-
- إنضم
- 8 مارس 2023
-
- المشاركات
- 23,910
-
- مستوى التفاعل
- 21,084
- مجموع اﻻوسمة
- 15
أم المؤمنين جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها ( خاص بالمسابقة)
أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :
وممن نال شرف الإنتساب إلى زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمهات المؤمنين - رضي الله عنهن – في بيت النبوة الطاهر :
أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث
رضي الله عنها
رضي الله عنها
وكان اسمها برّة فغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمها، وسماها جويرية، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان اسمها برّة، فحوّلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمها وسماها جويرية، وكان يكره أن يقال : خرج من عند برّةّ) [أخرجه مسلم في الآداب برقم 2140].
نسبها : هي أم المؤمنين العربية الخزاعية المصطلقية جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار رضي الله عنها
اسم أبيها : الحارث بن أبى ضرار بن حبيب بن عائد بن مالك بن جذيمة؛ وهو المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو - وهو خزاعة – بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ماء السماء.
و كان أبوها الحارث بن أبى ضرار : سيدًا مطاعًا في قومه "بني المصطلق"
أسلم الحارث وأسلم معه ابنان وناس من قومه. انظر : [سيرة بن هشام جـ 2 ص 294].
زواجها قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كانت السيدة جويرية - رضي الله عنها – قبل أن تتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - متزوجة من ابن عمها "مسافع بن صفوان بن أبي الشّـفـَر". انظر : [سير أعلام النبلاء (2/ 262)] و [الإصابة (12/ 184)].
وقد قُتل كافرًا في غزوة بنى المصطلق في السنة الخامسة للهجرة، وقيل في السنة السادسة للهجرة على خلاف في تحديد سنة الغزوة. وذلك حين خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - لقتال بنى المصطلق لمّا بلغه أنهم جمعوا الجموع لغزو المدينة، استعدادا لقتال المسلمين بقيادة زعيمهم الحارث بن أبي ضرار، فتحرك سريعًا نحوهم وباغتهم في ساعة لم يتوقعوها عند بئر المريسيع.
قال ابن هشام – رحمه الله تعالى - : [وكان شعار المسلمين يوم بني المصطلق : "يا منصور ! أمِت أمِت"] انظر : [السيرة النبوية جـ 2 ص 294].
فتفرقوا وَوَلَّـواْ الأدبار، فقتل من قتل منهم، وأسر من أسر، ونصر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهزم الكفار، وغنم المسلمون الأموال وأُخِذت نساؤهم سبايا، ومنهن : أم المؤمنين السيدة جويرية - رضي الله عنها – .
روى أبو داود – رحمه الله تعالى - في سننه قال : "حدثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا بن عون قال : [كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال، فكتب إلي أن ذلك كان في أول الإسلام وقد أغار نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على بني المصطلق وهم غارّون*، وأنعامهم تسقي على الماء، فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم ، وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث ، حدثني بذلك عبد الله وكان في ذلك الجيش] قال الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - : صحيح . انظر : [سنن أبي داود 3/ 42 رقم 2633].
* غارّون : أي غافلون
زواجها برسول الله - صلى الله عليه وسلم
تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين "السيدة - جويرية - رضي الله عنها –" بعد غزوة بنى المصطلق.
رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكرم خلقه، وصواب رأيه، ودقة ملاحظته أن يكرم السيدة جويرية - رضي الله عنها – بعد سبيها، ويرفع من شأنها، وينزلها منزلتها اللائقة بها، لكوْنها ابنة ً لرئيس قومها أو قبيلتها، فعرض عليها أن يدفع عنها كتابتها ويتزوّجها.
فما أحرى الدعاة إلى الله وولاة الأمور المخلصين أن يتخلقوا بأخلاق سيد الأنبياء والمرسلين – حبيبنا ونبينا الصادق الأمين محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فضلـــــها
1. أنها من أمهات المؤمنين أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في الدنيا والآخرة ، فقد رضيت السيدة جويرية - رضي الله عنها- برسول الله - صلى الله عليه وسلم -زوجا ،واختارتْ جوار اللَّه – تبارك وتعالى - وجوار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
2 . وكانت في العشرين من عمرها حين تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - . فقد قالت : - رضي الله عنها - : ( تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأنا بنت عشرين ) انظر : [سيرأعلام النبلاء 2/ 263].
كانت في العشرين من عمرها حين تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لكنها كانت أعظم النساء بركةً على قومها، أعتق بسبب زواجها برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئة من قومها.
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : [ لما قسّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا بنى المصطلق، وقعت جويرية بنت الحرث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس، أو بن عم له، فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة ملاّحة، تأخذها العين، قالت عائشة - رضي الله عنها - : فجاءت تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتابتها، فلما قامت على الباب، فرأيتها كرهت مكانها، وعرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيرى منها مثل الذي رأيت، فقالت : يا رسول الله ! أنا جويرية بنت الحرث، وإنما كان من أمري ما لا يخفى عليك، وإني وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، وإني كاتبت على نفسي، فجئتك أسألك في كتابتي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهل لك إلى ما هو خير منه ؟ قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. قالت : قد فعلت، قالت : فتسامع - تعني الناس - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تزوج جويرية ، فأرسلوا ما في أيديهم من السبي فأعتقوهم، وقالوا أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، أعتق في سببها مائة أهل بيتٍ من بني المصطلق ] قال أبو داود - رحمه الله تعالى - : هذا حجة في أن الوليّ هو يزوج نفسه) حديث حسن. انظر : [سنن أبي داود [4/ 22] و السيرة النبوية لابن هشام [ 2/ 294 ــ 295 ].
