-
- إنضم
- 24 يناير 2022
-
- المشاركات
- 15,602
-
- مستوى التفاعل
- 14,546
-
- الإقامة
- فُہلہسہطہيہنيہه وأفُہتہخہر
- مجموع اﻻوسمة
- 13
فلفسة العقل
أصبحت فلسفة العقل منذ القرن العشرين واحدة من المجالات المركزية للفلسفة في العالم الناطق بالإنجليزية. وبات ينظر إلى أسئلة من قبيل العلاقة بين العقل والدماغ، وطبيعة الوعي، وكيفية إدراكنا للعالم، على أنها مهمة في فهم العالم. يهدف الموقف السائد في فلسفة العقل هذه الأيام، إلى المساواة بين الظواهر العقلية وعمليات الدماغ، وتفسيرها جميعًا من خلال المصطلحات العلمية. ويسمى أحيانا هذا المشروع «العلم الإدراكي» (cognitive science)، ويحمل افتراضًا ضمنيًا أن الإدراك يحدث في أجهزة الكمبيوتر مثلما يحدث في أدمغة الإنسان والحيوانات، ويمكن دراسته جيدًا وبشكل متساوٍ في كل من هذه الأشكال الثلاثة.
قبل منتصف القرن العشرين، كانت النظرة الفلسفية الديكارتية للعقل هي السائدة لفترة طويلة. وفقًا لديكارت (1596-1650)، يتكون كل منا من جسد مادي يخضع لقوانين الفيزياء العادية، وعقل غير مادي لا يخضع لها. هذه الطبيعة المزدوجة أكسبت نظرية ديكارت اسمها: «الثنائية الديكارتية». وعلى الرغم من كون العقل غير مادي، إلا أنه المتسبب في حركات الجسد من خلال الدماغ، وبالمقابل فالجسم يغذي العقل بالإدراكات. اعتقد ديكارت أن هذا التفاعل بين العقل والجسد يحدث في جزء من الدماغ نسميه اليوم الغدة الصنوبرية. ورغم ذلك، لم يوضح كيف يمكن لعقل غير مادي على الإطلاق، أن يكون له تأثير سببي على الدماغ المادي، أو العكس، وكانت هذه إحدى المشكلات التي أدت في النهاية إلى تبرم من نظريته.
ظهرت في أوائل القرن العشرين ثلاثة تيارات فكرية؛ نتيجة التطورات في علم النفس والفلسفة، أدت مجتمعةً إلى معارضة الثنائية الديكارتية، ومن ثم التخلي عنها. هذه التيارات هي: السلوكية، والاختزالية أو الرد العلمي، ومبدأ التحقق الخاص بدائرة فيينا. سأبدأ بملخص موجز للغاية لكل من هذه المواقف قبل الحديث عن مختلف وجهات النظر المعاصرة التي تطورت منها:
السلوكية (Behaviorism): يتبنى السلوكيون دعوى عالم النفس بي إف سكينر بإمكانية اختزال الأحداث العقلية إلى ثنائية المثير والاستجابة، وأن وصف السلوك الملاحظ هي الطريقة الوحيدة المقبولة والعلمية لوصف السلوك العقلي. لذلك، بالنسبة للسلوكيين، فإن كل الحديث عن الأحداث العقلية -الصور، والأحاسيس، والأحلام، والرغبات، وما إلى ذلك- هو في الواقع إما إشارة إلى الاستعداد السلوكي أو أنه بلا معنى. يدعي السلوكيون أن وصف السلوك الممكن ملاحظته موضوعيًا فقط هو ما يمكن اعتباره علميًا. بينما الاستبطان عملية لا معنى لها، ولا يمكن أن تسفر عن أي شيء، ناهيك عن «العقل» نفسه كمنتج، وكل الحياة البشرية «العقلية» التي تستحق أن تُعد حقيقية تحدث كشكل من أشكال السلوك الذي يمكن ملاحظته بشكل موضوعي. فخدش الرأس -مثلًا- يُلاحَظ بموضوعية. بينما الشك في العالم أو إدراك اللا نهائية أو الاستبطان الديكارتي لا يمكن ملاحظته موضوعيًا. من جهة أخرى، وافق الفلاسفة مثل كارل هيمبل وجلبرت رايل الرأي القائل بأن جميع المشاكل الأصيلة هي مشاكل علمية.
التحققية (Verificationism): مبدأ التحقق كان معيار المعنى الذي صاغه الوضعيون المناطقة في دائرة فيينا، وهم الذين جادلوا بأن القضية التي ليست حقيقة منطقية أو لا يمكن اختبارها، هي قضية بلا معنى حرفيًا. على سبيل المثال، ادعاء الأم بأن القطة ستعض جيمي إذا لم يتوقف عن مضايقتها أمر قابل للاختبار، ولكن ادعاء اللاهوتي أن المطلق اللا متناهي يمنح نعمة غير مرئية في العالم ليس كذلك.
