأتك التجار، يأتك الموظفون، هل تنكرني إذا قدمت بينهم إلى رحابك المستّرةْ ، وقفة شحاذٍ بباب البنك مسخرةْ أراك تصغي ... لك شكري واغتنم صفاء حكمتي بلا ثمنْ ، لا تدعُ لي بصوتك المثل الكسير وغنِّ في الإذاعة ، ونحن نعلمُ الأمورَ ليس بيننا خداعْ ، نحن نعرف الأمورْ ، أراك تصغي ...إذهب معي إلى الخمارة القريبة ، وسوف أدفع الحسابْ مالي أراك معرضاً ، فما ترى؟
أنت وربِّ البيت منتشٍ من السؤال والكدية والجمعِ ، أتخشى أن تضيع لو جالستني قد تعبت رجلاي من وقفتنا وتعبت عصايْ ، أم ترى تركيَ شغلي كي أكون ساعداً وقرعةً في خدمتك تخشى من الله ولا ترى نصيحتي؟
أتعرف الله فخبرني إذن به أم أنت ملكٌ مدللٌ كريم – يقيم في الجنة والنعيم ، إين إذا تكون لعنة الجحيم؟ وأنت والله عماك في البصيرةْ.

يا أيها الأعمى الذي يرى السماء قرعةً من لبنٍ حليبْ ، إذهب معي إلى الطبيبْ

تقولُ لي مع السلامةْ أعدتَ لا تعرفني وبيننا علامةْ صيّرتها ملامةْ تزعُمُ إني ضيق الصدر مشاغبٌ لا خير في كلاميَ الكثيرْ صدقتَ أنت لا تقول إلا كلمتين رهبةً ورغبةً ولا أبالي وكـلانا يعـرف الناسَ فما أفدتُهُ من صمتك الجهيرْ

كان أبو العلاءْ – رحم الله أبا العلاءْ كان فارساً يضربُ في الصميمْ وكان بشارٌ - عليه رحمة الله – أخا فتوّةٍ فاتكةٍ وزندقةْ – تعشق أذناه وتنبري يداه جهرةً ليلمس الوصف لكي يراه في يديهْ – وأضحك الناس على الخليفة المهديِّ واشتفى في غير موعد الصلاة أذّنا – ورده خليفةُ الله عن البنات والأفكار غيرةً من الضرير يهتكُ الخدورْ - وما اكتفى خليفة الله بزجره وأطعمَ السياطَ لحمه وروحُه ساخرةٌ تنشد في ديوانه الوثيرْ.

إسمع نصيحتي إلوِ يداً تصدّقت عليك واستحمَّ في دماء ربها تكنْ متوّجاً على العباد مالكاً مظفر العدالة تريد أن تذهبَ آهٍ لستَ أعمى دُلّني على الطريق ..........تقول ضيّعتُ عليك ساعةً ولم أعوّضكْ – هل لديك تأمين لترفع عليَّ قضية؟
أنتَ صاحبُ ميزانْ؟
أنت قانوني – أين شعرك المستعارْ كيسك هذا فيه عقلك المنيرْ

يا صاحب الترمسِ كيف أمسيتَ وأعطني بقرشْ .........لستُ بخيرٍ أبداً أضعتُ حكمتي وبعتها بما لديَّ من فلوس .....لذلك الأعمى بباب البنكْ تقولُ أنه غنيْ ... وأنه متهمٌ وأنه .. هذا هو الدمار ....................أراك مبسوطاً وأين صاحب النفوذ في المدينةْ ، لا بدَّ من وسيط- وأين ذلك الصغير يمسحُ الحذاء ضاحكاً يؤنسني في غفلةٍ عن خطبهِ الكبيرْ –- نعم رحلت من بيتي – تعرف حجرةً خاليةً رخيصةً في حِلّةِ العميان؟هذا هو الأمان

