أنين القلب
٠٠
أنين القلب
٠٠
ويحدُثُ دومًا
أن تجرك فترات تعبك وألمك
إلى الله فتحتاجَ جِدًا
أن تسرد عليه قصتك بصراحة،
وتشعر لحظات بأنين قلبك
رغمَ علمكَ أنهُ يعلم ما يوجعك
، ولكن تريد أن تبكي
كل آلامك بمحرابِه،
أن تترُكَ لقلبك
أن ينزِف ما به له وحده ،
أن يُخرجَ ثقيلَ مُحتواه،
أن تقولَ لهُ
أنني لَم أعُد أملكُ القدرةَ
على توجيهِ مركبي،
وأنّني لم أعُد أثقُ بخرائطي،
وأن يسجُدَ كُلّ ما بكَ
حتى أصغَرَ شريان له
أن يصرُخَ كُلّ ما بِكَ، ويستجديهِ ويستعطفه، ليسَ -وعزتِهِ- يأسًا
ولا قنوطًا،
ليسَ جُحودًا بما أنعَم،
ولكن حاجةً إليهِ ولهديهِ الجميل؛
طلبًا لحنانِهِ وحُبّهِ،
وللروح أن تستكين
مساندة منه خوف من الضياع،
و طلبًا لعونه في ترتيب تُبعثرُك،
فتقِفُ، أو تجلسُ
، أو تُكّورُ نفسكَ في سرِيرك،
وتترُك روحك تسجُد وتُخبرهُ
عمَّا بها علَّها ترتاح، أو تَرتاح،
٠٠
لم يكن أبدًا من شروط السير إلى الله
أن تسير إليه بحالة كمال،
سر إليه ولو بقلبٍ تائه،
ولو بأثقال ذنوبك،
ولو بلسانٍ يتلعثم،
والله لو سرت إليه
وأنت مُحمَّلٌ بالأوزار
فهو يحب قدومك إليه ولو حبوًا،
طُوبى لمن حثَّ المسير،
وعَلِم أن الدنيا مزرعة الآخرة،
وأن الآخرة خيرٌ وأبقى.! "
اغتنم الساعات المستجابات
وسر بعرجك وذنبك
فإن الرحمن الرحيم
لا يرد من يُقبل عليه!
فاللهمّ رحمتك، ورضاك يا ربي.
فنحن جميعآ مقصرون ومتعبون
٠٠
اسم الموضوع : أنين القلب
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي