بخارى مدينة الفيلسوف ابن سينا والمحدث البخاري
برزت مدينة بخارى كواحدة من أقدم المدن الإسلامية وأشهرها في آسيا الوسطى، وتُعد من المدن التاريخية المهمة في جمهورية أوزبكستان، ويُشار إليها دائماً بالمدينة الفاضلة أو النبيلة وذلك لمكانتها الرفيعة في تلك المنطقة من العالم، ولاتزال تعكس أجواء مدن العصور الوسطى لما تتميز به من شوارع ضيقة ولوجود قلعتها الحصينة التي تشرف على المدينة القديمة وهي تعود الى القرن العاشر الميلادي.
وكانت بخارى موضع اهتمام الرحالة والمؤرخين المسلمين وغيرهم الذين عنوا بتاريخ المدينة وجغرافيتها، ووصفها ياقوت الحموي في " معجم البلدان "، قائلاً :
( بخارى من أعظم مدن ماوراء النهر وأجلّها يُعبَر إليها آمل الشط وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه، وكانت قاعدة ملك السامانية، واسمها أيضاً ( بُومجكث ). ولاشك انها مدينة قديمة نزهة كثيرة البساتين واسعة الفواكه جَيّدتُها عَهدي بفواكهها تُحمَل الى مَروَ وبينهما اثنتا عشرة مرحلة والى خوارزم وبينهما أكثر من خمس عشرة يوماً وبينها وبين سمرقند سبعة أيام أو سبعة وثلاثون فرسخاً بينهما بلاد الصغد ).
وقد أنجبت مدينة بخارى العديد من العلماء والمفكرين أبرزهم اثنان هما :
( الطبيب والفيلسوف الاسلامي الكبير الحسين بن عبد الله بن سينا ) الذي يُعد من أعظم رواد الفكر الإنساني وصاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات والآلهيات. ولد عام 370 هـ ( 981 م ) في قرية " أفشنة " من قرى بخارى، وتوفي عام 428 هـ ( 1037 م ) بمدينة همدان غرب ايران ودفن فيها.
وأما الثاني، فهو : ( أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ) صاحب كتاب الحديث المعروف بــ " صحيح البخاري ". ولد ببخارى عام 194 هـ ( 810 م )، وظل طوال حياته يتردد بين الأمصار، وأقام ببغداد ونيسابور حتى اشتاق الى بلاده فرجع إليها، وتوفي عام 256 هـ ( 870 م ) بقرية ( خرتنك ) وهي على بعد ثلاثة فراسخ من سمرقند ودفن فيها.
وأضحت مدينة بخارى اليوم حاضرة اسلامية بمعالمها التراثية الفريدة المحفوظة في ذاكرة الناس، حيث تستمد مزاياها من بنيتها العمرانية ومن المئات من المعماريين والبنائين والفنانين المبدعين الذين استلهموا المعرفة من القرآن الكريم وهندسة حضارات عريقة كالحضارة الفارسية حيث حكمت هذه المنطقة لقرونٍ عدة والتي كان لعناصرها ومفرداتها المعمارية تأثيرها الواضح على الطابع المعماري الجميل لهذه المدينة.
ويُحيط بمدينة بخارى سور عظيم ولولاه لغطت الرمال الصحراوية المدينة، وتنتشر على سورها من جميع الجهات إحدى عشر بوابة، وهي :
بوابة امام ... بوابة مزار ... بوابة سمرقند ... بوابة اقلان ... بوابة تلياج ... بوابة شير كيران ... بوابة قره قول ... بوابة شيخ جلال ... بوابة نمازكاه ... بوابة سلاح خانة ... بوابة كيرشي.
وفي المدينة ميادين عدة أشهرها :
ميدان لب حوض ( ديوان بيكي ) ... ميدان ريجستان وهو أوسع ميدان عام في المدينة.
تنتشر في أرجاء مدينة بخارى العديد من المساجد التاريخية أهمها :
مسجد كاليان ( قليان ) وتعتبر مئذنته تحفة معمارية رائعة ... مسجد مغاك عطار ... ومسجد ديوان بيكي.
ويمكن القول ان المدارس التي شيدت في مدينة بخارى تُعد من أقدم المدارس الإسلامية عمارة في آسيا الوسطى، أهمها :
مدرسة مير عرب ... مدرسة كوكلتاش ( كوكلاداش ) ... مدرسة خليف نيازكول ( جهار منار ) مدرسة المآذن الأربعة ... مدرسة كوش فتعني اثنين.
