من قصص الحرب. حصري

[جاروط]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي ابتلانا فنسأله السلامة
و الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و سلم تسليماً
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هذه المساحة كنت قد نويت أن اخصصها لبعض قصص الحرب في السودان إلا أني رأيت أن أتركها مفتوحة لكل من أن يضع قصة من تلك القصص و باختصار إذا أمكن و السرد قد يكون فيه نوع من الإبداع الفني في هذا المجال
مع أجمل الأمنيات لكم بحياة سعيدة
حفظكم الله

 

[جاروط]

حكي أحدهم قصة طريفة عن الحرب قال:
نزح أحد الاستشاريين في الطب إلى أحدى المدن الآمنة و التحق بالمستشفى الحكومي عارضا خدماته و في يوم من الأيام جاءه مريض لإحراء عملية عاجلة و لكن المبلغ الذي حددته المستشفى كان فوق قدراته، فوق حائرا و فجاءة سمع صوتا يصرخ:
هذه عربتي! هذه عربتي!!
فخرج يستجلي الأمر و كان أن الدكتور واقفا أمام العربة مذهولا و هو مازال يردد هذه عربتي!
يا دكتور؟
نعم
أين أوراق عربتك؟
معي
و هذه هي عربتك؟
خذ هذا هو مفتاحها
و سلمه مفتاح العربة وسط ذهول الجميع.
فليحكي لنا كل قصته

عندما سمعت دووي المدافع لم أفكر إلا في أسرتي، ركبت سيارتي على وجه السرعة من المستشفى إلى البيت، وجدت زوجتي و أولادي في سيارة زوجتي، ركبنا سيارة زوجتي و خرجنا بما علينا من ملابس لم نحمل شيئا.

المريض بعد بدأ المعارك مرت ثلاثة أيام كنت أبحث عن طريق للخروج مع أولادي و لكن لم نجد مواصلات و في اليوم الرابع و أنا عائد من منطقة كانوا قد وصفوها لنا بأنها منطقة تجمع لمن يريد الخروج من العاصمة.
فإذا هذه السيارة بجانب الطريق و المفتاح بها.
توكلت على الله و قلت دي وسيلة للخروج تنتهى الحرب نرجعها مكانها.
فكانت وسيلة نجاتنا.

قال الدكتور سبحان الله هذا فضل الله ساجري لك العملية على حسابي

 

[جاروط]

خرجت من بيتها على عجل
لم تستطع حمل شيئا غير ابنها في حضنها و لا تدري إلى أين تتجه!
تركت الأمر لرجليها و على الله توكلت
ساقتها قدماها إلى أراضي و مزارع
تغوص أحيانا في وحل المزارع
و حينا تتعثر خطواتها و لكنها تصر على أن يصاب طفلها بشيء
كانت تحميه بيديها و حضنها
سمعت أصوات كلاب تنبح فاتجهت نحوها
فجأة وقعت على الأرض
و لم تدر كم مر عليها من الوقت
حين استيقظت و طفلها ليس في حضنها
تنبهت لها صاحبة الدار
قالت لها: طفلك في أيدي أمينة
لا تخافي إنه يلعب مع الشفع
نظرت حولها
لم تسمع صوت الحرب
سألت صاحبة البيت: أنا وين؟
أنتي في قرية تبعد عن بلدك تلات أيام
و كيف وصلت؟
قالت لها صاحبة البيت:
وجدك زوجي قرب المزرعة
فناداني
جيت جاريه جري لقيتك في غيبوبة
قال لي: المسكينة دي بتكون جابتها الحرب.... أكرميها
و قمنا بالواجب و انتي في أمان البيت بيتك
تقعدي معانا لحدي ما ربنا يهون

 

[جاروط]

قالت لي و الدمع يأبى أن ينزل عن عينيها
اغتصبوا بناتي الثلاثة أمام عيني
و قتلوا زوجي
ثم تركونا في العراء
لا زاد و لا ماء

 

[جاروط]

