بليغ حمدى ووردة الجزائرية
ففي كتابه الشهير، يحكي مجدداً عن بليغ حمدي ويقول: "مثلاً إذا أعطينا جملته الموسيقية عشرة على عشرة، يمكننا أن نعطي الإطار الذي قُدّمت فيه
هذه الجملة اثنين من عشرة. لذلك نجد أن الفرق كبير وواضح بين الجملة الجميلة في عمله، وبين ما أضاف عليها، والحكمة تقول: وبضدّها تتميز الأشياء.
ولذلك نجد أن إطار الجملة، وما أُحيط بها أو ما قُدّم بها لا شيء".
ويتابع عبد الوهاب حديثه عن حمدي، قائلاً: "بليغ حمدي ملحن صالون وشارع، ولكنه ملحن شارع أكثر. وبليغ عنده صَمَم لغير ألحانه، فهو لا يحسّ بجمال
غيره ولا يُريد أن يحسّ بِهذا الجمال.. وإذا ما مدحته في حضوره، انتفخ كالديك الرومي، وقال من غير أن يقول: هل من مزيد؟ بليغ ليس فيه خجل الفنان الكبير،
وهو تجاري في فنّه مع ما يستلزمه ذلك من السرعة، وعدم التأمل في تركيب العمل ككل، لذلك تحس بأن عمله عبارة عن مونتاج".
ويُضيف منتقداً إياه: "عندما أسمع لبليغ خاطراً جميلاً، أشعر بأنه ليس صاحب الفضل فيه، وإنما جاءه الخاطر من الغيب. وعندما يريد وضع هذا الخاطر في عملٍ،
ويجيء دوره كمبدع بتفكيره وعنائه وتأمله، أشعر بالفرق بين الخاطر الذي جاءه من الغيب، والعمل الذي صاغه من نفسه".
ربما حاول عبد الوهاب أن يقلّل من مهارة بليغ حمدي بين السطور، التي يُمكن تشفّي نوع من الغيرة من خلالها، ولكن كلّ ذلك سبب في نجاح حمدي وتألقه في
تقديم جملةٍ لحنية عذبة تدخل قلب المُستمع من دون استئذان.
يعي بليغ فكرة الغناء للشارع، فهو جمهوره الحقيقي. ويبحث عن تقديم أغانٍ عن طريق المجموعات الغنائية، مثلما فعل مع أغنية "آه يا ليل يا قمر" قبل أن يغنيها
محمد رشدي. يحاول خلق مساحة جديدة للكورس في ألحانه، مثلما فعل مع شادية في أغنية "خلاص مسافر"، وغيرها من الأعمال الغنائية التي جعل فيها الكورس
جزءاً مهماً من شكل الأغنية الدرامية، مُحرّراً إياه من فكرة ترديد اللازمات الغنائية فقط.
هكذا كان يبحث دائماً عن شعور الحرية والتفرّد لكل أفراد العمل، وكان يرى أن على الجميع أن يغني وأن ذلك يمنح صوت الشارع مساحة جديدة في أغانيه، بعيداً
عن الأصوات المعتادة من المطربين والمطربات.
عبد الوهاب: "بليغ حمدي ملحن صالون وشارع، ولكنه ملحن شارع أكثر"
بعدما انتهى من تلحين أوبريت مهر العروسة، فعقد القران فجراً، من دون أن يستمر الزواج طويلاً. والمرة الثانية تزوج مطربة ناشئة اسمها آمال طلعت، وأيضاً انتهى زواجهما سريعاً.
بدأ تعلُّق وردة ببليغ حمدي حين استمعت -وهي لم تتجاوز 16 عاماً- إلى أغنية "تخونوه"، وقد أعجبتها الأغنية لدرجةٍ جعلتها تتعلق بملحنها من دون
أن تراه، لكنها عزمت على لقائه. وقد جاءت الفرصة حين دُعيت للحضور إلى مصر وتقديم فيلم "ألمظ وعبده الحامولي".
ووفقاً لتصريحات الإعلامي الراحل وجدي الحكيم، بدأت شرارة الحب مع اللقاء الأول. فعندما ذهب بليغ مع الفنان عادل مأمون لتحفيظها أول لحن
من الفيلم لأغنية "يا نخلتين في العلالي"، عاد وقال لحكيم: "أنا عمري في حياتي ما اهتزيت لعاطفة امرأة، إلا لما شفت وردة أول مرة وسلمت عليها".
أكد وجدي الحكيم أن بليغ اصطحبه هو ومجدي العمروسي كي يتقدم لخطبة وردة، ولكن والدها رفض حتى دخولهم المنزل، واضعاً العصا بصدر بليغ وهو يحثه على ألا يدخل.
لتعود وردة بعدها إلى الجزائر مع عائلتها وتصرّ أسرتها على زواجها بأحد أقاربها، وتبتعد عن الفن تماماً وتنجب "وداد ورياض" وتمرّ 10 سنوات على غيابها الفني.
