hmad alshooog
نجوم المنتدي
-
- إنضم
- 20 أغسطس 2021
-
- المشاركات
- 9,652
-
- مستوى التفاعل
- 9,235
- مجموع اﻻوسمة
- 4
القصيده اليتيمه قصيدة ( لا تعذليه ) لابن زريق البغدادي
لا تعذليه فإن العذل يوجعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حدا أضر به
من حيث قدرت أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا
من عذله فهو مضنى القلب موجعه
قد كان مضطلعا بالخطب يحمله
فضيقت بخطوب الدهر أضلعه
يكفيه من لوعة التشتيت أن له
من النوى كل يوم ما يروعه
ما اب من سفر إلا وأزعجه
رأي إلى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو في حل ومرتحل
موكل بفضاء الله يذرعه
إن الزمان أراه في الرحيل غنى
ولو إلى السند أضحى وهو يزمعه
قصة حياة شغفها الأمل والعمل، فقد دفعه الأمل في الغنى وراحة باله وزوجته
التي طالما أحبها للرحيل والتغرب في الأندلس، ورغم رفض زوجته لفكرة
رحيل زوجها و تشبثها به مكتفية بالرزق القليل الذي كان قد قدر لهما،
إلّا أنّ ابن زريق لم يثنه عن عزيمته على الرحيل شيء، فقد بلغ الأمل منه مبلغه
حتى ساقته خطاه، للانغماس في مشاق السفر ومعاناة الغربة وما جرته عليه من ألم وحنين
، متزودًا بما أتيح له من موهبة الشعر والنظم، قاصدًا للتكسب من خلالها
ولعل لسانه قد طرق قلوب الأمراء والخلفاء في الأندلس، إلّا أنّه لم يلتمس منهم
ما يسد رمقه ويخفف عنه وطأة غربته، وسرعان ما ساوره الندم وقت مدحه للأمير
أبي الخير عبد الرحمن الأندلسي، حيث بخسه أجره، ولم يحسن مكافأته،
فانطلق من قصره خائبًا نادمًا يقلب كفيه على ما مضى من أيامه الخوالي برفقة زوجته،
ولعل هذه الخيبة قد أثارت في ذاكرته نصائح زوجته له بعدم الرحيل وتشبثها به وقتئذ،
وعناده وإصراره على الرحيل فأشعل ذلك قريحته الشعرية واستفزه
ليكتب خطابه الأخير لزوجته البعيدة معتذرًا لها على سوء قراره وبعده عنها
وتغربه على غير فائدة، وقد وجد خطابه الشعري الأخير لا تعذليه بجواره وقد فارق الحياة.

اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : القصيده اليتيمه قصيدة ( لا تعذليه ) لابن زريق البغدادي
|
المصدر : منتدى الهمسات المنقولة والخواطر