جاء إلى صاحبة الطعمية و جلس على الأرض بقربها و قال لها بصوت واهن ضعيف لا يكاد يخرج من بين شفتيه و قد ساعده بإشارة من يديه أن تعطيه رغيفتين
حشت له الطعمية في رغيفتين، التهم الأولى في ثواني
نظر إليه رجل كبير كان يجلس بالقرب من ست الطعمية و سأله:
من أين أتيت يا ابني؟
قال له هو ممسك بالرغيفة الثانية:
من الخرطوم يا عم
و جيت بشنو
والله يا عم تلاته يوم جاري بي كرعي ـ و رفع له رجليه فإذا هن بلا حذاء ـ
رد عليه الشيخ الكبير
يا ابني كل على راحتك و بعدين شايف الهباب داك ـ و اشار إليه إلى عنقريب صغير أمام أحد الدكاكين ـ بعد ما تاكل تعال اخد راحتك شويه.
و قال ل ست الطعمية: الحساب علي انا ما تشيلي منو بس خلي ياكل لحدي يشبع.

 

[جاروط]

كانت تصلي في صلاو العشاء عجوز في التسعينيات من عمرها حين ألقت عليها الطائرة برميل متفجرات

 

[جاروط]

نظر إلى و الدمعة في عينيه تتمنع، كأنها تقول له: تجلد إنها ليست آخر الأحزان و لكنها سوف تصبح ذكريات.
تخيل يا ابني ـ هكذا تعود أن يناديني ـ نهبوا البيت كله حتى الأبواب و الشبابيك!
قلت له مواسيا: الحمد لله، تركوا لك الحيط واقفة.
قال لي: الحرب لم تنته بعد، و استطرد باسما.
ربما تقع فيهو دانه تخلي حفره

 

[جاروط]

يا استاذ.... يا استاذ... يا استاذ
هكذا ناداني تلميذ بالصف الاول و أنا في طريقي للمدرسة.
ذهبت إليه في عجل مخافة أن يكون قد أصابه مكروه.
قال لي: تعال شوف الناس ديل! قلت ليهم ارح معاي البيت ابوا!
نظرت إليهم وجدت إمرأة فرشت طرف ثوبها لطفلها و هي ممسكة بتوأمه الأخر ترضعه و هي جالسة في طرف الشارع على حافة المصرف.
أين زوجك؟
هداك و أشارة إلى شاب في منتصف الثلاثينيات جالس في حيرة لا يدري ما يفعل.
ذهبت إليه و قلت له: ما تشيل هم يا ود العم، سوق مرتك و اولادك و امشي مع ولدي دا بيتم. الزول دا من قبيل عزمكم.
تردد قليلا، و لكني عاجلته قائلا: لا تخف انت وسط أهلك، إن شاء الله نجد لك مأوى. هسي طيب خاطر الرجل الصغير دا.
ابتسم تلميذي و قال له: ارح

هكذا حكى أحد الزملاء

 

[جاروط]

نحن اسره نازحين وكنا بنفتش فى بيت إيجار ، فى واحد أجر لينا بيت عمتو كانت مقيمة في قطر ورجعت فجأة من السفر وفتحت باب البيت بمفتاحها وشايلة شنطها حقت السفر وبقت تكورك انتو منو والدخلكم بيتى شنو وانزعجت جدا ولا هى فاهمه حاجه ولانحن فاهمين
المهم هدينها وبرواقة كدة حكينا ليها القصة عرفت انو ود اخوها أجر لينا البيت بدون علمها ونحن ماعارفين وهو كمان ما اتوقع انها ترجع قريب.
ولما عرف انها وصلت هرب ولاية تانية وقفل تلفونو لانه ماخد قروش الإيجار مقدم لكم شهر ومحرج من عمتو ومن تصرفه لانه ما استأذنها.
المهم ست البيت طلعت اصيلة وكريمة جدآ واتفهمت الوضع
واننا نازحين من الخرطوم بسبب الحرب وقعدت معانا فى البيت وفضينا ليها غرفة واتفهمت الظروف النحن فيها وحلفت يمين اننا مانطلع من البيت وقالت لينا انتو ربنا رسلكم لى وضيوفي وماف زول بطرد ضيوفه وحقيقة نحن كنا محرجين جدا من الموقف البايخ الدخلنا فيهو ولد اخوها ونحن ماعارفين حاجه.
المساء اتفاجأنا انها فتحت الشنط بتاعتها ووزعت لينا ملابس جديدة وادت اي واحد من اولادي لبسة وهدايا.
وشاركتنا المواد التموينية الجايباها معاها من الخارج وطلبت مننا نأخد راحتنا بالكامل ونعتبر البيت زى بيتنا.
وتانى يوم جابت ليها خروف ضبحته وقالت لينا دى كرامه ليكم ولى عيالكم انكم طلعتوا سالمين من الحرب وما جاتكم حاجه ، وكل الجيران كانوا مفتكرين إننا من اهلها وجابتنا ليها ظروف الحرب وماف زول مصدق إننا غرباء ويادوب اتعرفنا ^_^


