قصة البطولة والفداء
ابطال حرب اكتوبر قصة البطولة والفداء
كان عربي مجنداً في القوات الجوية، في "قاعدة المنصورة الجوية" بمدينة المنصورة. وقبيل حرب أكتوبر، وفي إطار خطة التمويه العسكري لحماية الوحدات العسكرية والمطارات الحربية من طائرات العدو الإسرائيلي، قررت القيادة عمل مطارات وهمية بالزراعات للتمويه، وتركت في حراسة قائد وعدد قليل من المجندين.
وبعد عبور أكتوبر المجيد، وفي إطار "معركة المنصورة الجوية" الشهيرة، حاولت إسرائيل بكل شدة أن تقوم بضرب "قاعدة المنصورة الجوية" أيام 7 و 9 و 12 أكتوبر 1973 لكن فشلت بسبب تصدي بطاريات الدفاعات الجوية. و في 14 أكتوبر 1973 حاولت القوات الجوية الإسرائيلية بهجوم كبير تدمير كافة قواعد الطائرات الكبرى بدلتا النيل في كل من طنطا والمنصورة والصالحية ولكن تصدت لها القوات الجوية المصرية في أكبر معركة طائرات في التاريخ، ولكن مع ذلك، حدث أن نجح عدد قليل من المقاتلات الإسرائيلية في التسلل والوصول إلى القاعدة الجوية بالمنصورة لقصفها و قد نجحت بالفعل في قصف الممرات بالقاعدة.
كان "عربي" في خدمته بقاعدة التمويه في الزراعات التي تبعد حوالي 3 كيلومترات ونصف عن القاعدة الأصلية وشاهد القصف الإسرائيلي على القاعدة وتصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود، حاول "عربي" ترك مكان خدمته ليذهب لنجدة الناجين من زملائه إلا أن قائده أمره بعدم الذهاب وتعريض نفسه للخطر، وكان هناك مجنداً آخر بالموقع يركب السيارة الجيب العسكرية وحاول أن يمنعه لأنه متوقع مزيد من القصف ولأن إسرائيل كانت قد اعتادت تأخير توقيت انفجار الدانات بعد إسقاطها في الموقع لتحدث أكبر قدر من الخسائر البشرية حين يتجمع الناس حولها، ودخل الاثنان في شد وجذب، هذا يحاول أن يثنيه عن الذهاب و"عربي" يصر على نجدة زملائه، إلا أنه غافل القائد والجندي وجرى حوالي 3 كيلومترات ونصف في الزراعات وما أن دخل الموقع حتى هبطت دانة أخرى على القاعدة وانفجرت خلال فترة قصيرة فقضت على الجميع.
مراسم التكريم والدفن العسكرية
تم إبلاغ الأهل المكلومين بالخبر، وتمت الإجراءات حسب المتبع، وطلبت الإدارة المعنية بالجيش عدم إقامة "صوان عزاء" في الشارع أو مجلس عزاء أو إذاعة قرآن في البيت أو ممارسة أي مظهر من مظاهر الحزن مراعاة لمشاعر الشعب المصري في هذا الوقت، حيث كثرة الشهداء في كل بيت في هذه الفترة كانت قاسمة للظهر مدعاة للقهر. وتمت مراسم الدفن حسب التقاليد العسكرية للشهيد مع كافة أفراد الوحدة الذين توفوا من جراء القصف الإسرائيلي وعلى رأسهم اللواء قائد الوحدة، أما "عربي" فلم يعثر له على جثة أو حتى رفات تدفن، فتم إعداد مقبرة جماعية رمزية مع باقي زملائه أعدت لهم بالمنصورة ( ليس لها أثر الآن) وكتبت أسماؤهم على لوحة الشرف الرخامية: ولكن للأسف، مع تعاقب السنين وتقلب المحافظين على المنصورة، أزيلت هذه المقابر ومحت الأسماء (ومنهم اسم عربي) وبقت القصة ذكريات في أذهان عدد قليل من الناس، وصور قديمة حبيسة الأدراج.
الشهيد عربي يطمئن أمه على حاله
بعد مرور بعض الوقت على استشهاده، قالت لنا المرحومة جدتي أنها رأته في المنام بعدها بفترة، وقد زارها روحاً خفيفة مبتسماً ليطمئنها على حاله وقد كانت دائمة التفكير فيه ليل نهار، وقالت أنه أخبرها عن حاله وأنه يعيش حيث هو حياة طيبة وأنه قد تزوج!. مصداقاً لقوله تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) - صدق الله العظيم.
