-
- إنضم
- 5 يونيو 2022
-
- المشاركات
- 42,444
-
- مستوى التفاعل
- 10,018
- مجموع اﻻوسمة
- 8
عذاب الضمير
نُخطئ أحياناً في حق شخص ما، أمام مرأى ومسمع الناس، ونزداد في غينا، حينما نحاول أن نجعل هذا الحق لنا لا علينا، تارةً بالمغالطات وتارةً بالأكاذيب، ونكون بارعين في لعب دور البراءة، وقتما نجعل الناس على قناعة بأننا لسنا مخطئين، ولكننا سنبقى دائماً تحت وقع عذاب الضمير، لأنه لا يُمكن لنا بأية حالٍ من الأحوال، تناسي تلك الحقيقة، وهي إننا قد أخطأنا، وفي ذلك عزاءٌ لكل من قد أخطأنا في حقه، في يوم من الأيام.
وعذاب الضمير يختلف عمَّا سواه من أنواع العذاب الأخرى، فهو عذابٌ معنوي لا تجد له أيَّ أثر على الجسد، خلافاً لما عداه من العذابات الأخرى، والتي تترك آثاراً مادية على الجسد، كالجروح والكسور والندبات، وما هو في حكمها، ففي كل وخزةٍ منه نداءٌ بالعدول عن السير في طريق الظلم، ورجعةٌ بالنفس إلى جادة الطريق بعد إتباعٍ لأهوائها الأمارة بالسوء، وفي كل لحظة ندم منه، صفاء للنفس ممَّا يشوبها من تعنت وكبر.
وهذا العذاب نضمره في أنفسنا، وليس بمقدورنا أن نشتكي منه لأيًّ كان، لأننا بذلك سنكون قد أفصحنا عمَّا اقترفناه في حق ذلك الشخص، وهذا ما نخشى وقوعه، ولكنه سيلازمنا ليلاً ونهاراً ولا يستكين، فهو كالداء المزمن يبدأ معنا بُعيد اقترافنا لذلك الخطأ وعلى الفور، وينتهي بانتهاء ذلك الجور الذي قد مارسناه في حق ذلك الشخص، وهو أيضاً عذاب قاهر يقض مضاجعنا، ويجعل كل منا يتقلب ذات اليمين وذات اليسار على فراشه ساهراً، شعوراً منه بالذنب.
ومن أبرز ما يختلف فيه هذا العذاب عن العذابات الأُخرى، أنه عذاب قهري لا يُمارسه أحدٌ علينا، بل هو عذاب تلقائي بواعز من الضمير الحي الذي هو في صحوة دائمة يدفع بنا إلى التكفير عن ذنبنا، ويرجع بنا إلى سواء السبيل بعد انحرافٍ وإبتعادٍ عنه، بتهذيب النفس، وهو كالضمير المستتر في أيةِ جملة فعلية، لا يُكتب ولا يُنطق، لكنه يُعرب في محل رفع فاعل.
فما أصدقها من لحظات ونحن نتوجع من ذلك العذاب، وما أروعها من ساعات، ونحن نشعر بما أقدمنا عليه ونحاسب أنفسنا في لحظة صفاء مع النفس، ومن دون أن يُلزمنا أحدٌ بذلك، سوى ذلك الفاعل المستتر، وهو الضمير. م ن
وعذاب الضمير يختلف عمَّا سواه من أنواع العذاب الأخرى، فهو عذابٌ معنوي لا تجد له أيَّ أثر على الجسد، خلافاً لما عداه من العذابات الأخرى، والتي تترك آثاراً مادية على الجسد، كالجروح والكسور والندبات، وما هو في حكمها، ففي كل وخزةٍ منه نداءٌ بالعدول عن السير في طريق الظلم، ورجعةٌ بالنفس إلى جادة الطريق بعد إتباعٍ لأهوائها الأمارة بالسوء، وفي كل لحظة ندم منه، صفاء للنفس ممَّا يشوبها من تعنت وكبر.
وهذا العذاب نضمره في أنفسنا، وليس بمقدورنا أن نشتكي منه لأيًّ كان، لأننا بذلك سنكون قد أفصحنا عمَّا اقترفناه في حق ذلك الشخص، وهذا ما نخشى وقوعه، ولكنه سيلازمنا ليلاً ونهاراً ولا يستكين، فهو كالداء المزمن يبدأ معنا بُعيد اقترافنا لذلك الخطأ وعلى الفور، وينتهي بانتهاء ذلك الجور الذي قد مارسناه في حق ذلك الشخص، وهو أيضاً عذاب قاهر يقض مضاجعنا، ويجعل كل منا يتقلب ذات اليمين وذات اليسار على فراشه ساهراً، شعوراً منه بالذنب.
ومن أبرز ما يختلف فيه هذا العذاب عن العذابات الأُخرى، أنه عذاب قهري لا يُمارسه أحدٌ علينا، بل هو عذاب تلقائي بواعز من الضمير الحي الذي هو في صحوة دائمة يدفع بنا إلى التكفير عن ذنبنا، ويرجع بنا إلى سواء السبيل بعد انحرافٍ وإبتعادٍ عنه، بتهذيب النفس، وهو كالضمير المستتر في أيةِ جملة فعلية، لا يُكتب ولا يُنطق، لكنه يُعرب في محل رفع فاعل.
فما أصدقها من لحظات ونحن نتوجع من ذلك العذاب، وما أروعها من ساعات، ونحن نشعر بما أقدمنا عليه ونحاسب أنفسنا في لحظة صفاء مع النفس، ومن دون أن يُلزمنا أحدٌ بذلك، سوى ذلك الفاعل المستتر، وهو الضمير. م ن
اسم الموضوع : عذاب الضمير
|
المصدر : دراسات علم النفس لتطوير الذات