في عيد الاستقلال الجزائري العاشر، طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين للغناء بهذه المناسبة، كما سافر عدد من الفنانين المصريين إلى الجزائر للاشتراك في الاحتفال.
وكان بليغ حمدي من بين الحضور، إلى جانب هدى سلطان ومحمد رشدي، ويُقال إن فكرة أغنية "العيون السود" جاءته يومها وكتب عدداً من أبياتها في هذا التوقيت.
بعدها بعام ونصف العام انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر وغنّت "العيون السود" عام 1972، وكان بليغ أول المستقبلين لها في مطار القاهرة،
بدآ معاً طريق عودتها. فغنّت له في حفل "أضواء المدينة" أغنيتين من ألحانه "العيون السود"، التي جسّد من خلالها بليغ قصة حبّه لها، و"والله يا مصر زمان".
حدث الزواج في لحظة عبثية وفوضوية. بليغ ووردة حاضران في عقد قران الراقصة نجوى فؤاد، فقرّر بليغ أن يتزوج أيضاً، لتبدأ رحلةً من الأعمال الغنائية الهامة
على مدار ما يقارب السبع سنوات قبل أن يقع الطلاق بينهما.
استمر زواج وردة وبليغ طيلة 6 سنوات، حتى قررا الانفصال عام 1978 بسبب الحياة العشوائية التي يعيشها بليغ، كما ترددت أقاويل عن خياناتٍ متكرّرة قام بها مع
فنانات صاعدات، ما جعل وردة تشعر بالإهانة وتطلب الطلاق.
وخلال ظهورها على شاشة LBC اللبنانية، في برنامج "المايسترو" مع نيشان، قالت وردة إن بليغ خانها عندما كانت تجري عملية جراحية دقيقة بعدما أُصيبت بجلطةٍ في القلب عام 1978
وأكد هذا الكلام نجل وردة، رياض قصّيري، في تصريحٍ له بشهر يوليو/تموز 2022.
أوضحت وردة أنها عرفت من الجرائد عن حضور بليغ حمدي عيد ميلاد سميرة سعيد، بينما كانت هي ترقد في المستشفى، بل إن هناك جرائد تحدثت عن زواج بليغ بسميرة،
ما جعلها تستدعي أهلها وتطلب الطلاق منه.
هذه الجملة اثنين من عشرة. لذلك نجد أن الفرق كبير وواضح بين الجملة الجميلة في عمله، وبين ما أضاف عليها، والحكمة تقول: وبضدّها تتميز الأشياء.
ولذلك نجد أن إطار الجملة، وما أُحيط بها أو ما قُدّم بها لا شيء".
ويتابع عبد الوهاب حديثه عن حمدي، قائلاً: "بليغ حمدي ملحن صالون وشارع، ولكنه ملحن شارع أكثر. وبليغ عنده صَمَم لغير ألحانه، فهو لا يحسّ بجمال
غيره ولا يُريد أن يحسّ بِهذا الجمال.. وإذا ما مدحته في حضوره، انتفخ كالديك الرومي، وقال من غير أن يقول: هل من مزيد؟ بليغ ليس فيه خجل الفنان الكبير،
وهو تجاري في فنّه مع ما يستلزمه ذلك من السرعة، وعدم التأمل في تركيب العمل ككل، لذلك تحس بأن عمله عبارة عن مونتاج".
ويُضيف منتقداً إياه: "عندما أسمع لبليغ خاطراً جميلاً، أشعر بأنه ليس صاحب الفضل فيه، وإنما جاءه الخاطر من الغيب. وعندما يريد وضع هذا الخاطر في عملٍ،
ويجيء دوره كمبدع بتفكيره وعنائه وتأمله، أشعر بالفرق بين الخاطر الذي جاءه من الغيب، والعمل الذي صاغه من نفسه".
ربما حاول عبد الوهاب أن يقلّل من مهارة بليغ حمدي بين السطور، التي يُمكن تشفّي نوع من الغيرة من خلالها، ولكن كلّ ذلك سبب في نجاح حمدي وتألقه في
تقديم جملةٍ لحنية عذبة تدخل قلب المُستمع من دون استئذان.
يعي بليغ فكرة الغناء للشارع، فهو جمهوره الحقيقي. ويبحث عن تقديم أغانٍ عن طريق المجموعات الغنائية، مثلما فعل مع أغنية "آه يا ليل يا قمر" قبل أن يغنيها
محمد رشدي. يحاول خلق مساحة جديدة للكورس في ألحانه، مثلما فعل مع شادية في أغنية "خلاص مسافر"، وغيرها من الأعمال الغنائية التي جعل فيها الكورس
جزءاً مهماً من شكل الأغنية الدرامية، مُحرّراً إياه من فكرة ترديد اللازمات الغنائية فقط.
