كنت .. أحلم
حديث ,, الصمت
«ومن الحُب ما قتل»وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ
قصيدة اليوم للشاعر طرفة ابن العبد
شاعر جاهلي أحد فطاحلة الشعر
طبقته عالية وصاحب أحد المعلقات
والتي مطلعها
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ،
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
قصيدة اليوم ترتبط بقصةعشق صورها الشاعر بشكل جميل وساحر تتحدث
عن عشق الشاعر طرفة لسليمى وعشق شاعر آخر اسمه مرقش
أحب المرقش ابنة عمه أسماء منذ الصغر وأحبته
ونما الحب في قلبيهما ثم خطبها من أبيه
فأخذ يماطله ويعده فيها المواعيد
ولعله لم يكن يراه كفؤاً لابنته
يذكر الرواة أنه قال له:"لا
أزوجك حتى تعرف
بالبأس وتزور الملوك
وانطلق المُرقش يبنى مستقبله ويرفع من شأنه حتى يكون جديرًا بابنة عمه
المحبوبة، فاتصل ببعض الملوك يمدحهم، ونال جوائزهم،
ثم عاد إلى وطنه بعد سنين ليُفاجأ بنبأ وفاتها الذى
أذهله وجعل كل آماله تتهاوى
في يأس قاتل وحزن مميت
دلته قبيلته على قبر قالوا له إنه قبرها وارتبطت أيامه
بهذا القبر يندب عنده حظه ويبكى آماله ويذوب كمدًا وحزنًا
ثم ترامى إلى سمعه ذات مرة أن أسماء لم تمت
وإنما تزوجها أحد سادة قبيلة مُراد الأثرياء في أثناء غيبته
وشد رحاله المرقش أرض مُراد
حيث استقرت حبيبته يلفظ
أنفاسه الأخيرة بعد أن يودع
الحياة بأبيات من الشعر
سرىَ ليلاً خيالٍ من سُليمى فأرقني وأصحابي هجودُ
فبـتُ أٌدبـر أمـري كـل حـالٍ وأذكـر أهلهـا وهـم بعيـدُ
سكن ببلدةٍ وسكنت أخرى وقطعت المواثق والعهودُ
فما بالى أفي ويُخان عهدي وما بالى أُصادُ ولا أصيـدُ!!
مات المُرقش لكن بقيت قصته وأشعاره
دليلا على أن قصص الحب الجميلة باقية إلى الأبد
وقصيدة اليوم يشبه طرفة عشقه
بعشق مرقش الا في النهايات
فمرقش مات كمدا اما طرفة
كان جلدا ولم يصبه من العشق
الا خبال يماطله
كما في الابيات التالية
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،
بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،
وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
واليكم القصيدة وأعتذر
ان اطلت المقدمة
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى ،
واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها،
لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً،
كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ، كأنّهُ
رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي
بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّة ٍ،
مَسيرَة ِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِله
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،
بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،
وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله
قصيدة اليوم للشاعر طرفة ابن العبد
شاعر جاهلي أحد فطاحلة الشعر
طبقته عالية وصاحب أحد المعلقات
والتي مطلعها
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ،
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
قصيدة اليوم ترتبط بقصةعشق صورها الشاعر بشكل جميل وساحر تتحدث
عن عشق الشاعر طرفة لسليمى وعشق شاعر آخر اسمه مرقش
أحب المرقش ابنة عمه أسماء منذ الصغر وأحبته
ونما الحب في قلبيهما ثم خطبها من أبيه
فأخذ يماطله ويعده فيها المواعيد
ولعله لم يكن يراه كفؤاً لابنته
يذكر الرواة أنه قال له:"لا
أزوجك حتى تعرف
بالبأس وتزور الملوك
وانطلق المُرقش يبنى مستقبله ويرفع من شأنه حتى يكون جديرًا بابنة عمه
المحبوبة، فاتصل ببعض الملوك يمدحهم، ونال جوائزهم،
ثم عاد إلى وطنه بعد سنين ليُفاجأ بنبأ وفاتها الذى
أذهله وجعل كل آماله تتهاوى
في يأس قاتل وحزن مميت
دلته قبيلته على قبر قالوا له إنه قبرها وارتبطت أيامه
بهذا القبر يندب عنده حظه ويبكى آماله ويذوب كمدًا وحزنًا
ثم ترامى إلى سمعه ذات مرة أن أسماء لم تمت
وإنما تزوجها أحد سادة قبيلة مُراد الأثرياء في أثناء غيبته
وشد رحاله المرقش أرض مُراد
حيث استقرت حبيبته يلفظ
أنفاسه الأخيرة بعد أن يودع
الحياة بأبيات من الشعر
سرىَ ليلاً خيالٍ من سُليمى فأرقني وأصحابي هجودُ
فبـتُ أٌدبـر أمـري كـل حـالٍ وأذكـر أهلهـا وهـم بعيـدُ
سكن ببلدةٍ وسكنت أخرى وقطعت المواثق والعهودُ
فما بالى أفي ويُخان عهدي وما بالى أُصادُ ولا أصيـدُ!!
مات المُرقش لكن بقيت قصته وأشعاره
دليلا على أن قصص الحب الجميلة باقية إلى الأبد
وقصيدة اليوم يشبه طرفة عشقه
بعشق مرقش الا في النهايات
فمرقش مات كمدا اما طرفة
كان جلدا ولم يصبه من العشق
الا خبال يماطله
كما في الابيات التالية
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،
بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،
وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
واليكم القصيدة وأعتذر
ان اطلت المقدمة
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى ،
واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها،
لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً،
كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ، كأنّهُ
رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي
بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّة ٍ،
مَسيرَة ِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِله
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،
بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،
وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله
اسم الموضوع : «ومن الحُب ما قتل»وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
|
المصدر : منتدى الشعر الفصيح