الاختزال العلمي (Scientific Reductionism): الاختزال العلمي هو الادعاء بأن تفسيرات اللغة العادية، أو العلوم مثل علم النفس أو علم وظائف الأعضاء أو علم الأحياء أو الكيمياء، يمكن اختزالها إلى تفسيرات على مستوى أبسط –أي إلى تفسيرات على مستوى الفيزياء في نهاية المطاف. يمكن «ترجمة» بعض المصطلحات العقلية (وليس كلها)، أو اختزالها إلى أوصاف قابلة للاختبار والقياس. فقط تلك المصطلحات يمكن تصنيفها كأحداث عقلية حقيقية لأصحاب هذا المذهب. بالتالي لن يبقى ثمة «عقل» ديكارتي أو أفلاطوني لشكل شيئًا مختلفًا عن الجسد.
الأحداث العقلية فيزيائية
كان لفيلسوف أكسفورد جيلبرت رايل (1900-1976) طريقة أخرى للتخلص من «العقل» الذي اعتقد أفلاطون وديكارت بوجوده المستقل عن الجسد. وصف رايل الثنائية الديكارتية بأنها «خطأ تصنيفي». تنطوي أخطاء التصنيف -مثلما يوحي الاسم- على وضع شيء ما في التصنيف المنطقي الخاطئ. في مثال رايل، يتجول زائرٌ لأكسفورد حول الكليات والمكتبات والمختبرات ومكاتب أعضاء هيئة التدريس، ثم يسأل: «هل يمكنني رؤية الجامعة؟» لقد فاته أنه برؤية هذه المباني كلها يكون قد شاهد الجامعة بالفعل.
أدعى رايل أن «شبح آلة« ديكارت –أي العقل غير المادي– في الجسم المادي، هو خطأ مشابه. يعتقد ديكارت بوجوب امتلاكه «روحًا» في جسده، تسيطر على مواهبه وذكرياته وشخصيته. يقول رايل إن ذلك مثل الجامعة، إن العقل هو مجرد تنظيم لنزعات الجسد الديكارتي. فالأجساد لا تحتاج إلى شبح لتشغيلها. وفقًا لرايل، إن خصائص الشخص تُفهم بشكل أفضل عند اعتبارها صفات تُضفي التعديلات على الجسد، بدلاً من كونها اسمًا (شيئًا) موازيًا له. الذكاء، على سبيل المثال، ليس شيئًا موجودًا بصرف النظر عن الجسد وموازيًا له، بل هو مجموعة من الخصائص التي يمتلكها الجسد. يتضمن الذكاء خصائص مثل المهارة الاجتماعية، وخفة الدم الحاضرة، والقدرة التنظيمية، والقدرة الرياضية، وحس الفكاهة، والموهبة الموسيقية، والوضوح، ومهارة التفكير النقدي، والحساسية الفنية. الشخص الذي لم يظهر أبدًا أيًا من هذه المهارات أو القدرات لن يُدعى ذكيًا؛ وكل من يعتبر ذكيًا يعرض بعض هذه المواهب.
ساهم لودفيج فيتجنشتاين (1889-1951) بحجة ضد اللغة الخاصة. ادعى أنه لكي يكون لرمز أو لكلمة معنى يجب أن يكون هناك اتفاق بين الناس حول ما يعنيه هذا الرمز. كانت فكرة أفلاطون عما يعنيه «المثلث» هي الصورة الذهنية «الداخلية» التي تحدث «في عقلك». على النقيض من ذلك، وفقًا لفيتجنشتاين، فإن «المثلث» هي كلمة عامة تستخدم للتواصل في مجموعة اجتماعية. يتعلم الأطفال تطبيقات المثلث الصحيحة وغير الصحيحة من خلال تصحيحها من قبل الكبار عند استخدامهم للكلمة. وفقًا لفيتجنشتاين «المثلث» ليس له معنى، خارج الاستخدام الاجتماعي. وبالمثل فإنه، ليس للعقل أي معنى بعيدًا عن عن آثاره.
أضاف جون كريسويل سمارت المادية إلى الاختزال العلمي من خلال الادعاء بأن الحالات العقلية يمكن أن تكون -حرفيًا- حالات معينة في الدماغ. مثل، إثارة بعض ألياف c العصبية في دماغ المرء يمكن أن يكون مماثلاً لنوع محدد من الألم. أصبح هذا معروفًا باسم نظرية هوية العقل والدماغ، ولفترة كانت تسيطر على المناقشات الفلسفية حول الأحداث العقلية. ولكن بعدها، حلت مكانها المناقشات التي تدور حول الاستعارات الحاسوبية مثل: الوظيفية، والمادية الاختزالية العصبية، ونظريات التابعية، والثنائية الطبيعية. فلنلقِ نظرة على تلك النظريات الجديدة.