هكذا كان يبحث دائماً عن شعور الحرية والتفرّد لكل أفراد العمل، وكان يرى أن على الجميع أن يغني وأن ذلك يمنح صوت الشارع مساحة جديدة في أغانيه، بعيداً
عن الأصوات المعتادة من المطربين والمطربات.
عبد الوهاب: "بليغ حمدي ملحن صالون وشارع، ولكنه ملحن شارع أكثر"
بليغ حمدي ووردة
قبل حرب أكتوبر بعام، جاء الحدث الأهم في مسيرة بليغ حمدي: زواجه بوردة الجزائرية. قبلها، كان تزوج مرتين في الستينيات: الأولى بجارته آمال مخيمر،بعدما انتهى من تلحين أوبريت مهر العروسة، فعقد القران فجراً، من دون أن يستمر الزواج طويلاً. والمرة الثانية تزوج مطربة ناشئة اسمها آمال طلعت، وأيضاً انتهى زواجهما سريعاً.
بدأ تعلُّق وردة ببليغ حمدي حين استمعت -وهي لم تتجاوز 16 عاماً- إلى أغنية "تخونوه"، وقد أعجبتها الأغنية لدرجةٍ جعلتها تتعلق بملحنها من دون
أن تراه، لكنها عزمت على لقائه. وقد جاءت الفرصة حين دُعيت للحضور إلى مصر وتقديم فيلم "ألمظ وعبده الحامولي".
ووفقاً لتصريحات الإعلامي الراحل وجدي الحكيم، بدأت شرارة الحب مع اللقاء الأول. فعندما ذهب بليغ مع الفنان عادل مأمون لتحفيظها أول لحن
من الفيلم لأغنية "يا نخلتين في العلالي"، عاد وقال لحكيم: "أنا عمري في حياتي ما اهتزيت لعاطفة امرأة، إلا لما شفت وردة أول مرة وسلمت عليها".
أكد وجدي الحكيم أن بليغ اصطحبه هو ومجدي العمروسي كي يتقدم لخطبة وردة، ولكن والدها رفض حتى دخولهم المنزل، واضعاً العصا بصدر بليغ وهو يحثه على ألا يدخل.
لتعود وردة بعدها إلى الجزائر مع عائلتها وتصرّ أسرتها على زواجها بأحد أقاربها، وتبتعد عن الفن تماماً وتنجب "وداد ورياض" وتمرّ 10 سنوات على غيابها الفني.
في عيد الاستقلال الجزائري العاشر، طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين للغناء بهذه المناسبة، كما سافر عدد من الفنانين المصريين إلى الجزائر للاشتراك في الاحتفال.
وكان بليغ حمدي من بين الحضور، إلى جانب هدى سلطان ومحمد رشدي، ويُقال إن فكرة أغنية "العيون السود" جاءته يومها وكتب عدداً من أبياتها في هذا التوقيت.
بعدها بعام ونصف العام انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر وغنّت "العيون السود" عام 1972، وكان بليغ أول المستقبلين لها في مطار القاهرة،
بدآ معاً طريق عودتها. فغنّت له في حفل "أضواء المدينة" أغنيتين من ألحانه "العيون السود"، التي جسّد من خلالها بليغ قصة حبّه لها، و"والله يا مصر زمان".
حدث الزواج في لحظة عبثية وفوضوية. بليغ ووردة حاضران في عقد قران الراقصة نجوى فؤاد، فقرّر بليغ أن يتزوج أيضاً، لتبدأ رحلةً من الأعمال الغنائية الهامة
على مدار ما يقارب السبع سنوات قبل أن يقع الطلاق بينهما.
استمر زواج وردة وبليغ طيلة 6 سنوات، حتى قررا الانفصال عام 1978 بسبب الحياة العشوائية التي يعيشها بليغ، كما ترددت أقاويل عن خياناتٍ متكرّرة قام بها مع
فنانات صاعدات، ما جعل وردة تشعر بالإهانة وتطلب الطلاق.
وخلال ظهورها على شاشة LBC اللبنانية، في برنامج "المايسترو" مع نيشان، قالت وردة إن بليغ خانها عندما كانت تجري عملية جراحية دقيقة بعدما أُصيبت بجلطةٍ في القلب عام 1978
وأكد هذا الكلام نجل وردة، رياض قصّيري، في تصريحٍ له بشهر يوليو/تموز 2022.
أوضحت وردة أنها عرفت من الجرائد عن حضور بليغ حمدي عيد ميلاد سميرة سعيد، بينما كانت هي ترقد في المستشفى، بل إن هناك جرائد تحدثت عن زواج بليغ بسميرة،
ما جعلها تستدعي أهلها وتطلب الطلاق منه.
اسم الموضوع : بليغ حمدى ووردة الجزائرية
|
المصدر : اخبار الفن و الفنانين