كان عربي مجنداً في القوات الجوية، في "قاعدة المنصورة الجوية" بمدينة المنصورة. وقبيل حرب أكتوبر، وفي إطار خطة التمويه العسكري لحماية الوحدات العسكرية والمطارات الحربية من طائرات العدو الإسرائيلي، قررت القيادة عمل مطارات وهمية بالزراعات للتمويه، وتركت في حراسة قائد وعدد قليل من المجندين.
وبعد عبور أكتوبر المجيد، وفي إطار "معركة المنصورة الجوية" الشهيرة، حاولت إسرائيل بكل شدة أن تقوم بضرب "قاعدة المنصورة الجوية" أيام 7 و 9 و 12 أكتوبر 1973 لكن فشلت بسبب تصدي بطاريات الدفاعات الجوية. و في 14 أكتوبر 1973 حاولت القوات الجوية الإسرائيلية بهجوم كبير تدمير كافة قواعد الطائرات الكبرى بدلتا النيل في كل من طنطا والمنصورة والصالحية ولكن تصدت لها القوات الجوية المصرية في أكبر معركة طائرات في التاريخ، ولكن مع ذلك، حدث أن نجح عدد قليل من المقاتلات الإسرائيلية في التسلل والوصول إلى القاعدة الجوية بالمنصورة لقصفها و قد نجحت بالفعل في قصف الممرات بالقاعدة.
كان "عربي" في خدمته بقاعدة التمويه في الزراعات التي تبعد حوالي 3 كيلومترات ونصف عن القاعدة الأصلية وشاهد القصف الإسرائيلي على القاعدة وتصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود، حاول "عربي" ترك مكان خدمته ليذهب لنجدة الناجين من زملائه إلا أن قائده أمره بعدم الذهاب وتعريض نفسه للخطر، وكان هناك مجنداً آخر بالموقع يركب السيارة الجيب العسكرية وحاول أن يمنعه لأنه متوقع مزيد من القصف ولأن إسرائيل كانت قد اعتادت تأخير توقيت انفجار الدانات بعد إسقاطها في الموقع لتحدث أكبر قدر من الخسائر البشرية حين يتجمع الناس حولها، ودخل الاثنان في شد وجذب، هذا يحاول أن يثنيه عن الذهاب و"عربي" يصر على نجدة زملائه، إلا أنه غافل القائد والجندي وجرى حوالي 3 كيلومترات ونصف في الزراعات وما أن دخل الموقع حتى هبطت دانة أخرى على القاعدة وانفجرت خلال فترة قصيرة فقضت على الجميع.
مراسم التكريم والدفن العسكرية
تم إبلاغ الأهل المكلومين بالخبر، وتمت الإجراءات حسب المتبع، وطلبت الإدارة المعنية بالجيش عدم إقامة "صوان عزاء" في الشارع أو مجلس عزاء أو إذاعة قرآن في البيت أو ممارسة أي مظهر من مظاهر الحزن مراعاة لمشاعر الشعب المصري في هذا الوقت، حيث كثرة الشهداء في كل بيت في هذه الفترة كانت قاسمة للظهر مدعاة للقهر. وتمت مراسم الدفن حسب التقاليد العسكرية للشهيد مع كافة أفراد الوحدة الذين توفوا من جراء القصف الإسرائيلي وعلى رأسهم اللواء قائد الوحدة، أما "عربي" فلم يعثر له على جثة أو حتى رفات تدفن، فتم إعداد مقبرة جماعية رمزية مع باقي زملائه أعدت لهم بالمنصورة ( ليس لها أثر الآن) وكتبت أسماؤهم على لوحة الشرف الرخامية: ولكن للأسف، مع تعاقب السنين وتقلب المحافظين على المنصورة، أزيلت هذه المقابر ومحت الأسماء (ومنهم اسم عربي) وبقت القصة ذكريات في أذهان عدد قليل من الناس، وصور قديمة حبيسة الأدراج.
الشهيد عربي يطمئن أمه على حاله
بعد مرور بعض الوقت على استشهاده، قالت لنا المرحومة جدتي أنها رأته في المنام بعدها بفترة، وقد زارها روحاً خفيفة مبتسماً ليطمئنها على حاله وقد كانت دائمة التفكير فيه ليل نهار، وقالت أنه أخبرها عن حاله وأنه يعيش حيث هو حياة طيبة وأنه قد تزوج!. مصداقاً لقوله تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) - صدق الله العظيم.
اسم الموضوع : قصة البطولة والفداء
|
المصدر : عالم الجاسوسيه و المخابرات