أدعى رايل أن «شبح آلة« ديكارت –أي العقل غير المادي– في الجسم المادي، هو خطأ مشابه. يعتقد ديكارت بوجوب امتلاكه «روحًا» في جسده، تسيطر على مواهبه وذكرياته وشخصيته. يقول رايل إن ذلك مثل الجامعة، إن العقل هو مجرد تنظيم لنزعات الجسد الديكارتي. فالأجساد لا تحتاج إلى شبح لتشغيلها. وفقًا لرايل، إن خصائص الشخص تُفهم بشكل أفضل عند اعتبارها صفات تُضفي التعديلات على الجسد، بدلاً من كونها اسمًا (شيئًا) موازيًا له. الذكاء، على سبيل المثال، ليس شيئًا موجودًا بصرف النظر عن الجسد وموازيًا له، بل هو مجموعة من الخصائص التي يمتلكها الجسد. يتضمن الذكاء خصائص مثل المهارة الاجتماعية، وخفة الدم الحاضرة، والقدرة التنظيمية، والقدرة الرياضية، وحس الفكاهة، والموهبة الموسيقية، والوضوح، ومهارة التفكير النقدي، والحساسية الفنية. الشخص الذي لم يظهر أبدًا أيًا من هذه المهارات أو القدرات لن يُدعى ذكيًا؛ وكل من يعتبر ذكيًا يعرض بعض هذه المواهب.
ساهم لودفيج فيتجنشتاين (1889-1951) بحجة ضد اللغة الخاصة. ادعى أنه لكي يكون لرمز أو لكلمة معنى يجب أن يكون هناك اتفاق بين الناس حول ما يعنيه هذا الرمز. كانت فكرة أفلاطون عما يعنيه «المثلث» هي الصورة الذهنية «الداخلية» التي تحدث «في عقلك». على النقيض من ذلك، وفقًا لفيتجنشتاين، فإن «المثلث» هي كلمة عامة تستخدم للتواصل في مجموعة اجتماعية. يتعلم الأطفال تطبيقات المثلث الصحيحة وغير الصحيحة من خلال تصحيحها من قبل الكبار عند استخدامهم للكلمة. وفقًا لفيتجنشتاين «المثلث» ليس له معنى، خارج الاستخدام الاجتماعي. وبالمثل فإنه، ليس للعقل أي معنى بعيدًا عن عن آثاره.
أضاف جون كريسويل سمارت المادية إلى الاختزال العلمي من خلال الادعاء بأن الحالات العقلية يمكن أن تكون -حرفيًا- حالات معينة في الدماغ. مثل، إثارة بعض ألياف c العصبية في دماغ المرء يمكن أن يكون مماثلاً لنوع محدد من الألم. أصبح هذا معروفًا باسم نظرية هوية العقل والدماغ، ولفترة كانت تسيطر على المناقشات الفلسفية حول الأحداث العقلية. ولكن بعدها، حلت مكانها المناقشات التي تدور حول الاستعارات الحاسوبية مثل: الوظيفية، والمادية الاختزالية العصبية، ونظريات التابعية، والثنائية الطبيعية. فلنلقِ نظرة على تلك النظريات الجديدة.
الوظيفية (Functionalism)
الوظيفية هي النظرية القائلة بأن الشيء المهم حول الحالات العقلية ليس مكان حدوثها/وجودها أو ما تتكون منه، ولكن الوظيفة التي تؤديها.
يعتبر آلان تورينج بشكل عام أحد آباء علوم الكمبيوتر، وكان من بين إنجازاته، أن أنتج أول تصميم على الإطلاق لجهاز كمبيوتر يعمل ببرنامج تخزين في ذاكرته (حاسوب البرنامج المخزون). كما جادل بأن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء بكل معنى للكلمة. في ورقته المنشورة عام 1950، قدم وصفًا لسيناريو عُرِف فيما بعد باسم اختبار تورينج. لنفترض أنك تتواصل مع شخصين على الجانب الآخر من الجدار، وأنك تمرر الملاحظات من خلال شقٍ ما، لتكتشف أي الشخصين هو المستجيب لملاحظاتك. الآن، افترض استبدال أحدهما بجهاز كمبيوتر، وأنك لم تعرف بحدوث ذلك. هل لديك أي سبب لتقول إن الشخص الذي كنت تتواصل معه من قبل ذكي ولكن الكمبيوتر ليس كذلك؟
يقول تورينج بأنه لا يمكنك ذلك. إذا كان الذكاء يتألف من قدرتك على حل مسائل الرياضيات، وتتبع الكثير من المعلومات، وتنظيم البيانات، والتعرف على الأنماط المتكررة، ولعب الشطرنج، ويمكن للكمبيوتر القيام بكل هذه الأشياء بشكل أفضل وأسرع مما يمكنك، فلن يكون لديك الحق لتدعي أنك ذكي والكمبيوتر ليس كذلك. الآن بعد هزيمة كاسباروڤ أمام الكمبيوتر «بيج بلو» في لعبة الشطرنج، وخسارة أفضل لاعبي برنامج المسابقات «الخطر» (Jeopardy) أمام الكمبيوتر «واتسون» من شركة «آي بي إم»، تبدو ادعاءات تورينج أكثر إقناعًا.