#منقول_بحب❤

 

[جاروط]

لقد اصابتني العين يا أمي لقد اصبحت لا اتذوق طعم اي من السعادة ي يمه مشتاقين كتيــــــــــــــــــــــر والله
6 شهور ع فراقك وم حصل لحظة خيالك فارقني ربنا يصبرني ويجعل مثواك الفردوس الاعلي.
لما أمي ماتت كنت بعاين للكفن نظرة رهيبة شعور عمري في حياتي ما حسيتو
اللحظه دي وقف عندها عمري كلو.. اللحظه اللي كل الناس فيها بتكون في دنيا وانا كنت في دنيا تانيه خالص..
الناس كل همها أمي ح تندفن متين ووين وهل القبر جاهز ؟
وانا كنت بفكر يعني كده خلاص ما ح اشوفها تاني؟
ما ح احس بصوتها؟
ولا افرح بضحكتها؟

طيب اقدر اعمل شنو في اللحظه دي عشان اشبع منها بسرعه قبل ما تندفن ،
طيب حاقدر افك الكفن من وشها اشوفها ولو مرة أخيرة ؟
كان الجواب لا خلاص وادعي ليها وما تبكي..
كل الناس موجوده قدامي بفتش عليها فيهم لاقيت البيبكي والبيدعو الكل مستوعب انك مفارقه إلا أنا كنت ببكي وفي نفس الوقت ما مصدقه وكأني في حلم بيخنقني ونفسي زول يصحيني منو..
بشوفك في عيون الناس الحزينه يمكن الاقيك لاقيتهم كلهم وانت ما موجودة..
كلمة أمك ماتت
ادعي ليها صعبة شدييييد ووجعت قلبي لما سمعتها..
يعني بجد خلاص ماتت ؟

عاينت للجثمان وانا بكلم نفسي وبتمني هو ينفع تتكلم كلمه واحده بس اشبع منها من صوتها الما ح اسمعو تاني؟ ....
.
وقدر ما كنت متصبره شويه بس الحرب دي اسرت فيني شديد يعني لو كنت في بيتنا في الخرطوم على الاقل زي البحسها انو هي معاي بس قصة انو انا اسافر انا وابوي واخواني وهي في نفس الوقت ما معانا دي صعبه شديد
"الموت مُصيبة وأعظم مُصيبة ممكن تصيب المؤمن"..
أي إنسان فقد امه ح يفضل في قلبه حُزن مهما الأيام فرحتو
ربنا يرحمك يا بمه ويغفر ليك ويسكنك الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء ‏
اللهم طمأنينة تُحيط قبور من فقدناهم، اللهم نعيم يحفّهم، و أنهار تسرّ ناظرهم، اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين و آنس وحشتهم يارب يا رحيم .

♥♥♥♥
هكذا كتبت ابنة اختي بعد مرور ستة شهور من رحيل والدتها التي فقدتها و هي في طريقها إلينا
رحلت والدتها قبل ان تصل إلى البيت الكبير.
لا في بيت ابيها و لا في بيتها
انتقلت حيث أمر ربها
عليها رحمة الله و رضوانه

 

[نبع ايزيس]

سرد راقى
ومميز استاذى الفاضل
بورك الطرح

 

[جاروط]

سرد راقى
ومميز استاذى الفاضل
بورك الطرح

تسلمي يارب
هذا من ذوقك الراقي

ودي و احترامي
حفظك الله ♥

 

[جاروط]