وفي رواية أخرى لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها قالت
لما قسّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، وكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاّحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تستعينه في كتابتها قالت : فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت، فدخلت عليه فقالت : يا رسول الله ! أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي ، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال : فهل لك في خير من ذلك ؟ قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : أقضي كتابتك وأتزوجك، قالت : نعم يا رسول الله، قال : (قد فعلت) قالت : وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج. فقال الناس : أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلوا ما بأيديهم قالت : فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها ) رواه [أحمد في مسنده] انظر : [إرواء الغليل 5/ 83 رقم 1212].
قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : وهذا اسناد حسن". وأخرجه الحاكم (4/ 26) من هذا الوجه وسكت عليه هو والذهبي دون قوله : " قالت : فو الله ما هو إلا . . .".
ثم روى من طريق مجاهد قال : قالت جويرية بنت الحارث لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنّ أزواجَـكَ يَفخرْنَ عليّ يقلن : لم يتزوجك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنما أنتِ ملكُ يمين ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ألم أعظِم صداقك ؟ ألم أعتق أربعين رقبة من قومك ؟). قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : "واسناده مرسل صحيح". انظر : [إرواء الغليل 5/ 83 رقم 1212].
3 . كانت أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار - رضي الله عنها - سببًا في إسلام أبوها وأختٌ لها وأخـَوان، وبعض قومها، ونالت بذلك أجر هدايتهم. انظر : [أسد الغابة ( 1/ 400) و (الإصابة 2/ 160) و(السيرة النبوية لابن هشام 2/ 296).
4 . عُرفت السيدة جويرية - رضي الله عنها - بكثرة صيامها وذِكرها ودعائها لله - عزّ وجلّ - : فعنها - رضي الله عنها – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال : (ما زلتِ على الحال التي فارقتُكِ عليها ؟) قالت : نعم ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (لقد قلتُ بعدك أربع كلماتٍ ثلاث مرات ، لو وزنت بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضاء نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته) (صحيح) رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي.
وفي رواية أخرى لمسلم : (... سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضاء نفسه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته) زاد النسائي في آخره : والحمد لله كذلك.
وفي رواية أخرى له : (سبحان الله وبحمده، ولا إله إلا الله والله أكبر عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته).
ولفظ الترمذي : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر عليها وهي في المسجد، ثم مر بها وهي في المسجد قريب نصف النهار فقال : ما زلت على حالك ؟ فقالت : نعم، فقال : أعلمك كلمات تقولينها : (سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، ثلاث مرات، وذكر زنة عرشه، ومداد كلماته ثلاثا ثلاثا) وقال حديث (حسن صحيح).
وفي رواية للنسائي : [ تكرار كل واحدة واحدة ثلاثا أيضا ]. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب 2/ 1574] .
وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال : أصُـمْتِ أمس ؟ قالت : لا، قال : تريدين أن تصومي غدا، قالت : لا، قال : فأفطري) (صحيح) رواه البخاري وأبو داود – رحمهما الله تعالى – انظر : [صحيح الترغيب والترهيب 1/ 1047] .
وُذكرت السيدة جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها - في (أصحاب السبعة) روايةً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أي أنها روت سبعة أحاديث. منها حديث عند البخاري، وحديثان عند مسلم. انظر : [البخاري (4/ 203)] و [مسلم (1073) و (2726)]. انظر : [ كتاب "عناية النساء بالحديث النبوي" للشيخ مشهور حسن سلمان ص 57].
عاشت السيدة جويرية - رضي الله عنها – في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وامتّد عمرها إلى عهد معاوية بن أبى سفيان - رضى الله عنه -.
وتوفيت - رضي الله عنها - عام 50 للهجرة عن 65 سنة، وقيل توفيت سنة 56 للهجرة.
رضي الله عنها وأرضاها، وجعل الفردوس الأعلى مأواها، وجمعنا بها في أعلى عليين، مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
وتوفيت - رضي الله عنها - عام 50 للهجرة عن 65 سنة، وقيل توفيت سنة 56 للهجرة.
رضي الله عنها وأرضاها، وجعل الفردوس الأعلى مأواها، وجمعنا بها في أعلى عليين، مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
منقول للامانة
//
اسم الموضوع : أم المؤمنين جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها ( خاص بالمسابقة)
|
المصدر : السيرة النبوية العطرة و الاحاديث الشريفة
جزاني الله واياكم كل الخير
الله يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ويجمعنا مع الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجاته الطاهرين رضي الله عنهم الفردوس الاعلى من الجنة