يساوي تورينج بين الخصائص العقلية والوظائف العقلية، وليس السلوك الملاحظ كما فعل رايل، ولا حالات الدماغ كما فعل سمارت. كما يفترض تورينج أن الوظائف العقلية يمكن أن تسبب السلوك وحالات الدماغ، ولكنها ليست متطابقة مع السلوك أو حالات الدماغ.
جادل هيلاري بوتنام، في كتاباته في السبعينيات، بأن الشعور بالألم قد يكون وظيفة يمكن تحقيقها من حيث المبدأ من خلال مجموعة من رقائق السيليكون أو بعض الأجهزة المادية الأخرى كما هو الحال في الدماغ. وصف بوتنام الفكرة القائلة بأن البشر يمكنهم التفكير ولكن أجهزة الكمبيوتر لا تستطيع، بـ«الشوفينية الهيدروكربونية» (hydrocarbon chauvinism). وزعم أيضًا بإمكانية وصف أي كائن حي بأنه آلي محتمل (probabilistic automaton) أي أنه يعمل كنظام يخضع للتحول من حالة أولية/مدخلات، خلال وظائف المعالجة، إلى حالة الإخراج والتي يمكن التنبؤ بها بدرجات متفاوتة من الدقة. بالنسبة إلى بوتنام فإن جميع الكائنات الحية هي أنظمة تتفاعل سببيًا مع البيئة، ولها أساليب للمعالجة، وتأثيرات ناتجة. (لكنه قد غير رأيه بعد ذلك الحين حول الوظيفية وأصبح براغماتيًا).
أما جيري فودور، فأضاف إلى المنهج الوظيفي شرطًا، هو أن أي وظيفة قادرة على العمل مثل الحالات الدماغية لا بد أن تكون حاسوبية. الخلايا العصبية والتركيبات والأنماط في الدماغ يمكن وصفها من خلال النماذج الرياضية. وبالتالي فإنه إذا ارتبطت الأحداث العقلية وظيفيًا بالدماغ في تطابق وانسجام تناظري، فإنها لابد وأن تكون قابلة للتحقق بلغة الفكر في شكل رياضياتي (التعبير عنها بلغة الأرقام).
يعتبر آلان تورينج بشكل عام أحد آباء علوم الكمبيوتر، وكان من بين إنجازاته، أن أنتج أول تصميم على الإطلاق لجهاز كمبيوتر يعمل ببرنامج تخزين في ذاكرته (حاسوب البرنامج المخزون). كما جادل بأن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء بكل معنى للكلمة. في ورقته المنشورة عام 1950، قدم وصفًا لسيناريو عُرِف فيما بعد باسم اختبار تورينج. لنفترض أنك تتواصل مع شخصين على الجانب الآخر من الجدار، وأنك تمرر الملاحظات من خلال شقٍ ما، لتكتشف أي الشخصين هو المستجيب لملاحظاتك. الآن، افترض استبدال أحدهما بجهاز كمبيوتر، وأنك لم تعرف بحدوث ذلك. هل لديك أي سبب لتقول إن الشخص الذي كنت تتواصل معه من قبل ذكي ولكن الكمبيوتر ليس كذلك؟
يقول تورينج بأنه لا يمكنك ذلك. إذا كان الذكاء يتألف من قدرتك على حل مسائل الرياضيات، وتتبع الكثير من المعلومات، وتنظيم البيانات، والتعرف على الأنماط المتكررة، ولعب الشطرنج، ويمكن للكمبيوتر القيام بكل هذه الأشياء بشكل أفضل وأسرع مما يمكنك، فلن يكون لديك الحق لتدعي أنك ذكي والكمبيوتر ليس كذلك. الآن بعد هزيمة كاسباروڤ أمام الكمبيوتر «بيج بلو» في لعبة الشطرنج، وخسارة أفضل لاعبي برنامج المسابقات «الخطر» (Jeopardy) أمام الكمبيوتر «واتسون» من شركة «آي بي إم»، تبدو ادعاءات تورينج أكثر إقناعًا.
يساوي تورينج بين الخصائص العقلية والوظائف العقلية، وليس السلوك الملاحظ كما فعل رايل، ولا حالات الدماغ كما فعل سمارت. كما يفترض تورينج أن الوظائف العقلية يمكن أن تسبب السلوك وحالات الدماغ، ولكنها ليست متطابقة مع السلوك أو حالات الدماغ.