تأوّهتْ زجاجتي بالنفس العتيقِ ...قلت لها حكايتي – قلت لها سفّهني الأعمى بباب البنك واقفاً منتصراً إيمانه وقاحة الذباب – وكان رده علىّ صاعقاً أمسكني وقال لي ينظرُ في وجهي ، قال لي أنت معلم التسوُّلِ الحرامِ والإجرامْ ، تسبُّ سادتي الكرامْ ، جئتَ لكي تغشني لكيْ تعرفَ كنزيَ الدفينْ ، لكيْ تُضلّني وضحكتْ زجاجتي وضحكتْ وصفقتْ تسألني من أين جئت بالمزة والسجائرِ الممتاز واللفائف المحمّرةْ .... من الذي كان بباب البنك ، أنت الذي كنتَ بباب البنك ، أم أنت اختلست أم قبضت ثمن القصيدة – سرْ وارتجلْ أخرى فإنني يا شاعري أنتظرُ العصيدةْ .. أنتظرُ الـ ... جيبكَ خالٍ فانصرفْ واشربْ ضميرك الشريفْ قلتُ لها أتشحذين مثل ذلك اللئيم ، قرقرت وأعرضت تقول واعظٌ عديمْ القلم الثائرُ خذلانٌ بغير صارم يغير الأفكار والدماء في رؤوسنا ويضرب السماء قعدتْ مع الذين زورا العزاء

يا ولد الهميم أيها العارفُ سامحني ، أقلْني من بيعتي ، كيف أفتيت بخمودِ آيةِ السيف ، كيف والفسادُ ما ترى ، أبايعُ المختار خارجاً مع الحسينْ

يا سادتي القراءْ ...هذه قصيدةٌ من أجلكم موزونةٌ بغير قافيةْ وقد يكونُ فيها عرجٌ يصوِّرُ الحالْ وهذا غاية البيان – وهذه دجاجةٌ تنقُّ هاهنا وهاهنا ولا تبيضْ

فاستمعوا ...وحاذروا النقاد حملوا العدّةَ ، لا تعطوهمْ أحذيةً جديدةً فصبغهم ألوانه بلا رفيفْ وحاذروا من شربة الأعشاب عند ذلك البصيرْ أُمدرمان .. أُمدرمان .. شارع الأربعينْ .. نفرْ .. نفرْ قافلة ليس بها ريشٌ ولا عاجٌ ولا رواقْ

إن كان شعبي أعمي فليس لي من خيار غسلتُ عني ضوئي بظلمةٍ واستتار
 

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
66,138
مستوى التفاعل
12,880
مجموع اﻻوسمة
12
شحاذ في الخرطوم. للشاعر محمد المهدي المجذوب
احسسنت
استاذ جارووط
كل الششكر على النقل
دمت بيخير
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,350
مستوى التفاعل
10,147
مجموع اﻻوسمة
10
شحاذ في الخرطوم. للشاعر محمد المهدي المجذوب
Comment

همس الروح

*بين النبض أمنيه غافية **
إنضم
14 يونيو 2021
المشاركات
19,554
مستوى التفاعل
19,260
الإقامة
بين أحضان السماء
مجموع اﻻوسمة
6
شحاذ في الخرطوم. للشاعر محمد المهدي المجذوب
جاروط

سلمت يداك نقل جميل جدا

كل الشكر والتقدير والاحترام لك 💐
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,350
مستوى التفاعل
10,147
مجموع اﻻوسمة
10
شحاذ في الخرطوم. للشاعر محمد المهدي المجذوب
Comment

امل مفقود

نجوم المنتدي
إنضم
5 مايو 2021
المشاركات
12,565
مستوى التفاعل
4,283
مجموع اﻻوسمة
2
شحاذ في الخرطوم. للشاعر محمد المهدي المجذوب
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
لروحك السعادة
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
17,350
مستوى التفاعل
10,147
مجموع اﻻوسمة
10
شحاذ في الخرطوم. للشاعر محمد المهدي المجذوب
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
لروحك السعادة
الروعة تكتمل دوما بحضورك الجميل
و كلماتك الرائعة
💖💖💖💖
ودي و احترامي
حفظك الله ♥
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى