-
- إنضم
- 14 نوفمبر 2022
-
- المشاركات
- 14,907
-
- مستوى التفاعل
- 11,365
-
- العمر
- 36
-
- الإقامة
- هُنَاك وحدى . . !
- مجموع اﻻوسمة
- 6
مفاتيح فقدتها ~
المفاتيح هي أكثر الأشياء التي لا اؤتمن عليها،؟؟
ولا أحفظ لها بقاءً مهما حاولت، وكم من باب كسرته بفعل ذلك مع كل مفتاح أفقده.
تدريجياً مع الأيام أدركت أنني أضعت مفاتيح عديدة غير مفاتيح الشقة،
استوعبت أنني أضعت مفاتيح كانت تصلني إلى نقطة الراحة بنفسي مع كل إجبار خاطىء لها،
أضعت مفاتيح إلى الآخرين مع كل عِناد كان إجمالي وجودنا فيه خسارة مؤكدة،
وجدت أنني أضعت يوماً مفتاحاً وأضعت معه كل فرص الاستنساخ حين فقدت شيئاً من روحي أعرف أنه لن يعود،
وحين استمريت في طريق كنت أعرف أنني سأعود منه بغير ما كنت عليه،
وأن شيئاً ما سيتغير بعدما كنت أمامه دائم التمني ألا يتغير.
استوعبت أنني أضعت مفاتيح عديدة ظلت إلى الآن أبوابها مُغلقة أمامي بإحكام تام،
وأنني تعمدت ضياع مفاتيح ما كي أتخلص من نظراتي إلى أبواب أفضل لو بقيت خارجها،
وأن خطأ ما كان يحدث في كل مرة كان يتوجب علي فيها
أن أحفظ مفاتيح أبواب كان منها الممر الأكثر صدقًا لي، ولم أفعل.
الفقدان ضرورة حتمية يفرق بها التوقيت، متى؟،
هذا هو السؤال الفارق لا شيء آخر، سيحدث أن نفارق صديقاً ما،
حبيباً، قلباً كان يقاسمنا النبض، سيحدث أن تفارق قلوبنا بأكملها الحياة،
أن تتوقف عن النبض، أن يتوقف مع توقفها أمنيات من كانوا يعلقون على وجودنا الأمل،
الفقدان أمر حتمي لكننا نتجاهل، نحاول الهروب، فقط نحاول لا شيء آخر،
نحاول رغم علمنا أن كل شيء سيتحول في النهاية لذكرى تتعبنا أو تمنحنا صبرًا رغم الألم،
أن كل شيء سيتحول في النهاية لمجرد جملة تبدأ بـ "يومًا ما"،
وأن السؤال سيتبدل من "متى؟" إلى "لو؟" ليحاصرنا بعذاب الضمير عن كل الفرص
التي أضعناها بكبرياء البشر الخادع، عن كل الذين رحلوا أو أجبرناهم على الرحيل، سيتحول السؤال إلى
"لو؟" ليفاجىء ضعفنا البشري ويهزمنا في جولة حياتية لا تحتاج إلى أي جهد للانتصار.
لو كانت لي أمنية أخيرة لتمنيت أن يسامحني كل من أسأت لهم بقصد أو بدون قصد،
كل من ظنوا بي خيرًا ولم أكون،
أو اعتقدوا هم ذلك، لتمنيت أن أمحو كل الصدامات التي حدثت في حياتي،
أو الصدمات التي كنت سببًا فيها، أن أمحو كل هفوة وخطأ ارتكبته بحق شخص ما،
أن تعود الفرصة لأخبر أبي كم كان وجوده هامًا في حياتي بالدرجة التي لم أجيد التعبير عنها،
لتمنيت أن أعيد كل شيء هدمته دون قصد كما كان، لاعترفت بمقياس ألمي الشديد أمام كل فقدان إنساني.
لو كانت لي أمنية أخيرة لحاولت أن أخبر كل سكان الأرض أن لحظة النهاية قاسية؛
قاسية جداً بما نفارق به الكون وهو حبيس قلوبنا،
بما تمنيناه بكلمة وحيدة أخيرة "سامحني"،
أن النهاية قاسية بما تمنينا أن نخبر به أحدهم وأجلناه أو أخبئناه داخلنا حتى فات موعده،
أن النهايات تأتي دون توقع، وأن كل أمنياتنا عند الفراق تزيدنا ألماً.
لو كانت لي أمنية أخيرة لتمنيت أن أقنع نفسي ويقتنع الجميع أن كلمة واحدة،
كلمة واحدة فقط قد تؤذي ضمائرنا عمراً أو تريحها،
لكننا ندرك هذا متأخرين.. متأخرين جداً.!!
,
اسم الموضوع : مفاتيح فقدتها ~
|
المصدر : المنتدي العام