ذهب
نجوم المنتدي
-
- إنضم
- 4 يونيو 2021
-
- المشاركات
- 1,871
-
- مستوى التفاعل
- 717
- مجموع اﻻوسمة
- 3
بحر الأشواق ..!!
الاقترابُ الشَّديد من البشر -كما أكَّدَ علماءُ الاتصال- يولِّد توتُّراتٍ ومَللًا!
لا تحتكّ بشكل دائم مع البشر؛ فهو أدْعى لحِفْظ الودِّ، وزرْع المهابة!
لا تضرِبْ حصارًا عاطفيًّا على مَن تُحبُّ
حتى لا تخسرَه بكثرة الاتصالاتِ والرسائل! لا تلغِ المسافةَ باسْمِ الحُبِّ!
ارسِم حدودَك بوضوح وبصراحة للآخرينَ
بيِّن لهم ما يُعجبُكَ ومالا يُعجِبُكَ، حدِّد مواعيدَ الاتصال
وحدِّد الأمورَ التي لا تفضِّل الحديثَ عنها, ارسِم حدودًا بتبيين محبوباتِكَ ومَكرُوهاتِكَ!
دخولُكَ مع البشر دون ترْك مسافاتٍ يشتِّتك ويُربِكُ حياتَكَ ويولِّد التوترَ بينكُم!
وفي المقابل، احترِمْ حدودَ الآخرينَ ومسافاتِهم
لا تقترِب ما لم يسمَحوا، ولا تجعل من نفسِكَ استثناءً دون غيرِك من البشر عن طريق الترجّي أو الاستعطافِ!
«الحبُّ هو ذكاءُ المسافة. ألّا تقتربَ كثيرًا فتُلغي اللهفةَ، ولا تبتعِدَ طويلًا فتُنسى
ألّا تضعَ حطبَكَ دفعةً واحدةً في موقِد مَن تُحبُّ؛ أنْ تُبقيه مشتعلًا بتحريكِكَ الحطبَ
ليس أكثر، دون أنْ يلمَحَ الآخرُ يدَكَ المحرّكة لمشاعِره ومسار قدره
لا حبَّ يتغذَّى مِن الحرمان وحدَه، بل بتناوُب الوصْل والبِعاد
كما في التنفُّس. إنها حركةُ شهيقٍ وزفير
يحتاج إليهما الحبُّ لتفرغ وتمتلئ مجددًا رئتاه
كلَوْحٍ رُخاميٍّ يحملُه عمودان إنْ قربْتَهُما كثيرًا اختلَّ التوازن، وإنْ باعدْتَهما كثيرًا هوى اللوحُ. إنه فنُّ المسافة!»
أذكى البشرِ هو مَن يُتقِن فنَّ إدارة المسافات يعرف مَن يَقتربُ، ويعرف مَن يبتعدُ
«إنَّ إدراك المسافة والمحافظة عليها مسألة مُهمة لإبقاء الودِّ والاحترام المتبادل في العلاقاتِ ما بين الأشخاص
ونفقِد علاقتَنا بالآخرينَ عندما نخطئ في احتساب تلك المسافة»
الاقترابُ الشديدُ من المشكلة؛ فهو مُشِلٌّ للحركةِ، ومُضعِفٌ للتَّفكير!
البشرُ رائعون جميلون ما لم نقتربْ منهم! والإشكاليةُ ليسَت فيهم
بل بكوننا اقتربْنا أكثرَ، وكوننا لم نفهَم أنَّ البشر طُبِعوا على النقص وعدم الكمال
ونحن مَن يتحمَّل وزر المشاعر السلبية التي تكونَت بعد الاقتراب الشديد منهم
وسمحْنا لأنفسِنا بالوصول لما لا يجبُ الوصول إليه، وكشْف ما كان يجبُ أنْ يُستَر
إنَّ التفتيش في الصناديق المغلقة ربما يوصلنا لاكتشاف مالا يسرُّنا رؤيتُه
وفتْحَ الستائر ربما جعلَك تُبصِر لوحاتٍ ما كنتَ مُضطرًّا إلى كشْف قبحِها! لا تغُص كثيرًا في محيطاتِ مَن حولَكَ
لا تقتربْ كثيرًا فتملَّكَ الناسُ، ولا تبتعِد كثيرًا فينْسَوْكَ أو يجهلوكَ
لا تقتربْ من ذاتِكَ أكثر فتُصابُ بالغرور، ولا تبتعِد عنها كثيرًا فتشعُرَ بالضآلة
لا تقترب حد الصدام ولا تبتعد حد الفتور و الجفاء
كلما حافظت على المسافة بالدقة المطلوبة استطعت خلق مسافة من الاحترام المتبادل
فلا تبتعد فتختفى كل الملامح و تظهر بالمغرور المتعالى ولا تقترب فتظهر كل عيوبك
و ترى عيوب الأخرين بشكل مبالغ فيه حتى يستحيل التفاهم ، الحب ، التسامح
خلق الله الأشياء كلها في الحياة ضمن موازين وقياسات...
فالزيادة أو النقيصة تسبب المشاكل فيها
وهكذا حياتنا وأفعالنا وعواطفنا لا بد أن تكون ضمن موازين دقيقة
وليست خالية منها، فالزيادة والنقيصة تسبب لنا المشاكل
الطيبة من الصفات والأخلاق الحميدة، التي يمتاز صاحبها بنقاء الصدر والسريرة وحُبّ الآخرين
الطيبة تدفع الإنسان إلى أرقى معاني الإنسانية
وأكثرها شفافية؛ كالتسامح، والإخلاص، لكن رغم رُقي هذه الكلمة
إلا أنها إذا خرجت عن حدودها المعقولة ووصلت حد المبالغة فإنها ستعطي نتائج سلبية على صاحبها
كل شيء في الحياة يجب أن يكون موزوناً ومعتدلاً
بما في ذلك المحبة التي هي ناتجة عن طيبة الإنسان، وحسن خلقه
فيجب أن تتعامل مع الآخرين في حدود المعقول
وعندما تبغضهم كذلك وفق حدود المعقول، ولا يجوز المبالغة في كلا الأمرين
فهناك شعرة في الطيبة .... هذه الشعرة هي (منطق العقل)
كثرة الاتصالات الهاتفية
والمبالغة في إقامة العلاقات
أكثر الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل
ابعد حبة تزيد المحبة
تأمَّل في طبيعة عمل زووم الكاميرا
فالاقترابُ الشَّديد لا يُظهِر جمالَ الصُّورة
بل ربما لا يبيِّن ملامحها وفوق هذا يوضِّح نقاطَ الضَّعف ومواطنَ القُبح
كما أنَّ الابتعادَ الشَّديد أيضًا يضيِّع الملامح تمامًا، ويلغي مواطنَ الجمال فيها!
الطيبة كأنها غطاء أثناء الشتاء يكون مرغوباً فيه
لكنه اثناء الصيف لا رغبة فيه أبداً..
لهذا يجب أن تكون الطيبة بحسب الظروف الموضوعية
.المسافة بين الكلمات
هى ما جعلت كل كلمة واضحة ولها معنى
لتكن بحور المحبة والشوق
بين المد والجزر
البحرُ لو استمرَّ في حالة مَدٍّ دائمة لغرقْنا !
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : بحر الأشواق ..!!
|
المصدر : المنتدي العام