استيقظتَ هذا الصباح، ولا شيء فيك على حاله. صوتك لا يشبهك. يدك باردة كما لو أنها صافحت ظلك. والقهوة، رغم مرارتها المألوفة، تذكّرك بما لم يعد موجودًا.
الخسارة ليست حدثًا، إنها تحوُّل. شيء ينسل من عظامك بهدوء، كأن الذاكرة تشرب نفسها قطرة قطرة.
كيف تستوعب خسارتك؟
لا تفعل.
دعها تدخل إلى جسدك كما يدخل الليل إلى قرية نائية: ببطء، وبصمت، وبقدر من القدر. لا ترفضها، ولا تكتبها شعراً في لحظة رومانسية زائفة. اجلس معها. دعها تأكلك، ثم راقب كيف تنبت داخلك حياة لا تشبهك.
الخسارة ليست نقصًا، بل شكل آخر من الكمال، لأن ما نحبّه حين نفقده، يكشف لنا حجمه الحقيقي. نحن لا نرى الأشياء بوضوح إلا حين تبتعد. ولا نفهم ملامح وجوهنا إلا حين نحدّق في وجوه الغائبين.
قل لنفسك:
“أنا الآن في الطور الآخر من نفسي. الطور الذي تخلّى فيه الوقت عن الهندسة، وصار يمشي عكس الريح.”
وحين تمشي بين الناس، لا تُظهر حزنك، دعه يتسلّل من بين الكلمات.
دعه يصبح صديقك، يسهر معك، يكتب معك، ويشاركك الصمت.
في الخسارة، تصبح اللغة غريبة.
تصير الكلمة خيطَ دمٍ.
والبيت الذي كنت تراه عادياً، يتحوّل إلى متحف للحنين.
لكن هناك، في عمق كل وجع، نواة ضوء.
شيء صغير، لا تراه، لكنه ينتظر.
ينتظر أن تفهم، أن تنضج، أن تصير أكثر هشاشة وأكثر حياة.
وصدقني، لا أحد يخرج من الخسارة كما دخل.
كل خسارة، إن استوعبتها جيدًا، تعيد تشكيلك.
تجعلك أكثر قدرة على الرؤية… لا بعينيك، بل بقلبك الذي عرف طعم الغياب.
استيقظتَ هذا الصباح، ولا شيء فيك على حاله. صوتك لا يشبهك. يدك باردة كما لو أنها صافحت ظلك. والقهوة، رغم مرارتها المألوفة، تذكّرك بما لم يعد موجودًا.
الخسارة ليست حدثًا، إنها تحوُّل. شيء ينسل من عظامك بهدوء، كأن الذاكرة تشرب نفسها قطرة قطرة.
كيف تستوعب خسارتك؟
لا تفعل.
دعها تدخل إلى جسدك كما يدخل الليل إلى قرية نائية: ببطء، وبصمت، وبقدر من القدر. لا ترفضها، ولا تكتبها شعراً في لحظة رومانسية زائفة. اجلس معها. دعها تأكلك، ثم راقب كيف تنبت داخلك حياة لا تشبهك.
الخسارة ليست نقصًا، بل شكل آخر من الكمال، لأن ما نحبّه حين نفقده، يكشف لنا حجمه الحقيقي. نحن لا نرى الأشياء بوضوح إلا حين تبتعد. ولا نفهم ملامح وجوهنا إلا حين نحدّق في وجوه الغائبين.
قل لنفسك:
“أنا الآن في الطور الآخر من نفسي. الطور الذي تخلّى فيه الوقت عن الهندسة، وصار يمشي عكس الريح.”
وحين تمشي بين الناس، لا تُظهر حزنك، دعه يتسلّل من بين الكلمات.
دعه يصبح صديقك، يسهر معك، يكتب معك، ويشاركك الصمت.
في الخسارة، تصبح اللغة غريبة.
تصير الكلمة خيطَ دمٍ.
والبيت الذي كنت تراه عادياً، يتحوّل إلى متحف للحنين.
لكن هناك، في عمق كل وجع، نواة ضوء.
شيء صغير، لا تراه، لكنه ينتظر.
ينتظر أن تفهم، أن تنضج، أن تصير أكثر هشاشة وأكثر حياة.
وصدقني، لا أحد يخرج من الخسارة كما دخل.
كل خسارة، إن استوعبتها جيدًا، تعيد تشكيلك.
تجعلك أكثر قدرة على الرؤية… لا بعينيك، بل بقلبك الذي عرف طعم الغياب.
المساحه حلوه بتواجدك