جادل هيلاري بوتنام، في كتاباته في السبعينيات، بأن الشعور بالألم قد يكون وظيفة يمكن تحقيقها من حيث المبدأ من خلال مجموعة من رقائق السيليكون أو بعض الأجهزة المادية الأخرى كما هو الحال في الدماغ. وصف بوتنام الفكرة القائلة بأن البشر يمكنهم التفكير ولكن أجهزة الكمبيوتر لا تستطيع، بـ«الشوفينية الهيدروكربونية» (hydrocarbon chauvinism). وزعم أيضًا بإمكانية وصف أي كائن حي بأنه آلي محتمل (probabilistic automaton) أي أنه يعمل كنظام يخضع للتحول من حالة أولية/مدخلات، خلال وظائف المعالجة، إلى حالة الإخراج والتي يمكن التنبؤ بها بدرجات متفاوتة من الدقة. بالنسبة إلى بوتنام فإن جميع الكائنات الحية هي أنظمة تتفاعل سببيًا مع البيئة، ولها أساليب للمعالجة، وتأثيرات ناتجة. (لكنه قد غير رأيه بعد ذلك الحين حول الوظيفية وأصبح براغماتيًا).
أما جيري فودور، فأضاف إلى المنهج الوظيفي شرطًا، هو أن أي وظيفة قادرة على العمل مثل الحالات الدماغية لا بد أن تكون حاسوبية. الخلايا العصبية والتركيبات والأنماط في الدماغ يمكن وصفها من خلال النماذج الرياضية. وبالتالي فإنه إذا ارتبطت الأحداث العقلية وظيفيًا بالدماغ في تطابق وانسجام تناظري، فإنها لابد وأن تكون قابلة للتحقق بلغة الفكر في شكل رياضياتي (التعبير عنها بلغة الأرقام).
الاختزال العصبي
يتبنى كل من بول وباتريشيا تشرشلاند موقفًا يسمونه «المادية الاستبعادية» (eliminative materialism)، يجادل بأن مشروع علم الأعصاب سيثبت بالفعل أنه أكثر جذرية مما اعتقده مناصرو نظرية هوية العقل والدماغ مثل سمارت. يدعي الثنائي تشرشلاند أن الحديث عن الحالات العقلية سيتم التخلي عنه تمامًا في آخر الأمر، لصالح وجهة نظر مختلفة جذريًا عن كيفية عمل الدماغ لا تتحدد بواسطة حالات الدماغ.
وفقًا للثنائي، فإن علم النفس الشعبي هو الطريقة التي يفكر بها معظم الناس حول آلية التفكير. لذا على سبيل المثال، يعتقد معظم الناس الآن أن لدينا تيارًا من الوعي يحتوي على صور ومفاهيم لمجموعة متنوعة من الأنماط نمتلك معتقدات ومواقف بشأنها. إن معتقداتنا ومواقفنا تصبغ مشاعرنا؛ بما فيها من حالات عقلية مثل الفرح والحزن والاستياء والقلق والراحة. كما أننا نظن أن الطريقة التي ندرك بها العالم وأنفسنا هي إلى حد كبير تمثيل مباشر لما هو عليه العالم بالفعل؛ لذلك يحتوي العالم على أشياء باردة وساخنة، مخيفة ومريحة، صلبة وناعمة، ملونة، لها أشكال، وأحيانًا تكون أجسادنا على هذا الحال أيضا. لكن ذلك غير صحيح، وفقًا لتشرشلاند. وهو ليس فقط مضللًا نوعًا ما مثل الخريطة غير الواضحة في تمثيلها السيء لبعض أماكن التضاريس. بل إنه خاطئ تمامًا، مثل خطأ فكرة التلبس الشيطاني للإنسان في تفسير المرض العقلي.
يشير بول تشرشلاند إلى الكيفية التي تغير بها الثورات العلمية الجذرية من طريقة تفكير الناس في الأشياء. عندما تم استبدال نظريات أرسطو في الفيزياء بفيزياء نيوتون، فإن أفكارًا مثل «أن الحركة الطبيعية دائرية» لم تعد ذات قيمة. وبالمثل، لا يعترف العلم الآن بالفلوجستون، وشخصية وأنماط الشخصيات كالشخصية النارية، والتلبس الشيطاني. ويتوقع تشرشلاند أنه بنفس الطريقة، في مرحلة ما في المستقبل القريب، لن يحاول الناس حتى الاستبطان لمعرفة حالهم. تمامًا كما قد يقول طبيب نفساني الآن لمريض مكتئب أن يتوقف عن القلق بشأن سبب إصابته بالاكتئاب ويأخذ بعض مضادات الاكتئاب، بالمثل في المستقبل، قد يكتشف الناس حالهم العقلي من خلال إجراء فحص بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية وترك مهمة تحليل البيانات لحاسوبهم الشخصي. لن يكون للتحليل الناتج أي شيء مشترك مع «أنا حزين لأن قطتي ماتت» أو «أنا مبتهج بمنظر غروب الشمس الجميل».
