عاشق بلا جواد
نجوم المنتدي
-
- إنضم
- 30 مايو 2021
-
- المشاركات
- 113
-
- مستوى التفاعل
- 155
مغيث الرومي فاتح قرطبة
مغيث الرومي فاتح قرطبة :
كان من الروم الذين عاشوا في شمالي إفريقية، فقد كان خبيراً بإفريقية عارفاً بها ، اخذ مغيث الرومي اسيرا من شمال افريقيا الى الشام فترعرع وشبَّ في أحضان بيت الخليفة عبد الملك بن مروان، وتعلَّم احسن التعليم جنباً إلى جنب الوليد بن عبد الملك، وأصبح أحد أفراد العائلة المالكة وجزءاً منهم لا يتجزأ .
و أوفده الوليد ليرافق الحملة الأندلسية، وينقل إليه أخبار الفتوح كما يجب أن تُنقل، و دخل مغيث الرومي الأندلس مع طارق بن زياد رحمه الله فلما هزم طارق بن زياد القوط و قتل ملكهم لذريق فرق جيوشه في الاندلس ، فبعث مغيثاً إلى قرطبة، وكانت من أعظم مدائنهم، في سبعمائة فارس، لأن المسلمين ركبوا جميعاً خيل القوط التي غنموها ، ولم يبق فيهم راجل. وكَمن مغيث الرومي و رجاله فأمسكوا راعي غنم، فسئل عن قرطبة فأخبر أن بها حصين عال فوق أرضها، غير أنه فيه ثُغرة، ووصفها لهم.
وفي ليلة شديدة المطر و البرد عبر المسلمون نهر الوادي الكبير و اتو بالراعي فدلهم علي الثغرة ، فصعد رجل من أشِدّاء المسلمين اليها ، ونزع مغيث عمامته فناوله طرفَها، وأعان بعض الناس بعضاً، حتى كثروا على السّور. و كسروا أقفال الباب، وفتحوه. ودخل مغيث ومَنْ معه، وفتحوا المدينة عَنْوَة.
وهاجم مغيث ومَن معه من المسلمين قصر الملك، وقد بلغ الملك دخول المسلمين المدينة، فبادر بالفرار عن البلاط مع حرسه و هم أربعمائة فارس ، إلى كنيسة قريبة تسمى كنيسة سان أثيسكلو ، وتحصَّن فيها، فحاصرها المسلمون، واستمر الحصار نحو ثلاثة أشهر، حتى استطاع المسلمون قطع الماء عن المحصورين، وكان يجري إلى الكنيسة في مجرى تحت الأرض .
عندها ايقن الملك انه هالك إذا بقي هناك ، ففرَّ عن رجاله وحده بعد أن استغفلهم او اتجه الى طليلطلة ، فلما علم مغيث بذلك ركب فرسه و طارده وحده ، والتفت الملك ودُهِش لما رأى مغيثاً يطارده مطاردة عنيفة بلا هوادة، فزاد في حثّ فرسه، فقصر به ، فسقط عن الفرس، واندقَّت عنقه، فقعد على ترسه مستأسراً، فقبض عليه مغيث، وسلبه سلاحه، وحبسه عنده ليقدم به على أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك، ولم يؤسر من ملوك الأندلس غيره، لأن بعضهم استأمن، وبعضهم هرب إلى جِلِّيقِيَّة بالشمال.
وسكن مغيث قصر الملك الذي أصبح فيما بعد مقام الأمراء والخلفاء. وقد ترك المسلمون كنيسة الأسرى لنصارى قرطبة، فظلت أكبر كنائسهم في عاصمة الأندلس الإسلامية، طالما بقيت المدينة في حوزة المسلمين.
كان مغيث الرومي مشهوراً بحسن الرأي والكيد، فقد ذكروا أنه لما حصل بيده صاحب قرطبة وحريمه، رأى فيهنّ جارية كأنّها بينهنّ بدر بين نجوم، وهي تكثر التعرّض له بجمالها، فوكل بها مَن عرض عليها العذاب إن لم تُقِرَّ بما عزمت عليه في شأن مغيث، وأنه قد فطن من كثرة تعرّضها له بحسنها لما أضمرته له من المكر، فأقرّت أنها أكثرت التعرّض له لتقع في قلبه، إذ حُسْنُها فَتَّان، وقد أعدّت له خرقة مسمومة لتمسح بها ذَكَرَه عند وقاعها، فحمد الله تعالى على ما ألهمه إليه من مكرها، وقال: "لو كان نفس هذه الجارية في صدر أبيها، ما أخذت قرطبة من ليلة".
