كيف أبوح لك؟
وأنت الذي اختبأ في زوايا روحي، تلوح لي صورك في كل لحظة، في كل زاوية من زوايا الليل، كأنك نسمةٌ تمر على شفاهي دون أن تترك أثراً، ومع ذلك، يظل شعرك يمر في خاطري، في تسلسلٍ لامتناهٍ، لا يمكنني أن أوقفه. كيف أبوح لك عن هذا السر الذي يسكنني، عن هذا الشوق الذي ينمو في قلبي كزهرةٍ محجوزة بين فصولٍ لا تعترف بالوقت؟
كنتَ هناك، في كل تفاصيل حياتي الصغيرة، في تلك اللحظات التي كنتُ أبحث فيها عنك بين الكلمات، بين الحروف التي لا تصل، بين الغيوم التي لا تهبط أبداً لتسقي أرضي. كنتُ أكتب لك في أوراقٍ لم أرسلها، في رسائل لم أتمكن من الإقدام على إرسالها، لأنني كنت أخشى أن تكون الإجابة... صمتًا.
كيف أبوح لك وأنت بعيدٌ جداً؟ هل سيصل إليك كلامي، أم سيظل كسرابٍ يبتعد كلما اقتربت؟ هل ستفهم حروفي كما يفهم العاشق نبضات قلبه، أم سيكون حديثي مجرد هواجس تائهة في فضاء لا نهاية له....
وكيف أبوح لك .......