يقدم تشرشلاند ثلاث حجج لصالح المادية الاستبعادية. أولًا: إن علم النفس الشعبي يفشل في تفسير بعض الأنشطة الشائعة مثل النوم والتعلم والذكاء والأمراض العقلية. ونظرًا لأن علم النفس الشعبي موجود منذ آلاف السنين، فلا يعوزه الوقت لمعرفة التفاصيل التي يعاني منها، بل هو فقر توضيحي. وثانيًا: يدعم تاريخ الأفكار أقصاء الأطر المفاهيمية القديمة. الأفكار الشعبية عن الحركة تم استبدالها بالكامل بفزياء نيوتن، ولم يتبقى منها أي أثر. والأفكار الشعبية عن علم الكونيات والنار والحياة أصبحت الآن جنونية بشكل متساوي.
إن ظواهر الذكاء الواعي أكثر تعقيدًا وصعوبة في الفهم من أي مما سبق، لذلك يبقى احتمال ضئيل أن تكون أفكارنا الشعبية حول الوعي صحيحة. وأخيرًا: إنه من غير المحتمل بشكل كبير أن يُختزَل علم النفس الشعبي إلى علم الأعصاب. فالاختزال يتطلب أن تعكس المبادئ وأنواع الأشياء المحددة في إحدى النظريات إلى حد بعيد تلك الموجودة في النظرية المختزلة. ولا يُرجح أن يقوم علم البيولوجيا العصبية بذلك.
يضيف دانييل دينيت إلى مشروع تشرشلاندز ادعاءً مفاده أن النظر إلى نظام ما على إنه نظام قصدي وعقلاني هو ببساطة مسألة اتخاذ موقف محدد في ضوء النظام. ورؤية بيج بلو -الكمبيوتر الذي يلعب الشطرنج- على إنه عقلاني وتفسير حركته على أنه يخطط لمهاجمة الوزير، هو ببساطة اعتراف بأننا لا نعرف التصميم أو السمات المادية لبيج بلو التي أنتجت السلوك الذي نلاحظه، وبالتالي فإن السلوك يبدو عقلانيًا. يرى دينيت، الأنظمة المعقدة تبدو قصدية عند النظر إليها «من أعلى إلى أسفل»، وتبدو ميكانيكية عند النظر إليها «من أسفل إلى أعلى». بالنسبة إلى دينيت، لا يمكن للعملاء*، والقصدية، والمعاني في اللغة، والكيفيات الظاهرة، والذكاء فيما هو مجرد، والكيانات العقلية بشكل عام، أن تلعب أي دور هندسي في تفسير عمل أي نظام، سواء كان بشريًا أو غيره. لذلك، في جميع الحالات التي تبدو عقلانية، يمكن أن تتحلل العوامل الظاهرة إلى أجزاء ميكانيكية.
وفقًا للثنائي، فإن علم النفس الشعبي هو الطريقة التي يفكر بها معظم الناس حول آلية التفكير. لذا على سبيل المثال، يعتقد معظم الناس الآن أن لدينا تيارًا من الوعي يحتوي على صور ومفاهيم لمجموعة متنوعة من الأنماط نمتلك معتقدات ومواقف بشأنها. إن معتقداتنا ومواقفنا تصبغ مشاعرنا؛ بما فيها من حالات عقلية مثل الفرح والحزن والاستياء والقلق والراحة. كما أننا نظن أن الطريقة التي ندرك بها العالم وأنفسنا هي إلى حد كبير تمثيل مباشر لما هو عليه العالم بالفعل؛ لذلك يحتوي العالم على أشياء باردة وساخنة، مخيفة ومريحة، صلبة وناعمة، ملونة، لها أشكال، وأحيانًا تكون أجسادنا على هذا الحال أيضا. لكن ذلك غير صحيح، وفقًا لتشرشلاند. وهو ليس فقط مضللًا نوعًا ما مثل الخريطة غير الواضحة في تمثيلها السيء لبعض أماكن التضاريس. بل إنه خاطئ تمامًا، مثل خطأ فكرة التلبس الشيطاني للإنسان في تفسير المرض العقلي.
يشير بول تشرشلاند إلى الكيفية التي تغير بها الثورات العلمية الجذرية من طريقة تفكير الناس في الأشياء. عندما تم استبدال نظريات أرسطو في الفيزياء بفيزياء نيوتون، فإن أفكارًا مثل «أن الحركة الطبيعية دائرية» لم تعد ذات قيمة. وبالمثل، لا يعترف العلم الآن بالفلوجستون، وشخصية وأنماط الشخصيات كالشخصية النارية، والتلبس الشيطاني. ويتوقع تشرشلاند أنه بنفس الطريقة، في مرحلة ما في المستقبل القريب، لن يحاول الناس حتى الاستبطان لمعرفة حالهم. تمامًا كما قد يقول طبيب نفساني الآن لمريض مكتئب أن يتوقف عن القلق بشأن سبب إصابته بالاكتئاب ويأخذ بعض مضادات الاكتئاب، بالمثل في المستقبل، قد يكتشف الناس حالهم العقلي من خلال إجراء فحص بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية وترك مهمة تحليل البيانات لحاسوبهم الشخصي. لن يكون للتحليل الناتج أي شيء مشترك مع «أنا حزين لأن قطتي ماتت» أو «أنا مبتهج بمنظر غروب الشمس الجميل».