الأندلس الأموية
كان من الروم الذين عاشوا في شمالي إفريقية، فقد كان خبيراً بإفريقية عارفاً بها ، اخذ مغيث الرومي اسيرا من شمال افريقيا الى الشام فترعرع وشبَّ في أحضان بيت الخليفة عبد الملك بن مروان، وتعلَّم احسن التعليم جنباً إلى جنب الوليد بن عبد الملك، وأصبح أحد أفراد العائلة المالكة وجزءاً منهم لا يتجزأ .
و أوفده الوليد ليرافق الحملة الأندلسية، وينقل إليه أخبار الفتوح كما يجب أن تُنقل، و دخل مغيث الرومي الأندلس مع طارق بن زياد رحمه الله فلما هزم طارق بن زياد القوط و قتل ملكهم لذريق فرق جيوشه في الاندلس ، فبعث مغيثاً إلى قرطبة، وكانت من أعظم مدائنهم، في سبعمائة فارس، لأن المسلمين ركبوا جميعاً خيل القوط التي غنموها ، ولم يبق فيهم راجل. وكَمن مغيث الرومي و رجاله فأمسكوا راعي غنم، فسئل عن قرطبة فأخبر أن بها حصين عال فوق أرضها، غير أنه فيه ثُغرة، ووصفها لهم.
وفي ليلة شديدة المطر و البرد عبر المسلمون نهر الوادي الكبير و اتو بالراعي فدلهم علي الثغرة ، فصعد رجل من أشِدّاء المسلمين اليها ، ونزع مغيث عمامته فناوله طرفَها، وأعان بعض الناس بعضاً، حتى كثروا على السّور. و كسروا أقفال الباب، وفتحوه. ودخل مغيث ومَنْ معه، وفتحوا المدينة عَنْوَة.
وهاجم مغيث ومَن معه من المسلمين قصر الملك، وقد بلغ الملك دخول المسلمين المدينة، فبادر بالفرار عن البلاط مع حرسه و هم أربعمائة فارس ، إلى كنيسة قريبة تسمى كنيسة سان أثيسكلو ، وتحصَّن فيها، فحاصرها المسلمون، واستمر الحصار نحو ثلاثة أشهر، حتى استطاع المسلمون قطع الماء عن المحصورين، وكان يجري إلى الكنيسة في مجرى تحت الأرض .
عندها ايقن الملك انه هالك إذا بقي هناك ، ففرَّ عن رجاله وحده بعد أن استغفلهم او اتجه الى طليلطلة ، فلما علم مغيث بذلك ركب فرسه و طارده وحده ، والتفت الملك ودُهِش لما رأى مغيثاً يطارده مطاردة عنيفة بلا هوادة، فزاد في حثّ فرسه، فقصر به ، فسقط عن الفرس، واندقَّت عنقه، فقعد على ترسه مستأسراً، فقبض عليه مغيث، وسلبه سلاحه، وحبسه عنده ليقدم به على أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك، ولم يؤسر من ملوك الأندلس غيره، لأن بعضهم استأمن، وبعضهم هرب إلى جِلِّيقِيَّة بالشمال.
وسكن مغيث قصر الملك الذي أصبح فيما بعد مقام الأمراء والخلفاء. وقد ترك المسلمون كنيسة الأسرى لنصارى قرطبة، فظلت أكبر كنائسهم في عاصمة الأندلس الإسلامية، طالما بقيت المدينة في حوزة المسلمين.
كان مغيث الرومي مشهوراً بحسن الرأي والكيد، فقد ذكروا أنه لما حصل بيده صاحب قرطبة وحريمه، رأى فيهنّ جارية كأنّها بينهنّ بدر بين نجوم، وهي تكثر التعرّض له بجمالها، فوكل بها مَن عرض عليها العذاب إن لم تُقِرَّ بما عزمت عليه في شأن مغيث، وأنه قد فطن من كثرة تعرّضها له بحسنها لما أضمرته له من المكر، فأقرّت أنها أكثرت التعرّض له لتقع في قلبه، إذ حُسْنُها فَتَّان، وقد أعدّت له خرقة مسمومة لتمسح بها ذَكَرَه عند وقاعها، فحمد الله تعالى على ما ألهمه إليه من مكرها، وقال: "لو كان نفس هذه الجارية في صدر أبيها، ما أخذت قرطبة من ليلة".
الأندلس الأموية
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : مغيث الرومي فاتح قرطبة
|
المصدر : قادة وسياسيين ومحاربين