ومن المعالم التاريخية الاسلامية الأخرى في مدينة بخارى هي : مرقد اسماعيل الساماني ... بناء الأرك الذي يعتبر رمزاً للمدينة ومن روائع فنون عمارة العصور الاسلامية الوسطى.
د. رؤوف محمّد علي الأنصاري
وكانت بخارى موضع اهتمام الرحالة والمؤرخين المسلمين وغيرهم الذين عنوا بتاريخ المدينة وجغرافيتها، ووصفها ياقوت الحموي في " معجم البلدان "، قائلاً :
( بخارى من أعظم مدن ماوراء النهر وأجلّها يُعبَر إليها آمل الشط وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه، وكانت قاعدة ملك السامانية، واسمها أيضاً ( بُومجكث ). ولاشك انها مدينة قديمة نزهة كثيرة البساتين واسعة الفواكه جَيّدتُها عَهدي بفواكهها تُحمَل الى مَروَ وبينهما اثنتا عشرة مرحلة والى خوارزم وبينهما أكثر من خمس عشرة يوماً وبينها وبين سمرقند سبعة أيام أو سبعة وثلاثون فرسخاً بينهما بلاد الصغد ).
وقد أنجبت مدينة بخارى العديد من العلماء والمفكرين أبرزهم اثنان هما :
( الطبيب والفيلسوف الاسلامي الكبير الحسين بن عبد الله بن سينا ) الذي يُعد من أعظم رواد الفكر الإنساني وصاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات والآلهيات. ولد عام 370 هـ ( 981 م ) في قرية " أفشنة " من قرى بخارى، وتوفي عام 428 هـ ( 1037 م ) بمدينة همدان غرب ايران ودفن فيها.
وأما الثاني، فهو : ( أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ) صاحب كتاب الحديث المعروف بــ " صحيح البخاري ". ولد ببخارى عام 194 هـ ( 810 م )، وظل طوال حياته يتردد بين الأمصار، وأقام ببغداد ونيسابور حتى اشتاق الى بلاده فرجع إليها، وتوفي عام 256 هـ ( 870 م ) بقرية ( خرتنك ) وهي على بعد ثلاثة فراسخ من سمرقند ودفن فيها.
وأضحت مدينة بخارى اليوم حاضرة اسلامية بمعالمها التراثية الفريدة المحفوظة في ذاكرة الناس، حيث تستمد مزاياها من بنيتها العمرانية ومن المئات من المعماريين والبنائين والفنانين المبدعين الذين استلهموا المعرفة من القرآن الكريم وهندسة حضارات عريقة كالحضارة الفارسية حيث حكمت هذه المنطقة لقرونٍ عدة والتي كان لعناصرها ومفرداتها المعمارية تأثيرها الواضح على الطابع المعماري الجميل لهذه المدينة.
ويُحيط بمدينة بخارى سور عظيم ولولاه لغطت الرمال الصحراوية المدينة، وتنتشر على سورها من جميع الجهات إحدى عشر بوابة، وهي :
بوابة امام ... بوابة مزار ... بوابة سمرقند ... بوابة اقلان ... بوابة تلياج ... بوابة شير كيران ... بوابة قره قول ... بوابة شيخ جلال ... بوابة نمازكاه ... بوابة سلاح خانة ... بوابة كيرشي.
وفي المدينة ميادين عدة أشهرها :
ميدان لب حوض ( ديوان بيكي ) ... ميدان ريجستان وهو أوسع ميدان عام في المدينة.
تنتشر في أرجاء مدينة بخارى العديد من المساجد التاريخية أهمها :
مسجد كاليان ( قليان ) وتعتبر مئذنته تحفة معمارية رائعة ... مسجد مغاك عطار ... ومسجد ديوان بيكي.
ويمكن القول ان المدارس التي شيدت في مدينة بخارى تُعد من أقدم المدارس الإسلامية عمارة في آسيا الوسطى، أهمها :
مدرسة مير عرب ... مدرسة كوكلتاش ( كوكلاداش ) ... مدرسة خليف نيازكول ( جهار منار ) مدرسة المآذن الأربعة ... مدرسة كوش فتعني اثنين.
ومن المعالم التاريخية الاسلامية الأخرى في مدينة بخارى هي : مرقد اسماعيل الساماني ... بناء الأرك الذي يعتبر رمزاً للمدينة ومن روائع فنون عمارة العصور الاسلامية الوسطى.
د. رؤوف محمّد علي الأنصاري
اسم الموضوع : بخارى مدينة الفيلسوف ابن سينا والمحدث البخاري
|
المصدر : شخصيات من التاريخ العربي