-
- إنضم
- 6 يناير 2022
-
- المشاركات
- 17,319
-
- مستوى التفاعل
- 10,094
- مجموع اﻻوسمة
- 10
جبل طارق مفتاح دخول الأندلس
هنا جبل طارق و عقارب التاريخ تشير إلى شهر رمضان المبارك لسنة 92 للهجرة و 711 للميلاد..
من هنا بدأ نسج أولى خيوط الحكاية، و على هذه القمة طُبخت استراتيجية الرواية، هنا اتّفق الجميع على توحيد الجهدِ ورفع الرّاية، على هذه الضفاف أقسمت الجموع على أن لا تتوقف حتى تصل الغاية، من هذا المكان بدأت ترسل العيون و السرايا، تُمشط بلاد الأندلس وتكتشف الخبايا، وعلى جناح السرعة تصل الأخبار لمقر القيادة في العاصمة طليطلة تقول : أنقذنا أيها الملك لوذريق فإنه نزل علينا قوم لا نعرف هل هم من أهل الأرض أم من أهل السماء، ثارت ثائرة الطاغية وتحرّك على الفور نحو الجبهة الجنوبية للأندلس، مجهَزا بكل أنواع العتاد والعدة، أطلق الريح لفرسانه " البواسل " بين ظفرين، و هو يركب هودجه الملكي في زينة قارون وهو لا يعلم أن قارون قد خسفت به الأرض من قبله، و لغروره الزائد كان قد تفاوض مع كبار التجار على أن يبيع لهم أسرى المسلمين الذين سيسقطون في يده، وأكثروا من حمل الحبال معهم لربط الأسرى، كان هذا حلمهم..
وفي الجهة الأخرى تحرك القائد طارق بن زياد مع كوكبة من الجنود المشاة لا يتعدى عددهم 12 ألف مقاتل نحو الأمام يبحثون عن مكان يليق بمواجهة لوذزيق و جيشه الجرار الذي وصل عدده لحوالي 100 ألف مقاتل، من البداية تتضح أن الأرقام غير متوازنة، 12 ألف من المشاة مقابل مائة ألف فارس.. هذا ضرب من الجنون، و هذا انتحار جماعي لا محالة، هكذا هو تفكير المحبطين و أصحاب الحسابات المنطقية التي لا تمت للواقع بصلة، أما المؤمنون فقد قرؤوا قول الله تعالى "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"وصل طارق بن زياد إلى سهل برباط على ضفاف وادي برباط ويسمى كذلك وادي لكة وقرر أن ينتظر في هذا المكان حتى يصل لوذريق، وما هي إلا أيام قليلة حتى بدأت جحافيل البشر تموج نحو السهل موجًا، و تثير الغبار تحت أقدامها نقعًا، إنّه لوذريق وجيشه الجرّار، إلتقى الجمعان في يوم 28 رمضان من سنة 92 هـ وبدأت أصوات السيوف تقرع بين الجانبين، أخذ ورد، كرّ و فرّ، ضربة هنا تقابلها ضربة هناك، استمرت المعركة لثمانية أيام وسبع ليالي كاملة تخللها يوم عيد الفطر، وفي آخر المطاف حُسمت جولات المعركة ومالت الكفة كل الميل لصالح من شعارهم "الله أكبر" و تمكنت الجيوش الإسلامية من تحقيق النصر في أول معركة على أرض الأندلس و تم القضاء على جيش لوذريق الذي فر من المعركة ولم يسمع له أثر بعد ذلك، و قد استشهد من المسلمين ثلاثة آلاف مجاهد، غنم المسلمون كل سلاح العدو وكانت الخيول و البغال أكبر سلاح يقع بيد الجيش الإسلامي، وبالتالي فُتح الباب على مصراعيه من أجل إكمال الفتوحات.
منقول
اسم الموضوع : جبل طارق مفتاح دخول الأندلس
|
المصدر : قسم الحروب و المعارك