كومة حب في سقف السحر ✨

[ميس]

قالتْ: أخافُ أن نَذبل.
قلتُ: الزهرُ يذبلُ ليحيا في عِطرِه،
ونحنُ إن خَبَتْ نارُنا بقينا في رمادِها نَتوهّج.

قالتْ: ولماذا أنا؟
قلتُ: لأنّ الله إذا أحبَّ عبدًا، أهداهُ روحًا تُشبهه،
وكنتِ هديّتي منه، كنسمةٍ تمسحُ وجهَ القلق.

قالتْ: إنّي أتعبُ من شدّة الحنين.
قلتُ: وأنا أتنفّسُ الحنينَ كما يتنفّسُ الغريقُ الماء،
ما عادَ لي نجاةٌ إلا في غرقِك.


قالتْ: وإن متَّ قبلك؟
قلتُ: سأُقيمُ في غيابك صلاةً لا تنقطع،
وأُقبّلُ الريحَ إن مرّت من طريقك.



ثم سكتتْ، وسكتُّ…
غيرَ أنَّ بينَ الصمتينِ،
كانت أرواحُنا تُحادثُ بعضَها،
كأنّ الوجودَ كلهُ يُنصتُ لحبٍّ يُقالُ بغيرِ لسان

..




ميسـاء

 

[ميس]

.


.



"أنا كما لم يُخلق شَبَهي”


أنا لستُ عابرةً بينَ الكلمات،
بل الكلمةُ التي يتعلّمُ منها الحرفُ كيف يكونُ جَمالًا.
أنا مبدأُ القصيدة، وختامُها،
أنا النغمةُ التي لو غابت، لخرسَ اللحنُ وانكسرَ الوتر.


.
.

 

[ميس]

.

يقولون: فيكِ ترفُّ الغيماتِ وتيهُ المرايا.
أقول: بل فيَّ دهشةُ الخلقِ يومَ قيلَ “كُوني” فكنت.
أنا لا أُشبهُ أحدًا،
أنا من إذا حضرتُ، غابَ التشبيهُ خجلًا،
وانحنتِ اللغةُ تُعدّلُ من قوامِها أمامي

.
.

 

[ميس]

 

[ميس]

.


أتساءل: هل يشيخُ الحزنُ؟ أم هو خالدٌ فينا، كما خُلِقَت النارُ لا تنطفئ ؟!


.
.

 

[ميس]

استيقظتُ كأنّني سقطتُ من حافةِ حلمٍ عالٍ.
النومُ غادرني على عجل، وترك في صدري رجفةً باردة.
الأوراقُ مبعثرةٌ كخرائطٍ فقدت وجهتها.
الأجهزةُ ما زالت مضيئة، تئنّ من طول السهر.
جمعتُها بمللٍ ثقيلٍ، كمن يدفن فوضاه بيده.
نزلتُ إلى الصالة، غريبةٌ أنا في بيتٍ أعرفه.
الهدوءُ كثيف، يصفعني بصمته.
أعددتُ شاي ، عبقه يذكّرني بأيامٍ لم تعد.
بخارُه يتسلّق الهواء كأمنيةٍ هاربة.
جلستُ، والكرسيّ أمامي فارغٌ مثل قلبي.
أرتّب الأفكار فلا تنتظم.
أفتح الدفاتر فلا تبوح.
أراقب عقارب الساعة وهي تتهامس بالملل
أقول: يا لهذا اليوم، كم هو ساكنٌ كالمقابر.
أقلبُ أوراقي، لا بحثاً عن شيء، بل هرباً من اللاشيء.
أرتشفُ الشاي، لا لذّة فيه ولا عزاء.
أنظرُ إلى الضوء المتسلّل من النافذة،
كأنّ الشمسَ جاءت لتسخر من كسلي.
أتنفّس ببطءٍ، وأفكّر:
ربما الغدُ أكرم،
وربما لا فرق بين الغدِ واليوم،


سوى أنّني ما زلتُ أتنفّس.




.