يقدم تشرشلاند ثلاث حجج لصالح المادية الاستبعادية. أولًا: إن علم النفس الشعبي يفشل في تفسير بعض الأنشطة الشائعة مثل النوم والتعلم والذكاء والأمراض العقلية. ونظرًا لأن علم النفس الشعبي موجود منذ آلاف السنين، فلا يعوزه الوقت لمعرفة التفاصيل التي يعاني منها، بل هو فقر توضيحي. وثانيًا: يدعم تاريخ الأفكار أقصاء الأطر المفاهيمية القديمة. الأفكار الشعبية عن الحركة تم استبدالها بالكامل بفزياء نيوتن، ولم يتبقى منها أي أثر. والأفكار الشعبية عن علم الكونيات والنار والحياة أصبحت الآن جنونية بشكل متساوي.
إن ظواهر الذكاء الواعي أكثر تعقيدًا وصعوبة في الفهم من أي مما سبق، لذلك يبقى احتمال ضئيل أن تكون أفكارنا الشعبية حول الوعي صحيحة. وأخيرًا: إنه من غير المحتمل بشكل كبير أن يُختزَل علم النفس الشعبي إلى علم الأعصاب. فالاختزال يتطلب أن تعكس المبادئ وأنواع الأشياء المحددة في إحدى النظريات إلى حد بعيد تلك الموجودة في النظرية المختزلة. ولا يُرجح أن يقوم علم البيولوجيا العصبية بذلك.
يضيف دانييل دينيت إلى مشروع تشرشلاندز ادعاءً مفاده أن النظر إلى نظام ما على إنه نظام قصدي وعقلاني هو ببساطة مسألة اتخاذ موقف محدد في ضوء النظام. ورؤية بيج بلو -الكمبيوتر الذي يلعب الشطرنج- على إنه عقلاني وتفسير حركته على أنه يخطط لمهاجمة الوزير، هو ببساطة اعتراف بأننا لا نعرف التصميم أو السمات المادية لبيج بلو التي أنتجت السلوك الذي نلاحظه، وبالتالي فإن السلوك يبدو عقلانيًا. يرى دينيت، الأنظمة المعقدة تبدو قصدية عند النظر إليها «من أعلى إلى أسفل»، وتبدو ميكانيكية عند النظر إليها «من أسفل إلى أعلى». بالنسبة إلى دينيت، لا يمكن للعملاء*، والقصدية، والمعاني في اللغة، والكيفيات الظاهرة، والذكاء فيما هو مجرد، والكيانات العقلية بشكل عام، أن تلعب أي دور هندسي في تفسير عمل أي نظام، سواء كان بشريًا أو غيره. لذلك، في جميع الحالات التي تبدو عقلانية، يمكن أن تتحلل العوامل الظاهرة إلى أجزاء ميكانيكية.
التابعية (Supervenience)
يتفق دونالد ديفيدسون وجايغونج كيم مع الاختزاليين في أن وحدها المبادئ المادية والميكانيكية تفسر أي شيء. لكنهما يصران على أن التجارب الحسية -مثل تجربة رؤية غروب الشمس- تضيف شيئًا إلى حياة الإنسان قد يفتقر إليه الكمبيوتر. يقول كل من كيم ودافيدسون أن الكيفيات الحسية هي خصائص تابعة للدماغ: الخصائص الناشئة ببساطة جراء العمليات الفيزيائية التي تحدث في الدماغ. ويمكن فهم تابعية الظواهر العقلية على نشاط الدماغ، بتشبيهها بالدخان الناتج عن الحرائق: فالدخان لا يؤثر على النار بشكل سببي، ولكنه سيكون موجودًا كناتج ثانوي لنشوب الحريق. وبهذه الطريقة تجنب هؤلاء الفلاسفة إنكار حقيقة التجربة العقلية، لكن خصائص الظواهر التابعية هنا لا تلعب دورًا سببيًا في التفكير أو الفعل. فهذه النظرة التابعية، عن الظواهر العقلية التي تكون خصائص دماغية غير فعالة سببيا، تشبه أحد مذاهب فلسفة العقل المسمى الظاهرة الثانوية (Epiphenomenalism).
الثنائية الطبيعية والمشكلة الصعبة
يجادل ديفيد تشالمرز بأن الاختزال المادي من النوع الذي ينادي به الثنائي تشرشلاند يتجاهل أمورًا كثيرة، ولا يمكنه التعامل مع حقيقة أن البشر يستمتعون بغروب الشمس. يتفق تشالمرز مع توماس ناجيل على أن ثمة شعور يتعلق بكونك خفاشا أو إنسانًا، ولكن قد لا يكون هناك شيء يشبه أن تكون جهاز تلفزيون. (لكن يظل الكمبيوتر في هذا الصدد سؤالاً مفتوحًا).
يجادل تشالمرز بأن الوظيفيين والاختزاليين لا يتناولون إلا «المشكلات السهلة» للوعي. ومشكلات مثل كيف يتعلم الكائن الحي، وكيف تعمل آليات الإحساس، وكيف يعالج الدماغ المدخلات الحسية وما شابه، تعد كلها تساؤلات ميكانيكية حول الوظائف العضوية، لذلك كما يتوقع المرء، فإن التفسيرات الميكانيكية كافية لشرحها. لكن المشكلة الصعبة، وفقًا لتشالمرز، هي لماذا يجب أن يكون أي من هذه الأحداث مصحوبًا بتجربة استثنائية-ذاتية: مثل رؤية اللون الأحمر، على سبيل المثال. فيجادل بأنه لا توجد حقائق فيزيائية عن الدماغ، تدعم النتيجة القائلة بأن التجارب العقلية لابد أن تحدث مصاحبة للأحداث وفقط هذه الأحداث الفيزيائية في الدماغ. بعبارة أخرى، لا يوجد شيء خاص فيزيائيًا حول الدماغ يفسر حدوث هذه التجارب. ويضيف في رفض المذهب السلوكي، إلى أن منظور الشخص الأول مطلوب حتى لمعرفة أن هذه التجارب الاستثنائية تصاحب الأحداث الفيزيائية.
يجادل تشالمرز من أجل أحد أشكال الثنائية يسميه «الثنائية الطبيعية». ويجادل بأن تفسير الوعي بالكامل يتطلب أخذ التجربة العقلية على محمل الجد. ولكن، على عكس أفلاطون وديكارت، يعتقد تشالمرز أن الظواهر الواعية تعتمد على وجود الحالات الدماغية. بمعنى أن العلاقة بين الحالات العقلية وأساسها (الكيميائي العضوي) قابلة للاكتشاف علميًا. فضلًا عن ذلك، يجب أن تعكس الحالات الواعية الوظائف التي تنجز عن طريق الكيمياء العضوية بطرق مهمة. يطلق تشالمرز أيضًا على مذهبه «الوظيفية غير الاختزالية».
يجادل تشالمرز بأن الوظيفيين والاختزاليين لا يتناولون إلا «المشكلات السهلة» للوعي. ومشكلات مثل كيف يتعلم الكائن الحي، وكيف تعمل آليات الإحساس، وكيف يعالج الدماغ المدخلات الحسية وما شابه، تعد كلها تساؤلات ميكانيكية حول الوظائف العضوية، لذلك كما يتوقع المرء، فإن التفسيرات الميكانيكية كافية لشرحها. لكن المشكلة الصعبة، وفقًا لتشالمرز، هي لماذا يجب أن يكون أي من هذه الأحداث مصحوبًا بتجربة استثنائية-ذاتية: مثل رؤية اللون الأحمر، على سبيل المثال. فيجادل بأنه لا توجد حقائق فيزيائية عن الدماغ، تدعم النتيجة القائلة بأن التجارب العقلية لابد أن تحدث مصاحبة للأحداث وفقط هذه الأحداث الفيزيائية في الدماغ. بعبارة أخرى، لا يوجد شيء خاص فيزيائيًا حول الدماغ يفسر حدوث هذه التجارب. ويضيف في رفض المذهب السلوكي، إلى أن منظور الشخص الأول مطلوب حتى لمعرفة أن هذه التجارب الاستثنائية تصاحب الأحداث الفيزيائية.
يجادل تشالمرز من أجل أحد أشكال الثنائية يسميه «الثنائية الطبيعية». ويجادل بأن تفسير الوعي بالكامل يتطلب أخذ التجربة العقلية على محمل الجد. ولكن، على عكس أفلاطون وديكارت، يعتقد تشالمرز أن الظواهر الواعية تعتمد على وجود الحالات الدماغية. بمعنى أن العلاقة بين الحالات العقلية وأساسها (الكيميائي العضوي) قابلة للاكتشاف علميًا. فضلًا عن ذلك، يجب أن تعكس الحالات الواعية الوظائف التي تنجز عن طريق الكيمياء العضوية بطرق مهمة. يطلق تشالمرز أيضًا على مذهبه «الوظيفية غير الاختزالية».
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : فلفسة العقل
|
المصدر : المنتدي العام